رئيس الجمهورية في مقابلة مع صحيفة السياسة الكويتية
ـ فخامة الرئيس دعنا نبدأ من آخر تحرك قمت به- هل أنت مرتاح لنتائج زيارتك للمملكة العربية السعودية
ـ بالتأكيد.. أنا مرتاح لما أسفرت عنه هذه الزيارة من نتائج فقد كانت نتائج جيدة وإيجابية.. إضافة إلى إننا وجدنا لدى اخوتنا هناك وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد كل التفاهم..
ـ فخامة الرئيس هل نستطيع بناء على تقييمكم أن نقول أن صفحة جديدة قد فتحت في تاريخ العلاقات اليمنية مع دول الجوار.؟
ـ الرئيس/ نستطيع أن نقول انه اصبح هناك توجه لدى قيادة البلدين لاقامة علاقات افضل مما كانت عليه العلاقات قبل اندلاع حرب الخليج الثانية..
ـ فخامة الرئيس كيف ترون انعكاس هذه العلاقة على الشعبين في السعودية وفي اليمن..؟
ـ الرئيس الشعبان تقبلا نتائج الزيارة بارتياح تام.. فهما يكادان أن يكونا شعباً واحداً تربطهما علاقات تاريخية قديمة وصلة أرحام وتقاليد واحدة ومهما شاب علاقات الشعبين من فتور ولا أقول قطيعة لسبب من الأسباب في الماضي فان العلاقات بينهما تبقى وكذلك يبقى التواصل بين المملكة واليمن، لقد بدأنا صفحة جديدة من العلاقات وعلى أسس اكثر جدية وقوة من أي وقت مضى.. واكبر دليل على كلامي هذا هو تواصل اجتماعات اللجان المشتركة التي نصت عليها مذكرة التفاهم..
وكما ترى.. فالتواصل موجود والانعكاسات طيبة وبداء المواطن في السعودية وفى اليمن يلمس نتائج هذه الزيارة التي ستتطور في المستقبل لما فيه مصلحة البلدين.
ـ فخامة الرئيس تحدثتم عن انعكاسات.. ترى ماهي.. كيف ترونها.؟
ـ الرئيس النتائج.. اقصد نتائج الزيارة انعكست على الناحية النفسية والتي اعتبر أنها أهم من الفوائد الملموسة، لان هذه الفوائد ستعود على البلدين خصوصاً وأن هناك لجنة في المملكة توقع على اتفاقية التبادل السلعي وتنقل المواطنين وحركة الترانزيت بين البلدين.. لكن أهم شيء هو ما قلته لك. الارتياح النفسي.. ارتياح المواطن النفسي في السعودية وفي اليمن وعلى مستوى القيادة والقاعدة.. هذا الارتياح مهم جداً لانه هو مازال الجفوة واحدث نوعاً من الاطمئنان..
ـ فخامة الرئيس وأنت تفتح هذه الصفحة الجديدة من العلاقات السعودية اليمنية.. ماذا وجد لديكم الملك فهد.. وماذا وجدتم لدى الملك فهد.؟
ـ الرئيس وجدت لدى خادم الحرمين الشريفين كل الترحاب.. وكل الصراحة وبادلناه بكل المشاعر وبكل الوضوح في كل ما كان يجب بحثه..
ـ فخامة الرئيس هل ترى في العلاقات الجديدة مع السعودية بوابة لعلاقات مماثلة مع سائر دول الخليج؟
الرئيس العلاقات قائمة مع دول الخليج.
. لكن..هل ستأخذ نفس الصيغة ونفس الحجم؟
ـ الرئيس: بالتأكيد إنما مع فارق الاحتفاظ بخصوصية العلاقات اليمنية السعودية، على كل حال العلاقات مع دول الخليج ممتازة والتواصل معها قائم.. وبالتأكيد فان زيارتي للمملكة سيكون لها تأثير على العلاقات مع باقي الأشقاء ليس فقط في دول الخليج ولكن في الأقطار العربية الأخرى.. ما بقى أمامنا هو العلاقات مع الكويت..
ـ فخامة الرئيس وأين وصلت هذه العلاقات..؟
ـ أنا متفائل أن العلاقات اليمنية الكويتية ستلقى تفهم افضل عندما يتم التواصل واللقاءات بين المسؤولين في البلدين.. حيث سيعمل ذ وأيا كان نوعه.. للآسف هناك من استفاد من فتور العلاقات بين اليمن والكويت.. رغم إن العلاقات اليمنية الكويتية تاريخية وممتازة ومتميزة.. وتحدثنا دائماً أن الشعب اليمني يكن كل تقدير للشعب الكويتي الشقيق لما قدمه من دعم للتنمية وما اسهم به من مشاريع استراتيجية في اليمن.. إن شاء الله عندما يتم اللقاء في المستقبل القريب يزول كل سوء الفهم لتعود العلاقات اليمنية الكويتية إلى ما كانت عليه وافضل.. وعموماً وبرغم الفتور في العلاقات والقطيعة الموجودة.. لكن التواصل موجود.. فالسفارة الكويتية موجودة ومفتوحة، ويوجد قائم بأعمال كويتي في صنعاء ونحن رشحنا قائما بالأعمال في الكويت ليقوم بفتح السفارة اليمنية هناك وان شاء الله نجد تجاوبا مع أشقائنا في الكويت كما هو الحال في اليمن..
ـ فخامة الرئيس قلل الغزو العراقي لدولة الكويت كانت اليمن تتحدث عن رغبتها في الانتماء إلى عضوية مجلس التعاون الخليجي.. فهل ما زالت هذه الرغبة في أهداف اليمن الآن..؟
ـ الوضع الجغرافي والعمق الاستراتيجي لليمن يحتمان عليها أن تكون مع دول الجزيرة والخليج في كيان وتجمع واحد..
ولكن ليس هذا هو أساس العلاقات أو الهدف المنشود.. لا تمانع اليمن في أن تكون عضواًَ في مجلس التعاون الخليجي.. لكننا لم نتقدم بطلب الانضمام حتى الآن.. ولم نطلبه ولكن إذا رأى الأشقاء في دول الخليج أن هذا هو الوضع الطبيعي لليمن.. أي أن تكون عضواً في مجلس التعاون فليس لدينا أي مانع.. وإذا رأت القيادات في دول الخليج أن هذا هو الوضع التكاملي الذي يجب أن يضمنا في حلة واحدة فهذا سيكون الوضع الطبيعي أو هو الوضع الطبيعي..
ـ سيادة/ الرئيس هل بإمكان اليمن الآن أن تلعب دورا إيجابياً يسهم في إطلاقالأسرى الكويتيين
من سجون العراق..؟
ـ إذا طلب منا ونستطيع أن نقوم بدور فإننا لا نبخل به.. الشعب الكويتي شقيقنا والشعب العراقي شقيقنا ونحن لا نريد إلا أن نرى وقد زالت كل مخلفات وتأثيرات أزمة الخليج وآثار الحرب يهمنا المواطن الكويتي بنفس القدر الذي يهمنا إي مواطن عربي شقيق وحل مشكلة الأسرى هي جزء من التطبيع واستعادة التضامن العربي..
ويجب طي صفحة حرب الخليج.. لان حرب الخليج أوجدت آثاراً سلبية على كل مواطن عربي وليس على الكويتي أو السعودي أو اليمني.. كل مواطن عربي دفع الثمن ولازال المواطن العربي يدفع ثمن هذه الحرب.. ونأمل أن تزال كل المنغصات وان يفتح الأشقاء صفحة جديدة في التعامل فيما بينهم.
ـ إذاً اليمن مع التزام العراق بتنفيذ كل قرارات مجلس الأمن؟
ـ اليمن سبق وان أعلن بأنه مع كل قرارات الشرعية الدولية.. إن وجد هناك شيء لم يلتزم به الأشقاء في العراق من قرارات مجلس الأمن الدولي فيجب الوفاء والالتزام به وان كان ذلك ذريعة لاستمرار فرض الحصار الاقتصادي على العراق فهذا يعني انه تعنت ونوع من الأذى للشعب العراقي..
ـ فخامة الرئيس دعنا نتكلم عن قضايا الانفتاح الاقتصادي في اليمن.. وكيف ترون تجاوب السوق عندكم مع هذا الانفتاح..؟
ـ التجاوب بدأ الآن وبعد إقرار برنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري وبعد استقرار الأوضاع واستتباب الأمن.. نحن ألان في إطار تصحيح ما خلفته الحرب وفي إطار بناء الاقتصاد الوطني.. وفي هذا المسعى وجدنا تجاوبا وبدأنا نلمس إقبالاً عربية ودولياً على الاستثمار في البلاد.. لقد تلقينا اكثر من طلب للاستثمار داخل اليمن من مستثمرين عرب وأجانب.. وفي إطار برنامج الإصلاح نبني سياسة تقضي بتقديم كل التسهيلات للمستثمرين وتذليل كل الصعاب أمامهم فالقوانين موجودة ونقدم كل تسهيلاتنا للمستثمرين بالحد من إجراءات الروتين حتى يتمكن من القيام بعمله بنجاح.. لكن ألفت نظركم إلى ناحية وهي انه رغم وجود قوانين منظمة للاستثمار إلا أن الناس هنا مازالوا بحاجة إلى الوقت حتى يتعودوا على إزالة عقد الماضي بما فيها الروتين والقوانين القديمة التي كانت شطريه، نحن نرحب بكل استثمار في ضوء الدستور اليمني وقوانينه وبما لا يخل بمعتقدات الوطن الإسلامية وبتقاليده وبأمنه واستقراره.
ـ فخامة الرئيس نطل من الموضوع نفسه.. ونقول هل طورتم بعض القوانين الاستثمارية؟
ـ نعم.. تم تطويرها.. وهناك مراجعة لبعض القوانين الصادرة بعد إعلان الجمهورية اليمنية.. ونحن الآن بصدد إعادة النظر فيها بما يتناسب مع المعطيات الجديدة لتحل محل القوانين الشطرية وسد جميع الثغرات.
ـ فخامة الرئيس.. هل استعنتم بتجارب أخرى في هذا الصدد..؟
ـ أخذنا كل التجارب.. وقام مؤدون من الهيئة العامة للاستثمار بزيارة الكثير من
الدول العربية والأجنبية للاستفادة من خبراتها في هذا المجال وتابعوا هناك القوانين والأنظمة واللوائح السائدة.. وفي ضوء ذلك بدأنا نتكلم عن نظام الاقتصاد الحر والمنطقة الحرة في مدينة عدن.. وعن الاستثمار في ضوء ما اكتسبناه من خبرات من الدول التي سبقتنا في هذا المجال ونجحت فيه..
ـ فخامة الرئيس من حديث سابق قلتم أن أموال المغتربين اليمنيين في الخارج تقدر/ب 20 مليار دولار هل لديكم إحساس أن هولاء المغتربين أو بعضهم سيعودون بأموالهم للاستثمار في الوطن “؟ + كثير من هؤلاء بدأ يستثمر خصوصا بعد أن لاحظوا عودة الهدوء والاستقرار إلى البلاد واطمأنوا وأنت تعرف أن المستثمر لا يأتي إلى بلاد لا يسودها الاستقرار السياسي.. الاستقرار يعم كل أرجاء اليمن برغم معاناة المواطن اليمني من آثار الحرب والتشطير ونحن الآن بصدد تجاوز هذه المعاناة.
ـ فخامة الرئيس هل لديكم مخاوف من التطرف الديني الذي قد يظهر في اليمن.؟
ـ شعبنا اليمني مسلم وهو ضد التطرف بكل أشكاله وليس لدينا مشكلة من أي نوع في هذا الجانب، المفروض أن يستفاد من تجربة اليمن، فالتجربة اليمنية نوعية خاصة ونحن عانينا في الماضي من الإرهاب والتطرف اليساري ومن الانفصال والتشطير ولكن ذلك أمر انتهى ولا يوجد في اليمن وباستطاعتكم معرفة الحقيقة وتستطلعون الرأي بأنفسكم.. لا يوجد أي تطرف ديني بل إن ما أشيع في الماضي حول ذلك كان ضمن الدعايات التي بثها الانفصاليون لتشويه صورة اليمن في الخارج حول وجود تطرف وهو عمل سياسي بالدرجة الأولى وأهدافه معروفة والآن انتم موجودون في اليمن وباستطاعتكم أن تتقصوا الحقيقة وتستطلعوا الرأي العام.. بأنفسكم.. لا يوجد أي تطرف ديني أو إرهاب فكري في اليمن من أي نوع نحن لدينا خصوصيات..
ـ فخامة الرئيس كيف ترون موقع عدن على الخريطة السياسية والاقتصادية لليمن.؟
ـ عدن موقع تجاري هام ومنفذ حيوي من منافذ شبه الجزيرة وتعتبر من أهم المواني ولها مستقبل كبير.. ومن جانبنا نحن نوليها العناية والاهتمام لا عادتها إلى مركزها التجاري افضل مما كانت عليه حتى أيام الاستعمار البريطاني..
لقد بدأنا الآن تخطيط الأراضي في عدن وتحسينها وتقديمها للمستثمرين، وهناك موقع وقانون للمنطقة الحرة ينفذ هذا الأمر.
ـ فخامة الرئيس ما هي تقديراتكم لإنتاج النفط اليمني في الثلاث سنوات المقلبة..؟
ـ إنتاج اليمن من النفط يبلغ حاليا نحو 360 ألف برميل ولكن هناك اتفاقات عدة مع شركات لزيادة عمليات الاستكشاف أحلناها إلى مجلس النواب لا عادة النظر فيها.. فإذا أنجز المجلس التعديلات المطلوبة فإننا نتوقع إنتاجية نفطية يتزايد مع تحسن الاتفاقات خصوصا إذا أزيلت الصعوبات المتمثلة في الشراكة مع بعض الشركات..
أما الغاز فهو بالنسبة لنا الأمل الكبير حيث وقعنا اتفاقية المشاركة بخصوص استخراجه بين اليمن وشركة توتال الفرنسية التي ستتعاون مع شركتي أوكسن وهنت 158 الأمريكيتين بما يحقق عائدات تعزز من الاقتصاد الوطني..
ـ فخامة الرئيس كم ستبلغ مردودات الغاز حسب تقديراتكم.؟
ـ الحسابات الأولية تفيدنا بان المردود سيتراوح بين 605 و750 مليون دولار سنويا وان الاحتياطي المكتشف حتى الآن يصل إلى حوالي 15 تريلون متر مكعب..
ـ فخامة الرئيس ماذا عن عجز الموازنة العامة.. وما هو وضعها الآن..؟
ـ لدينا عجز في الموازنة.. لكن لدينا برنامج للإصلاح وهذا البرنامج يتطلب دعما من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وعدد من المنظمات الدولية..
ـ فخامة الرئيس عجز الموازنة مخيف أم أنه عجز عاد ي.
ـ في ضوء مواردنا يعتبر رقم العجز مقلقا نوعا ما.. لكننا عازمون على التغلب عليه.. فالإصلاحات بدأت هذا العام ومشكلة البلاد أنها تعودت على دعم السلع الذي لابد من رفعه تدريجيا رغم ارتفاع اكلاف المعيشة لانه يعتبر في صميم معالجة عجز الموازنة خصوصا وإننا ندفع 455 مليون دولار سنويا لدعم أسعار القمح والدقيق..
ـ فخامة الرئيس أين تجد نفسك اكثر انشغالا في القضايا السياسية أم الاقتصادية.؟
ـ القضايا الاقتصادية هي الهم الرئيسي لي اكثر من هم آخر.. وأنا بالمناسبة ألحظ تجاوبا في هذه الناحية.. فالاقتصاد هو المعركة الأهم.. حيث تعتبر في كل بلدان العالم الجبهة المخيفة والمزعجة بينما القضايا السياسية يمكن للإنسان تجاوزها بسرعة..
ـ فخامة الرئيس كيف ترى علاقات اليمن مع الدول الكبرى-؟
ـ علاقاتنا مع الجميع جيدة ومتطورة.. واليمن لديها سياسة واضحة مع كل الأقطار العربية والأجنبية.. ونحن حريصون دوما على تطوير علاقاتنا مع كل أشقائنا وأصدقائنا على أساس الاحترام المتبادل والتعاون الإيجابي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير وتحقيق المصالح والمنافع المتبادلة..