رئيس الجمهورية في مقابلة مع شبكةA.R.T التلفزيونية
نص المقابلة التلفزيونية التي أجرتها شبكة راديو وتلفزيون العرب مع الأخ الفريق علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية .
فخامة الرئيس.. يلاحظ تعدد الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في اليمن والسعودية وعلى مختلف المستويات هل يعني هذا أن البلدين يسعيان إلى أيجاد علاقات تختلف في شكلها وإطارها السياسي عن تلك العلاقات في السابق؟
– الرئيس: التواصل مستمر مع الأشقاء في المملكة وتبادل الزيارات قائم بين اليمن والمملكة وعلى أعلى المستويات وذلك للعودة بالعلاقات إلى ما كانت عليه قبل عام 90م والسعي مشترك أن تكون العلاقات افضل واحسن مما كانت عليه قبل عام 90م لأنها تصدعت نتيجة ما حدث في المنطقة وذلك أثناء حرب الخليج حيث حصل فتور في العلاقات ولكن استأنفت هذه العلاقات بعد زيارتي للمملكة والالتقاء بخادم الحرمين وأصحاب السمو الملكي الأمراء وبدأت العلاقات تعود تدريجيا، وبدأت الثقة تعود إلى ما كانت عليه والنتائج إيجابية وجيدة ونحن مرتاحون للتواصل بيننا وبين الأشقاء في المملكة ومن أهم هذه القضايا التي يتم بحثها بين الجانبين التعاون الثنائي والاقتصادي والثقافي والأمني والتجاري …. أشياء كثيرة تم بحثها في إطار ما كانت عليه العلاقات سابقاً والنتائج جيدة ويمكن أن نقول أن التبادل التجاري قائم بيننا وبين المملكة افضل مما كان عليه بالماضي وعند ذهابك للأسواق اليمنية يمكنك رؤية المنتجات السعودية وهناك تبادل تجاري بحجم كبير وبدأت الثقة تعود إلى الأفضل وكانت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان والأمير نايف والأمير سعود الفيصل لليمن أيضاً جيدة وتم فيها بحث اوجه التعاون واستعادة والثقة عادت بالتدريج وهي ألان في وضع جيد جداً مع الأشقاء في السعودية .
– كان من أولى النقاط التي بادر اليمن إلى دراستها مشكلة الحدود بعد عودة العلاقات أو بعد فتور العلاقات وبالتالي استئنافها ويلاحظ أن لجان الترسيم تجتمع ما بين السعودية واليمن أما في السعودية وأما في اليمن وبشكل متواصل.. هل ستطول المباحثات اكثر من ذلك قبل الوصول إلى توقيع الاتفاقيات النهائية للحدود؟
– الرئيس: حقيقة التواصل مستمر بين اللجان المشكلة بموجب مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين واللجان تواصل مهامها واللقاءات على أعلى المستويات مستمرة وكان أخر لقاء قد جمع بيني وبين الأمير سلطان خلال هذا الشهر الذي مضى ومنه اللقاء الذي تم في إيطاليا حيث تبادلنا وجهات النظر وتم التوصل إلى كيف يكون الحل وهو محل دراسة ألان في قيادة البلدين. من جانبنا ومن جانب الأشقاء في المملكة وفي تصوري لن يكون الوقت طويلا فالهمة موجودة وهناك استعجال من الطرفين للوصول إلى حل لهذه المشكلة والتواصل مستمر وسيستمر التواصل بيننا وبين الأشقاء في اقرب وقت لوضع التصورات النهائية والحلول النهائية لان وجهة نظر اليمن لدى المملكة ووجهة نظر المملكة لدى اليمن واضحة ونحتاج إلى بعض الوقت لتبادل وجهات النظر وإقرارها من قبل قيادة البلدين .
– هل يعني ذلك أن هناك اختلافاً في وجهات النظر بين السعودية واليمن بالنسبة للحدود ولذلك استغرقت هذا الوقت الطويل؟
– الرئيس: طبيعي أن يكون هناك خلاف البحث هو نتيجة وجود خلاف اليمن لها رؤية والمملكة لها رؤية لكن الخلاف ضاق إلى حد كبير ولم يبق لحل هذا الخلاف إلا الشيئ البسيط.. لقد ضيقت الهوة والتباين الذي كان موجوداً إلى حد كبير وهذا الشيئ البسيط في تصوري سيتم حله في اقرب وقت ممكن .
– ربما رجال القانون واللجان يحدث بينهم شيئ من الاختلاف هل يعتقد فخامتكم أن تدخل القيادتين في السعودية واليمن قد يحسم شيئاً من هذا الخلاف؟
– الرئيس: لقد تم التدخل من قبل القيادتين.. وجهة نظرناً في اليمن أن الفنيين والمتخصصين بطيئون ويحتاج الأمر في بعض الأوقات إلى قرار حاسم وتدخل من القيادة السياسية وقد تم التدخل بالفعل من قبل القيادتين ولذلك ضاقت الهوة إلى حد كبير ولم يبقى إلا الشيئ اليسير والبسيط .
– فخامة الرئيس: هل يأتي لقاء فخامتكم بسمو النائب الثاني الأمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع والطيران السعودي في صنعاء عند قيامه بزيارة لليمن وأيضا لقاؤكم بسموه في إيطاليا في الشهر الماضي هذه اللقاءات هل تأتي في إطار استمرار دعم السعودية لمشاريع التنمية في اليمن.
– الرئيس: طبعاً يتم بحث هذا الأمر لكن صراحة التعاون – الدعم
ما كانت عليه قبل سنة 90م لأننا بلدان متجاوران والمصالح متشابكة بين البلدين والسعي متواصل من اجل أن تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه وربما افضل من السابق وهناك وعد من الأشقاء في السعودية انه إذا حلت مشكلة الحدود ربما يكون الوضع افضل مما كان عليه قبل سنة 90م هذا وعد من قيادة المملكة .
– بهذه التصريحات المتفائلة دائماً من قبل القيادتين في اليمن وفي السعودية ومن المسؤولين اصبح يتردد على المستوى الشعبي انه بالفعل سوف يتم إعادة وضع المقيمين اليمنيين في السعودية الى نفس الوضع السابق قبل الاختلاف في وجهات النظر في عام 90م.
– الرئيس: المقيمون في السعودية والعمالة تحظى باحترام كثير من الأشقاء في المملكة على المستوى الرسمي وحتى في مزارعهم ومساكنهم هم يمنيون لان اليمنيين معروفون بالأمانة وصادقون وغير ماكرين وهناك بعض القوى المعادية صورتهم أثناء حرب الخليج بصور تشويهية.. اليمنيون يحترمون الجوار والثقة موجودة بهم وهم أمناء في نفس الوقت.. وبعد حل مشكلة الحدود أن شاء الله تعود العمالة إلى افضل مما كانت عليه قبل سنة 90م نتيجة خصوصيات العلاقة وللجوار أيضا، نحن بيننا اتفاقية ويجب أن تفعل وهي اتفاقية الطائف وهي منظومة متكاملة ولم تكن تقتصر على مسألة حدود اتفاقية عام 34م والتي نصت عليها من ساحل البحر الأحمر حتى جبل ثار ولكن فيها العمالة والتبادل التجاري والتنسيق الأمني وفيها تبادل المجرمين فيها وأشياء كثيرة وان شاء الله إذا أنجزت مشكلة الحدود تفعل اتفاقية الطائف كاملة ومذكرة التفاهم والاتفاقية التي سيتم إبرامها لما تبقى من الحدود.
– الحقيقة أن للسعودية واليمن دوراً كاملاً في وحدة الأمة العربية خاصة بعد التصدع الذي أصاب وحدة العرب بسبب غزو العراق للكويت هل هناك تنسيق ثنائي بين اليمن والسعودية كي يقوما بدور إيجابي في عملية الوحدة العربية؟
– الرئيس: السعودية مؤهلة تأهيلاً كاملاً للقيام بدور في إعادة التضامن العربي لما لها من ثقل داخل الوطن العربي وعلى المستوى الدولي واليمن سيكون مساعدا وداعما للموقف الذي تتبناه المملكة، نحن نتبني وندعم إعادة التضامن إذا طلب منا أي دعم لما تقوم به المملكة في سبيل ذلك فنحن مستعدون ونحن نؤيدها وندعمها ويدان كل شيء في وقته، أي شيء خطأ في أي قطر عربي يحاسب في وقته نكون حريصين في مواقفنا ونقول للخطأ خطأ ونقول للشيء الإيجابي إيجابي نحن مع إعادة التضامن العربي ولو كان هناك تضامن عربي ما كنا سنشاهد بعيوننا الصلف والتعنت الإسرائيلي القائم في الأراضي العربية المحتلة، نشاهد احتلال منازل الفلسطينيين بعيوننا نتيجة هذا الوهن الذي يعيشه الوطن العربي وغياب التضامن العربي، ترفض إسرائيل استئناف عملية السلام ترفض خروجها من الجولان ترفض خروجها من جنوب لبنان نتيجة غياب التضامن العربي، فإن شاء الله ننتقل في الأيام القادمة أو الأشهر القادمة أو الأعوام القادمة لنقلة إيجابية وصحوة نستفيد من سلبيات الماضي لأن كل واحد يعتقد أنه كان في الماضي على صح وأن الآخرين على خطأ هذه هي المشكلة هناك أخطاء وهناك صواب فنقيم السلبيات والإيجابيات في العلاقات العربية العربية لا نقول أننا كلنا على صواب ولا كلنا على خطأ نحن نعتقد أن ما حصل من هذا التصدع نحن في اليمن نرى أننا السبب ( القيادات العربية ) لأننا نفذنا المخططات الأجنبية التي تستهدف ثرواتنا وتستهدف أراضينا وتستهدف قراراتنا وتستهدف أشياء كثيرة.. نحن في هذا الوضع الضعيف نتحمل المسؤولية كقيادات عربية، إسرائيل تسرح وتمرح في الوطن العربي لا أحد يقول لها لا ولو كان لدينا تضامن عربي لسنا بحاجة إلى الضغط الأمريكي ولسنا بحاجة إلى الضغط الأوروبي نحن الذين نشكل الضغط، إسرائيل في أراضينا وهي موجودة بيننا كيف نطلب موقفا قويا من الأمريكان أو من الأوروبيين ونحن ليس لدينا موقف عربي قوي حتى نضغط على أصدقائنا في أمريكا وفي أوروبا أن يكون موقفهم إلى جانبنا نقول للقيادات العربية وحدوا موقفكم كعرب وتحدثوا حديثا إلينا واحدا وواجهوا إسرائيل بوجه واحد ومن المستغرب واحد يتحدث معها في الشمس وأخر في الليل فهناك من يدعي انه ضد إسرائيل وهو يتفاهم معها جهرا وسرا هذه هي المشكلة.
– هل معنى ذلك أن يطمح فخامتكم إلى أن يكون التمثيل السياسي للدول العربية في المحافل الدولية واحدا أو بلسان واحد؟
– الرئيس: نعم نحن نطمح أن تكون كلمتنا في المحافل الدولية كلمة عربية موحدة في الأمم المتحدة. وفي الجمعية العامة وفي أي مؤتمر إسلامي في أي مؤتمر برلماني دولي في أي منظمات دولية أن يكون للعرب صوت واحد ليس مشكلة أن نحضر كمجموعة عربية.
ولكن خطابنا السياسي يجب أن يكون خطاباً سياسياً واحد وعلينا أن نقتدي بأوروبا، الخطاب الأوروبي خطابا واحد.
سؤال: نعود مرة أخري لعلاقات اليمن بالكويت كيف سيتم معالجة هذه العلاقة والعودة بها أيضاً إلى السابق؟
– الرئيس: نحن تحدثنا كثيراً وكثيراً حول العلاقات اليمنية الكويتية نحن لا يوجد لدينا مشكلة مع الأشقاء في الكويت وعندما يقرر الأشقاء في الكويت استئناف العلاقات بين البلدين نحن نرحب بذلك، نحن بالنسبة لنا ليس لدينا قطيعة معهم والتواصل مستمر على المستويات الشعبية وسفارتهم مفتوحة في اليمن وفي المقابل اليمن غير موجودة لها سفارة في الكويت ليس بقرار يمني ولكن بقرار كويتي وأغلقت السفارة اليمنية في الكويت ولم توافق على التمثيل المتبادل نحن مرحبون بهم كسفارة أو على مستوى قائم بأعمال وإذا ما أرادو تعيين سفير نحن نرحب بذلك، عندما يحبون أن نكون موجودين على أرض الكويت على مستوى قائم بالأعمال بقنصلية، بسفير نحن سنرحب بذلك.
– يعتقد فخامتكم أن الجامعة العربية غير قادرة على إعادة مثل هذه العلاقات – الرئيس الجامعة العربية هي انعكاس لموقف القيادات العربية فقوة الجامعة هو موقف القيادات العربية إذا موقفها قوي فهو موقف القيادات العربية وإذا موقفها ضعيف فهو انعكاس لموقف القيادات العربية وللموقف العربي وغياب التضامن فمتى ما وجدت وحدة الصف ونبذ الخلافات وترك ملف الماضي وفتح صفحة جديدة في العلاقات العربية سيكون دور الجامعة فاعلاً إذا أرادت القيادات العربية لهذه الجامعة أن تلعب هذا الدور.
– هل يمكن فعلاُ أن يكون هذا الدور الثنائي بين البلدان العربية غير ذي أهمية ونعتمد على قرارات نابعة من ميثاق جامعة الدول العربية؟
– الرئيس: يمكن أن عندي تصور أنه إذا تنشطت العلاقات الثنائية وأوجدت الثقة بين الأقطار العربية ثنائياً فهي ستفعل العلاقات العربية كمجموعة فبداية تنشيط العلاقات الثنائية بين الأقطار العربية نفسها أين ما وجدنا هناك جهد يبذل من القياد المقبولة والقيادات التي تستطيع أن تقوم بدور تنقية الأجواء بين الأقطار التي بينها فتور في العلاقات وذلك يساعد بلا شك في إعادة التضامن العربي وإلى أخذ موقف عربي قوي في المستقبل.
– الحديث عن العلاقات اليمنية مع الكويت ومع السعودية لعله من المناسب أن نتحدث عن رغبة اليمن وما تؤكده دائماً في انضمامها إلى مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية؟
– الرئيس: نحن خاطبنا المجلس بأن الوضع الطبيعي لليمن هو في هذا التجمع الإقليمي وهذا متروك للأشقاء أنفسهم عندما يرون انه حان الوقت أن يكون اليمن في هذا التجمع فهو قوة للتجمع واليمن إذا لم يكن في هذا التجمع لن تشكل أي متاعب أو مخاطر عليه فعلاقاتها الثنائية قائمة مع دول مجلس التعاون ومفعلة عندما يرى قادة المجلس مجتمعين أن اليمن تكون معهم نحن نرحب بهذا عندما يرون أن التعاون الثنائي أجدى وافضل له من وجودها كعضو في هذا التجمع ما عندنا حساسية في هذا الأمر لسنا متحسسين من وجودنا خارج المجلس ولا نحن متوقعين أن نحصل على مغنم كبير عند الانضمام إليه إنما نحن ننظر إلى الجانب السياسي أن التجمع سيكون قوة سياسية فاعلة في المنطقة عمل متكامل قوة اقتصادية وقوة بشرية قوى متعددة الأطراف.
– هل تلقت اليمن على المستوى الرسمي رأي المجلس؟
الرئيس نحن تسلمنا رأي المجلس أن المجلس يرحب بالتعاون الثقافي والصحي كمرحلة أولى .
– لو انتقلنا إلى الشـأن اليمني الداخلي والحقيقة أن بعض الأحداث الداخلية والخارجية كادت شبه معيقة لعملية التنمية في اليمن..الآن بعد أن تجاوزت اليمن جزءاً كبيراً من تلك الإعاقة ما هو الموقف التنموي في اليمن والى أي المجالات تتجه عجلة التنمية؟
– الرئيس: اليمن، الأحداث التي تطرأ عليها ليست جديدة أو نفاجئ بها نحن من 35 سنة كنا نواجه فيها صعوبات كبيرة وكلما تجاوزنا مشكلة بدت لنا مشكلة أخرى ولكن إصرار الإنسان اليمني على تجاوز هذه المشاكل يتم تجاوزها وتجعلنا أقوياء ونستطيع مواجهة مثل هذه القضايا وعلى سير التنمية الأن بعد الحرب التي أشعلها الانفصاليون بدأت عجلة التنمية تدور وهناك برنامج للإصلاح الاقتصادي والإداري يفعل وتحصلنا على دعم دولي كبير لدعم هذا البرنامج والنتائج افضل والتعاون قائم داخليا ودوليا لدعم هذا البرنامج فالأمور أفضل مما كانت عليه في الماضي.
– فخامة الرئيس، الحقيقة أن الإعلام أصبح أبرز الوسائل والمؤسسات التي تلعب دوراَ هاماً في التنمية الوطنية وأيضاً في السياسة الخارجية لماذا يلاحظ ضعف الإعلام اليمني في الشأن المحلي وغيابه عن الشأن الخارجي؟
– الرئيس: الإعلام هو إمكانات فالإعلام هو مال واليمن لديها هموم كثيرة اقتصادية وخدمية وهموم كبيرة وكثيرة البعض يعير الإعلام كثيراً من الاهتمام لإيصال هذا الصوت وإسماع الآخرين صراحة نحن في هذا الجانب مقصرون لأنه هناك أصوات ترتفع وتقول أنه أوجد مياه للناس صحة عامة، طريق مواصلات، اتصالات هاتفية، أهم من الجانب الإعلامي لأن هناك أصواتاً تقول أن الجانب الإعلامي هو تلميع للقيادات أو الشخصيات رغم أنه مهم إبراز الجانب الثقافي، الاجتماعي، الإنجازات التنموية، وجهات النظر السياسية، الجانب الإعلامي مهم جداً ونحن مقصرون في هذا الجانب وهي مسألة إمكانات ليست مشكلة المادة المادة موجودة ولكن الإمكانات في ظل وجود شعب كبير وانفجار سكاني تعداده 18 مليوناً يحتاج ذلك إلى التزامات غير عادية والإمكانات محدودة وثروة اليمن الطبيعية محدودة جداً لا تواكب هذا الانفجار السكاني.
– حتى مع اكتشاف البترول؟
– الرئيس: الاكتشافات متواضعة وهي تصل إلى حدود400 ألف برميل في اليوم طبعاً شيء طيب لكن لم تكن كما هو حال الحجم السكاني ولا تواكب الانفجار السكاني، اكتشافات الغاز طيبة جداً وممتازة لكن مازالت تحتاج إلى صرف مال حتى نستفيد من عائداتها تحتاج منا الى حوالي خمسة مليارات دولار منشآت وصهاريج وحافلات وهذا مرسوم له خلال عام 2000م إن شاء الله.. وسيتم تصدير الغاز والبحث عن أسواق له لأن هناك تنافساً على سوق الغاز ولا زالت الجهود تبذل ولازالت جهود الاستكشافات النفطية والغازية والمعدنية متواصلة وهناك مؤشرات جيدة كثيرة في عدد من الاستكشافات النفطية والغازية والمعدنية وخلال الخمس السنوات القادمة سيكون وضع اليمن أفضل مما هو عليه الآن في الوقت الحاضر من ناحية اكتشاف سوق المشتركة للدول العربية قد تساهم من خلال إيجادها إلى حل مشاكل الدول العربية النامية وتسريع عملية التنمية فيها؟
– الرئيس: هذا فعلاً الشيء الأمثل لأنه لو وجدت السوق العربية المشتركة لن تطلب دولة من أخرى دعماً مادياً لدعم الموازنة وممكن أن يسوق الفائض من المنتجات الزراعية مثلاً لليمن عندها منتجات زراعية جيدة في مجال الفاكهة والخضار هذه تحل مشكلة ومثلاً دول الخليج تستورد الفاكهة وتستورد الخضراوات من أوروبا ومن أمريكا اللاتينية ومن شرق آسيا وهذه تكلف من الناحية الاقتصادية من حيث النقل لكن إذا استوردت من اليمن يمكن أن يحصل عليها بسهولة وبأقل تكلفة بعض الملاحظات تأتينا أن المواصفات أو التعبئة غير دقيقة ممكن أنت كشركة الباب مفتوح لك تستثمر في اليمن ونحن نرحب بك ونعطيك مزارع وبإمكانك التعبئة بالطريقة التي تراها مناسبة وأقرب لأنك تنقلها عبر البحر عبر البر عبر الطيران وسهل نقلها بدلاً أن تأتي بها من شرق آسيا ومن أوروبا وهذا هو التكامل الاقتصادي عندما نستقبل نحن فائض التمور من السعودية أو فاض القمح من السعودية أو دول الخليج وأي منتجات صناعية هذا هو التكامل وإن شاء الله يفعل هذا الطموح وبدأ في إطار التعاون الثنائي بيننا وبين المملكة، التبادل التجاري كما تحدثت في بداية المقابلة التبادل التجاري موجود ولكن ليس بمستوى طموحنا في أن تحل المنتجات العربية محل المنتجات الأجنبية مثلاً عندنا فائض في الموز فائض في العنب عندنا فائض في الباباي عندنا فائض في كل أنواع الفاكهة وبكميات طيبة والخضار بشكل عام هذه تحل مشكلة وتوطد العلاقات مع شريحة كبيرة من أبناء المنطقة في كل من السعودية ودول الخليج واليمن وتبادل المصالح بدلاً من أن تبقى سياسة البلدين تتعرض لهزات مع أي موقف أو تصريح تهتز له العلاقات لكن إذا اهتز الموقف السياسي يكون هناك دعم شعبي للموقف السياسي من خلال تشابك المصالح فإذا تشابكت المصالح تتعزز العلاقات السياسية بين القيادات نفسها.
– فخامة الرئيس بعد استقرار الأوضاع الداخلية في اليمن بعد محاولة الانفصال عن الوحدة هل وضعتم من النظم ما يكفل للوحدة عدم تعريضها لما تعرضت إليه سابقاً؟
– الرئيس: هناك أسس وضوابط تحمي هذه الوحدة ليس هناك ما يقلق مسألة أنك تسمع صوتاً أنت تسمع صوت وفاكس ومنشور وصحيفة هذه مخلفات تشطير لمئات السنين ومخلفات حرب فهذه القيادات التي أشعلت الحرب والانفصال وانهزمت في الحرب ستجد صوتها موجوداً في أي مكان في أي منظمة دولية انهم مظلومون هذا مجرد كلام لكن الشعب اليمني اصله شعب واحد وعقيدته واحدة وأرضه واحدة وثورته واحدة ثورة سبتمبر وأكتوبر هي ثورة واحدة فهذه قيادات متمصلحة أو متنفذة أو مستفيدة لا بد أن تبث أصواتا بأن الوحدة غير مثبتة الوحدة تعمدت بحوالي عشرة آلاف شهيد نهر من الدم ليس سهلاً ورغم أنها تحققت سلمياً ولكنهم كانوا راسمين بالعودة إلى التشطير لأنهم كانوا هاربين من مصيرهم المحتوم بعد انهيار المنظومة الاشتراكية لأنهم كانوا يتوقعون القيادات الاشتراكية والانفصالية أن يكون مصيرهم المحتوم مثل مصير تشاوسيسكو فعدما شاهدوا تشاوسيسكو وزوجته وقيادات اشتراكية انذبحت هربوا معنا إلى الوحدة لكنهم كانوا متأبطين شراً بالوحدة ولكنهم مكروا واخذوا جزاءهم.
– فخامة الرئيس إلى أي مدى لمستم المشاركة السياسية للمواطنين اليمنيين وهل هناك إيجابية اكبر يمكن أن تتحقق؟
– الرئيس: تجربتنا في الجانب الديمقراطي تجربة بدأنا بها من سنة 90م بعد توحيد الوطن اليمني كاملاً وكانت تجربة مزعجة فالصحافة والانتقادات على الفوضى غير مقننة لكن تجربتنا بدأت ترشد نفسها من سنة 90م وحتى الآن نحن في سنة 97م عملنا انتخابات نيابية في عام 93م ونجحت هذه الانتخابات وكان فيها توتر وفيها صعوبات وفيها أشياء كثيرة وجاءت بعد ذلك تجربة انتخابات إبريل 97م افضل من عام 93م فالعرض والفهم المغلوط للديمقراطية انتهى فالديمقراطية بدأ يتعلمها الناس وبدأت الفوضى تنتهي وتخف لانه كان هناك فهم مغلوط للديمقراطية أنها فوضى.. نحن نقول أن هناك صعوبات، الديمقراطية صعبة فيها الانتقاد اللاذع على الحاكم على المسؤول القيادة على كل شيء بعضه صحيح وبعضه باطل فنقول أن الديمقراطية سيئة ولكن الأسوا من الديمقراطية هو عدم وجودها خاصة في بلدنا فنحن بحاجة إليها انه ليس أمام المواطن أن لا يتحدث والإنسان إذا لم يمتلك حريته لا ينفعه المال ولا الغنى ولا ينفعه أي شيء إذا ما وجدت وسيلة ليعبر ويتكلم لا يصح أن تطعمه وتشربه ثم تقول له اسكت ما قيمة هذا المال مع وجود الكبت خاصة بلدنا في المنطقة وفي الجزيرة أو الخليج معظم شبابنا دارسون في الخارج في أوروبا في أمريكا فطبعاً فاهمين ما الذي يدور هناك مع الاحتفاظ بخصوصياتنا نحن طبعاً لنا خصوصيات داخلية لابد أن نراعيها لكل قطر ولكل بلد ولكل دولة من دول الجزيرة والخليج خصوصيات لكن أيضاً لازم نواكب العصر بالتدرج وألان عندنا مجالس جيدة بدأت بمجلس نيابي في اليمن، مجلس نيابي في عمان مجلس شورى في المملكة، مجلس نيابي في أبو ظبي في البحرين في قطر وهذه ظاهرة إيجابية مع خصوصيات لكل قطر.
– ربما يعتبرها فخامتكم مرحلة انتقالية للوصول إلى ما تخطط له كل دولة لسياستها الداخلية او الخارجية البعض قد يطلق على الشعوب العربية أنها غير مهيئة حتى الآن لوجود مثل هذه الأنظمة أو مثل هذه الفعالية السياسية هل هذا صحيح بخلاف تجربتكم في اليمن؟
– الرئيس: الحقيقة انهم يريدون أن يتفردوا أنهم واعون أكثر منا وأنهم مواكبون اكثر منا ولذلك يقولون أننا غير مستوعبين في الوطن العربي من أجل إدانتنا بأننا متخلفون هم الذي يعملون هذه الأشياء يقولون أنكم لن تستطيعوا استيعابها في اليمن وانتم لا زلتم بلداً مسلحاً بلداً فقيراً من أجل أن يظلوا متميزين عنا لماذا لا نكون أفضل منهم، فعلى سبيل المثال عندنا في اليمن تسمعون انه في اليمن شعب مسلح أكثر الشعوب العربية يتملك سلاحا ً لكنه شعب مثقف وحضاري يعرف كيف يتعامل مع السلاح كم نشاهد الأحداث التي تدور داخل أوروبا في بريطانيا القتل وهو شعب محدود التسليح، نحن أبداً لدينا ضوابط أخلاقية وإنسانية وثقافية نعرف كيف يتعامل الإنسان مع السلاح أنا رئيس الدولة الآن أتحرك إلى محافظة تعدادها خمسة ملايين واستقبل بالجمهور والحراسة لا تتعدى مائة عسكري، مائتين جندي ينزلوا أمامي في المقابل استقبل عشرات الآلاف وهم مسلحون ماذا تستطيع أن تفعل هذه الحراسة في هناك ارث ثقافي وحضاري عرفي وأخلاقي وأنساني كيف نتعامل مع السلاح ليس كل من امتلك السلام أطلق النار رغم أننا نقول أنها ظاهرة سلبية نريد أن لا يكون السلاح موجودا بهذا الشكل وهي ظاهرة سلبية لكن لما نقيسه مع الشعوب المتقدمة، الجريمة لديهم اكثر مما هي في اليمن جريمة الحوادث والقتل اكثر مما هو داخل الشعب الذي نطلق عليه الشعب المسلح هناك سلبيات لوجود السلاح لكن لما نقيسه بالآخرين نجد أننا نمتلك موروثاً ثقافياً كبيراً كيف نتعامل مع السلاح.
– الحقيقة الحظ أن فخامتكم يتجاوز كثيرا عن بعض ما يظهر من خلافات مع المواطن أو مع الهيئات في عملية الديمقراطية أو في عملية حمل السلاح هل تعتقد أن هذا ضريبة لا بد أن تتحملها الدولة حتى تصل بالمواطن إلى المستوى السياسي الذي تراه؟
– الرئيس: كل شيء لابد وله ثمن فهذه ضريبة ندفعها وكل شيء له ثمن.
– انتم مقبلون على أعياد السادس والعشرين من سبتمبر وهو أقدام جديد إلى التطلعات اليمنية والى الطموحات والأماني؟
– الرئيس: احتفالاتنا بأعياد الثورة 26 سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر وال 30 من نوفمبر عيد الاستقلال هي ثلاثة اشهر متتالية ومن مميزات الثورة اليمنية ( سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر) سبتمبر الشرارة الأولى وأكتوبر الثانية ونوفمبر الثالثة ثلاثة أعياد ثلاثة اشهر متتالية ونحن نتطلع إلى أن يتوطد دعائم الأمن والاستقرار والإخاء ونبذ العنف والفرقة والشتات وان ننطلق نحو بناء اليمن الجديد برؤية جديدة تاركين وراءنا مخلفات الماضي التشطيرية الأمامي والاستعماري والماركسي أيضاً وأن ننظر صوب يمن جديد يمن حضاري يحترم الإخاء والجد ويتبادل الود بالود مع كل الدول الشقيقة ومع الدول الصديقة وأن نتبادل المنافع والمصالح التي تعكس تشابك المصالح وتكفل الأمن والاستقرار في المنطقة.