رئيس الجمهورية مخاطبا قيادات العمل الإرشادي: إن رسالة المسجد رسالة عظيمة ومفيدة لمن يتوخى الدقة والمعلومة الصحيحة
حضر فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليوم افتتاح الدورة التدريبية التشاورية والإرشادية لقيادات العمل الإرشادي والتى نظمتها وزارة الأوقاف والإرشاد تحت عنوان ” نهج الوسطية والاعتدال في الخطاب الإرشادي.. سلامة وحماية للأجيال والمجتمع
وقد تحدث الرئيس للاخوة المرشدين والمرشدات حيث عبر عن شكره لوزارة الاوقاف على الاعداد والترتيب الجيد لعقد مثل هذه الدورات المفيدة للمرشدين والمرشدات والموجهين والموجهات والتي سيكون لها بالغ الاثر على بقية المرشدين والخطباء في كل انحاء الوطن.
وقال: “ان رسالة المسجد رسالة عظيمة وقوية ومفيدة لمن يتوخى الدقة والمعلومات الصحيحة.. فهي رسالة عظيمة يستفيد منها كل المواطنين وعلى مختلف المستويات ومن خلالها يطلع الناس على كل التطورات ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وبكل ماهو جديد.. فخطبة الجمعة اوحلقة الإرشاد رسالة عظيمة اذا توخي فيها الدقة والالمام بالمعلومات واستطاع الخطيب أو المرشد ان يتابع كل المعلومات ليقدمها لعامة الناس.
وقال رئيس الجمهورية ” لقد سبق وأن حضرت دورة في الحديدة وكان لانعقادها أثر جيد ومفيد”.
وأضاف: ” نحن قادمون في الايام القليلة القادمة على استحقاق ديمقراطي يتمثل في انتخابات محلية ورئاسية تنافسية بين كل القوى السياسية.. وانشاء الله يكو ن هذا التنافس تنافس سلمي وتداول سلمي للسلطة سواء رئاسية أو محلية دون تزييف لوعي المواطن او قلب الحقائق”.
وتابع فخامته قائلا: ” على الخطباء ان يتوخوا الدقة والمعلومات الصحيحة لنقلها الى المواطنين ، نحن نريد ان يتم هذا الاستحقاق في ظل امن وأمان واستقرار وأن لا تحدث أي فوضى ، وأن يرى العالم شعبنا شعب متحضر فالإيمان يمان والحكمة يمانية كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم “.
وقال: ” فليتنافس المتنافسون على برامج وعلى رؤى تكون قابلة للاستيعاب دون تزييف الوعي او الكذب على الناس”.
وخاطب القيادات الإرشادية قائلا: ” فلتكن الخطابة حول هموم عامة الناس.. ماهو واجب الحكومة تجاه المواطنين وماهو واجب المواطنين تجاه الدولة والوطن.. فلنتحدث عن الأمن والأمان عن الا خاء ، عن الوحدة الوطنية ونبذ الفرقة والدعوة للالفة بين الناس “.
واستعرض فخامته خارطة المتغيرات التى شملت الوطن اليمني الكبير وماكان عليه الوضع قبل 78 19م بالقول.. ” أذكر الاخوة الخطباء وربما فيكم الآن من كبار السن الذين كانوا متابعين للاحداث في الماضي كيف كان اليمن مضطربا قبل عام 78 19م فيما كان يسمى بالشمال.. الاضطرابات والجبهات والتخريب والتدخلات الخارجية.. وكيف كان الوضع في جنوب الوطن ايضا التدخلات الخارجية في ظل النطام الشمولي والصراعات داخل الحزب نفسه والصراعات بين الشطرين حتى جاءت الوحدة المباركة في 22 مايو 1990م حيث كانت إنقاذا لكل الوطن وأبنائه.. إلتأم فيها شمل الاسرة اليمنية وتوحدنا على ثوابت وعلى قواسم مشتركة ، الكتاب والسنة والدستور ، حيث قامت وحدتنا على هذا الاساس “.
وقال ” مهمتكم مهمة عظيمة ورسالة المسجد عظيمة تقدموها لعامة الناس.. أنتم كقيادة للمرشدين والمرشدات والموجهين والموجهات لقيادات أدنى، توجهوهم في كل المحافظات الحديث عن اهمية استتباب الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية والصلح بين الناس، وليست دعوة إلى عصبية، أو بغضاء، أو فتنة”.
واضاف ” رسالتنا هي الوحدة الوطنية.. هي الأمن والآمان والاستقرار.. هي الصدق مع الناس، وهذا أهم شيء.. رسالتنا هي الصدق والوضوح مع الناس في كل صغيرة وكبيرة.. فما أجمل المرشد أو العالم أو الخطيب عندما يصعد إلى المنبر ويكون عنده مواضيع مرتبه، متوخي الدقة وصحة المعلومات ونقلها الى عامة الناس يكون لها الوقع الكبير والتأثير البالغ في قلوب كل السامعين، بعكس عندما يطلع يهذي في المنبر ولا تقدر تفهم منه شيء”.
واردف قائلا ” المستمع يريد أن يخرج من المسجد وهو مستفيد من الخطيب، في النواحي الاجتماعية والثقافية والوحدة الوطنية ونبذ الفرقة بين الناس، ونبذ الثأر والعصبية القبلية العنصرية، وأي عنصرية مقيتة أو قبلية مقيتة يجب أن نعمل على إزالتها، فهذه مهمتنا لأننا أمة واحدة”.
وقال ” أنظروا ما أجمل وما أحلى وما أروع الشعب اللبناني وهو طوائف.. حزب الله والمسيحيون والسنة والدروز كلهم عندما انفجر الموقف شكلوا كلهم قوى وطنية واحدة في مواجهة العدوان الصهيوني وأنقلبت الموازين وتغيرت المعادلة.. تغيرت المعادلات أمام الوحدة الوطنية للشعب اللبناني الذي أستمر 33 يوماً في مواجهة أكبر آلة عسكرية إسرائيلية، وهذه هي المنازلة لأن الجيوش العربية أحبطت من قبل الاعلام الغربي والاعلام الصهيوني.. أحبطت منذ الحروب الماضية في اعوام 48 و67 و73 و82، ففي كل هذه الحروب استطاع الكيان الصهيوني أن يرعب الأمة العربية والجيوش العربية وقادة الجيوش بانه لا مجال للمقارنة ولا مجال للمنازلة معه لما يمتلكه من آلة عسكرية وانضباط وتدريب وحداثة في الآلة العسكرية.. فجاءت المنازلة ونازلهم الشعب اللبناني، اصغر قطر عربي، وتحدى اسرائيل ونازلها لمدة 33 يوما لقن خلالها اسرائيل درسا لم تعرفه من قبل”.
وتابع فخامة الرئيس قائلا ” اليوم ارتفعت المعنويات لدى القيادات العربية وارتفعت المعنويات لدى الكتاب والادباء والشعراء، وارتفعت المعنويات لدى الجيوش العربية.. الآن اتصور انه لو جاء حدث اخر صراع مع الكيان الصهيوني سوف تتحرك الجيوش العربية لانها استطاعت ان تمتلك الثقة من خلال المقاومة اللبنانية، لانه اذا خرجت المقاومة اللبنانية بإمكانياتها المحدودة وعملت هذه المنازلة مع الكيان الصهيوني، فما بالك بالجيوش العربية التي تمتلك آلة حربية حديثة”.
واضاف ” انا متفائل بان هذه المنازلة شكلت حدثا تاريخيا في حياة الجيوش العربية والمتمثلة في اداء المقاومة اللبنانية والتفاف كل القوى اللبنانية بمختلف اطيافها السياسية، وعزز الثقة لدى العرب والمسلمين والاصدقاء المحبين للامن والاستقرار الدوليين.. والآن تغيرت وجهة نظر امريكا حتى الذين كانوا
يدعمون اسرائيل تغيرت الصورة عندهم وقالوا هذه القوة التي لاتقهر قهرت على ايدي المقاومة اللبنانية والفلسطينية”.
وحيا فخامته المقاومة بكل شرائحها واطيافها.. قائلا ” لانقول هذا سني وهذا شيعي، نحن امة اسلامية واحدة نواجه هذا التحدي وهذا الصلف.. الصهيونية هي التي تقسم المسلمين الى طوائف سنة، شيعة، اكراد”.
وقال ” من كل قلبي أهنئ وابارك للشعب اللبناني العظيم على هذا الانتصار الرائع وعلى منازلتة مع الكيان الصهيوني، فمهما قالوا الصهاينة ومهما رددوا فهم مهزومين امام المقاومة الوطنية الاسلامية وامام المقاومة الفلسطينية، فالمقاومة الفلسطينية اليوم وقبل الانتفاضة في غزة اين كانت؟.. كانت في اليمن وفي تونس وفي مصر.
وهنأ فخامة الاخ الرئيس في ختام كلمته المشاركين في هذه الدورة.. متمنيا للدورة التوفيق والنجاح وأن تعزز قدرات المشاركين بما يسهم في تعزيز دورهم الارشادي والتوجيهي للخطباء والمرشدين على مستوى الوطن، بما في ذلك توعيتهم بأهمية دورهم في الدعوة إلى وحدة الصف والحفاظ على الثورة والوحدة والجمهورية والأمن والآمان والاستقرار”.