رئيس الجمهورية في مقابلة مع صحيفة ((الوطن)) الكويتية
الوطن: رغم الموقف اليمني الرسمي المساند للعدوان العراقي إلا أن شعور الشعب الكويتي تجاه الشعب اليمني هو شعور المحبة والاعتزاز بسبب الروابط التاريخية ولأنه لم يسجل على الشعب اليمني أية مآخذ خلال الغزو ما سبب الموقف المعادي للكويت أثناء الغزو العراقي؟ وما رؤية النظام في اليمن لهذا الأمر بعد مرور خمس سنوات من التحرير للكويت؟
الرئيس: من المؤسف أنه علق بأذهان الأشقاء في الكويت وتثبت لديهم بأن اليمن ساند الغزو العراقي للكويت وهذا غير صحيح والأيام قد أثبتت ذلك وكما تابعتم انتم كصحفيين انه أثناء أزمة الخليج كان يقال بان لدى اليمن خبراء عراقيين وصواريخ وطائرات عراقية وتكشف بعد ذلك الحقيقة إن هذا غير صحيح وفي إطار ذلك يمكن فهم إن كثير مما كان يقال حول موقف اليمن من أزمة وحرب الخليج قد تم تشويهه ربما بصورة معتمدة للإساءة للعلاقات الأخوية الحميمة بين البلدين والشعبين الشقيقين في اليمن والكويت
الوطن: كان موقف مندوب اليمن بالأمم المتحدة عبد الله الأشطل مؤيد بقوة للعراق مما كان له أشد الصدمه على الكويتيين فما السبب في اتخاذ ذلك الموقف؟
الرئيس: مندوب اليمن في الأمم المتحدة الأخ عبد الله الأشطل صوت مع كل القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ذات الصلة بأزمة الخليج عدا قرارين
القرار الأول حول الغزو وكنت حينها أقوم بزيارة خارج العاصمة وعندما أبلغت بالحدث كلفت البيض نائب الرئيس المخلوع الذي قاد الانفصال والحرب وقلت له اجمع القيادة وتدارسوا الأمر ولكنهم عندما اجتمعوا كان التصويت في الأمم المتحدة قد تم وغاب مندوبنا عن جلسة التصويت نظرا لعدم تمكنه من الحصول على أي تعليمات من القيادة
أما القرار الثاني فكان قرار الحرب كنا ندرك تبعاتها ومخاطرها على الأمة العربية وقد حاول وزير الخارجية الأمريكي السابق جيمس بيكر أن يقنعني أثناء زيارته لبلادنا بأن تصويت اليمن لصالح قرارات الحرب مقابل حصولها على كم مليون دولار ولم نقبل ذلك لأنه ضد مبادئنا كما أن قناعتنا ضد الحرب لا تتغير
ولعلكم تابعتم نحن كنا مع الحل السلمي وكان لدينا رؤية وطرحناها خلال القمة العربية التي انعقدت في القاهرة وهي أن يذهب وفد من القادة العرب إلى بغداد لإقناع العراق بالانسحاب من الكويت لأنه لا يجوز غزو أو احتلال قطر عربي من قبل قطر عربي آخر ولا يجوز اللجوء لاستخدام القوة كوسيلة لحل المشاكل بين الأشقاء
وكنا عند قناعتنا بأنه إذا لم يستجب العراق لذلك فإن الأمة العربية ستقف جميعها ضد العراق بما في ذلك المتعاطفين مع العراق
وكنا نرى بأن اليمن بما له من علاقات أخوية طيبة مع كل من الكويت والعراق على السواء كان يمكن أن يسهم بدور إيجابي في ذلك الإطار ولكن للأسف القرارات والأمور سارت بصورة متسارعة وحدث ما حدث من تطورات مؤسفة ومأساوية
الوطن: إذا حصل غزو عراقي جديد للكويت هل ستقفون نفس الموقف الذي وقفتموه أثناء حرب الخليج؟
الرئيس: في اعتقادي أن مثل هذا الأمر لن يتكرر لأن الغزو أصاب الأمة العربية باحباطات كثيرة والضرر لم يصب الكويت أو العراق بل كانت محنة للجميع فالأمة العربية تفككت والتضامن العربي ساء وأصيب بانتكاسة واعتقد أن الأمة العربية قد تعلمت من الدرس بحيث لا يمكن أن تتكرر الأمور على النحو الذي حدث
الوطن: ما هي خسائر اليمن حكومة وشعبا جراء مساعدتها لعدوانها للكويت؟
الرئيس: أولا وكما قلت نحن لم نساند العراق ضد الكويت ثانيا لقد خسرت اليمن مثلما خسرت الكويت وخسرت الأمة العربية كلها سواء في الجوانب المادية أو الاقتصادية أو السياسية أو المعنوية أو في جانب التضامن العربي
الوطن: من المؤسف أن عبد الله الأشطل هو نفس المندوب اليمني في الأمم المتحدة فهل موقف اليمن من قرارات الأمم المتحدة وعدم تطبيقها لم يتغير وهل هو مرتبط بوجود هذا المندوب؟
الرئيس: أولا لو تابعت التصريحات والمواقف اليمنية وآخرها أثناء مقابلتنا للأخ وزير الثقافة والإعلام العراقي لاتضح لك بأن اليمن أكدت دوما ضرورة التزام العراق بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بأزمة وحرب الخليج والتعامل الإيجابي معها حتى يتمكن الشعب العراقي من إنهاء الحصار الاقتصادي المفروض عليه
الوطن: هناك تصريحات للأخ نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني أجراه التلفزيون في عدن بتاريخ 5/10/95 م اتهم الكويت فيه بالتدخل في الشئون الداخلية لليمن خل هناك دليل يؤكد صحة هذا الإدعاء؟
الرئيس: لا علم لي بمثل ذلك التصريح ولكن ربما أن بعض المقالات والأخبار المنحازة ضد اليمن التي تكتب في بعض الصحف الكويتية تجعل القارئ اليمني يعتقد أن الكويت تتدخل في الشئون الداخلية لليمن لكن ليس لدى أي معلومات حول تدخل الكويت في شئون اليمن الداخلية
عموما نحن نريد نغلق الملف ونطوي صفحة الماضي ونفتح صفحة جديدة من الإخاء والتسامح والمحبة هذه هي رغبتنا ونأمل أن يكون رغبة الأشقاء في الكويت أيضا
الوطن: كيف تقيمون علاقاتكم مع أشقائكم في دول الخليج وإلى أين وصلت جهودكم لرأب الصدع مع الكويت وماذا عن مباحثات الحدود مع السعودية؟
الرئيس: علاقاتنا مع أشقائنا في الخليج طيبة وفي تطور مستمر أما بالنسبة لأشقائنا في الكويت نحن ليس لدينا خلاف أو مشكلة معهم ونحن نقول رواسب ومخلفات أزمة وحرب الخليج ينبغي أن تنتهي وليس هناك أي خلاف من جانبنا وقلوبنا مفتوحة لهم على الدوام أما علاقتنا مع أشقائنا في المملكة العربية السعودية فهي حميمة ومتطورة وأعمال اللجان المشكلة طبقا لمذكرة التفاهم والمعنية بحل مشكلة الحدود بين البلدين تسير سيرا طيبا ومرضيا للجانبين
الوطن: أعلنت الكويت موقفها وحددت شروطها لعودة العلاقات مع الدول التي ساندت الغزو العراقي ما موقفكم من هذه الشروط؟
الرئيس: نحن لو كنا مقتنعين أننا وقفنا ضد الكويت لكنا اعتذرنا لكننا لم نقف ضد الكويت في أي يوم ولم نساند غزو العراق للكويت الاعتذار يكون على الخطأ ونحن لم نخطأ
ولن لا نسمح لأنفسنا الاعتذار عن شئ لم نفعله
لقد أظهرنا حسن النية والرغبة الأخوية الصادقة بإعادة العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه من الإخاء والصفاء والود والأمر متروك للأشقاء في الكويت عندما يرغبون في ذلك نحن مستعدون
الوطن: ماذا عن العلاقات مع بقية الدول العربية وبالأخص السودان والأردن وفلسطين ومصر وليبيا والجزائر؟
الرئيس: العلاقات مع جميع الأشقاء طيبة وممتازة وليس لدينا أي مشكلة مع أي قطر عربي
الوطن: كيف تقيمون عودة العلاقات الكويتية الأردنية؟
الرئيس: نعتبرها خطوة ممتازة في طريق لم الشمل العربي واستعادة التضامن العربي تدريجيا
الوطن: وهل صحيح أن هناك خلاف بينكم وبين الجزائر حول المتطرف الجزائري المشهور بأبو عبد الرحمن الذي تم إلقاء القبض عليه في اليمن؟
الرئيس: لا يوجد أي خلاف مع الجزائر
الوطن: قبل حدوث حرب الخليج كنتم ترغبون بالانتماء لدول مجلس التعاون الخليجي فهل مازالت هذه الرغبة قائمة؟
الرئيس: نحن نقول أن وجود اليمن في مجلس التعاون الخليجي هو الأمر الطبيعي لأن اليمن هي العمق الاستراتيجي والتاريخي والجغرافي والمخزون البشري لأشقانا في الخليج والجزيرة لكن هذا الأمر متروك للأشقاء في مجلس التعاون الخليجي وتقديراتهم
الوطن: هل صحيح أن اليمن بؤرة للإرهاب الدولي؟
الرئيس: اليمن موطن الأمن والإيمان وهي الموطن الآمن لكل عربي ولا مكان للإرهاب أو التطرف على أرض اليمن أبدا سواء من أقصى اليمين أو اليسار وللأسف مثل هذا الذي يقال هي دعايات ضد اليمن علقت في أذهان بعض الصحفيين من قبل الانفصاليين الخونة الذين سربوا معلومات للخارج بأن اليمن لديها متطرفين إسلاميين بهدف الإساءة لليمن وهذه دعايات غير صحيحة
وقد قامت اليمن بإبعاد كل المتطرفين الإسلاميين الذين دخلوا البلاد بطريقة غير مشروعة أثناء فترة الأزمة والحرب مستغلين ظروف المماحكات السياسية والحزبية التي كانت سائدة حينذاك.. ونحن لن نقبل على أراضينا أي متطرف مهما كان ومن أي جنسية كانت لأننا ضد التطرف والإرهاب بكل صورهما وأشكالهما
الوطن: هل صحيح أن بعض الأثرياء اليمنيين يقدمون مساعدات مالية لبعض المتطرفين؟
الرئيس: كما أوضحت في إجابتي السابقة لا يوجد أي متطرفين في اليمن.. وليسس هذا من سلوك اليمنيين.. ربما ما ذكرت في السؤال هو قياس نابع من بعض الحالات السائدة في بعض الأقطار العربية خاصة في بعض دول الخليج عندما ساند بعض الأثرياء الميسورين فيها المجاهدين الأفغان.. لكن هذه الحالة غير موجودة في اليمن لأنه ليس هناك في اليمن أثرياء على هذه الدرجة الكبيرة من الثراء بحيث يمكنهم تقديم جزء من ثروتهم للأحزاب
الوطن: المحافظات الجنوبية مصدر مشاكل وإزعاج للنظام كيف تنوون إنهاء هذا؟
الرئيس: هذا غير صحيح ودعايات لا صحة لها.. ربما تأتي مثل هذه المعلومات من غير عناصر غير وطنية المحافظات الجنوبية مثلها مثل المحافظات الشمالية تعيش نفس الأوضاع من الاستقرار والطمأنينة ويمكنكم التحرك في أي منطقة من مناطق اليمن لتتأكدوا بذلك بأنفسكم
الوطن: هل يوجد أي تهديدات للشركات النفطية العاملة في اليمن؟
الرئيس: لا يوجد أي تهديدات من أي نوع للشركات النفطية أو غيرها سواء في المحافظات الجنوبية أو الشمالية بل هناك الأمن والاستقرار والطمأنينة والترحيب والتشجيع لكل المستثمرين .