رئيس الجمهورية لمجلة (( 6أكتوبر )) المصرية
سيادة الرئيس.. ماذا دار في المباحثات بينكم وبين الرئيس مبارك .. وقد لا حظنا أنه كانت أطول من المعتاد؟
الرئيس. الحقيقة ان المباحثات كانت جيدة.. تناولنا العلاقات الثنائية . والعلاقات العربية . والعلاقة الدولية. اما علاقة مصر واليمن فهي علاقة تاريخة .. وأما علاقتي بالرئيس حسني مبارك فهي علاقة عميقة على المستوى الشخصي.. بحثنا كيف نزيد التعاون بين البلدين ..و تم اقرار اتفاقية خاصة للتعاون الأمني .. وا تفاقية اخرى للتعاون التجاري.. وطبعاً بحثنا نتائج قمة شرم الشيخ .. وقدرنا للسياسة المصرية موقفها وعملها الجيد.. ومع اننا كنا نريد افضل ، فان الذي اتت به قمة شرم الشيخ كان افضل مما توقعنا .. واعتقد ان المواطن العربي ينظر الى هذه القمة بالتقدير للدور المصري .. قد يرى البعض انها فسرت الارهاب والعنف كأنه مرتبط بالعرب فقط ..و بالتالي الادانة لهم وحدهم .. ولكننا ندين الارهاب اينما وجد.. وما تفعله اسرائيل الان هو قمة الإرهاب .. اسرائيل بهذا الصلف الذي تتصرف به كانها تريد ان توضح انها غير رغبة في السلام .
أن اسرائيل تواصل نفس الاجراءات التعسفية ضد الفلسطينين.. الاعتقالات مستمرة .. وتدمير المساكن .. طرد الفلسطينين وترحيلهم من وطنهم .. وحرمانهم من العمل.. إسرائيل جاءت شرم الشيخ وما كان حضورها الا دعاية انتخابية .. قالوا ان العرب يهددون عملية السلام رغم ان السلام مهدد بسببهم هم.. العرب يريدون السلام ويسعون اليه .. رغم أن اراضيهم محتلة في جنوب لبنان ، ومرتفعات الجولان ، العرب لا يريدون الا اسعادة حقوقهم .. اننا نريد السلام .. والسلام الذي نريده هو السلام الشامل للكل .. والعادل .. أما اسرائيل فهي تريد شيئاً آخر .. اسرائيل غير جادة في الوصول الى سلام شامل وعادل يضمن أمن واستقرار المنطقة .. وكانت البداية ساخنة.. شجعني على ان اسال بصراحة أكثر ..
سيادة الرئيس :- الا ترى ان العلاقات الرسمية بين مصر واليمن على مستوى القمة جيدة جداً . ولكن ذلك لا ينعكس بصورة مناسبة في حجم التجارة .. والتبادل الثقافي. والعلمي.. وزيارات الوفود. الخ
ثم لماذا تعثرت الاجتماعات الثنائية بين البلدين ، ولم تجتمع اللجنة العليا المشكلة برئاسة رئيسي وزراء البلدين ؟
الرئيس :- لم تتعثر مطلقاً .. ولكن حدثت تغيرات في الحكومة المصري .. ونحن في اليمن بدانا في برنامج الاصلاح المالي والاداري.. وجاءت أزمة جزيرة حنيش الكبرى .. هذه العوامل أخرت اللقاء ..
و لكن رغم ذلك فإن التواصل كان موجوداً .. والاتصالات مستمرة .. ونعد الان لعقد اجتماع هذه اللجنة العليا قريباً .
قلت سيادة الرئيس: وهل هناك وساطة مصري واثيوبية ..و السكرتير العام اللامم المتحدة د. بطرس غالي يقوم ايضاً بوساطة ..
و آخرالوساطات هي وساطة فرنسا .. وجاءت فرنسا باتفاقية المبادئ.. وكان المبعوث الفرنسي ينتقل بين صنعاء واسمرة في رحلات مكوكية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين .. وقد وافقنا على اتفاقية المبادئ عندما عرضت علينا .. ولكن هناك التفافاً اريتيريا على هذه الاتفاقية التي تنص على اختيار محكمين دوليين .. هذا ما طالبت به اريتيريا في بداية الامر.. وكان احد الاسباب التي جعلت اريتيريا تلجأ الى القوة والاحتلال هو اننا كنا ننادي بالحل الثنائي .. وهم كانوا يصرون على اللجوء الى محكمة العدل الدولية . الان لا يافقون على اتفاقية المبادئ الفرنسية وينادون بالحل الثنائي وقد ابلغناهم اننا يجب ان نتجاوب مع الوساطة الفرنسية ونوقع على اننا يجب ان نتجاوب مع الوساطة الفرنسية ونوقع على اتفاقيةالمبادئ الفرنسية .. وبعد التوقيع لامانع من الحل الثنائي اذا كان مريضاَ للطرفين وهذا هو الموقف الان .
سيادة الرئيس: كيف ترى الأوضاع العربية ألان؟
الرئيس: نحن مع اعادة التضامن العربي .. ينبغي تجاوز ما علق على العلاقات العربية العربية . فنحن في حاجة الى توحيد الموقف العربي لمواجهة التحديات .. السياسية اليمنية تسعى لراب الصدع ، ولم الشتات العربي ، والترفع فوق الصغائر.. وهناك تجاوب الآن من بعض البلاد العربية .. ومصر تسعى
لإعادة التضامن العربي .
سيادة الرئيس: وكيف يعود هذا التضامن؟
الرئيس: حرب الخليج تركت رواسب كثيرة .. ومر عليها الان خمس سنوات واعتقد اننا الأن في بداية مرحلة الشفاء .
قلت سيادة الرئيس: هل انت متفائل فعلاً بان العرب يمكن ان يلتقوا؟
الرئيس: نعم.. مهما كانت هناك خصومة أو قطيعة فلا بد ان يعود التضامن العربي يوماً بعد شهر .. بعد سنة .. بعد سنوات .. ولكن يجب ان يعود .. وحضور الدول العربية مؤتمر شرم الشيخ خطوة مهمة في هذا الطريق .
قلت سيادة الرئيس: والعراق ؟ وما الحكم فيها؟
الرئيس: العراق يعاني من الحصار المفروض عليه .. وقد دعونا العراق للالتزام بالشرعية الدولية ان تخف من هذه القرارات . وايضاً على الشرعية الدولية أن تخفف من الحصار الجائر الذي يعاني منه الشعب العراقي .
قلت سيادة الرئيس: الحرب في اليمن خلقت بالضرورة مشاكل وآثاراً نفسية واقتصادية خاصة مع التركيبة الخاصة لليمن .. هل أمكن تجاوز آثار هذ المرحلة؟
الرئيس: نعم .. تجاوزنا مرحلة الحرب .. ولكننا نعاني من مخلفات وآثار ونتائج هذه الحرب .. التضخم الاقتصادي وصل الى درجة كبيرة .. البنية الأساسية أصابها دمار .. اعدنا تعمير ما دمرته الحرب لكن بعد ان دفعنا ثمناً غالياً ..
و يجب ان نعرف ان وحدة اليمن تستحق هذا الثمن..كان أهم شيء بالنسبة لنا ان تكون الوحدةراسخة ولاتتعرض بعد ذلك لاية هزات وقدحدث هذا والحمدلله ..اما التضخم فكان وصل الى35%وانخفض الان الى25% ولدينا برنامج للإصلاح المالي يتعاون معنا فيه كل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ونحن ننفذ مع ظروفنا وليس كل مايريده النبك الدولي والصندوق..وقد ظهرت اكتشافات بترولية جيدة ، ووقعنا اتفاقالاستثمارالغازالطبيعي مع شركات فرنسيه وكوريه وامريكيه يبلغ حجمها 37ملياردولار وسوف يستغرق تنفيذها بعض الوقت قلت وماهي مشكلات الداخل اليمني الان غيرالجانب الاقتصادي هو اكبرالمشاكل والسبب الحرب ضد الانفصال وهي مشكله تحتاج
الىوقت تحتاج الى العمل بروح عاليه مرة أخرى وجد تني اعود الى الخريطه العربيه الممزقه بيت العرب قلت :سيادة الرئيس..هل انت متفائل بالدور الذي يمكن ان تقوم بها الجامعة العربية او ترى أنها ستبقى كما هي بيتا للعرب لا يسكنه في الحقيقة احد ؟وقال الرئيس علي عبدالله صالح وهو يضغط على كلماته :-لقداطلقنا على الجامعةالعربية بيت العرب ومها قيل فلا بديل عنها ماهوالبديل؟سوف تظل الجامعةالعربية مؤسسةتجمع العرب ويجب ان ندعمها جمعيا في كل الأوقات وكل الظروف ورغم ان هناك من يسعون لتهميش دور الجامعة العربية..فانهم عندما تحدث لهم اية مشكلة يعودون بسرعة اليها ..ولا يجدون ملجا غيرها لذلك .
سيادة الرئيس: يجب الحرص عليها وتقويتها .قلت ولكنها –ياسيادة –وصلت الى حالة من الشلل واصبحت مجرد لافتة؟
الرئيس: حالة الجامعة العربية انعكاس لحالة التضامن العربي..لابد من اعادة التضامن العربي أولا لكي تنهض الجامعة العربية ..وليس العكس.
سيادة الرئيس: أعود إلى الداخل اليمني..كيف تسير الحياة السياسية الان؟
الرئيس: عندنا ألان عدة أحزاب ديمقراطية ونحن مقدمون على انتبات نيابية في اطارالتعدديه الحزبية سيتم أجراؤها في أبريل من العام القادم ..والأعداد لها مستمر الان…والأحزاب تستعد وتنظم صفوفها لخوض الانتخابات في اطار الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة وحرية الصحافة وبهده الانتخابات يدخل اليمن مرحلة جديدة .
سيادة الرئيس.. وكيف ترون ظاهرة الارهاب في الدول العربية.
الرئيس: أننا ندين الإرهاب ..ندين كل نواع الارهاب في الوطن العربي وفي العالم كله سواء كان مسلما اومسيحيا او بوذيا او يهوديا ..ند ين الارهاب بكل صورة وبكل اشكالة.. من هذا المنطلق نرفض ماتقوم به إسرائيل من محاولات تصوير العرب علىانهم هم الإرهابيون هناك إرهاب في كل بلد وفي كل دين والإرهاب مرفوض ويجب حصاره والقضاء عليه أينما وجد .
سيادة الرئيس: وهل هناك اتفاقية تسليم مجرمين بين مصرواليمن تسمح بتسليم عناصر الارهاب الهاربة؟
الرئيس: هذة الامور تنظمها لاتفاقية الأمنية ألا خيرة بين البلدين طبقا لاوضاع الدستورفي البلدين.
سيادة الرئيس: وهل في اليمن عناصر ارهابية موجودة حاليا كما يقال في الصحافة الغربية؟
الرئيس …كانت هناك بعض العناصر المتطرفة التي عادت من افغانستان قبل حرب الانفصال ، وبعدها تم ترحيل الإرهابيين الموجودين في الاراضي اليمنية، وقلنا لهم ان اليمن لايتسع لمن لديه عمل سياسي ضد حكومته ..قلت :وكيف ترون وضع السودان؟قال: السودان قطر عرب ..مثله مثل بقية الاقطار العربية .
سيادة الرئيس.. وماذا عن موقف اليمن من ازمة النظام السوداني مع مصر بعد محاولة الاعتداء على موكب الرئيس حسني مبارك؟
الرئيس: نتمنى ان تحل بشكل ودي واخوي .
سيادة الرئيس: وهل هناك تصوريمني لحل هذه الازمة؟
الرئيس: الأخوان في القيادة المصرية والسودانية هم اعرف ببعضهم ولن نبخل بجهدنا اذا وجدنا رغبة مشتركة ..فلا مانع لدينا من القيام بما يطلب منا لحل هذا الخلاف بما لنا من علاقات جيدة مع الطرفين.
سيادة الرئيس: إلى أين وصلت العلاقات بين اليمن والسعودية؟
الرئيس: ألان العلاقات جيدة..وهناك لجان مشتركة شكلت بعد توقيع مذكرة التفاهم بين البلدين.في العام الماضي ، وتواصل اجتماعاتها..والعلاقات تتحسن ..الان العلاقات احسن مما كانت علية في الماضي القريب وعقب حرب الخليج ..والعلاقات تنمو مع الاتصالات والعمل المشترك والرغبة الجادة من الجانبين.. ونحن نريد ان ننهي مشكلة الحدود بشكل مرض للضرفين .. ولنا تجرية مع سلطنة عمان ووصلنا الى نتجية عادلةالبلدين ؟
سيادة الرئيس ..كلما تحدثنا في موضوع من موضوعات الساعة ..اوعن ازمة ..اوبناء المستقبل ..نجد بقايا حرب الخليج امامنا تسد علينا الامل ..متى في رايك يمكن التخلص من هذا الرواسب؟
الرئيس:لابد أن نتجاوزها ..هذا يحتاج الى جهد ..وتعاون مشترك ..لابد ان تبذل كل القيادات العربية جهودها.. ولدينا بداية يمكن استثمارها والاستفادة منها مؤتمر شرم الشيخ حضره عدد كبير من الاقطار العربية وقبله قمة الرباط واجتماعات الجامعة العربية الاخيرة حضرتها كل الدول العربية ..هذا شىءطيب.. هذه اللقاءات تقرب وجهات النطر ..وتذيب الخلافات.. وتقرب الشقة ..وتجعل عودة الصف ممكنا..
وهذا شىء يدعوللتفاؤل
وهكذاكان ختام اللقاء.. بالتفاؤل
ولاني اعلم ان جدول مقابلات الرئيس اليمني مازال فيه
الكثير ..وعقارب الساعة تدور بسرعة.. فقد اثرت ان ادع
الفرصة لغيري ..وقال الرئيس اليمني وهو يصافحني :
تعال لترى اليمن بنفسك ..
قلت ان شاء الله..
وقلت ايضأ: ان المسافة بين مصر واليمن قصيرة جدأ..ان كل مصري يشعر انه يمني.