رئيس الجمهورية في مقابلة صحافية مع راديو ا م بي سي
راديو/ام بي سي سيادة/ الرئيس علي عبد الله صالح نرحب بك وبالشعب اليمني في إذاعتكم اف- ا م بي سي ونبدأ حديثنا لو تكرمتم بالتطرق للقضايا اليمنية التي طالما شغلت ا لمراقب العربي وخاصة بعد أحداث العام الماضي، اليمن اليوم وتحت قيادتكم يخطو خطوة ويرسم مساراً جديداً لسياسته الداخلية والخارجية.؟
ـ ما هي الخطوط العريضة لسياستكم الداخلية فيما يخص المشاركة السياسية للقوى السياسية التي تمثل الشعب اليمني بجميع اتجاهاته خاصة بعد أن شهدت صنعاء مؤخراً اتصالات عديدة لأحزاب المعارضة.؟
ـ الرئيس: حقيقة بعد إن تجاوز اليمن تلك المحنة التي تعرض لها من قبل بعض العناصر الانفصالية استطاع اليمن أن يتجاوز الكثير من المصاعب ومنها التغلب على آثار ومخلفات الحرب وما ألحقته من خسائر ومن أضرار في الاقتصاد الوطني وفي البنية العسكرية استطاع اليمن أن يتجاوز هذه الإشكالية بفعالية وبوقت قياسي ممتاز. بالنسبة لرسم السياسة الداخلية هو مشاركة كل القوى السياسية أتيحت لها الفرصة للتحرر في إطار التعددية السياسية والسلمية التي يكفلها دستور الجمهورية اليمنية، ليس هناك حظر على أي تنظيم أو حزب سياسي ومنها الحزب الاشتراكي الذي سبب مصاعب للوطن وليس كل الحزب ولكن قيادته الانفصالية ومع ذلك الحزب الاشتراكي موجود على الساحة اليمنية في إطار التعددية السياسية يمارس كل حقوقه وكل تحركاته السياسية في ضوء الدستور والقانون ولا يوجد حظر سياسي على أي تنظيم سياسي وحتى الذين يوجدون في خارج الوطن من يرغب أن يعود إلى ارض الوطن سواء كان في الحزب الاشتراكي أو في غير الحزب الاشتراكي وينضم إلى المعارضة، فنحن نشجع علي قيام معارضة قوية يستفيد منها الوطن، لان المعارضة هي الوجه الآخر لبناء اليمن وان الدولة تستطيع أن تتجاوز كل السلبيات في إطار نقد وتحرك المعارضة التي نتفق معها على القواسم المشتركة من أجل بناء الوطن اليمني وتقدمه ونهضته السياسية والاجتماعية.. الخ
ـ الراديو: حتى من هم في قائمة الستة عشرة.؟
ـ الرئيس: بالنسبة لقائمة الستة عشر قد ربما تضم القائمة قائمة أخرى خارج الستة عشر الذين لم يستفيدوا من قرار لعفو العام ويعودون إلى ارض الوطن وهم يعرفون بحذقهم انهم مجرمون في حق الوطن فلن يعودوا إلى ارض الوطن لكن إذا لم يعودوا خلال العشرة الأيام القادمة قبل بدء المحاكمة للستة عشر سيكونون ضمن قائمة الستة عشر.
ـ الراديو: هل مازا لت وثيقة العهد والاتفاق ا لتي وقعت في عمان في فبراير94 صالحة اليوم للتطبيع
الوضع السياسي وتحقيق مسار الوحدة الوطنية أم أن المتغيرات السياسية الأخيرة قد جعلت منها وثيقة ميتة..؟
ـ الرئيس: وثيقة العهد والاتفاق كثير منها تجاوزتها الأحداث ومنها الحرب وكثير منها طبقت في التعديلات الدستورية وبالشروع في إنجاز قوانين وطنية شملتها وثيقة العهد والاتفاق وجزء منها تجاوزتها الحرب.
ـ الراديو: هل هناك نية في تجهيز وثيقة أخرى..؟
ـ الرئيس: الآن وثيقة الوثائق هو الدستور.
ـ الراديو: البعض يتهم الائتلاف الحاكم أي حزب المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح من الفساد في السلطة ولو كان ذلك على حساب التجربة الديمقراطية في اليمن في حين تتسرب المعلومات حول نية انسحاب حزب الإصلاح من الائتلاف الحاكم الذي لازال مع حزب المؤتمر كيف تقيمون ذلك؟
ـ الرئيس: بالتأكيد انه لابد أن يساير المؤتمر والإصلاح بالسلطة والتعددية السياسية هكذا تقول انه لابد أن يحكم حزب الأغلبية أو حزب الأغلبية يأتلف مع أي حزب آخر وهذا هو التأثير بالسلطة، فالديمقراطية هكذا لا يجوز أن تكون الديمقراطية بمفهوم أغلبية المقاعد في البرلمان ويروح يسلم السلطة لأحزاب خارج البرلمان، فالائتلاف القائم بين الإصلاح والمؤتمر هو ائتلاف وتحالف استراتيجي.. وليس تكتيكاً كونهم شاركونا في معركة الدفاع عن الوحدة اليمنية، فيعتبر هذا التحالف استراتيجياً وفي الوقت إذا في إطار الحرية في إطار الديمقراطية، في إطار التعددية في إطار الرأي والرأي الآخر إذا ما رغب الإصلاح الاستمرارية في السلطة واراد الانسحاب من الائتلاف فلا يمانع هذا الأمر ربما قد يتم الشروع في تشكيل حكومة انتخابية والشروع في انتخابات نيابية عامة.
ـ الراديو. يعاني اليمن من أزمة اقتصادية ومن عجز في الميزانية يصل إلى 60 مليار ريال يمني.. ما هي السبل التي ستعتمدها اليمن للخروج من هذه الأزمة-؟
ـ الرئيس: حقيقة الأمر هناك برنامج للإصلاح المالي والإداري وبدأت المرحلة الأولى تنفذ والحكومة الآن بصدد تقييم المرحلة الأولى من برنامج الإصلاح الاقتصادي والذي أعطى مؤشرات إيجابية وبدأ يخفض من العجز وهذه لأول مرة أن تزداد الموارد وتنخفض المصروفات كما فهمت في الأشهر الأخيرة وصل زيادة الإيراد إلى اكثر من مليار ونصف المصروفات وهذه مؤشرات إيجابية في إطار برنامج الإصلاح المالي والإداري.
ـ الراديو: ضمن التوجهات الجديدة في سياستكم الخارجية إعادة ربط اليمن بعلاقات جيدة ومتينة مع الجيران الأقربين الذين تربطكم معهم حدود مشتركة واعني بذلك طبعاً المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وقد قمتم مؤخراً بزيارة المملكة الأولى من نوعها بعد حرب الخليج.؟
كيف تقيمون اليوم علاقتكم بالمملكة العربية السعودية بشكل عام..؟ وهل تعتقدون أ ن الخلاف الحدودي قد دفن بتوقيع مذكرة التفاهم السعودية اليمنية التي جرى التوقيع عليها في مكة المكرمة والحرم.؟
ـ الرئيس: العلاقات اليمنية السعودية علاقات تاريخية والعلاقات اليمنية العمانية
علاقات تاريخية وعلاقات جوار وإخاء ومصالح مشتركة، بالنسبة لدفن ملف الحدود لم يدفن وبدأ يتحرك بعد التوقيع على مذكرة التفاهم وبعد زيارتي للمملكة تم تشكيل عدد من اللجان لترسيم ما تبقى من الحدود وتجديد للعلامات الذي شملته اتفاقية الطائف وأيضاً لجنة اقتصادية ثقافية تجتمع بالآلية تتحرك بشكل إيجابي ونحن راضون عن ما تم إنجازه على صعيد العلاقات الثنائية وبدأت التنقلات والتحركات ونقل البضائع وتسويق المنتجات بين البلدين بشكل نحن راضون عنه.
ـ الراديو: تسعون اليوم للانضمام لمجلس ا لتعاون الخليجي هل تعتقدون أن اليمن يمتلك المقومات الكافية ليصبح عضواً في هذا المجلس متجانساً مع باقي الأعضاء..؟
ـ الرئيس: اليمن لم تطلب ولكن لا تمانع إذا طلب منها الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي.
ـ الراديو: ما هو موقف اليمن اليوم من النظام العراقي وخاصة بعد نزوح أعضاء بارزين منهم إلى الأردن ونيتهم في تغيير هذا النظام-؟
ـ الرئيس: والله نعتبر ما يجري في القطر العراقي شأن داخلي وما يجري في أي قطر عربي شأن داخلي. سياسة اليمن ثابتة ومعلنة إنها الدولة التي لن تتدخل في شؤون الآخرين وهذا ما يجري في العراق شأن داخلي ويخص الشعب العراقي..
ـ الراديو: قمتم مؤخراً وعلى غرار المملكة العربية السعودية وحملة خادم الحرمين الشريفين بحملة تبرعات لمؤازرة شعب البوسنة والهرسك- كيف تفاعل الشعب اليمني مع هذه الحملة؟
ـ الرئيس: حقيقة الأمر كان الشعب اليمني عظيماً وكريماً رغم الظروف الاقتصادية التي يعيشها ومخلفات الحرب التي تأثرت بها كان عظيماً في العطاء وتبرع بتبرع سخي تبرع بالمال بالذهب بكل شيء بكل ما يوجد لديه ولو هناك فرصة لان يجود الشعب اليمني بالنفس لجاد بنفسه لمناصرة إخوانه في البوسنة والهرسك ونحن قد أجاد الشعب اليمني في الأموال وهذا لأسباب أولاً تضامن إسلامي الجانب الآخر جانب إنساني.
ـ الراديو: الجالية اليمنية في بريطانيا من اكبر الجاليات اليمنية في أوروبا ولبريطانيا مزيد من العلاقات مع اليمن.. لكن المراقبين يرون بأن علاقتكم بفرنسا بدأت تتميز اكثر وخاصة بعد الزيارات المتبادلة بين الرئيس فرانسوا متران ومن قبلكم أيضاً..؟كيف تقيمون علاقتكم اليوم ببريطانيا وماذا يمكن أن تقوم به الجاليات؟
ـ الرئيس: نحن مرتاحون لسياسة المملكة المتحدة البريطانية إزاء ما تقوم به لرعاية أبنائنا في بريطانيا، علاقتنا مع المملكة المتحدة البريطانية وعلاقتنا مع فرنسا لا يمكن أن تكون علاقتنا مع فرنسا على حساب علاقتنا مع بريطانيا فنحن سياسة بلادنا هي سياسة تبادل المصالح والاحترام المتبادل والفوائد المشتركة لن تكون هذه السياسة على حساب علاقتنا مع المملكة المتحدة البريطانية رغم مميزات العلاقات مع فرنسا وعطاء الحكومة الفرنسية في دعم مجالات التنمية، نتمنى أن تتحرك المملكة المتحدة بنفس الآلية التي تتحرك بها فرنسا وألمانيا وهولندا نحو اليمن
ـ الراديو: وماذا عن الجاليات اليمنية؟
ـ الرئيس: الجاليات اليمنية هناك توجيهات لسفارة بلادنا أن تقوم بتذليل كل الصعاب أمام الجالية اليمنية في بريطانيا.
ـ الراديو: سيادة الرئيس علي عبد الله صالح شكراً لكم-؟
ـ الرئيس: شكرا جزيلاً.