رئيس الجمهورية في مقابلة صحفية مع صحيفة المستقلة
الصحيفة فخامة الرئيس انتم تقومون الآن بزيارة لعدن فكيف وجدتم عدن؟
الرئيس: الأمور في عدن وفي غيرها من المحافظات التي جرت فيها الفتنة عادت إلى وضعها الطبيعي على الرغم من أن المحافظات تعودت على مدار الصراع أن يأخذ تطبيع الأمور وقتا طويلا.. فالأمور عادت سواء في الأجهزة الإدارية أو الأمنية أو الخدمية أو المياه أو الكهرباء أو المؤسسات والأضرار لم تكن بقدر الهجمة الإعلامية من الأجهزة الإعلامية الممولة للانفصال ودعم الانفصاليين لأننا منذ البداية كنا حريصين على عدم إلحاق أي أذى بالمواطنين ومساكنهم والمنشئات ت العامة في مدينة عدن والأهداف التي اختارها العسكريون خلال الحرب أهداف عسكرية منتقاة انحصرت في الثكنات والمعسكرات وأماكن التواجد العسكري، اللهم بعض الطلقات الطائشة التي ربما تكون قد ألحقت بعض الضرر بمساكن المواطنين والتي تم حصرها مؤخرا وهي لا تزيد عن 137 مسكنا.. أما المنشئات ت العامة والأهداف الحيوية فقد تعرضت للنهب والخراب من قبل الانفصاليين الخونة والآن الحكومة تعيد بناء واعمار ما دمرته الحرب.
والحمد لله لقد قطعنا شوطا لا بأس به في إعادة إصلاح ما تم تدميره وفي زمن قياسي في إطار تطبيع الأوضاع وعودة اكثر من اثني عشر آلفا من المغرر بهم من قبل الانفصاليين الذين فروا للخارج سواء من سلطنة عمان أو الإمارات العربية المتحدة أو المملكة العربية السعودية أو جيبوتي أو القاهرة ماعدا العناصر المتورطة في الانفصال وفي ارتكاب جرائم الحرب، عموما الأوضاع جيدة وقد كنت في زيارة لحضرموت وشبوة وأبين والمهرة والأوضاع ممتازة من كل النواحي وسأقوم الأسبوع القادم بزيارة محافظة لحج والأمور تسير إلى الأحسن.
الصحيفة: الرأي العام العربي لاحظ أنكم قدمتم تنازلات كبيرة للحزب الاشتراكي ووثيقة العهد والاتفاق التي تم التوقيع عليها في عمان كان الاعتقاد بان الحزب الاشتراكي حقق مكاسب كبيرة على حسابكم شخصيا وعلى حساب المؤتمر الشعبي العام. لماذا تعتقدون انهم راهنوا على التصعيد وما هي حساباتهم؟
الرئيس: لم يكن الوطن هو هم القيادات الانفصالية في الحزب الاشتراكي بل كان همهم الكسب الرخيص، وتلك القيادات هربت إلى الوحدة خوفا مما كان سيحدث لهم من مصير شبيه بذلك المصير الذي واجه الرئيس الروماني تشاو شيسكو.. وقيادات الأحزاب الشيوعية في دول المنظومة الاشتراكية.. لقد هربوا من ذلك المصير إلى الأمام بالوحدة ومن ثم التقاط الأنفاس للتآمر عليها فيما بعد والعودة للانفصال وكنا نتابع تحركاتهم ونعرف المقاصد وانهم ليسوا دعاة وحدة أو بناء دولة لأنهم متشبثون بالسلطة بمعنى الهيمنة والتسلط والشمولية الديكتاتورية ولا يمكنهم تصور أنفسهم خارج السلطة أو أن أحدا يشاركهم فيها.. ومن اجل ذلك كانوا على استعداد لممارسة أي شيء والتضحية بأي شيء لانهم لا يأمنون على وجودهم إلا بالسلطة.
وعلى الرغم مما كانوا يرفعونه من شعارات مضللة حول بناء الدولة الحديثة فانهم طوال حكمهم لم يقدموا نموذجا يمكن الاقتداء به أو حتى تصديق الشعارات التي دغدغوا بها مشاعر الرأي العام.
وعندما وقعنا اتفاقية الوحدة في 22 مايو 995 ا م قلنا لهم يجب أن نتعود على مشاركة الآخرين وان نسلم بالتداول السلمي للسلطة وأننا بالوحدة نطوي كل صفحات الماضي بكل السلبيات ونبدأ عهدا جديدا بعيدا عن التجارب الشطرية، ولكنهم كانوا مصرين على وجودهم في السلطة من اجل الاحتماء بها ودفعوا الوطن للحرب وخسر الوطن خيرة رجاله وتم تدمير العديد من المنشآت الاقتصادية والتنموية وبلغ حجم الأضرار بأكثر من ثمانية مليارات دولار، ناهيك عما تم تدميره من البنية العسكرية وكلها خسارة على الوطن وكنا نقدم الكثير من التنازلات مرا اجل تجنب الوصول إلى ما وصلنا إليه وحرصنا على يذل كل الجهود لمنع نزيف الدم اليمني لكن الانفصاليين كانوا قد راهنوا على الدعم الخارجي السياسي والإعلامي وعلى الأموال الكثيرة وصفقات الأسلحة الضخمة والحديثة التي تم تمويلها من احل تنفيذ مخطط الانفصال، ولم يحسب هؤلاء حساب الشعب اليمني الذي هب من أقصى اليمن إلى أقصاه للدفاع عن الوحدة، لأنه كان يرى في الوحدة وجوده ومصيره ومستقبله وعنوان عزته وكرامته، لهذا خسر الانفصاليون الرهان واندحر مخططهم الانفصالي.
الصحيفة: لماذا إذا سارعتم إلى إعلان العفو العام على الرغم من أن المعارك كانت مازالت مشتعلة هل كنتم واثقون من النصر؟
الرئيس: أعلنا قانون العفو العام وسط لهيب المعارك من اجل إعطاء فرصة للمغرر بهم والمغلوبين على أمرهم من جانب الانفصاليين للكف عن القتال وحقن سفك المزيد من الدماء اليمنية أو إلحاق المزيد من الدمار بالوطن واعلان العفو العام كان من منطلق المصلحة الوطنية وعندما أخمدت الفتنة واندحر الانفصاليون استمرينا في تطبيق العفو العام لأننا حريصون على تضميد الجراح وتعزيز الوحدة الوطنية ومنع أي عمليات ثأر أو انتقام لأننا تدرك بان العنف لا يولد إلا العنف والدمار والدم لا يولد إلا المزيد من الدم.. والأحقاد لا تزرع إلا مزيدا من الأحقاد.. وطبقنا العفو العام وعاد الكثيرون ممن شاركوا في القتال في صفوف الانفصاليين عل الرغم من وجود اعتراض شديد من معظم أبناء الشعب وبخاصة الذين استشهد آباؤهم وأبناءهم وإخوانهم في القتال الذي فجره الانفصاليون لكننا بالمقابل كنا ندرك أن العفو العام هو استثمار من اجل مستقبل آمن ومستقر لليمن الموحد وسيكون له مردود إيجابي علي الجميع لأننا نغلق صفحة مأساوية ونفتح صفحة جديدة أساسها التسامح والمحبة والتعاون بين جميع أبناء الوطن.
لقد فات على الانفصاليين أن الشعب سيقاوم مخططاتهم الانفصالية مهما كان حجم الدعم أو السلاح.. لأنهم بلا قضية أما الذين كانوا يدافعون عن الوحدة فقد كان لديهم قضية ويدافعون عن المبادئ.. والمبادئ لابد أن تنتصر في النهاية. خذ مثالا.. اليوم الشعب البوسني المسلم على الرغم مما يواجه من حصار ومن آلة حربية هائلة بيد الصرب إلا انه شعب لديه قضية ويناضل في ظل مبادئ.. لذلك فهو صامد وسينتصر حتما لقضيته.. أيضا خذ التجربة الأفغانية عندما كانت هناك مبادئ يناضل من اجلها الشعب الأفغاني انتصر ضد المد الشيوعي على الرغم من الآلة العسكرية الهائلة التي واجهها لكنه عندما ضاعت المبادئ أصبحت الفضية الآن هي قضية خلاف وصراع من اجل السلطة.
الصحيفة: هل لكم أن توضحوا لنا فخامة الرئيس كيف كانت خطتكم لحضرموت؟ وكيف تحم دخول قواتكم إليها؟ وهل من سر في سقوط المكلا لتلك الصورة السهلة المفاجئة؟
الرئيس: دحر الانفصاليين من محافظة حضرموت كان من ضمن الأهداف السياسية والعسكرية التي رسمها مجلس الدفاع الوطني بعد أن فجر الانفصاليون الحرب يوم الرابع من مايو 1994 م لأسباب تتعلق بأهمية حضرموت الاستراتيجية ولتواجد قائد الانفصاليين الخائن البيض فيها بعد فراره من عدن وقد تم تنفيذ الخطة بدقة وسارت العمليات العسكرية طبقا لما تم تخطيطه من قبل القيادة العسكرية في كافة محاور القتال وليس هناك أي سر متعلق بدخول المكلا وأبناء شعبنا في حضرموت كانوا مع الوحدة وضد الانفصال ورفضوا القتال في صفوف الانفصاليين رغم عمليات الترغيب والترهيب التي مورست ضدهم وكنا نراهن على وحدوية أبناء حضرموت الذين عانوا من الممارسات الحزبية الشمولية والسلوك الإرهابي الذي مورس ضدهم طوال عهود التشطير.
الصحيفة: فحامة الرئيس كان من الملاحظ أن الانفصاليين كانوا يحظون بدعم إقليمي كبير وقوي على الصعيد السياسي والدبلوماسي ولكن مي المقابل لوحظ أن حكومتكم أدارت الحرب بأسلوب سياسي جيد وكسبتم المعركة الدبلوماسية فكيف تم ذلك؟ ألم تكونوا تخشون من التدخلات الخارجية والاعتراف من قبل بعض الدول
الرئيس: من الوهم الذي عاشه الانفصاليون هو الحصول على اعتراف دولي لإعلانهم الانفصالي البائس.. ولكنا كنا نقول انه مهما كان هناك من اعتراف دولي بهذا الإعلان فانه لا يلزمنا وأي اعتراف من قبل أي دولة به نعتبره تأمرا على الشعب اليمني ووحدته.. أما التدخل الأجنبي فهو مسألة كانت مستبعدة تماما واليمن كما قال وزير خارجية بريطانيا بلد غير مضياف لأي نوع من أنواع التواجد الأجنبي على أرضه.
والدول العربية والغربية كانت تعي هذا الأمر وكان حتى الذين مولوا الانفصال يدركون بأن الاعتراف لا يغير في الواقع شيئا وهم في قرارة بنفسهم يشعرون بان الوحدة منجز عظيم وانهم بدعمهم الانفصاليين تسببوا في سفك الدم اليمني والحقوا ضررا بالاقتصاد اليمني وهي ضريبة دفعناها للحفاظ على وحدة وطننا وبقدر ما نشعر بالحزن وتقطر قلوبنا دما لما حدث إلا أننا نعي بأن أي منجز عظيم وتاريخي بحجم الوحدة لابد له من ثمن.
الصحيفة: فخامة الرئيس الآن بعد أن حققتم النصر للوحدة واستقرت الأوضاع في بلدكم ما هي همومكم وأولوياتكم للبناء؟
الرئيس: الهم الرئيسي لدينا هو الهم الاقتصادي وسنحاول بذل جهودنا وطاقاتنا مع كل الخيرين والكفاءات الاقتصادية لتجاوز الأزمة الاقتصادية للخروج من النفق الذي يواجهه الاقتصاد الوطني نتيجة للتآمر الخارجي وأعباء الانفصال والحرب.. ونحن نناضل الآن لمعالجة الأوضاع الاقتصادية وإنجاز تنمية شاملة في الوطن على الرغم مما يواجهه الاقتصاد الوطني الآن من عمليات تآمر وتهريب للعملة الوطنية والثروة الحيوانية وغيرها بهدف تخريب الاقتصاد.
الصحيفة: هل تراهنون على الاستثمارات الخارجية في تحسين الأوضاع الاقتصادية. وماذا عملتم من اجل جذب الاستثمارات لبلدكم؟
الرئيس: لدينا قانون الاستثمار يعطي تسهيلات وامتيازات جيدة ويوفر ضمانات للمستثمرين الوطنيين أو العرب أو الأجانب ونحرا ندعوهم للاستثمار في بلادنا.. وهناك فرص ومجالات عديدة متاحة لهم.. فاليمن بلد واعد بتعدد الخيرات والمنافع المتبادلة.. وعموما.. العملية التنموية دارت وستستمر.. والشركات بدأت تتوافد على بلادنا منذ أن استتبت الأوضاع وترسخت الوحدة.. ونحن ندعو بشكل خاص المستثمرين اليمنيين في المهجر للاستثمار في وطنهم والإسهام في عملية التنمية وان يجمعوا بين الشعور بصدق الانتماء الوطني وتحقيق الفائدة المشتركة لهم وللوطن.
الصحيفة: هل عادت التجهيزات النفطية إلى ما كانت عليه قبل الحرب .
الرئيس: القطاع النفطي لم يتوقف العمل فيه والأمور تسير فيه سيرا حسنا.
الصحيفة: هل تشكيل الحكومة الحالية تسبب مي ردود فعل عند الناس وهل هي قادرة على مواجهة الصعوبات والنهوض بأعبائها في هذه المرحلة؟
الرئيس: الحكومة من أولى مهامها تجاوز الصعوبات وهي بما لديها من تجربة قادرة إن شاء الله على تجاوز الإشكاليات وبالذات من الجانب الاقتصادي.. وهي لن تكون حكومة تصريحات ولكن مطلوب منها أن تحقق إنجازات فعلية يلمسها المواطن وتحسن من المستوى المعيشي.. ونحن نثق بان الحكومة وهي تمثل فريق عمل منسجما متجانسا سوف تتمكن من تحقيق ذلك.
الصحيفة: كيف تجدون تجربة الائتلاف مع التجمع اليمني للإصلاح؟
الرئيس: لقد تم توقيع وثيقة الائتلاف بين المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح على قاعدة القواسم المشتركة بيننا.. وهو الميثاق الوطني.. والتعاون سيكون بين الجانبين ممتازا ولاشك أن هناك طابورا خامسا سيعمل غلى الدس متثلما حصل في الماضي بين الأحزاب ولكن هناك وعي بهذا ولن يسمح لمثل هذا الطابور بأن يحقق أهدافه أبدا-
الصحيفة: هناك اتهامات ومخاوف من أن اليمن قد ليت!كل أرضية للمتطرفين مستغلين مناخات الديمقراطية والتعددية السياسية؟
الرئيس: أولا نحن ضد التطرف لكل أشكاله سواء كان يساريا أم يمينيا وليس في اليمن أي مجال للتطرف والمتطرفين وبإمكانك أن تقوم بعملية استطلاع في أوساط الرأي العام لتتأكد من ذلك.. هناك في السابق بعض التطرف اليساري الشيوعي ولكنه انتهى بترسيخ الوحدة.
الصحيفة: هل هناك دول غير مرتاحة لمشاركة الإسلاميين في الحكم؟
الرئيس: الشعب اليمني شعب مسلم ومتمسك بعقيدته الإسلامية.. ونحن بلد ديمقراطي ويؤمن بالتعددية السياسية ومبدأ التداول السلمي للسلطة ويخضع الجميع فيه لارادة الشعب عير صناديق الاقتراع أما بالنسبة للحركات الإسلامية فمن المعروف انه فد تم دعمها في السابق وبالذات من الغرب لمواجهة المد الشيوعي.. ولما سقط الشيوعيون في العالم أصبحت الحركات الإسلامية هي الخصم للغرب وهذا أمر يثير التساؤل والحيرة حقا.
الصحيفة: البعض يقول أن الحركة الإسلامية في اليمن أي التجمح اليمني للإصلاح والمؤتمر الشـعبي العام وجهان لعملة واحدة ما هو تعليقكم +
الرئيس: التجمع اليمني للإصلاح حزب وطني وقوة سياسية فاعلة موجودة في الساحة الوطنية ويؤمن بالثوابت الوطنية وبمبدأ التداول السلمي للسلطة.. وبين المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح وكما قلت آنفا قواسم مشتركة أهمها الميثاق الوطني.. والإصلاح أساسا جاء من المؤتمر بعد إقرار التعددية السياسية حيث كان المؤتمر يمثل مظلة للجميع.
الصحيفة: ماذا سيكون مصير الحزب الاشتراكي بعد التعديلات، هل مازال لديه الشرعية لممارسة العمل السياسي
الرئيس: بالطبع مسموح له العمل السياسي في إطار الدستور والقانون ومبدأ الولاء الوطني.. وعليه أن يستفيد من ممارسته في الماضي وهو أمام مجهر الشعب فإذا سلك السلوك الحسن واتعظ من أخطائه في الماضي فان الوطن يتسع للجميع والشعب هو الرقيب الآن وهو وليس أجهزة الأمن سيرصد تحركات أل أحزاب والتنظيمات السياسية ويقيم أداءها ومدى التزامها الوطني؟
الصحيفة: ما هو تعليقك على تجمع المعارضة الذي أعلن في لندن قبل فترة؟
الرئيس: هذا أمر لا يستحق أي ذكر ولا يؤثر على اليمن لا من قريب ولا من بعيد، فما تم في لندن دفع ثمنه والذي لم يستطع أن يثبت داخل الوطن وبيده الآلة العسكرية ماذا يمكن أن ينفعه خطابه في ألها يد بارك.
الصحيفة: يطرح فخامة الرئيس في الأوساط السياسية اليمنية بان هناك توجها للاعتماد على جناح محدد هو جناح علي ناصر محمد وأعطيت لعناصره أمورا كثيرة وهناك من لطرح لأنهم مارسوا الانتقام لانفسهم مما جرى في أحداث 13 يناير 1986 م ما هو تعليقكم. وهل هناك تنبه لهذا الأمر”؟
الرئيس: العناصر التي نزحت بعد أحداث 13 يناير المؤسفة إلى ما كان يسمى بالمحافظات الشمالية قبل إعادة تحقيق الوحدة هم مواطنون يمنيون لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات ومعظمهم كانوا من القيادات الأساسية التي قادت العمليات السياسية والعسكرية ضد الانفصال وهم موجودون في المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمنى للإصلاح وفي معظم الأحزاب وليس صحيحا انهم مارسوا الانتقام.. بل العكس الجميع التزم بقانون العفو العام وهو جزء من القيادة الشرعية التي انتصرت للوحدة وتصدت للانفصال.
الصحيفة: الأحزاب المعارضة للمؤتمر والإصلاح هي الآن متحالفة مع الحزب الاشتراكي تشعر الآن بأنها مهزومة وليس لديها أغلبية وتشعر بان تحالفكم الثنائي لقضي على دورها في المعارضة. مما هو تعليقكم على ذلك؟
الرئيس: في الحقيقة أن معظم أحزاب المعارضة هي مسميات اكثر منها أحزابا حقيقية فاعلة وبعضها أشخاص ليس إلا دون وجود لأي قاعدة جماهيرية أو تأثير في الساحة.. ومع ذلك فهم موجودون في الساحة الوطنية يمارسون العمل السياسي بكل حرية ودون أي محظور في مناخات الديمقراطية والتعددية السياسية.
الصحيفة: فخامة الرئيس أنت تمسكت بالديمقراطية فكيف توفق بين الالتزام بالديمقراطية وبين الاستقرار؟
الرئيس: الاستقرار لا يعني إلغاء الديمقراطية بل الاستقرار يعنى المزيد من الديمقراطية وقد التزمنا بالديمقراطية ودفعنا ثمن هذا الالتزام ونحن راضون عن ذلك ولا حياد أو تراجع عن الديمقراطية أبدأ ونحن نقول بأن معالجة أخطاء الديمقراطية لا يتم إلا بمزيد من الديمقراطية.. ربما يكون البعض اعتقد واهما أننا بحرصنا على التمسك بالديمقراطية ضعفاء وتطاولوا بأكثر من حجمهم وسعوا لإجهاض الديمقراطية.. ونحن واثقون بأننا سنتمكن من معالجة مشاكلنا سواء التنموية أو غيرها في ظل الديمقراطية وتوسيع المشاركة الشعبية في الحكم.. والديمقراطية لها ثمن ولكن إذا نحن لم نتحمل هذا الثمن اليوم فلن تتحمله الأجيال القادمة.. إذا علينا إن نكون نحن جيل التضحية من أجل إرساء مستقبل ديمقراطي افضل لليمن ونحن ندرك بأن الديمقراطية لا تأتي فجأة ولكنها تنمو وتتعزز كل يوم.
الصحيفة: هل يعتبر هذا وعدا والتزاما منكم فخامة الرئيس؟
الرئيس: نعم… سنسير على نفس النهج الديمقراطي دون تراجع والتاريخ والشعب هو الحكم لتأكيد مصداقية الالتزام بالنهج الديمقراطي.
الصحيفة: كيف ستعالجون فخامة الرئيس الشرخ في علاقات اليمن بجارتها المملكة العربية السعودية؟
الرئيس: نحن نبذل كل الجهود لاعادة العلاقات الأخوية بين اليمن والمملكة العربية السعودية إلى ما كانت عليه سابقا من الصفاء والود والتفاهم الأخوي.. واليمن لم يحصل منها أي شيء يسيء إلى جيرانها سواء قبل حرب الخليج أو بعدها أو أثناء الحرب اليمنية ونحن نبذل جهودا مستمرة مع الأشقاء الجيران في المملكة العربية السعودية لاعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي وان شاء الله يتحقق ذلك في اقرب وقت.
الصحيفة :. هل هناك عتاب في موضوع دعم الانفصاليين من قبل بعض الدول العربية؟
الرئيس: نحن نسعى لتضميد الجراح وفتح صفحة جديدة.
الصحيفة: هل آثرتم موضوع تواجد لجض قيادات الانفصال في مصر مح القيادات المصرية؟
الرئيس: التواصل موجود بيننا وبين أشقائنا في مصر ونحن نثق بان مصر لن تسمح لأحد بان تكون أراضيها منطلقا للإضرار باليمن ووحدته أو الإساءة للعلاقات الأخوية التاريخية بين الشعبين اليمني والمصري..
الصحيفة: كيف تقيمون العلاقات بين بلدكم وفرنسا وأمريكا؟
الرئيس: العلاقات ممتازة وهما يؤيدان الوحدة والديمقراطية وهذا موضع تقدير الشعب اليمني.
الصحيفة: تعرضت منطقة الخليج إلى أزمة جديدة ما هو موقفكم منها؟
الرئيس/: نحن قلقنا كثيرا للتحركات التي جرت في منطقة الخليج لأنها جاءت في الوقت الذي كنا نتطلع للانفراج في العلاقات بين الدول التي تأثرت بسبب الحرب السابقة وفي الوقت الذي كنا نتطلع أيضا بان يحدث انفراج في موضوع رفع الحصار الاقتصادي عن الشعب العراقي كونه يعاني معاناة قاسية بسبب الحصار ونحن أعلنا موقفا سابقا بأننا نرفض اللجوء للقوة لحل الخلافات والمنازعات وندين أي قطر يهدد أي قطر آخر سواء كان صغيرا أم كبيرا وأي مشكلة تحل بالحوار والتفاهم وعن طريق المفاوضات السلمية.
كما أكدنا موقف الجمهورية اليمنية الداعم لوحدة واستقلال وسلامة أراضى دولتي الكويت والعراق الشقيقتين.
الصحيفة: فخامة الرئيس / تسارعت الأحداث في المنطقة حول عملية السلام.. فما هو موقف اليمن من ما يجري في هذا الإطار. وهل حان الوقت لاقامة علاقات مع إسرائيل؟
الرئيس /: نحن لازلنا نتطلع إلى سلام عادل وشامل ودائم في منطقة الشرق الأوسط بعد استعادة كامل الحقوق للشعب الفلسطيني وللأردن وسوريا ولبنان وعندما يتحقق مثل ذلك السلام فأنه يمكن النظر في مسألة تطبيع العلاقات مع إسرائيل لكن في ظل الاحتلال واغتصاب الحقوق العربية من الصعب الحديث عن إقامة أي نوع من العلاقات مع إسرائيل.