رئيس الجمهورية لخطباء الجوامع: عليكم الاسهام في تعميق الوحدة الوطنية والدعوة الى الوسطية والاعتدال وانهاء التعصب المذهبي والعنصري والطائفي
حضر فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم حفل اختتام الدورة التدريبية لخطباء ومرشدي الجوامع بأمانة العاصمة ومحافظات الجمهورية التي نظمتها وزارة الاوقاف والارشاد.
و تحدث فخامة الاخ الرئيس معبراً عن ارتياحه لاقامة هذه الدورة، مؤكداً الحاجة من وقت لاخر للالتقاء مع الإخوة العلماء والخطباء والمرشدين وذلك لنسمع منهم ويسمعوا منا، وهذه ظاهرة ايجابية، وقد سمعت من الاخ وزير الاوقاف والارشاد ان مثل هذه الدورة ستقام في عدد من المحافظات لتضم عدداً من الخطباء وهذه ظاهرة ممتازة للالتقاء بالخطباء والمرشدين لتبادل المعلومات والاطلاع على الاحداث من أجل ان يكون الجميع على بينة واطلاع على ما يجري في الوطن وخارجه من احداث وتطورات.. ويمكنهم ان يسهموا في تنمية وعي الشباب وحثهم على التزود بالمعرفة والعلوم الحديثة التي تمكنهم من المساهمة في بناء الوطن بوعي وايجابية والتخلص من كل مظاهر الغلو والتطرف.. والتصدي لكل الظواهر الخارجة عن ديننا الاسلامي الحنيف وقيمه السمحة.. قيم التسامح والعمل المفيد للفرد والمجتمع.
واشار الاخ الرئيس في حديثه الى أهمية دور الخطباء والمرشدين في إشاعة القيم الفاضلة والمثل الانسانية الرفيعة التي يحثنا عليها ديننا الاسلامي الحنيف الذي أنزله الله رسالة انسانية وحضارية للانسانية جمعاء، ونهى عن التعصب والغلو.. ودعانا إلى الخير والصلاح والى كل ما ينفع الامة ودعانا إلى الحوار بالتي هي احسن.. تلك هي القيم التي حثنا عليها الخالق عز وجل.
وقال: عندما يصعد الخطيب على المنبر ليخطب ويرشد الناس عليه ان يتذكر هذه القيم وان يعمل على توعية الناس بها وغرسها في قلوب الشباب والنشء حتى يستطيعوا أن يفهموا تعاليم دينهم الاسلامي الحنيف ويمتثلوا قيمه قولاً وعملاً سلوكاً وممارسة تلك هي مهمة الخطباء والمرشدين الجوهرية والاساسية ان يبلغوا تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف.. وان يحثوا الناس على اتباعها بالحوار والموعضة الحسنة.. وان يتجنبوا الانزلاق في مهاوي التعصب والغلو والتشدد.. والممارسات التي تسيىء الى قيم الدين وجوهر رسالته الانسانية السمحة. وتطرق الاخ الرئيس الى الفتنة التي اثارها المتمرد الحوثي نتيجة سلوكه المنحرف عن قيم الاسلام واستطاع ان يضلل الكثير من الشباب وأن يسمم افكارهم بما جعلهم يمارسون سولكاً منافياً للاسلام وقيمه الفاضلة والسمحة.
كما تطرق الاخ الرئيس الى الجهود التي بذلتها الدولة في سبيل اقناع المتمرد الحوثي لتسليم نفسه الى القضاء للتحقيق معه فيما نسب اليه من اعمال تمس الامن والاستقرار والطمأنينة العامة وتسيىء الى الاسلام وقيمه السمحة.. وتثير النعرات العنصرية والطائفية والمذهبية التي تسيىء الى الاسلام والى ثوابت الشعب الوطنية وقيمه النضالية. وقال ان ما يمارسه هذا المنحرف واتباعه من اعمال قتل وقطع للطريق يمثل خروجاً عن الدين وعن القوانين والاعراف والتقاليد النبيلة لشعبنا اليمني.
ودعا الاخ الرئيس الخطباء والمرشدين الى العمل على تحصين الشباب بالقيم الفاضلة والمثل الانسانية الرفيعة التي اكدها ديننا الاسلامي الحنيف، في مواجهة هذه الظواهر المنحرفة والشاذة على مجتمعنا.. وعليهم ان يغرسوا في نفوس الشباب قيم الخير والتسامح والتكافل والعمل الخير المفيد للفرد والمجتمع.. فالاسلام يدعونا الى الزهد والى العمل الصالح الذي ينفع الناس وينهانا عن مظاهر البذخ والممارسات اللامعقولة في تصرفاتنا، وعلى الخطباء ان يحثوا المواطنين على الابتعاد عن المغالاة وان يدعوا الناس الى تيسير سبل الزواج للشباب بما يبعدهم عن الانحراف، ويجعل منهم شباباً أسوياء.. ومن هنا يستطيع الخطباء والمرشدين ان يحثوا الناس ويربو الشباب على القيم النبيلة والسامية، وبذلك يكونوا قد خدموا دينهم ومجتمعهم وأدوا رسالتهم الدينية والوطنية على أكمل وجه، فالوسطية والاعتدال هي القيم التي حثنا عليها ديننا الاسلامي ونهانا عن التعصب والتطرف والغلو.
وقال: ما دمت اشاهد امامي الآن هذه الكوكبة من العلماء فإني اتفاءل بالخير واستطيع ان أوكد ان البلد بخير، وان الوطن يستطيع من خلالهم ان يتجاوز مثل هذه الفتن، وأن يعملوا على ترسيخ قيم الوحدة الوطنية وقيم المحبة والتعاون والتكافل بين أبناء الامة في نفوس الشباب خدمة لدينهم ووطنهم، فاليمن كما تعرفون أخذت بكل المذاهب في تقرير أحكام الشريعة الاسلامية.. وشكلت بذلك نموذجاً للتسامح ورفض التعصب المذهبي.. وهي اليوم مرجعيتنا جميعاً، فالعالم والفقيه هو الذي يتصف بالتنوع في المعرفة والعلم ولا يأخذ برأي واحد أو مذهب واحد ويقف عنده متعصباً له.. ولكنه يطلع على جميع الآراء والمذاهب والأفكار ويوازن ويحلل ويقيم انطلاقاً من فهمه العميق للإسلام ورؤيته الصائبة لمقاصده.. والعيب هو في التعصب بدون علم ولا معرفة.. وعلى الخطباء أن يغرسوا في نفوس الشباب حب الإطلاع والمعرفة بمختلف العلوم، وأن يكون خطابهم خطاباً تنويرياً يدعو المسلم الى العمل من أجل دينه ودنياه بما يجعله قادراً على التعاطي مع قضايا العصر وحضارته النافعة للانسانية ومع التحديات التي تفرضها التطورات والتعامل معها بما يؤكد مكانتنا ويحفظ كرامتنا. وقال: هناك بعض الخطباء في تعز والحديدة وعدن.. تشعر بأن خطبهم حين تسمعها أنك تريد أن يستمر الخطيب أكثر من ساعة لأنه يجذب المستمع بما يقدمه من مواعظ وما يطرحه من قضايا تهم الوطن وتؤكد الوحدة الوطنية.. وتحث على اهميتها في تماسك المجتمع وتطوره واستقراره.. وفي تقدم الوطن وازدهاره.. وتدعو الى معالجة الظواهر المنافية لهذه القيم والمسيئة لها وتحث على تجنبها.. تدعو الناس الى اعمال الخير والى البر.. الى بناء المدارس.. والاعمال الخيرة والمفيدة للناس.. أملي أن يسهم الخطباء في العمل على تعميق الوحدة الوطنية والدعوة الى الوسطية والاعتدال وانهاء التعصب المذهبي والعنصري والطائفي.. فما أجمل بلدنا موحداً.. الناس ينظروا لنا باعجاب لاننا حققنا هذا الانجاز الوطني التاريخي.. وهذا شيىء جميل ولكن كيف نحافظ على وحدتنا.. هذه امانة في اعناقنا وفي مقدمتنا الخطباء والعلماء والمرشدين.. هذه مسئوليتكم في العمل على انهاء التعصب والنعرات القبلية والفردية والمذهبية وأن يكون ولاؤنا لله أولاً ثم للوطن.. لا نخاف الا الله في قول كلمة الحق والصدق حتى يكون لذلك اثره.. وأن تعملوا على توخي الصدق واستقاء المعلومات الصحيحة. وانا على ثقة بذلك واملي كبير في أن هذه الكوكبة هي الطليعة وسوف تنهض بالمهمة الملقاة على عاتقها بجدارة ومسئولية من اجل تعميق الاخوة والمحبة فيما بين العلماء والخطباء والمرشدين أولاً حتى يكونوا قدوة للآخرين.. ثم بعد ذلك يمكنهم أن يعكسوها على الآخرين.. وعلينا أن نحترم العلم والعلماء وأن نستفيد من علمهم ومعرفتم أولئك المشهود لهم بالعلم والكفاءة العلمية. اتمنى لهذا اللقاء ولهذه الدورة التوفيق والنجاح والسداد وأملي فيكم كل خير وان اسمع عنكم كل مايسرنا ويجمع صفنا، وأدعو الخالق عز وجل أن يأخذ بأيدينا الى ما فيه الخير لهذه الأمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكان الاخ حمود عباد وزير الاوقاف والارشاد قد القى كلمة بمناسبة اختتام الدورة التدريبية للخطباء والمرشدين بمحافظات الجمهورية رحب في مستهلها بفخامة الاخ الرئيس شاكراًً له حضوره اختتام هذه الدورة.. وأكد أهميتها في تعزيز دور الخطباء والمرشدين في ترسيخ قيم المحبة والسلام والتسامح والتكافل والوحدة الوطنية ومواجهة التطرف والانحراف والنأى برسالة المسجد عن مغبة الصراع والاختلاف والتوظيف السياسي وجعلها منابراً للخير والايمان والاصلاح. واشاد بدور فخامة الاخ الرئيس في رعاية المرشدين ورسالة المسجد ضمن مسيرة الايمان التى يقودها فخامته خدمة للوطن والاجيال. وقد القيت قصيدة شعرية بهذه المناسبة للشاعر ابو الغيث ثواب نالت استحسان الجميع.