رئيس الجمهورية في مقابلة صحفية مع وكالة أنباء الشرق الأوسط
نص المقابلة:-
-الشرق الأوسط سيادة الرئيس الملاحظات أن العلاقات على مستوى القيادتين المصرية واليمنية عميقة وحميمة.. والعلاقات بين الشعبين بنفس الحجم لكن هذه العلاقات بين الشعبين بنفس الحجم.. لكن هذه العلاقات السياسية المتميزة لا تعكس نفسها على أرض الواقع اقتصاديا وتجارياً
-الرئيس / العلاقات المصرية اليمنية علاقات قديمة وتاريخية.. علاقات معمدة بدماء زكيه هي أعلى من المال والجنيهات والريالات.. ولا تستطيع أي قوة أن تنال من هذه العلاقات الأخوية التي تربط اليمن بمصر.. ولن ننسى دور مصر في دعم الثورة اليمنية ودعم الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب وهو دور مشهود .
-الشرق الأوسط كان هذا صحيح لكنه لا يجيب على السؤال الأساسي لماذا لا تنعكس هذه العلاقات على أرض الواقع في صور تعاون وتبادل حقيقي؟
-الرئيس / كما قلت.. أن علاقاتنا بهذا الحجم.. وعلاقتي بالرئيس مبارك علاقة خاصة ومتميزة ولكن من الواضح أن رجال الأعمال في البلدين لم يرتفعوا إلى هذه العلاقات ولا إلى المستوى المتفق عليه في إطار اللجنة العليا المشتركة ولا اللجان الفرعية ولم ينفذوا أو يلتزموا بالمشروعات المحددة .
وعلى كل حال.. هناك لجنة تحضيرية تقوم بالإعداد الآن لاجتماع اللجنة التحضيرية بتقييم الأعمال التي تمت والاتفاقيات التي أبرمت في الماضي وما تم تنفيذه منها وما لم يتم وأن تشخص / الخلل / الذي أدى إلى عدم التنفيذ وتوضيح أسبابه وتقترح وسائل العلاج .
ونحن في اليمن سياستنا الثابتة نرحب بالتصنيع المصري وبالمنتجات المصرية ولدي أنا شخصياً تقارير تقول أن التصنيع المصري فاق الكثير من المصنوعات والمنتجات الأخرى وينافس المنتجات في نفس النوع ونحن نفضل أن تكون المنتجات المصرية والمعدات المصرية والبضائع المصرية لها الأولوية تماماً.. لأن هذا يدخل في إطار سياسة التكامل التي نسعى إليها مع مصر والذي هو مقدمة للتكامل الاقتصادي العربي .
إن سياستنا التي نعمل على ضوئها الآن هي التكامل الاقتصادي والتعاون المشترك بدلا من طلب العون والمساعدات من أي بلد أخر ولذلك أنا أطلب من دول الجوار ونتفاوض معهم على فتح أسواقهم للخضراوات والفواكه لأن فائضها لدينا كبير جداً يفوق حاجة السوق المحلية بكثير.. وهذا في رأينا أفضل من أن نطلب هبة.. إن أسواقنا مفتوحة لمصر وللدول الشقيقة سيراً على طريق التكامل وتشابك المصالح هذه المصالح المشتركة التي تعزز العلاقات السياسية وفي رأيي أن العلاقات بين الدول وبين الأشقاء منظومة متكاملة .
ودعني أقول.. أن على القطاع الخاص في البلدين دور هام وكبير وهو المسئول عن نجاح التعاون المصري اليمني وترجمته إلى مشروعات واتفاقيات مطبقة.. بل أكثر من هذا فإن غياب الخط الملاحي الرابط بين مصر واليمن يعد عقبة رئيسية أمام تنشيط وزيادة التعاون والتبادل التجاري.. وهو قرار متخذ من اللجنة العليا التي كانت قد عقدت اجتماعها الأخير في صنعاء ولكنه لم ينفذ حتى الآن وكذلك القرار الخاص بإنشاء بنك يمني مصري مشترك وهو بدوره عاملاً هام جداً.
-الشرق الأوسط يشهد العالم العربي موجة من المصالحات وإعادة العلاقات. فوزير خارجيتكم عبد القادر باجمال عائد لتوه من الكويت. والرئيس الإيراني محمد خاتمي في الرياض. ويجري تطبيع العلاقات بين أكثر من الدول العربية بعضها البعض فضلاً عن الجهود والمساعي الحميدة المبذولة لتسوية الخلافات في القرن الأفريقي فهل تفتح هذه الموجة الطريق أمام قمة عربية؟
-الرئيس/ نحن مع أي مساع تبذل من قبل أي من الأخوة القادة العرب لرأب الصدع واستعادة التضامن لأن الأمة العربي تمر بحالة انقسام وشتات نتيجة لأزمة الخليج ومخلفاتها والحقيقة أنني لست وحدي الذي يدعو إلى التضامن والمصالحة العربية ونبذ الفرقة والشتات العربي فالرئيس مبارك يقوم بنفس الجهد ويبذل نفس المساعي وكذلك الشيخ زايد بن سلطان ونحن نقدر لكل قائد عربي مسعاه الحميد من أجل توحيد الصف العربي نحن نسعى كذلك مثل باقي الأشقاء خاصة الرئيس مبارك من أجل تسوية النزاع الأثيوبي الأرتيري لإيقاف النزيف في هذه المنطقة الهامة لأن أمن القرن الأفريقي جزء لا يتجزأ من أمن منطقتنا ونحن في اليمن بالتحديد نعاني من مشاكل صعبة بسبب الوضع في الصومال وحالة التمزق هناك فقد أستقبل اليمن العديد من النازحين الذين شكلوا عبئاً اجتماعياً إضافياً فوق الأعباء التي نتحملها في المجال الاقتصادي .
-الشرق الأوسط ماذا عن القمة العربية وهل توقيتها مناسباً الآن أم لا؟
-الرئيس / نحن نقول باستمرار أن على جامعة الدول العربية أن تبذل مساعيها لدى القادة العرب من أجل عقد قمة عربية لكي نستعيد التضامن وأن يتخذ القادة العرب في هذه القمة الإجراءات الكفيلة لضمان انتظام انعقاد القمة العربية بشكل دوري والحقيقة أنه منذ عام 1981م لم تنعقد قمة عربية عادية وما عقد خلال هذه الفترة هي قمم طارئة استثنائية ولو اتفقنا على تثبيت موعد انعقاد قمة عربية سنوية يستطيع الأشقاء مناقشة مشاكلهم فوراً ومباشرة .
ونحن لسنا أقل من منظمة الوحدة الأفريقية التي تنعقد قممها بشكل منتظم وسنكون عونا وسندا للجامعة في مسعاها لتثبيت انتظام اجتماعات القمة .
إن الاجتماع الدوري للزعماء العرب هو الكفيل بوضع النهاية لحالة التشتت والانقسام في الصف العربي فاللقاء في جو المصارحة والتفاهم بين الزعماء يضيق هوة الخلاف ويقطع دابر الدس الرخيص ويفتح أبواب التفاهم ويفوت الفرصة على القوى المعادية للعرب والمسلمين .
-الشرق الأوسط مادمنا نتحدث عن المصالحات وتصفية الخلافات إلى أين وصلت مفاوضات تسوية قضية الحدود بين اليمن والمملكة العربية السعودية؟
-الرئيس/ العلاقات اليمنية السعودية علاقات إخاء وحسن جوار.. وهي علاقات طيبة لا يسودها أي مشاكل وإذا كان هناك شئ بشأن الحدود فهذا أمر طبيعي مثل بقية المشاكل بين الدول الشقيقة وهي في طريقها إلى الحل فما تبقى من موضوع الحدود تجري المفاوضات بشأن تسويته وهناك لجان مشكلة وفق مذكرة التفاهم التي وقعت في مكة عم 1995م ونحن على وشك الانتهاء من عملية رصد وتحديد علامات الحدود التي شملتها اتفاقية الطائف في عام 1934م وتوجد لجنة مشتركة تسمى لجنة تحديد المعالم ولم تبق إلا نقطتان مختلف عليهما وسوف يقدم كل طرف تصوره حول موقع النقطتين اللتين حددتهما اتفاقية الطائف وكذلك الإحداثيات الخاصة بهما بين خطي 52 و19 وحتى منتهى الحدود على البحر الأحمر في رأس المعوج شامي رديف قاد فمن جانبنا سنقدم تصورنا لهذا الخط والأشقاء سيقدمون تصورهم وذلك على أساس قاعدة لا ضرر ولا ضرار .
-الشرق الأوسط هل صحيح أن الخلاف في المنطقة الشرقية يتعلق بتحديد نقطة الحدود بفارق خمسة كيلومترات جنوب جبل الثار؟
-الرئيس / النقطة حسب اتفاقية الطائف هي رأس جبل الثأر وبالطبع فإن الجبال لا تتحرك صحيح إن الخلاف لا يزال قائماً حول هذه المنطقة ولكننا أنجزنا الكثير بالفعل مع الأشقاء بشأن مشكلة الحدود في مجملة والإشكالية الآن هي في التباين القائم حول تحديد موقع النقاط التي حددتها اتفاقية الطائف وهذه بالضبط نقاط الخلاف .
لقد أبدى الأخوة السعوديون دائماً الرغبة في التواصل إلى حل للخلاف والملك فهد راغب في التواصل إلى حل والمفاوضات جارية ونحن على أي حال نتعامل بقلب مفتوح مع الأشقاء في السعودية دائماً .
إن هذه المشكلة عمرها ستون عاماً وقد قطعنا شوطاً كبيراً منذ بدء المفاوضات عام 1995م وأعتقد أنه لن يكون صعباً التواصل إلى حل نهائي لأننا قطعنا الكثير .
-الشرق الأوسط هذه الروح التي تتحدث عنها العلاقات الطيبة مع المملكة إلى جانب تطبيع العلاقات مع الكويت التي عاد منها أمس وزير خارجيتكم هل تعني عودة العمالة اليمنية إلى السعودية واستئناف تقديم المساعدات لليمن؟
-الرئيس / في الحقيقية لقد تم فتح باب العلاقات والعمالة اليمنية في السعودية ولكن بشكل محدود وبكل صراحة لن يكون الوضع كما كان عليه قبل حرب الخليج فمن جانب لم تعد هناك مشروعات في السعودية تتطلب هذا الحجم من العمالة كما كانت من قبل لأنهم تشبعوا بالمشروعات خاصة في مجال البنية التحتية وبالتالي لم يعودوا بحاجة إلى تلك العمالة الكثيفة .
لكن كما قلت فإن سوق العمل مفتوح في السعودية أمام اليمنيين بلا عوائق لكنه محدود بالظروف الحالية خاصة مع تناقص أسعار البترول أما بالنسبة لزيارة الأخ عبد القادر باجمال للكويت فقد جاءت بدعوة من أخيه الشيخ صباح الأحمد وهذه الزيارة سبقتها لقاءات بين الوزيرين في مؤتمر وزراء الخارجية العرب بالقاهرة ولقاءات متعددة بينهما أيضاً بنيويورك وجنوب أفريقيا فضلاً عن المحادثات الهاتفية الكثيرة وتطبيع العلاقات مع الشقيقة الكويت ليس بالأمر الغريب فعلاقاتنا قوية ومتميزة. وأحب أن أوضح حقيقة هي أن اليمن لم تكن بتلك الصورة التي أطلقها الصحافة عليها خلال أزمة الخليج الثانية فنحن نكن للكويتيين كل التقدير لأنهم منذ قيام الثورة اليمنية في سبتمبر كانوا عونا للثورة وسندا لها لكن الفهم خلال أزمة الخليج والإعلام الخارجي أدعى أن اليمن لم يكن متضامناً مع الكويت وهذا غير صحيح لأننا لم نكن طرفاً في أي صراع .
-الشرق الأوسط هل تم الاتفاق على استئناف الدعم الكويتي لليمن في مجالات التعليم والخدمات مع التطبيع السياسي؟
-الرئيس / لقد تمت إزالة العوائق السياسية وهو ما يفتح المجال لباقي الأمور بفتح آفاق التعاون .
-الشرق الأوسط كيف تمت المصالحة الشخصية بينك وبين صديقك القديم أفورقي وبين أرتيريا واليمن بعد قرار التحكيم حول جزر حنيش الذي جاء لصالح اليمن؟
-الرئيس / إن معرفتي بالرئيس أفورقي تعود إلى ما قبل استقلال ارتيريا ثم جاءت مشكلة جزيرة حنيش وشاب العلاقات ما شابها ثم زارني الرئيس أفورقي بعد قرار التحكيم مرتين في عدن وفي صنعاء ولم ينس مساندة اليمن له منذ أن كان رئيساً للجبهة الشعبية وهو يخوض حرب الاستقلال وأيا كانت الدوافع الخارجية أو الإقليمية التي تستهدف وتعمل من أجل خلق صراع في منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي ودفع الأشقاء والجيران إلى الحروب إلا أننا ومنذ اللحظة الأولى التي تفجرت فيها مشكلة حنيش قررنا أن الحرب لا تخدم الأمن والاستقرار في المنطقة كما لا تخدم الملاحة الدولية في البحر الأحمر وقلنا أن أفضل حل هو اللجوء للتحكيم لأنه أسلوب حضاري وأن على الدول المتنازعة أن تقتدي به عند وجود أي خلاف حدودي ونبذ فكرة اللجوء إلى القوة وقد أثمر هذا الطريق وجاءت نتيجة التحكيم لصالح اليمن لأنه حق تأريخي موثق ولم يكن صعباً استئناف العلاقات وعودتها إلى طبيعتها لأننا وأرتيريا ارتضيناه في البداية وقبلنا بنتائجه سوياً وعادت المياه إلى مجاريها وما كانت عليه من مودة وصداقة وحسن جوار فالخصومة كانت طارئة ولم تكن خصومة شخصية وعلى كل الدول العمل من أجل فك التوتر والابتعاد عن أسباب الكراهية والبغضاء خاصة مع الجوار سواء كانت بين دول عربية أو إسلامية أو أفريقية .
-الشرق الأوسط إلى أين وصلت مساعيكم من أجل النزاع الأثيوبي والأرتيري؟
-الرئيس / لقد بعثنا بوزير الشئون القانونية حاملاً رسالة إلى رئيس الوزراء الأثيوبي ميليس زيتاوي تتضمن إقناعه بأن أرتيريا قبلت بتنفيذ جميع قرارات منظمة الوحدة الأفريقية ووافقت على توقيع إطار للعمل وجاءنا رد الأثيوبيين كالأتي أن تنسحب القوات الأرتيرية أولاً من المناطق التي احتلتها وقد تدخلت مصر والرئيس مبارك لحل هذه الأزمة كما تدخلت ليبيا وأتمنى أن تتكلل مساعينا جميعا وجهودنا المبذولة بالنجاح .
-الشرق الأوسط السيد الرئيس منذ عامين أو ثلاثة دخلت معركة صعبة أردت الإصلاح وحل المشاكل فإذا بالساحة اليمنية تشهد مشاكل أكثر بطالة ارتفاع أسعار ركود اقتصادي وهذا ما شهدناه وسمعناه عنه بعد بدئكم لمشروع الإصلاح الاقتصادي مع البنك الدولي وصندوق النقد؟
-الرئيس / حقيقة صاحب برنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري الكثير من الإشكاليات وصحيح توجد بطالة لكن الأصح والفعلي هو أنه إذا لم يكن قد بدأنا برنامج الإصلاح الاقتصادي منذ ثلاثة سنوات لوصل سعر الدولار اليوم إلى 1200 ريال. برنامج الإصلاح مكننا من توحيد سعر الصرف ومن تثبيت قيمة الدولار .
لقد أثرت الإجراءات الاقتصادية على الاستثمارات ونتج عن البرنامج أثار سلبية لكن الإصلاح كان ضرورة حتمية لوقف التدهور الاقتصادي ومعالجة السلبيات التي خلفتها الحروب كان علينا أن نصدر سندات الخزينة وأن نرفع سعر الفائدة على الريال رغم علمنا بأن ذلك يؤثر على التنمية وعلى النمو الاقتصادي وقد عالجنا هذا الأمر من خلال شبكة الأمان الاجتماعي وصندوق الرعاية الاجتماعية التي تتولى معالجة وتخفيف الآثار السلبية على المواطنين ومن خلال شبكة الأمان هذه يتم إنفاق حوالي 29 مليار ريال للتخفيف من الأضرار.. أضف إلى ذلك يجب أن نتذكر أن الفترة الماضية قد شهدت انخفاضا حاداً في أسعار النفط وهو بدوره سبب لنا مشاكل كبيرة تمثلت في نقص العملة الأجنبية .
أضف إلى ذلك الانفجار السكاني في اليمن حيث يصل معدل الزيادة السكانية إلى 3، 7 في المائة سنوياً.. الأمر الذي وصل بعدد السكان إلى أكثر من 18 مليون نسمة وهذه الزيادة تلتهم كل الموارد .
من العوامل التي أثرت سلبياً على وضعنا الاقتصادي والاجتماعي أيضاً انخفاض تحويلات المغتربين بل وعودة المغتربين أنفسهم حيث بلغ عدد العائدين منهم نحو مليون و200 ألف مغترب وهذه التوصيف الصحيح كارثة .
وهنا تبرز أهمية برنامج الإصلاح الاقتصادي وحتميته فلولا الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في إطار لغرقت البلاد وبكل صراحة والوضوح كان هذا هو المخطط المدبر لجمع الشعب إلى ثورة داخلية تبدأ بعودة المغتربين في ظروف اقتصادية صعبة وسيئة للغاية وكان برنامج الإصلاح هو قارب النجاة .
-الشرق الأوسط الملاحظ أنك تقوم بتحرك سياسي في شمال اليمن وجنوبه والتقيت مؤخراً بعدد من قادة الحزب الاشتراكي هل هذا النشاط يعد تمهيداً لدعم بناء الوحدة الوطنية ومقدمة لانتخابات الرئاسة لدورة جديدة في شهر أكتوبر القادم؟
-الرئيس/ أريد أن أوضح للأخ/ العزيز أن لقائي مع قادة الحزب الاشتراكي هو لقاء مع قادة حزب يعمل في الساحة اليمنية ككل.. ولا يمثل جنوب الوطن وحده فالحزبية في بلادنا تضم في تكوينها كل فئات المجتمع اليمني بشماله وجنوبه وشرقه وغربة والتمثيل الحزبي لا يقوم على أساس شطري أي بين شطري اليمن أو مناطقي أي بتمثيل منطقة دون أخرى أو شطر دون أخر .
وربما تولد مفهوم خاطئ لدى بعض وسائل الإعلام الخارجية عن الحزب الاشتراكي وأنه حزب يمثل جنوب الوطن وهذا ليس صحيحاً فالحزب الاشتراكي وكذلك حزب المؤتمر الحاكم وباقي الأحزاب تضم شخصيات من كل أرجاء الوطن والحزبية ميزتها أنها تضم كل فئات الشعب وهي البديل الصحيح للتعصب القبلي والقروي والمناطقي والسلالي حيث ينخرط الناس جميعاً داخل أحزابهم ممثلين كل الوطن .
-الشرق الأوسط هل يمكن القول أن تأخر الاهتمام بالجنوب في مجال التنمية والمشروعات الخدمية هو الذي تسبب في توليد هذا المفهوم الخاطئ حيث تتواجد مشاكل اجتماعية واقتصادية وخدمية كثيرة؟
-الرئيس / العكس هو الصحيح فالمحافظات الجنوبية تحظى باهتمام أوفر منذ أزمة محاولة الانفصال في صيف عام 1994م حيث أعقبت الحرب مباشرة البدء في تنفيذ مشروعات هامة خاصة في المجال الخدمي.. وهو الأسلوب الذي انتهجته الحكومة بديلاً عن الجلوس والاكتفاء بالتنديد بالحزب الاشتراكي والهجوم عليه واتهامه بالشمولية وارتكاب المذابح.. ثم ننصب لهم المحاكم عقابا لهم على ما ألحقوه من أضرار بالوحدة الوطنية فبدل هذا الضجيج الفارغ والخطاب الإعلامي الفج نهجاً استراتيجية مخاطبة الشعب بالمشاريع التي تغطي مختلف المحافظات الجنوبية .
قد تقرأ في الصحف العديد من الانتقادات رافعين راية الجنوب وإهماله لكن هذه هي ضريبة التعددية الحزبية ضريبة الحرية الرأي ضريبة حق الرأي الأخر في التعبير عن نفسه حتى لو تجاوز.. فماذا تنتظر أو تتوقع من عناصر أعلنت الحرب وأعلنت الانفصال.. إنها ستدعي بأن هناك تصدعا في الوحدة الوطنية وأن العدالة معدومة والمشروعات متعثرة والجنوب مهمل وكل هذا لم يفاجئني لأنني لم أتوقع من عناصر اتخذت قرار الحرب والانفصال غير ذلك وبالتالي فهجومهم ليس بمستغرب .
-الشرق الأوسط السيد الرئيس: تحدثت عن عدن والميناء والمنطقة الحرة من الناحية الاقتصادية.. فماذا عن هذا الذي يقال عن اتفاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن ترتيبات عسكرية أو قواعد في عدن؟
-الرئيس / أولاً.. هذا الموضوع يتردد كثيراً وقد أوضحناه أكثر من مرة.. فقد قالوا أن عندكم تسهيلات عسكرية للأمريكان في عدن قلنا الأمريكان ليسوا في حاجة إلى تسهيلات عسكرية في اليمن ولا في عدن لأنهم ببساطة موجودون بالفعل في المنطقة وقواعدهم موجودة وقائمة وهم ليسوا بحاجة إلى قواعد جديدة .
-الشرق الأوسط لكن يا سيادة الرئيس.. إن عدن ليست كباقي المناطق التي يتواجد فيها الأمريكان فعندكم / القاعدة الذهبية / في عدن والتي سبق أن خدمت الإمبراطوريات السابقة كرأس ذهبي على مداخل المحيطات الواسعة .
-الرئيس / عدن ميناء.. وأنا أشبه عدن مثل محطة للبنزين في شارع رئيسي هو الطريق الأساسي لمرور الكثيرين.. ومن حق من يمر في هذا الطريق أن يتزود بالوقود من المحطة الموجودة فيه.. أي أن يتزود بالمياه أو أن يتزود بالغذاء.. عدن ميناء هام مفتوح للجميع والشركات المصرية تشارك في البناء هنا ولدينا شركة مصر تستثمر في جزيرة سوقطره لتحولها إلى منطقة سياحية مثل شرم الشيخ في مصر.. وقد اتفقنا مع هذه الشركات المصرية لتأتي وتنقل لنا هذه التجربة المصرية في جزيرة سوقطره وتبني الفنادق والشاليهات والمنتجعات .
وفي نفس الوقت لدينا طلبات كثيرة للاستثمار في مجال التجميع الصناعي من أمريكا وأوروبا الشرقية في المنطقة الحرة.. وقد وضعنا قانون يقدم تسهيلات مغرية لشركات الاستثمار .
-الشرق الأوسط ما أهداف زيارتك الأخيرة للدول الأسيوية.. وهل نجحت في إقناعهم بالاستثمار في اليمن؟
-الرئيس / في الحقيقة لقد أعجبت جداً بتجربة سنغافورة فهي جزيرة صغيرة وسكانها لا يتجاوز عددهم 2.7 مليون نسمة لكنهم يقدمون تجربة نموذجية تفوق أي دولة أوروبية .
والقد اتفقت معهم في سنغافورة على المشاركة معنا في إقامة المنطقة الحرة في عدن وسيتولون إدارتها ويشاركون في مشروع بناء هذه المنطقة بنسبة 60% من القيمة الإجمالية التي تبلغ 260 مليون دولار كمرحلة أولى.. وسترتفع الأعمال بالدخول في المرحلة الثانية لتبلغ قيمتها حوالي 600 مليون دولار وتضم المنطقة ميناء للحاويات وأرصفة ومنطقة صناعية وتخزينيه .
-الشرق الأوسط هذا عن سنغافورة.. هل من مستثمرين آخرين؟
-الرئيس/ باقي الاستثمارات تتركز في مجال النفط في معظمها حيث لدينا 56 بلوك.. أي منطقة استكشاف تعمل فيها الآن مع توتال وأكسون وهنت ويوكونج وهذه الشركات تعمل في مجال تصدير الغاز المسال ويجري الآن البحث عن أسواق لاحتياطي الغاز الضخم الذي تم اكتشافه لدينا وهناك اتصالات بيننا وبين كل من الهند وتايوان والصين وكوريا الجنوبية.. وبالمناسبة أقول إن ما حدث لدول جنوب شرقي آسيا عام 2001م .
ونحن نتوقع أن تصدر حوالي 11 تريلون قدم مكعب من الغاز خلال الخمس والعشرين سنة القادمة يبلغ إجمالي عائدها 33 مليار دولار
-الشرق الأوسط سيادة الرئيس.. أنت متهم بأنك تترك الإرهابيين يجدون في اليمن مأوى لهم.. فهل هذا صحيح؟
-الرئيس / لا سامح الله من زرع في رؤوس الأخوة في مصر أننا نأوي الإرهابيين ودعني أحكي لك القصة من بدايتها ..
فأثناء الأزمة بين الحزب الاشتراكي والدولة ومحاولة هذا الحزب العودة إلى تقسيم اليمن إلى شطرين ودولتين.. بعث وزير أمن الدولة سابقاً في الجنوب بتقارير وضعتها قيادة الحزب الانفصالية إلى الأشقاء في مصر يقولون فيها أن اليمن يحتضن العرب الأفغان.. وقام هذا الوزير بتجميع عدد من المدرسين المصريين العاملين في حضرموت وصادف أن عددا منهم كانوا قد أطلقوا لحاهم.. وجميع هؤلاء الأخوة المصريين كانوا في المحافظات الجنوبية التي كان الحزب الاشتراكي يسيطر عليها أثناء الوحدة ودفع بهولاء المساكين إلى مصر / كهدية / بدعوى المساعدة في القضاء على الإرهاب.. وعندما وصل هولاء إلى مصر قامت الأجهزة هناك بالتحقيق الدقيق واكتشفوا أنهم كانوا مدرسين عاديين ولا علاقة لهم بالإرهاب .
وقد صاحب هذا العمل من جانب الحزب الاشتراكي دعاية كبيرة كانت نتيجتها توفر القناعة لدى البعض.. ولا أقول الكل بأن اليمن يحتضن إرهابيين وللأسف كان بعض الصحفيين ممن صدق دعاية إيواء اليمن للإرهابيين .
إن اليمن يدين الإرهاب ويرفض أي عمل إرهابي.. وقد قمنا بترحيل كل أجنبي دخل إلى أرض اليمن بطريق غير شرعي.. سواء كان من مصر أو ليبيا أو جزائريا أو سوريا أو سودانيا أو من دول إسلامية أخرى وقد رحلنا كل هؤلاء جميعا ولاشك في أن غياب اتفاقية أمنية تنظم تبادل المجرمين هو الذي دعا إلى سياسة ترحيلهم إلى أي مكان آخر دون تسليمهم .
فالكل خرج منها من عاد إلى بلده ومنهم من توجه إلى دول عربية أخرى ولاشك أنه مما ساعد في دخول هؤلاء إلى اليمن هو عدم وجود تأشيرات دخول إلى البلاد بالنسبة للعرب .
إننا نعاني من الإرهاب مثل غيرنا فهل من المعقول أن نسمح للإرهابيين بالبقاء عندنا واحتضانهم .
إن اكبر دليل على معاناتنا من الإرهاب هو ما حدث مؤخراً من اختطاف بعض الأجانب.. والذين قتل أربعة منهم على أيدي الإرهابيين كما أدى إلى تدخل أجهزة الأمن وتصديها للمختطفين بقوة .
لقد قامت أجهزة الأمن اليمنية بعد هذه الحوادث باحتجاز كل القيادات المتهمة بالاشتراك أو التحريض ممن يعملون باسم تنظيم الجهاد.. وقد تم القبض على جميع القيادات والكوادر الوسيطة والتحتية وهم الآن محتجزون تحت ذمة النيابة ويجري التحقيق معهم ليقدموا إلى المحاكمة .
أن ما ينشر على شبكات الإنترنت حول تهديدات يقوم بها تنظيم الجهاد للسلطة في اليمن وأنهم سيواصلون اختطاف الأجانب إنما هي معلومات غير صحيحة ولا وجود لذلك الآن والقيادات والكوادر المتطرفة في السجون وأمام القضاء ولا يوجد أي خطر على أي أجنبي مقيم داخل اليمن.. وقد وصل عدد المحتجزين من الكوادر إلى أكثر من ثلاثين متهماً من جنسيات مختلفة معظمهم من قيادات الجهاد.. وعدد من الشباب اليمني المغرر به .
وقد طلبت من وزير الداخلية أن يحضر إلي هؤلاء الشباب والصبية الذين لا يتجاوز أعمارهم 14 أو 18 سنة ..
وقد التقيت بهم ومعي نائب الرئيس ووزير الداخلية وتحدثت معهم واعترفوا لي جميعاً بأنه غرر بهم فأصدرت عفواً عنهم جميعاً وأصبحوا مواطنين صالحين .
-الشرق الأوسط سيادة الرئيس بماذا تفسر ظاهرة اختطاف الأجانب من قبل بعض القبائل كرهينة حتى تقوم الدولة بتنفيذ بعض المشروعات الخدمية بمناطقهم؟
-الرئيس / النوع الأول من الإرهاب الذي تحدثنا عنه والذي تمارسه الجماعات المتطرفة هو إرهاب سياسي أي عمليات مسيسة .
وعمليات القبائل الذي تتحدث عنه من جانب هؤلاء الذين يختطفون الأجانب من أجل إجبار الدولة على تنفيذ مشاريع خدمية لهم.. يحاولون بهذا المظهر خداع الرأي العام والدولة بأنه ليس إرهابا سياسياً بينما هو في الحقيقة صورة أخرى من صور الإرهاب السياسي. فمن يقوم بالاختطاف تحت ذريعة المطالبة بالمشروعات الخدمية أو طلبات خاصة ليسوا بعيدين عن السياسة ولكنهم يغلفونها باسم مشروع للمياه أو تعبيد طريق .
وعلى سبيل المثال نحن في حرب منذ قيام الثورة عام 1962م وقد استمرت الحرب ثماني سنوات فانتصرنا على نظام الأئمة لكننا بعد ذلك واجهنا صراع التشطير والصراعات بين أهل الشمال نفسه والأخر بين أهل الجنوب نفسه ثم تحققت الوحدة وبعدها جرت محاولة لفك هذه الوحدة وعادت القوى المستفيدة من التشطير توحد نفسها لتحارب الوحدة اليمنية .
وانتصرت الوحدة فماذا تنتظر وبماذا تفسر أن يقوم أحد بتفجير أنبوب نفطي يخدم البلاد وبماذا تفسر اختطاف ضيف أجنبي كل هذا بدافع خارجي .
لأن تعطيل أنبوب النفط يعني تعطيل عمل الشركات العاملة والمستثمرة في اليمن والخروج من البلاد.. واختطاف أجنبي هو تحريض للأجانب والسياح لعدم زيارة اليمن وقد وضعت هذه الحقائق أمام أبنائنا المغتربين خلال لقائي بهم أمس .
باختصار.. فان دفع بضعة آلاف من الدولارات للمخربين من جانب القوى المعادية لا يمثل شيئاً لهؤلاء الذين وظفوا الملايين لضرب الوحدة وإعادة التشطير .
-الشرق الأوسط السيد الرئيس.. في شهر أكتوبر القادم تنتهي فترة رئاستكم في الدورة الرئاسية الحالية.. فهل تنوي التقدم لفترة رئاسية جديدة وهل مسموح بالمنافسة على مركز الرئاسة؟
-الرئيس / حتى الآن.. لست مرشحاً للرئاسة .
-الشرق الأوسط لست مرشحاً للرئاسة حتى الآن.. هل يوجد مرشحون آخرون؟
-الرئيس /سأتوجه للشعب بخطاب وطني يوم 22 مايو الحالي أدعو فيه كل التنظيمات والأحزاب السياسية لتقديم مرشحيها لمنصب رئيس الجمهورية في إطار مفهوم التداول السلمي للسطله .
وطبعاً لن يصدف الكثيرون من الأخوة العرب كلامي عندما أدعو غيري للترشيح للرئاسة.. وسيكون تعليقهم أن كل شئ مطبوخ وجاهز.. وأنا أقول لك بكل الصراحة أن لي 21 عاماً في السلطة وقد كان همي أن اعد البلاد والشعب لقبول فكرة التداول السلمي والسلس من رئيس لرئيس ..
والدستور اليمني يقول أنه لابد وأن يتقدم مرشحاً على الأقل لمنصب الرئاسة.. وهذا رد على سؤالك عما إذا كنت سأسمح لأحد للترشيح منافساً لي أم لا.. فالمنافسة شرط دستوري وأن أكرر لك أنني لست مرشحاً حتى الآن ويمكن أن تعتبر ذلك سبقاً صحفياً لك.. فلا أحد هذا الموضوع في خطابي الوطني بعد أيام.. وأنا بذلك لا أستفز أحداً .
-الشرق الأوسط لكن الدستور الذي يسمح بالمنافسة.. بل ويضعها شرطاً.. يفرض وجود ثلاثين نائباً بالبرلمان لتزكية الترشيح فهل تنوي القيام بعملية إعارة الأحزاب غير الممثلة في البرلمان كالحزب الاشتراكي العدد المطلوب؟
-الرئيس / هناك اجتهاد تشريعي حول هذه النقطة يوفق بين شرط المنافسة الواجبة وبين شرط النصاب اللازم من عدد النواب.. أظن أن هذا الاجتهاد في صالح من ليس لهم تمثيل في البرلمان فالشرط الواجب أن يكون هناك أكثر من مرشح .
-الشرق الأوسط السيد الرئيس.. الكل في اليمن يتحدث عن / بيعة / لك فأحزاب المعارضة تعلن صراحة أنه لا بديل عنك رئيساً لليمن وأنه ليس لديهم المرشح القادر على ملء هذا المكان في ظروف اليمن الحالية.. ويقولون أن حزب الإصلاح المعارض أنقسم على نفسه ثم عاد وتوحد حول ترشيحك.. من الجانب الأخر.. فإن حزب المؤتمر الذي ترأسه وهو الحزب الحاكم يستعد لمؤتمره العام في يوليو القادم ليقدموك كمرشح لهم لدورة جديدة.. هذا فضلاً عن المبايعات التي تتوالى من المحافظات .
-الرئيس / ما أحب أن أركز عليه هو أن مجلس النواب هو الذي يتلقى الترشيحات وهو الذي يحافظ على الدستور خاصة في البند المتعلق بأنه لا يجب أن يتقدم لانتخابات الرئاسة أقل من شخصين .
أما عن موضوع / السلف / أو الإعارة.. فقد طرحت الفكرة من قبل رؤساء أحد الأحزاب خلال اجتماعي بممثلي الأحزاب السياسية وأنا من خالك الآن أدعو كل الأحزاب اليمنية أن تقدم مرشحيها أعمالا للدستور والقانون فأنا الآن لست قلقا على الوطن ولست على قلق على الرئاسة فبعد أن ترسخت الوحدة وتثبتت دعائمها أصبح الأمر سهلا وأصبح التداول السلمي للسلطة طبيعياً فالوضع الآن يختلف عما كان عليه عام 1993م فلو جاءني من يقول لي يومها / تنازل عن الرئاسة.. ما وافقت وما تنازلت فأوضاع البلاد كانت متوترة وحالة الطوارئ عام أما الآن فالأوضاع طبيعية وهادئة .
-الشرق الأوسط ما هي خلفيات الدعوة لعقد مؤتمر قمة باليمن الشهر القادم تحت مسمى / قمة الديمقراطية الناشئة / والذي يحضره عدد من الزعماء والرؤساء كما تردد في عاصمتكم صنعاء؟
-الرئيس / هذا المؤتمر ليس فكرة ولا اقتراحا يمنياً ففي الحقيقة هو فكرة يتبنى الدعوات ويختار المشاركين ونحن من ناحية أخرى لقد ظل اليمن قرابة سبعة وثلاثين سنة يبحث عن خيارات تحقق له الاستقرار خاض العديد من الحروب الداخلية لأسباب متعددة سياسية أو دفاعاً عن الوحدة .
وقد أسفر هذه التجارب عن حقيقة أن الخيار الوحيد لدعم الوحدة الوطنية وتحقيق الاستقرار هو الخيار الديمقراطي وهو الذي قضى على فكرة التشطير وكرس الوحدة وقضى على الصراعات الداخلية وكان أفضل المخارج لنا .
صحيح أن هذا الخيار صاحبه عدد من السلبيات لكن بديله كان الأسوأ.. فقيل تسع سنوات لم يكن هناك مدير أو مسئول في اليمن يتقبل أي نقد من الصحافة.. أما الآن فإن النقد مباح ولن تفاجأ إذا رأيت منشورات تهاجم الحكم وتهاجمني أو تطالبني بالتنازل عن الرئاسة لكن الديمقراطية قادرة على أن تعالج عيوبها وهي أفضل الخيارات .
-الشرق الأوسط السيد الرئيس.. لأول مرة في اليمن ألاحظ حملة منظمة ضد القات ويقولون أنك أنت نفسك قائد الحملة.. بينما القات عادة اجتماعية يمنية.. فهل من فرصة للنجاح وتغيير عادات البشر وتقاليدهم؟
-الرئيس / صحيح أنني أقود الحملة بشكل علني ولكنني وللاعتبارات التي أشرت إليها أقود هذه الحملة على نار هادئة.. وقررت أن أبدأ بشخصي ثم بإقناع زملائي القريبين مني وقدمت البديل وهو ممارسة النشاط الرياضي فباعتباري المسئول الأول في اليمن لا يصح أن ادعوا المواطنين إلى سلوك معين بينما أنا أمارسه ولذلك يجب أن أكون القدوة والمثل.. وأن التزم أولاً بما أدعو الناس أليه واعتقادي أن هذا المسلك يترك تأثيراً كبيراً على الناس .
ولقد تلقيت العديد من الخطابات تأتيني من المحافظات المختلفة تفيد بأن القيادات المحلية بالمحافظات بدأت بنفسها وتركت القات واتجهت إلى ممارسة الرياضة بل الأكثر من ذلك بدأت التدريب على استخدام الكمبيوتر. ودعني أقول لك أنني نجحت حتى الآن في إقناع البعض من زملائي في الحكم القريبين مثل نائب الرئيس الأخ/ عبد ربه منصور هادي كما أقنعت وزير الدفاع وأن كانت المعلومات التي تصلني تقول أنه من وقت لأخر يضعف أمام دعوات مجالس القات .
وأحب أن أقول أيضاً أن الأخ / عبد العزيز عبد الغني رئيس المجلس الاستشاري قد أقلع تماماً عن القات وأقتنع بدعوتي له.. كما أقتنع وأقلع كثيرون غيره.. كما أحب أن أقول أنه رغم أن مجالس القات مجالس ثقافية وسياسية وهو ما يتخذه البعض مبرراً للاستمرار الآن آثاره السلبية ضخمة على الشباب وعلى العمل والإدارة والمجتمع .
سنعمل على التوسع في إنشاء المنتديات والمراكز الثقافية لتكون عامل جذب لأبناء المجتمع اليمني وكبديل عن مجالس القات.. خصوصاً وأن المؤشرات تؤكد أن الأمية تراجعت إلى 50% في السنوات الأخيرة بعد أن كانت تصل إلى 70% بفضل الاهتمام بالتعليم وتعميم المدارس .