رئيس الجمهورية: مؤسسة القوات المسلحة هي مؤسسة الوطن كله وهي حزب الأحزاب
حضر فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ومعه الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية اليوم حفل تخرج عدد من الدفع الجديدة من المدارس العسكرية والأمنية والذي أقيم في مدرسة الحرس الجمهوري بأمانة العاصمة والذي شمل تخريج 43 دورة تخصصية عسكرية في القوات المسلحة بالإضافة إلى كتائب الانتشار الأمني والتي تم تدريبها في مراكز تدريب الحرس الجمهوري والتي تضطلع بتدريب قوة الانتشار الأمني التابعة لوزارة الداخلية بالإضافة إلى الملتحقين بها من المناطق العسكرية تدريباً نوعياً لإكسابهم مهارات قتالية وأمنية نوعية عالية تعزز من قدراتهم على أداء واجباتهم العسكرية والأمنية بكفاءة واقتدار.
وفي الحفل ألقى فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح كلمة هنأ فيها الجميع بالعيد الوطني ال15للجمهورية اليمنية.
وقال: اهنىء الجميع بالعيد الذي احتفلنا به في محافظة حضرموت التاريخ والحضارة والثقافة وكان احتفالاً مميزاً وله مدلولاته العظيمة.
وقال مخاطباً ابناء القوات المسلحة والأمن أنكم حماة الشرعية الدستورية والنظام والقانون والديمقراطية والتعددية السياسية فتحية لكم ايها المقاتلون ونترحم في البداية على أرواح الشهداء الأبرار ونتمنى للجرحى والمصابين الشفاء العاجل والذين قدموا جميعاً نهراً من الدماء من اجل الحفاظ على الأمن والاستقرار والسكنية العامة في المجتمع وسواء في الدفاع عن الوحدة أو التصدي للخارجين عن القانون.
وحيا فخامة الرئيس كل المقاتلين الشجعان وقيادة وزارتي الدفاع والداخلية على كل الجهود التي بذلوها لاعداد هذه الكوادر التي ستزود المؤسسة العسكرية والأمنية بدماء جديدة متعلمة.. مشيراً الى انه قد حان وقت العلم من اجل بناء المؤسسة العسكرية والأمنية على أسس علمية حديثة ورفدها بهذه الدماء الجديدة من الخريجين الذين يتعاملون بكفاءة مع الآليات الحديثة والتي تحتاج إلى الإنسان المتطور والمؤهل سواء كانت في المجال البري أو البحري أو الجوي أو في المجال الأمني فهناك إضافة جديدة ومتطورة دخلت في صفوف القوات المسلحة والأمن سواء في المجال البحري والدفاع الساحلي أو القوات الجوية والدفاع الجوي أو القوات البرية وهي بحاجة إلى كفاءات عالية ومدربة وقادرة على ان تتعامل مع تلك الآليات والتجهيزات بأسلوب علمي.
منوهاً إلى انه كلما كان التدريب جيداً والتطبيق في الميدان ممتازاً كلما خفت الخسائر، وقال: هذا ما شاهدناه في العمليات الأخيرة ضد المتمردين عندما اشتركت بعض القوات المؤهلة تأهيلاً نوعياً عالياً كانت الخسائر أقل ونحن نحث على البناء النوعي وعلى الإعداد الجيد ، ولقد استوعبنا في قواتنا المسلحة عدد من الخبراء من الدول الشقيقة ممن لديهم خبرات جيدة تستفيد منها قواتنا المسلحة.
وقال: “ان مؤسسة القوات المسلحة هي مؤسسة الوطن كله وهي حزب الأحزاب والقوة الضاربة بيد الشعب لحماية الثورة والجمهورية والوحدة وكل المكاسب والإنجازات”.
ونحن نحيى كل فرد في مؤسستنا العسكرية المنتشرة في الصحارى والجزر والسواحل والجبال وكذلك قواتنا الأمنية المنتشرة في كل أنحاء الوطن في الطرقات والمراكز والمنافذ وفي كل الوحدات الإدارية من اجل ان ينعم الوطن والمواطنين بالأمن والاستقرار فلا تنمية دون مؤسسة عسكرية وأمنية قوية ولا يمكن ان تكون هناك مؤسسة عسكرية وأمنية قوية دون اقتصاد وتنمية فكلاهما منظومة متكاملة البناء العسكري والبناء الاقتصادي مرتبطان مع بعضهما البعض.
وقال الأخ الرئيس ان ما تحقق هو بفضل من الله وعطاءات المخلصين في أجهزة الدولة وفي المؤسسة الوطنية الكبرى.
وقال نحن نعتز بكل ما تحقق سواء في شبكة الطرق أو الاتصالات أو الطاقة الكهربائية وحيث سنعمل على زيادة الطاقة الكهربائية بالغاز وبقدرة ستصل إلى ثلاثة ميجاوات وبحيث تغطي جميع أنحاء الجمهورية وبما يخدم أهداف التنمية الزراعية والصناعية.
وأضاف: لقد تحقق الشيء الكثير في مجال التعليم الجامعي والفني وارتفعت الجامعات من جامعتين إلى 7 جامعات حكومية غير الجامعات الأهلية، فالعصر عصر العلم والمعرفة والقضاء على الأمية وما تعانيه الشعوب وما عانيناه نحن هو نتيجة الماضي المتخلف نتيجة الأمية وممارسة الدجل والتضليل على الشعب.. فعندما يكون الناس متعلمين وواعين فأنهم يرفضون الدجل والتضليل والكذب والتطرف بكل أشكاله.. فنحن امة وسطاً وديننا الإسلامي هو دين العدل والمساواة والحرية لا دين التطرف والغلو والدجل والكهنوت، دين الحرية والعدالة.
واستطرد قائلاً: لقد ذهب اليمانيون إلى أسيا وأفريقيا لنشر الإسلام ولسنا بحاجة لمن يعلمنا الإسلام لان ديننا وثقافتنا هي الإسلام.
وقال الأخ الرئيس: نحن نجدد دعوتنا إلى تشابك الأيدي ووحدة الصف ونبذ الفرقة والى التآخي والمحبة بين كل أبناء الوطن دون تميز.. فالتميز هو العمل والإبداع والتسابق على خدمة الوطن والتضحية من اجله، فالوطن ليس بحاجة إلى عراك الكلام والمقالات وهيستريا الكتاب الذين يحمل بعضهم معولاً للهدم لشق الصف الوطني والإضرار بمصالح اليمن وتشويه سمعة اليمن في الوقت الذي يحتل فيه اليمن مكانة مرموقة في العالم العربي والإسلامي ولدى دول العالم.. وحيث يتحدث هؤلاء باحترام وإعجاب عن اليمن سواء كانوا أشقاء عرب أو مسلمين أو أصدقاء أجانب ولكن للأسف البعض في الداخل يحمل معول للهدم ويحقد على كل ما تحقق من شيء جميل وتشويه كل شيء جميل.
وأضاف قائلا: المعارضة مقبولة وأنا قلت بأنها الوجه الأخر للسلطة وعليها ان تقدم برامج بديلة يقبلها البعض، كيف نحل مشاكل الاقتصاد الوطني وفي ضوء ما هو متوفر من الموارد فمواردنا محدودة وكمية النفط التي ننتجها لا تتجاوز 400 الف برميل يوميا ونحن نتجه حاليا نحو تنمية وتطوير الثروة السمكية وإيجاد موارد للخزينة العامة فالشعب تطور في ملبسه ومأكله ومشربه وحياته ونحن نسأل كيف كانت المياه، لقد كنا نشرب من الابار السطحية والآن في كل انحاء الوطن نحفر للمياه الجوفية والى عمق يصل إلى 400 متر، كان معدل أفراد الأسرة يصل من 4-5 أشخاص يستخدمون جميعهم حوالي 20 ليترا اليوم طفل صغير يدخل إلى الحمام وينزل 20 ليترا فالمعارضة كيف تحل مشكلة المياه.. فبناء الدولة ليس كلاما، وبناء الدولة سهر وعرق وإرهاق لمن يتحمل المسؤولية، والمسؤولية ليست التربع على الكراسي ولكن البناء يحتاج إلى السهر والتضحية ولم يأت هذا البناء سواء في مجال البناء الاقتصادي او الثقافي او الاجتماعي او في مجال البناء النوعي في مؤسستنا العسكرية والأمنية الا بالتعب والسهر وبذل الجهود المتواصلة.
وقال فخامته: لقد كانت الدولة في ظل النظام الأمامي البائد قائمة على الزكوات، الان نحن نصرف على الضمان الاجتماعي أكثر من خمسة أضعاف مما كان يتم توريده من الواجبات التي كانت تحصل في ظل نظام الأئمة.
ونحن نحث الحكومة على بذل الجهود من اجل تحسين الموارد المالية وتطوير النهضة التنموية والصناعية والقضاء على البطالة والتي خفت إلى حد كبير بفضل تلك المشاريع التي تم تنفيذها والتي تستوعب اكبر عدد ممكن من الأيدي العاملة سواء في مجال شبكة الطرقات او الاتصالات او غيرها، ونحن لا نتمنى أن نرى مواطناً دون دخل او أياد عاطلة عن العمل، بل نريد ان يكون يمنناً سعيداً وليس بحاجة إلى احد.
وأضاف الأخ الرئيس: نحن بلد يبلغ تعداده حوالي 21 مليون نسمة وقروض الدولة ومديونيتها لا تتجاوز 4 مليار دولار، تم بها تنفيذ شبكات الطرق والكهرباء والاتصالات والجامعات وكليات المجتمع والمعاهد الفنية والمهنية، وهذه القروض التي أخذناها سواء من البنك الدولي او الصناديق العربية هي لغرض التنمية.
وجدد الاخ رئيس الجمهورية في ختام كلمته تهانيه للإخوة الخريجين، وقال تهانينا لكم ولقيادة وزارة الدفاع ممثلة بدائرة التدريب العسكري ودائرة التدريب بوزارة الداخلية.. متمنياً لكم التوفيق والنجاح في مهامكم المستقبلية سواء في المؤسسة العسكرية او رجال الأمن الساهرين على امن الوطن.