رئيس الجمهورية في مقابلة مع راديو لندن
أوضح الأخ الفريق علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية عددا من الحقائق حول العدوان الإريتري على جزيرة حنيش الكبرى اليمنية وذلك خلال المقابلة التي أجرتها إذاعة لندن مع الأخ الرئيس. ففي رده على سؤال حول تطورات النزاع بين بلادنا وإريتريا حول الجزيرة وآخر المستجدات ووجهة نظر اليمن حول هذه المشكلة:
قال الأخ الرئيس.. بالنسبة للنزاع اليمني الإريتري حول جزيرة حنيش الكبرى اليمنية التي اعتدى عليها يوم الجمعة الماضية من قبل الإخوان في إريتريا ما كنا نتوقع من دولة جارة وصديقة تربطها باليمن علاقات تاريخية وعلاقات حميمة ومنافع متبادلة وكانت اليمن هي العمق الاستراتيجي ضمن دول المنطقة ولذلك كنا في مأمن انه مهما حصل خلاف على الجزر او الحدود البحرية ما كنا نتوقع العدوان السافر على جزيرة حنيش ولكن حصل هذا الاعتداء واعتقلوا حوالي 200 جندي إلى 205 في الجزيرة والذين كانوا حامية بسيطة لا يمتلكون سوى أسلحتهم الشخصية وأثناء ما كان الموقف غامضا في الجزيرة والاشتباك موجود بين أفراد الحامية والبحرية الإريترية التي ورثتها من نظام منجستو هيلا مريام، كان هناك تواصل بتشجيع من الإدارة الأمريكية بيننا وبين الرئيس اسياسي افورقي على حل المشكلة ثنائيا فتواصلنا معه والموقف غامض.. وأكدنا وقف إطلاق النار واتفقنا على وقف إطلاق النار في الوقت الذي كان الاشتباك قائما وكانت الجزيرة شبه ساقطة في يد العدوان الإريتري وأوقفنا إطلاق النار حرصا على عدم سفك المزيد من الدماء بيننا وبين إريتريا وبالفعل وأوقفنا إطلاق النار ولم نقم بأي عمليات عسكرية لابحرية ولاجوية على جزيرة حنيش وعلى أي مكان إريتري حرصا منا على الحلول السلمية وفي إطار الحوار الثنائي وكانت هناك مماطلات النظام الإريتري حول إخلاء الجزيرة وتسليم المحتجزين وجاءت وساطة من أثيوبيا جاءنا وزير الخارجية مبعوثا من رئيس الوزراء مليس زيناوي ورحبنا بهذه الوساطة على أساس انه يسلم المحتجزين لديهم وتخلى الجزيرة ثم يتم الحوار حول ترسيم الحدود البحرية بيننا وبين إريتريا على أساس الحوار الثنائي التحكيم او اللجوء الى محكمة العدل الدولية.. هم عندهم شروط من أول المباحثات بيننا وبينهم يريدون اللجوء لمحكمة العدل الدولية على طول ونحن قلنا نقبل بمحكمة العدل الدولية ولكن قبلها الحوار الثنائي ربما نتوصل إلى حل ثم التحكيم ولكنهم طارحين نقطة واحدة وهي الذهاب إلى محكمة العدل الدولية في الوقت الذي فيه اليمن تتحمل مسؤولياتها ومسؤولية الأمن وسلامة الملاحة في البحر الأحمر ولم تقم بأي تصعيد عسكري وإنما تتبع الحوار السياسي وتتمسك بحقها القانوني في الجزيرة والحدود البحرية بينها وبين إريتريا وتفضل عدم اللجوء للقوة واللجوء للحوار في إطار النظام الدولي الجديد الذي يدين احتلال أراضي الغير بالقوة وان افضل وسيلة هو الحوار وهذا ما تعتقده الجمهورية اليمنية.. وحول سؤال عن الوساطة وزيارة الأمين العام للأمم المتحدة لليمن والاجتماعات السورية والمصرية والسعودية في القاهرة والتوقعات من هذه الوساطة.. وكيف سيتم التعامل معها وماهي المطالب التي سينقلها الجانب اليمني إلى هؤلاء الاخوة العرب الذين سيقومون بهذه الوساطة..
أجاب الأخ الرئيس قائلا والله نحن نطالب أولا من وجهة نظرنا بالحل الثنائي ومع ذلك نرحب بوساطة أثيوبيا ومصر والأمين العام للأمم المتحدة نرحب بأي جهود تبذل من اجل حل سلمي لان الحل السلمي هو الأفضل ولسنا بحاجة إلى خلق بؤر توتر في المنطقة خصوصا وأنها خرجت من حرب ونحن في اليمن أيضا خرجنا من حرب وليس أمامنا من خيار غير الحوار مع الاحتفاظ بالحقوق المشروعة للجمهورية اليمنية على مياهها وجزرها.. وحول رضا الأخ الرئيس عن الموقف العربي وموقف جامعة الدول العربية من النزاع حتى الآن.. أجاب الأخ الرئيس على ما اعتقد كان موقف الجامعة العربية ممتازا جدا وهو موقف إيجابي ونتوقع موقفا عربيا اكثر في إطار العمل الدبلوماسي لحل المشكلة والنزاع بيننا وبين إريتريا..
ورد على سؤال حول الأنباء التي ترددت حول عرض الرئيس الإريتري تسليم المحتجزين اليمنيين للصليب الأحمر الدولي هل يعني ذلك أن الأزمة في طريقها للحل.. أجاب الأخ الرئيس تسليم المحتجزين لديهم هي بداية الحل وبداية لتهدئة النفوس حتى نستطيع نخوض في المسائل الأخرى ونعتبرها إذا تمت خطوة إيجابية على طريق الحل السلمي.. وسأل الأخ الرئيس عن وجهة نظر إريتريا من الحل النهائي الذي يكمن في ضرورة الانسحاب المشترك سواء للقوات اليمنية او الإريترية والموافقة على هذا المقترح.. أجاب نحن نرى أن ينسحب المعتدي ويعود الوضع إلى ماكان عليه قبل يوم الجمعة الماضية لكن إذا هناك وساطة إيجابية فعالة نرحب بها ونترك للوسيط شروطه.. نحن لن نعقد الأمور وأي وسيط لديه حلول مرضية مقنعة نرحب بها.
وحول سؤال عن مبالغة أجهزة الإعلام عن اندلاع الأزمة في عدد القتلى ونوعية العمليات العسكرية والذي اتضح فيما بعد أن عدد القتلى كان قليلا جدا وسمعنا اليوم انه في إريتريا شيع جنازة 12 من القتلى.. وكيف تفسرون هذا التضخيم في هذه العملية وماهى في نهاية المطاف محصلة هذه الأزمة.
أجاب الأخ الرئيس قائلا نحن نعتقد أن هناك دوافع لزعزعة أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر.. ودوافع خارجية نأمل أن لاننساق إليها جميعا ولاتنساق إليها دول المنطقة وان يبحث الجميع عن الحلول السلمية المرضية لكل الأطراف.
وسأل الأخ الرئيس عن ما يريد قوله للرأي العام العربي والمستمعين العرس من تعليق حول الموقف من الأزمة.
أجاب الأخ الرئيس ندعو الأمة العربية والمجتمع الدولي أن يدين مثل هذه التصرفات ومثل هذه المغامرات والاعتداءات أيا كان نوعها لأنها غير مقبولة ولا أحد يقبل مثل هذه التصرفات ونأمل أن يقف المجتمع الدولي بمسؤولياته مثل ما وقف في كثير من القضايا في إطار المتغيرات والمستجدات وفي إطار مسيرة السلام العربي الإسرائيلي.
وردا على سؤال عن موقف المملكة العربية السعودية ورد الفعل السعودي إلى جانب اليمن.. وهل كان موقفا عربيا مشرفا.. وهل تنظرون إليه كذلك، أجاب الأخ الرئيس نحن مع نفس الرأي الذي حكيت عنه مرتاحون لهذا الموقف.. وردا على سؤال من الإذاعة البريطانية عن وجود مطالب يمنية خاصة مع المملكة العربية السعودية والاخوة في الخليج تتعلق بهذا النزاع أجاب الأخ الرئيس على ذلك بالقول نحن نعتبر هذه الجزر تهم دول الجزيرة والخليج والأمة العربية بشكل عام.