رئيس الجمهورية في مؤتمر صحفي حول الانتخابات الرئاسية
أكد الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية أهمية الانتخابات الرئاسية القادمة والتي تجرى لأول مرة في تاريخ اليمن على أساس تنافسي وعبر الانتخابات المباشرة من الشعب.. وقال أنها خطوة إيجابية على طريق الديمقراطية والتنمية والتداول السلمي للسلطة وسيكون لها أثر كبير على الصعيد الوطني في الإطار العربي .
وقال الأخ الرئيس في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس وحضره ممثلو وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية ومراسلو وكالات الأنباء والقنوات الفضائية العربية في معرض رده على سؤال حول رؤيته للانتخابات في ضوء موقف المعارضة الراهن بعد حجب التزكية عن مرشح المعارضة.. وعما إذا كان ذلك الموقف اتخذ من أعضاء مجلس النواب أم بتأثيرات أخرى .
قال الأخ الرئيس لقد كنت شخصياً قررت عدم ترشيح نفسي لرئاسة الجمهورية لكوني أمضيت في الحكم 21 عاماً وأعرف معاناة السلطة ومشاكلها الداخلية والخارجية ودعوت القادة والأمناء العامين للأحزاب إلى عقد مؤتمرات حزبية وإرساء تقاليد ديمقراطية جديدة وبحيث يكون رئيس أو أمين عام الحزب هو مرشح الحزب للرئاسة ولكن عندما وجدت بأنه ليس هناك مرشحين جادين لرئاسة الجمهورية أو مرشح ليس له ثأر مع الوطن والشعب ونزولاً عند رغبة المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح وأحزاب المجلس الوطني للمعارضة والفعاليات الاجتماعية قبلت بالترشيح أما فيما يخص مجلس النواب وعدم تزكيته لمرشح المعارضة فإن هذا أمر يخص مجلس النواب كسلطة تشريعية .
وعندما جرت الإجراءات كنت أنا خارج الوطن ولكن من حق مجلس النواب أن يتخذ هذا القرار لأن بعض الأحزاب في المعارضة أو التي تسمى نفسها معارضة غير معترفة بالبرلمان ونتائج الانتخابات البرلمانية في عام 1997م.. ولهذا بأي حق تتم تزكية هؤلاء من قبل مجلس النواب .
وفي رأيي أن القرار كان جيداً وفي محلة لأنه قبلهم فأنه كان يريدها كعلبة ولعبة مكشوفة فهو جاء من لندن مدفوعاً إلى ذلك وينسحب في نهاية المطاف وهذه لعبة معروفة لهذا كان قرار مجلس النواب صائباً وفي محلة .
وأضاف الأخ الرئيس.. لقد كنت أتمنى أن تبنى معارضة صادقة وقوية من أجل التداول السلمي للسلطة وأن تبنى نفسها البناء الوطني والحقيقي حتى نحظى باحترام المواطن اليمني.. ولكن للأسف فإن المعارضة فيما يسمى مجلس تنسيق المعارضة لا تشكل أي رقم في الساحة وهم عبارة عن مجموعة أشخاص من القيادات السابقة الذين لهم مشاكل وثأر مع الشعب والوطن .
ولهم مشاكل في المناطق الوسطى والمناطق الغربية أيام ما كان يسمى الجبهة الوطنية وحتى خروجهم من هذه المناطق وفرارهم إلى عدن أيام ما كان يسمى بجنوب الوطن.. ثم جاءت الوحدة وأشعلوا نار الحرب والانفصال حتى تصدت لهم كل القوى السياسية والوحدوية وأخرجتهم وطاردتهم إلى أطراف الحدود.. وحديثهم عن المقاطعة لا يشكل أي اهتمام لأنهم لا يمثلون أي وزن وهم عبارة عن صحف وأشخاص لم يستفيدوا من الماضي حتى يمكن بناء أنفسهم كأحزاب ويقلعوا عن الذنب وعن ماضيهم وثأرهم مع الوطن والشعب .
وكان بإمكانهم أن يبنوا أنفسهم بصورة جيدة وأن يشكلوا رقماً قياسياً مهما ولكنهم لم يفعلوا ذلك وكانوا عبارة عن منابر إعلامية فحسب .
*وحول سؤال عن الحريات الصحفية في اليمن والضمانات المتوفرة لها والتي تضمن عدم تعرض الصحفيين لأي متاعب .
=قال الأخ الرئيس أن التوجه السياسي هو احترام حقوق الانسان واحترام الرأي والرأي الأخر.. ومن حق الصحافة أن تقول كل شئ وتتناول كل شئ ولكن في إطار الالتزام بالدستور والقانون والثوابت الوطنية .
واعتقد أنها ظاهرة إيجابية أن تلجأ السلطة إلى القضاء عندما تخطئ الصحافة.. فالقضاء هو الملجأ الذي ينبغي أن يلجأ إليه الناس في حالة الخلاف وطلب العدالة.. وأقول بصراحة أن بعض الصحف للأسف تسئ إلى الوطن وتسئ إلى علاقة اليمن بأشقائها وجيرانها.. وهي عندما تنشر لا تستند إلى الحقائق بل هي تمارس الانتقام من الوطن.. لأن الأضرار بعلاقة الوطن ومصالحة مع الآخرين أشقاء وأصدقاء عمل غير وطني ويتنافى مع الدستور والقانون والثوابت الوطنية .
أن من حق الصحافة أن تقول ما تريد من الأوضاع الداخلية ولكن عليها أن تجنب كل ما يسئ لعلاقة اليمن مع الآخرين .
والصحفيين الوطنيين لا يقرون ذلك ولا شك أن هناك فروقاً بين العمل الإعلامي والعمل التخريبي.. والعمل التخريبي مدفوع ثمنه.. وإنا أدعو دوماً صحافتنا الوطنية إلى تحري الحقائق والارتقاء بمستواها شكلاً ومضموناً حتى تكون مقبولة ومقروءة داخلياً وخارجياً وتحظى بالثقة والاحترام .
*وحول سؤال عما يثار من ضجة صحفية حول اليهود اليمنيين وعما إذا كان هناك توجه أو استعداد لقبول هجرة يهودية إلى اليمن .
=قال الأخ الرئيس أن مثل هذه الضجة مثارة منذ الثمانينات وقد بدأت مع الحديث عن ترحيل يهود الفلاشا من أثيوبيا ..نحن لدينا مجموعة بسيطة من اليهود اليمنيين وهم يعاملون معاملة طيبة وهم مواطنون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات التي حددها الدستور .
أما فيما يخص استعداد اليمن لاستقبال أي يهود قادمين من الأراضي العربية المحتلة إلى اليمن فهذا غير وارد.. لأن اليمن في حالة عداء مع إسرائيل لأنها ما تزال تحتل أراضي عربية ولم تأخذ بالخيار السلمي والقبول بالسلام العادل والشامل الذي يرتكز على إعادة الأراضي المحتلة في جنوب لبنان وهضبة الجولان وفلسطين.. ونحن نعتبر التطبع مع إسرائيل مكسب لها وليس للعرب .
*وحول سؤال عما تم التوصل إليه في قضية الحدود اليمنية / السعودية وعما إذا كان البرنامج الانتخابي للأخ الرئيس يتضمن خطة زمنية لإنهاء هذه القضية خلال الفترة الرئاسية القادمة .
=قال الأخ الرئيس.. إن قضية الحدود اليمنية / السعودية مشكلة قائمة منذ 60 عاماً ولكن تحققت دفعة قوية وملموسة من اجل إنهاء هذه المشكلة منذ التوقيع على مذكرة التفاهم في مكة عام 1995م ولقد تم إنجاز الكثير من القضايا حول مشكلة الحدود ولم يتبق سوى نسبة مختلف عليها.. وبالطبع فإنه من ضمن مهامنا الرئاسية القادمة هو المضي في حل مشكلة الحدود وديا وسنبذل جهودنا على أساس الحل الودي إلا إذا كان هناك ضرورة ودعا الأمر إلى التحكيم فإن ذلك متفق عليه بين الجانبين .
وفي رده على أبرز القضايا التي سيركز عليها في برنامجه الانتخابي وعما إذا كان سيتم وضع آلية جديدة تسير عليها أجهزة الدولة خلال الفترة المقبلة من أجل أن يلمس الناس جدية التوجه القادم لأداء شئون الدولة.. قال الأخ رئيس الجمهورية إن برنامجه الانتخابي يركز على التغلب على كل ما هو سلبي سواء في المجال الإداري أو التنموي وتصحيح كل الأخطاء ومواصلة بذل الجهود من أجل بناء الدولة اليمنية الحديثة دولة النظام والقانون والمؤسسات والحريات واحترام حقوق الإنسان.. وبالطبع فإن البرنامج يحمل أشياء كثيرة ولكن التوجه العام هو تصحيح كل الإختلالات ومعالجة كافة القضايا من أجل صنع المستقبل الأفضل .
وحتماً فإن ذلك كله يحتاج إلى آلية جديدة وهناك رؤية واضحة وخبرة متراكمة توفرت من خلال وجودنا في السلطة سيتم الاستفادة منها لتصحيح الأخطاء والعمل بفريق متكامل لأن تصحيح الأخطاء يتطلب أن تعمل كل الأجهزة وكل القيادات الوطنية والمخلصة وتتعاون من أجل معالجة الأختلالات أينما وجدت .
*وحول سؤال عن المرشح الأخر نجيب قحطان الشعبي وعما إذا كان يعتبر هو الآخر مرشحاً للمؤتمر الشعبي العام قال الرئيس.. صحيح أن الأخ نجيب قحطان عضو في المؤتمر ومن ضمن أعضاء الكتلة البرلمانية للمؤتمر ولكن الدستور والقانون يعطي لأي مواطن الحق في ترشيح نفسه للرئاسة سواء كان في الحزب الحاكم أو خارج وليس هناك ما يمنع أن يقدم نفسه كمرشح .
والأخ نجيب قدم نفسه مرشحاً كمستقل وليس مرشحاً عن المؤتمر وهذا من حقه .
وحول سؤال عما يتردد عن نية المرشح المنافس الانسحاب من الانتخابات أو أنه يلوح بذلك قال الأخ الرئيس لا علم لنا بذلك وربما ما نشر حول ذلك في بعض الصحف هو من ضمن ما تروجه الصحافة على سبيل الدس والإثارة .
*وحول سؤال عما أعلنه الأخ الرئيس عن حرصه في مشاركة المعارضة في الانتخابات الرئاسية القادمة وحثه لها في الدخول في المنافسة الانتخابية وهل ذلك لا يتعارض مع قرار حجب التزكية عن مرشح المعارضة وهل هذا القرار هو قرار البرلمان أم قرار الرئيس علي عبد الله صالح ..
=قال الأخ الرئيس أن حجب التزكية هو قرار البرلمان.. ولقد كنت أتمنى بكل الصدق والجدية أن تكون المعارضة عند مستوى المسئولية وأن تكون هي الوجه الأخر للنظام طبقاً لما هو متعارف عليه في العالم تكون المعارضة هي البديل لاستلام السلطة .
لكن للأسف وكما قلت أن الذين يسمون أنفسهم معارضة هم مجموعة أسماء لأشخاص وقيادات عتيقة عندها موروثات من الصراع داخلها ومع الوطن .
وأنا أضرب مثالاً.. المؤتمر الشعبي العام الذي تأسس في أغسطس عام 1982م كم قيادات قد تغيرت داخلة سواء في لجنته الدائمة أو لجنته العامة وننظر الآن في خارطة العمل الحزبي.. سواء في إطار الحزب الاشتراكي أو التنظيم الوحدوي الناصري فهذا الأحزاب ومنذ أن تشكلت وهي نفس الصورة دون تجديد أو تحديث ولم تتخل عن الماضي ولم يتخلوا عن صراعهم مع الوطن ومع الشعب فهم للأسف ما يزالون مشدودين إلى الماضي.. وكم كنت أتمنى أن تأتي بالبديل وكنت أتمنى أن لا أكون مرشحاً وأقول ذلك ليس للمزايدة ولكن من أجل ترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة وأن يأتي شخص عند مستوى المسئولية ليمسك زمام الأمور سواء من المؤتمر أوالاشتراكي أو الناصري أو الإصلاح أو من أي حزب سياسي ولكن لا يكون لديه ثأر مع الوطن لأن أي شخص أو حزب له ثأر مع الوطن لن ينجح .
فالوطن له ثار مع الملكيين الذين حاربوا الثورة سبتمبر وأكتوبر وسعوا لإجهاضها وليس مقبولاً أن يأتي شخص من هؤلاء ليحكم الوطن وليس مقبولاً من الشعب أن يأتي للسلطة من أشعل نار الانفصال أو من سعى للاستيلاء على السلطة بانقلاب عسكري كما فعل الحزب الناصري في عام 78م.. فالشعب سيرحب بمن يتقدم للترشيح ويمسك زمام الأمور وليس له ثأر مع الوطن ومع الشعب ومن أي حزب كان .
*وحول سؤال عن صورة اليمن بعد الانتخابات وكيف ستكون قال الأخ الرئيس أن صورة اليمن سوف تعتمد على ما يتم إنجازه والجهود كما قلت سابقاً ستتركز على الالتزام بالثوابت الوطنية وترسيخ أسس الدولة وتصحيح الأختلالات ومعالجات الأخطاء وتثبيت الامن والاستقرار وهذا يتطلب تعاون الجميع لأن تحقيق كل ذلك يمثل منظومة متكاملة .
واليوم هناك جيل يمني جديد خال من العقد ومن تأثيرات صراع الماضي.. جيل جديد متفتح ووطني وديمقراطي وغير مشدود إلى الماضي وعلى عاتق هذا الجيل تقع مسئولية تقديم صور اليمن الجديد .
وحول سؤال عما إذا كان سيتم تشكيل حكومة وفاق وطني بعد الانتخابات الرئاسية قال الأخ الرئيس.. لكل حدث حديث وإذ كان هناك ما يوجب تشكيل حكومة جديدة فإنه لكل حدث حديث.. أما فيما يخص حكومة الوفاق الوطني فإنه عندما يكون الناس مؤمنين بقواعد اللعبة الديمقراطية ولكن كيف يتم الحديث عن حكومة وفاق وطني في ظل وجود أحزاب لا تلتزم بقواعد اللعبة الديمقراطية.. تقاطع الانتخابات البرلمانية وتقاطع الانتخابات الرئاسية وهي أحزاب لا تشكل رقماً في الساحة وليس لها أي تأثير فكيف يمكن تشكيل حكومة وفاق وطني معها .
وحول سؤال عما إذا كانت دعوة الناخبين تعتبر تدشيناً للحملة الانتخابية وعما إذا كان هناك برنامج الانتخابي للمؤتمر الشعبي العام أقر في المؤتمر العام السادس وأقر فيه ترشيح رئيس المؤتمر مرشحاً للرئاسة وبالنسبة لي فأنا مرشح للمؤتمر ومرشح للتجمع اليمني للإصلاح والمجلس الوطني للمعارضة ومرشح لكل أبناء الوطن وأنا لن أحصر نفسي بحزب واحد ولكني مرشح لكل أبناء الوطن .
وبرنامجي يشمل كل الجوانب التي تطمح إليها كل القوى السياسية سواء في المؤتمر أو الإصلاح أو المجلس الوطني وأيضاً أحزاب ما يسمى بمجلس التنسيق فكل ما هو إيجابي ويستهدف بناء الوطن المستقر الديمقراطي يمثل قاسماً مشتركاً .
وأنا أتبنى برامج كل القوى السياسية التي تستهدف بناء اليمن الجديد يمن ال 22 من مايو.. يمن التنمية والاستقرار والتقدم .
وحول سؤال عن زيارة السلطان برهان الدين لليمن وطائفة البهرة قال الأخ الرئيس أن بناء هذه الطائفة البهرة قال الأخ الرئيس أن أبناء هذه الطائفة يأتون إلى اليمن من وقت إلى أخر وهم لا يشكلون أي خطر لا على المجتمع ولا على النظام ولا على الدولة.. وهو يأتون للزيارة للسياحة وزيارة أحد القبور في حراز.. فإذا كنا نستقبل السياح من فرنسا وأمريكا واليابان ودول أخرى غير مسلمة ونوفر لهم الرعاية والحماية وهم طائفة مسلمة لا تشكل أي خطر ولن نسمح لأحد بأن يمسهم بأي أذى .
*وحول سؤال عن عمليات اختطا فات السياح في اليمن وعما إذا كانت هناك إجراءات ستتخذ للحد من هذه الظاهرة قال الأخ الرئيس.. أن هذا السلوك سياسي مدفوع ثمنه من أجل أن تدخل الدولة في عنف وخلق بلبلة داخل المجتمع وإيجاد حالة من عدم الاستقرار في داخل الوطن لكن التعامل مع هذه الظاهرة تم بعقلانية وتم إلقاء القبض على كثير من هذه العناصر.. وحالياً يوجد فرنسي وفرنسية محتجزين لدى بعض الأشخاص المتهمين في حوادث والدولة تتابعهم باستمرار فهؤلاء متهمين في حادث محاولة اغتيال عمر الجاوي واغتيال الحريبي وهؤلاء معروفون ومن يقف وراءهم وهذه مسألة بدأت تتضح لنا وهذه العناصر لها أكثر من حادث ودفع لها ثمن من جهات استخبارية لها صراع مع الوطن جهات أرادت الحرب والانفصال .
*وحول سؤال عن الجهود التي تبذلها اليمن من أجل دأب الصدع العربي والدور الذي لعبته بلادنا من أجل تقريب وجهات النظر بين القطرين الشقيقين المغرب والجزائر ..
قال الأخ الرئيس.. إن اليمن لم تبخل في أي محفل أو مناسبة في أن تتناول الهم العربي وقضايا الأمة ومنها قضية الحصار المفروض على الشعب العراقي والشعب الليبي وما تعرض له السودان وما من مناسبة إلا واليمن تبذل جهوداً لتقريب وجهات النظر بين الأشقاء لإنهاء القطعية ورأب الصدع في الصف العربي .
وفيما يتعلق بالمغرب والجزائر فلقد أتيحت لي فرصة أثناء زيارتي للجزائر بحكم علاقتي الشخصية مع الأخ عبد العزيز بوتفليقة والتي تمتد لعشرين عاماً وتناقشت معه حول العلاقات الجزائرية والمغربية وأبدى تفهماً كاملاً وتم الحديث حول كيف ستكون العلاقة بين البلدين في إطار التكامل والتضامن ووحدة الصف للأمة العربية .
ولقد نقلت هذا الموضوع إلى جلالة الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله وكان متفهماً لهذه المبادرة وأكدت له أن بوتفليقة حالياً هو رئيس الجزائر ويتحمل مسئوليته وأنه على استعداد لفتح الحدود مع المغرب وكان الملك الحسن الثاني رحمه الله متفائلاً كثيراً وبالفعل بدا التواصل، والاتصالات الآن مستمرة واللقاءات متبادلة على مستوى القيادة العليا ووزراء الخارجية وكان مقرراً أن يعقد لقاء على الحدود وقلنا أنه يجب من الأفضل أن ينتقل الملك الحسن الثاني للجزائر أو ينتقل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى المغرب وتم الاتفاق على هذا الأساس والعلاقات الآن إيجابية ونحن متفائلون .
وحول سؤال عن العلاقات اليمنية / الكويتية في ضوء اللقاء الذي تم بين الأخ الرئيس وولي عهد الكويت على هامش تشييع جنازة الملك الحسن الثاني قال الأخ الرئيس.. إن اللقاء الذي تم مع ولي العهد الكويتي أو مع الشيخ صباح الأحمد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وعدد من أعضاء الوفد الكويتي وجرى فيه السلام وتبادل الأحاديث في إطار العلاقات كانت متميزة وإيجابية ولم تحصل أي قطيعة من جانب اليمن وأن حصلت من جانب الأخوة في الكويت وهم تفهموا الأمر الآن استؤنفت العلاقات وإن شاء الله ستكون إيجابية .
*وحول سؤال عن الإجراءات التي سيتم اتخاذها لمواجهة ظاهرة الاختطاف .
=قال الأخ الرئيس: الجهات الأمنية تتخذ إجراءاتها والتدابير اللازمة لمواجهة هذه الظاهرة وجدت خلال الشهرين الماضيين والحادث الأخيرة ضد الفرنسيين وكما أوضحت مدبرة من الداخل وإن شاء الله تكشف التحقيقات هذه المؤامرة .
*وحول سؤال عن تصوره لجدية المنافسة مع المرشح الأخر قحطان الشعبي
=قال الأخ الرئيس المنافسة ستكون إيجابية ومسئوله وليس عدائية وأنا أتمنى للأخ نجيب التوفيق والنجاح والسداد ..فالقضية ليس كما يفهما البعض بأن التنافس هو أن يكون تبادل للشتائم ولكن برنامجه وماذا سيحقق للمواطن وهذه خطوة إيجابية .
فليس من سلوكنا الشتائم وتبادل الاتهامات .
وحول سؤال عن تقييمه لموقف الدول الصديقة والمانحة الداعمة للديمقراطية في ضوء قرار مجلس التنسيق بعدم المشاركة قال الأخ الرئيس أنه للأسف أن ذلك ما تفكر فيه تلك الأحزاب وهم يفكرون بعقلية ماذا سيفعل الخارج وماذا ستتصرف أمريكا أو الدول المانحة وهذه الدولة ليس لها سلطة علي.. أنا من يقر سيادته الخارجية والداخلية.. أن قدمت المنح والمساعدات أهلاً وسهلاً لأن الشعب اليمني ليس متكلا على الخارج .
وللأسف هناك معتقد لدى بعض القوى السياسية وبعض الأطراف الخارجية أن اليمن يعتمد كلياً على جيرانه أو الخارج في تلبية احتياجاته وهذا غير صحيح.. نحن عندما يقول الأخوان في مجلس تنسيق المعارضة بأن مقاطعتهم للانتخابات ستمثل إحراجا .
أنا جاءني إنذار من أمريكا أثناء حرب الانفصال أن دخول عدن خط أحمر قلت هذا وطني وليس هناك وصي عليه وجاءتني عدة خطوط حمراء لكننا لم نهتم بذلك.. أمريكا أو غيرها ليست وصية على اليمن وللأسف أن قيادة الحزب عندما كان ولاؤهم للاتحاد السوفيتي وما قالته لهم روسيا قالوا تمام.. والآن هم يحثون عن الملحق الثقافي الأمريكي وعلى اتصال معه بين حين وأخر وبلغني أنه يوم تزكية المرشحين في البرلمان كان عدد من قيادات الحزب الاشتراكي في السفارة الأمريكية يشتكون على السفيرة الأمريكية وكأننا موظفين السفارة الأمريكية وللأسف الشديد من المعيب أن يشتكي هؤلاء يمثل هذه الصورة أنه صوت وأفشل مرشح المعارضة .
*وحول سؤال عما إذا كان الحديث عن حجب التزكية لمن لديهم ثأر مع الوطن وهل هناك توجه لفرض عزل سياسي على بعض الشخصيات في المعارضة وإعلان حرمانهم من الحقوق السياسية .
=قال الأخ الرئيس ليس هناك توجه أو هناك فيتو على أي شخص ونحن ندعو ونطالب مثل هؤلاء أن لايكون لديهم عداء مع الوطن أو حقد عليه وأن يكونوا خالين من الشبهات طبقاً لما نص عليه الدستور.. ومثل هؤلاء لن يقبل بهم الشعب أن استمروا في عدائهم للوطن وممارسة الثأر معه.. وعلى سبيل المثال واحد أراد أن يأخذ السلطة بالقوة وعمل انقلاب في 78م وأستلم ثلاثة ملايين دولار هل هذا الشخص يمكن يمنح الثقة.. أيضاً عندما كان الصراع في المناطق الوسطى في دمت والشعر وعمار وشرعب والحجرية وريمة ووصاب ورداع والرياشية والسدة والنادرة وبعدان وقتلوا الأبرياء أليس هؤلاء معهم ثأر مع الوطن.. يعني أقتل المواطن ثم أتي لأرشح نفسي للرئاسة بأي حق ..
*وحول سؤال عن الكلمة التي يوجهها للشعب بمناسبة الذكرى ال17 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام ..
=قال الأخ الرئيس أنني أدعو كافة قيادات وقواعد وأعضاء المؤتمر أن يستوعبوا كل جديد ويتفاعلوا مع كل ما هو متطور وحديث سواء في مجال العمل السياسي أو التنظيمي وأن يكون دائماً الحزب المنفتح والمتحرر من كل السلبيات وهذه مميزة المؤتمر أنه غير طائفي أو مناطقي وميزة المؤتمر الشعبي العام أنه يستوعب كل القوى السياسية المجربة وأن يكون هو الحزب الرائد وسيستمر هو الحزب الرائد والقائد إن شاء الله ..
*وحول سؤال عن الدعوة التي يوجهها للمواطنين فيما يتعلق بالانتخابات
=قال الأخ الرئيس إلى ممارسة كافة حقوقهم الدستورية وأن لا يستجيبوا لدعوة شخص أو أشخاص في نفوسهم مرض على الوطن.. وللمواطن الحق في اختيار من يريد .
*وحول سؤال عن مدى التنسيق القائم بين المؤتمر والإصلاح والمجلس الوطني قال الأخ الرئيس أن التنسيق موجود وتنسيق مصيري نحن دافعنا عن الوحدة والديمقراطية ومهما اختلفنا أو دست بعض القوى من أجل أن نختلف أو دست بعض القوى من أجل أن نختلف فإننا لن نختلف هذا تحالف مصيري ليس فيه نقاش ومثلما تحالفنا ضد الانفصاليين في جبهة واحدة فإن تحالفنا هو من أجل حماية الوحدة والديمقراطية والدفاع عنها.. قد نتباين من وقت لأخر لكننا متفقين على الدوام .
وحول سؤال عما إذا كان سيتم تشكيل حكومة مصالحة وطنية في ضوء اللقاءات مع بعض القيادات المقيمة في الخارج.. قال الأخ الرئيس / أي مصالحة يتم الحديث عنها ومن يصالح من.. فالدعوة للمصالحة أصبحت بمثابة الموضة عندما تصالحنا مع الملكيين في ذلك الوقت وكان وراء ذلك قوى دولية وإقليمية تمد الملكيين لإجهاض ثورة سبتمبر وأكتوبر.. إن العناصر التي أعلنت الحرب والانفصال عندما تردد في صحفها سواء الداخلية أو الخارجية كلمة المصالحة مع هؤلاء لكن هناك عفو عام عن الذين شاركوا في تلك المؤامرة عفونا عنهم وقلنا يعودوا إلى الوطن كمواطنين لا كزعماء أو إلى السلطة.. يعودوا كمواطنين وعندما يتحسن سلوكهم ويعلنوا ولاءهم للوطن .
ويعتذرون للوطن عن أعمالهم التخريبية التي أعلن بها الحرب والانفصال وما تقوم به من أعمال تخريبية الآن في ظل الديمقراطية .
فنحن مستعدون أن نعيد النظر في هذا الأمر.. فهذا باب مغلق ولا نقاش فيه.. أي قيادي لم يصدر به حكم قضائي من حقه أن يعود إلى وطنه ليمارس حقوقه السياسية غير منتقصة.. أما مسألة المصالحة وفق مفهوم أولئك أن يعودوا إلى السلطة فقائد اللواء الذي ضرب صنعاء بالصواريخ يعود ليمسك السكود وقائد الطيران أن يعود إلى الطيران ونائب الرئيس يعود نائب للرئيس هذا مفهومهم للمصالحة.. هذا لا يمكن أن يتم ..نحن لا يمكن أن نكذب على الناس هذه الثوابت لا نقاش فيها يكتب من يكتب ويعقد مؤتمر صحفي ويذهب للسفارة التي يريد لكن هذا لا يقلقنا أبداً .
*وحول سؤال عن (أبو الحمزة) وما يقوم به من أعمال إرهابية ضد اليمن وما يصدره من بيانات.. =قال الأخ الرئيس هذا شخص نصاب وكذاب لا يستحق أن يذكر .
*وحول سؤال عن رؤيته لدور المؤسسات باعتبارها من أولويات المرحلة المقبلة طبقاً لما تضمنه البرنامج الانتخابي للأخ الرئيس ..
=قال الأخ الرئيس/ أن دولة النظام والقانون هي منظومة متكاملة ولايمكن بناء الدولة المؤسسات بإصدار مرسوم ولكن عبر تكاتف الجهود الوطنية من أجل الحفاظ على المؤسسات والالتزام بقوانينها ولوائحها وأنظمتها .
والنظام والقانون مسئولية الجميع مسئولية كل أبناء الوطن وليس مسئولية الحكومة فحسب أو البرلمان أو الرئاسة .
وكل جهة لها اختصاصات محددة في إطار الدستور والقانون ولكن كيف نحميها وكيف نستفيد من الأخطاء ونعالجها في تشريعاتنا القادمة.. فالنظام والقانون سلوك.. مثلاً خذ النظافة في أمانة العاصمة.. وهي واجهة وعاصمة كل اليمن. ونحن ننتقد النظافة في العاصمة لماذا لا تضطلع الصحافة بدورها في توعية المواطنين من أجل أن يقوموا بدورهم في النظافة فالجهات المعنية في البلد مهما كانت لديها من إمكانيات أو بذلت من جهود دون تعاون المواطنين لن تستطيع أن تقوم بدورها وواجبها في عملية النظافة.. فالمواطن لابد أن يتعاون في هذا الجانب .
*وحول سؤال عما تردد في بعض الصحف من إشاعات حول استقالة رئيس الوزراء ..
=قال الأخ الرئيس أن الأخ رئيس الوزراء خرج في إجازة قضاها في الخارج لمدة أسبوع وهو عاد مرة أخرى لاستكمال الفحوصات الطبية وسيعود للوطن بعد أربعة أو خمسة أيام .
*وحول سؤال عما إذا كان لدى الأخ الرئيس نية لزيارة الولايات المتحدة وكندا كما أعلن عن ذلك سابقاً وما هو مستوى العلاقة مع الولايات المتحدة حالياً ..
=قال الأخ الرئيس / بعد الانتخابات الرئاسية وفي حالة النجاح هناك برنامج خاص لزيارة عدد من الدول الشقيقة والصديقة لتعزيز العلاقات والتعاون الثنائي أما بالنسبة للعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية فهي جيدة
*وحول سؤال عما إذا كان هناك اتجاه لتبني إنشاء أحزاب جديدة في الوطن ليس لديها ثارات مع الشعب والوطن قال الأخ الرئيس.. أنا أتمنى أن كل القوى السياسية والحزبية في الساحة المتشابهة في برامجها وتجتمع في إطار حزبي واحد.. عندما ننظر إلى العالم الديمقراطي نجد أن من يحكم في العادة من حزب إلى أثنين.. فحسب معرفتي أن الولايات المتحدة القطب الرئيسي في العالم الآن تحكم من قبل حزبين هما الديمقراطي والجمهوري وكذا فرنسا والهند وغيرها.. للأسف إن البعض لم يأخذ التعددية بجدية ولكن ظل يرى فيها فرصة للظهور والركض وراء المصالح .
ونحن مع هذا الأحزاب ذات البرامج الموحدة أن تتواجد وتتجمع وتتأطر في إطار ثلاثة إلى أربعة أحزاب سواء الناصريين أو البعثيين أو الإسلامية وتشكل أحزاباً متحدة مع بعضها.. لكن المشكلة في الزعامة وكل واحد يريد أن يكون عضو مكتب سياسي أو عضو قيادة قطرية أو أمين عام وهذه تجربة بحاجة إلى ترشيد من أجل الوصول للأفضل .
هذا وقد حضر المؤتمر الصحفي الأخ يحي الراعي نائب رئيس مجلس النواب الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام .