رئيس الجمهورية في مقابلة مع قناة الحرة الفضائية
الحرة: قمة مجموعة الثمان هذا العام دعت عدد من الدول العربية، التي أدخلت مؤخرا الإصلاح إلى خطابها السياسي.. عدد من هذه الدول لبت، وعدد منها أعتذر.. معنا هذا المساء رئيس دولة دُعيت ولبت بشخص رئيسها هي اليمن.. سيادة الرئيس مرحبا بك في قناة الحرة
الرئيس: أهلا.
الحرة: لماذا برأيكم دُعيت اليمن وعلى أي أساس اتخذتم القرار وقررتم تلبية هذه الدعوة؟
الرئيس: على ما أعتقد الدعوة الموجهة من الرئيس بوش لعدد من قادة الدول العربية هي البلدان التي أصبحت لديها مؤسسات ديمقراطية، اليمن، الأردن الجزائر، البحرين.. هذه الدول لديها مؤسسات ديمقراطية منتخبة، يعني
أنها بدأت في الإصلاحات المطروحة، ولو جزء منها، لكن البعض سارت لديه الإصلاحات بالشكل المطلوب، أو إذا تبقى شيء فهي في طريقها لاستكمال ما هو مطلوب من الإصلاحات السياسية، مثلا القضائية أو غيرها.. والدعوة الموجهة لقطر آخر، وهوالعراق، أعتقد بهدف أظهار العراق على الساحة السياسية وتسويق النظام العراقي الجديد، وتقديمه للعالم من خلال قمة الثمان .
الحرة: حين تلقيتم هذه الدعوة سيادة الرئيس، هل أجريتم مشاورات مع أي من الدول العربية.. هل هناك تباعد في وجهات النظر بينكم وبين عدد من الدول العربية التي فضلت عدم المشاركة؟
الرئيس: نحن لا نمثل بقية الأقطار كل واحد يمثل بلده، الشيء الذي نحن متفقون عليه في قمة تونس هو لإصلاحات السياسية وأخذنا قرار بإجماع عربي حول الإصلاح السياسي.. وبدأت الإصلاحات السياسية في عدد من الدول العربية بشكل متكامل أو جزئي، مثلا بدأت بعض الأقطار العربية بتعيين مجالس نواب أو مجالس شورى أو مجالس شيوخ أو مجالس أعيان أو مجالس بلدية أو محلية.. وهذه خطوة جيدة بدأتها هذه الأقطار في طريقها إلى توسيع قاعدة المشاركة الشعبية .
وعلى الرغم من أن هناك توجه دولي نحو الإصلاحات السياسية، فإننا نرى أن الإصلاح في منطقتنا هو شأن عربي ولا ينبغي أن تكون مفروضة من الخارج.. ينبغي علينا أن نتجه كأقطار عربية نحو الإصلاحات دون أن يكون
هناك ضغط علينا.. فمثلا في اليمن بدأنا الإصلاحات من حوالي أربعة عشر سنة: حرية للصحافة، احترام حقوق الإنسان، مشاركة المرأة، توسيع المشاركة الشعبية، انتخاب ثلاثة مجالس نيابية، انتخابات، رئاسية انتخابات محلية، استفتاء على الدستور مرتين، الاستفتاء على دستور دولة الوحدة، الاستفتاء علي التعديلات التي جرت بعد 94م.. هذه كلها توسيع للمشاركة كثير من الأقطار الآن العربية بدأت في المجالس المعينة، وفي تصوري في خلال أعوام ستكون مجالس منتخبة، لأنها سمة هذا العصر، وينبغي أن توسع المشاركة.وليس صحيحا القول أن الشعوب ترفض الديمقراطية، فليس هناك قطر عربي يرفض الديمقراطية.. الديمقراطية مطلوبة، لكن لكل شعب خصوصياته، وإن الفرض من الخارج يولد ردود أفعال، وكلما كانت الإصلاحات بمحض إرادة وتلبية طموحات الشعوب واستقصاء رأي الشعوب من خلال شخصيات سياسية، نسميهم رجال الحل
والعقد من العلماء من المثقفين من السياسيين، ولا ينبغي أن نقول من المستشارين الذين يتبعون أحيانا قيادات سياسية أو السلطة، فبعض المستشارين يقدمون لك الاستشارة حسب ما تريد، يقدمون الاستشارة بحسب
توجهات القيادة.. فلا ينبغي الأخذ بهذه الاستشارة.. ينبغي توخي الدقة واستطلاع رأي الشعوب من خلال مثقفيها، سياسيها، من الصحافة من خلال الرأي العام، رأي المرأة أيضا كشريك أساسي أو كنصف المجتمع.. هذا ما
ينبغي علينا ان نصلح أنفسنا.
وأنا قلت قبل كم سنة، ينبغي علينا أن نصلح أنفسنا قبل أن يصلحنا الآخرين، وعبارتي هذه ربما أصبحت مشهورة: “أحلق رأسك قبل أن يحلق لك الآخرون” فنقول نصلح أنفسنا قبل أن يصلحنا الآخرون.
الحرة: هل هذه الدول التي شاركت في قمة الدول الثماني برأيكم تشكل نواة مجموعة أو معسكر إصلاحي داخل المجموعة العربية؟
الرئيس: أنا أعتقد أنها في الطريق الصحيح بما اتخذته من قرارات حول انتخابات مؤسسات دستورية، هي الطريقة الصحيحة والمثلى.. أنا اعتقد ان في وطننا العربي بتوجهاته خلال السنوات القادمة سيكون هناك مؤسسات
ديمقراطية ومؤسسات بلدية ومحلية، وذلك من خلال ترجمة وتنفيذ قرارات قمة تونس.. وصحيح ان قرارات قمة تونس جاءت بناء على طلب أمريكا، وكان من المفترض أن لا نتخذ هذه القرارات بناء على طلب أمريكي، كان المفروض أن نقدم هذه القرارات قبل أن تأتينا ويطالبنا الآخرون بإصلاح أنفسنا.. ومن المفروض ان نصلح أنفسنا قبل أن يصلحنا الآخرون، وينبغي على أي نظام سياسي إصلاح نفسه قبل أن يتكلم عن إصلاح الآخرين.. فنحن نُصلح أنفسنا دون ان يُطلب منا الإصلاح.
الحرة: هناك الكثير من الجدل والنقاش واللغط حول ماهية مشروع الشرق الأوسط الكبير، وأنتم شاركتم في أعمال هذه القمة، هل يمكن ان تشرحوا للمشاهد العربي عبر قناة الحرة ما هو مشروع الشرق الأوسط الكبير؟
الرئيس: مشروع الشرق الأوسط المفهوم لدي أنه شرق أوسط كبير يضم باكستان تركيا إيران تضم إلى ما يسمى بالشرق الأوسط الكبير، هذه كما نفهم رسالة بشكل أو بآخر لبعض الدول في الشرق الأوسط الكبير.. مثلا يريدون أن يوجهوا رسالة لإيران، ويتوهونا عن قضية الصراع العربي الإسرائيلي ونروح في اتجاه إيران وما إيران .
الحرة: أنتم تؤيدون الجانب الإصلاحي من مشروع الشرق الأوسط الكبير؟
الرئيس: نحن نرحب به، نرحب بالمشروع الإصلاحي وانه مطلوب، وكما تحدثت الآن وأسلفت، أنه من المفروض ان نتجه نحو الإصلاحات قبل أن تفرض علينا، وكان يجب علينا ان نتجه نحو الإصلاحات من وقت مبكر بدون أن تفرض علينا من الخارج، وتحدثت كثيراً أن أقطارنا خطت خطوات ايجابية نحو الإصلاحات .
الحرة: ما هي برأيكم العوائق التي تحول دون الإصلاح، سواء السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي في العالم العربي اليوم؟
الرئيس: أنا لا أتصور ان هناك عوائق .
الحرة: هل الأنظمة العربية تشكل عوائق؟
الرئيس: إذا توفرت الإرادة السياسية فليس هناك عوائق .
الحرة: إرادة من؟
الرئيس: إرادة القيادات وليس الشعوب، الشعوب تلبي وترحب بالإصلاحات لكن أيضا الإرادة السياسية لدينا، كقادة عرب، ينبغي ان تلبي طموحات شعوبنا.
الحرة: هناك من يقول إذا تم الإصلاح الديمقراطي والسياسي في العالم العربي فإن المتشددين المسلمين سيفوزون؟
الرئيس: إذا كان في إطار التبادل السلمي للسلطة فلماذا لا، وهم من أبناء أقطارنا وأبناء جلدتنا وإخواننا، لماذا لا، إذا فازوا ما هي المشكلة؟ المهم ان يكون ذلك في إطار التداول السلمي للسلطة دون عنف أو إرهاب.
الحرة: أين اليمن اليوم من الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي؟
الرئيس: أنا تحدثت معك انه عندنا إصلاحات، مرينا بحقبة من الإصلاحات السياسية في إطار توسيع المشاركة الشعبية من خلال ثلاث دورات انتخابية برلمانية .
الحرة: هل المشاركة الشعبية تعني بالضروري المشاركة بالقرار؟
الرئيس: نعم
الحرة: كيف ذلك؟
الرئيس: إشراك الشعوب في اتخاذ القرار من خلال المؤسسات البرلمانية مثلا، هي مؤسسة تشريعية رقابية سياسية وهي تمثل الأمة وبالتالي هي تمنح السلطات التنفيذية الثقة أو تحجب عنها الثقة وهذا صنع للقرار، زائد
المجالس المحلية أو في بعض الأقطار يسمونها المجالس البلدية أيضا هي التي تدير الشؤون الداخلية أو شؤون الحكم المحلي.
الحرة: بالنسبة للرقابة المفروضة على مؤسسات الدولة.. أين اليمن من ذلك اليوم؟
الرئيس: لدينا رقابة فاعلة من خلال مجلس النواب، وهو المؤسسة الدستورية التي هي تمثل الأمة، لان السلطة التنفيذية هي عبارة عن أداة أو جهاز تنفيذي للسلطة التشريعية .
الحرة: هل تعتقد أن للصحافة المحلية دور في هذا المجال؟
الرئيس: للصحافة الحزبية والمستقلة والأهلية دور في خلق ثقافة لعامة الشعب ودور ممتاز من خلال تكريس مبدأ الرأي والرأي الآخر، قد لا تكون الصحافة بحسب ما يريد الناس، كل يريد تكييفها على ما يريد، لكن هناك أخطاء كثيرة وفيها جوانب إيجابية، حتى الأخطاء التي فيها هي تستفز أو تصحي الناس ألا يخطئوا.. ليس عندي أي اعتراض على الصحافة، ولكني دائما أتحدث عن انه يجب على الصحافة أن تتوخى المصداقية والدقة وتتوخى المعلومات، بحيث تكون لها مصداقية، لأن بعضها صحف أي كلام ولهذا تتبخر أي مقالات أو أي معلومات إذا لم تكن دقيقة ومجرد هوى أو مزاج للشخص أو الكاتب أو لكيف معين أو في نفسه على الآخرين، يعني تتبخر.. لكن لما تكون المعلومات صحيحة ودقيقة صراحة تلقى مكانة لدى القارئ وتأثير أيضا في سلوكيات الناس حتى يتجنب الناس الأخطاء، لها جانب تثقيفي، جانب إصلاحي أيضا، لان الناس يعرفون أنهم مراقبين مش باب مفتوح أو باب مخلوع تتحرك حيث ما تريد أو تتكلم على ما تريد، خاصة من يتحملون المسؤولية يجب ان يعرفوا ان هناك رقابة، هناك أناس يشوفوا .
الحرة: حينما نتكلم عن الإصلاح الاقتصادي دائما نسمع هناك …؟؟
الرئيس: أنا أتكلم حول الإصلاحات السياسية ونتحدث في مؤتمر الدول الثماني حول انه صحيح رحبنا بالإصلاحات السياسية وأخذنا قرارات في قمة تونس حول الإصلاحات السياسية ورحبنا بها، ناس قد مضوا فيها وناس سيمضون
فيها، لكن أيضا أين الإصلاحات الاقتصادية لا ينبغي ان نغفل هذا الجانب .
الحرة: الإصلاح الاقتصادي، عفوا سيادة الرئيس، دائما لا نريد ان نسمي بعض الدول العربية، ولكن الإصلاح الاقتصادي كما نرى الآن هو خصخصة بعض القطاعات، ولكننا نرى للأسف ان الخصخصة في العالم العربي تعني قيام أبناء المسئولين بشراء القطاع الخاص.. أين اليمن من هذه الخصخصة؟
الرئيس: اليمن ليس عندها تلك الثروة الهائلة والتي أنها تقع في هذا الخطأ، يعني ثروتنا متواضعة .
الحرة: هل لديها المؤسسات والتشريعات التي تحول دون ذلك؟
الرئيس: تحول، نعم.. لا يجوز في دستورنا وقوانيننا، لا يجوز ان يكون أولاد المسئولين هم من يحكمون ويتسلطون على رقاب الناس، هذا لا يجوز خاصة وأن الدستور عندنا محدد في رأس الدولة، لكن أخلاقيا حتى لو ما حدد على بقية أعضاء السلطة التنفيذية أخلاقيا لا يجوز ان يكونوا حكاما ويكونوا أيضا متسلطين أيضا على رقاب الناس أو معيشتهم أو مدخراتهم ينبغي اختيار الحكم تختار المجلس أو ما يسمى بالتجارة.. وهذا ما ينبغي ان يتجنبه المسئولون، مسألة ان نخصخص القطاع العام ونلف عليه من الباب الآخر يأتي إليه أولاد المسئولين هذا من الخطأ، لكن الحمد لله ليس لدينا هذه الخصخصة القطاع العام قطاع بسيط ولازلنا محتفظين بالقطاع العام الأساسي في الدولة.
الحرة: علمنا أنكم أجريتم محادثات مع صندوق النقد والبنك الدولي، هناك حزمة اقترحها صندوق النقد الدولي بالنسبة لليمن، ممكن ان تضعنا في صورة هذه المحادثات؟
الرئيس: هما يريدان ان نرفع الدعم عن بعض المواد، خاصة المواد النفطية مثل الديزل والمازوت والغاز، صراحة هذا صحيح انه خسارة، مشكلة اقتصادية عندنا ويشجع التهريب، لكن صراحة المشكلة التي عندنا انه كان ممكن نقدم على هذه الحزمة من الإصلاحات لو كان الله سبحانه وتعالى قد مّن علينا بالأمطار، لكن لازال عندنا جفاف، وجفاف حاد وشحة في المياه، فلا يجوز الجمع بين عسرين .
الحرة: قررتم التأجيل للعام القادم مثلا؟
الرئيس: قررنا التأجيل حتى تتحسن أوضاعنا.
الحرة: هل لمستم تفهما من قبل صندوق النقد والبنك الدوليين؟
الرئيس: ان تفهموا خير كثير، وان لم يتفهموا، فهذه مسألة سيادية وقرارنا بأيدينا، وهم عون مساعد في عملية التنمية، وليست كل التنمية بأيدي الصندوق والبنك الدوليين، لكن هما مرشدين أحيانا يصيبوا وأحيانا يخطئوا، ما كل قراراتهم صائبة، فهناك خصوصية لكل قطر خصوصياته، نحن مع الإصلاحات الاقتصادية ورفع الدعم لكن ظروفنا لا تتحمل، لأننا في وضع سيئ، هناك جفاف وارتفاع في أسعار القمح في السوق الدولية، كل هذه مشكلة، وعندما نلاحظ ان الأمور مقبولة لاتخاذ القرار، سنتخذه سواء بإرشادات البنك الدولي أومن ارادتنا، وهذا القرار يمني.
الحرة: سيادة الرئيس تعرضتم لانتقادات لأنكم قررتم المشاركة بأعمال هذه القمة، قمة الثماني، ومنهم من رأى أنكم خرجتم عن الإجماع العربي.. هل تعتقد ان المسئولين الأمريكيين يقدرون هذه الخطوة، الرئيس بوش وصفك
بالرئيس الشجاع، فماذا حصل اليمن جراء مشاركته في هذه القمة؟
الرئيس: نحن لم نخرج عن الإجماع .
الحرة: دول اعتذرت ولم تدعى؟
الرئيس: نحن دعينا ولبينا الدعوة لا لشيء إلا لأنها فرصة ان نوصل وجهة نظرنا وهمومنا الاقتصادية والتنموية، والظروف الصعبة التي نواجهها إزاء مكافحة الإرهاب، الظروف الاقتصادية أيضا، عملية السلام في الشرق الأوسط
حول الصراع العربي الإسرائيلي وتنفيذ خارطة الطريق، هذه جملة من الأفكار لدينا وصلناها للدول الثماني الكبرى الصناعية والدول التي شاركت، شيء جميل ان نوصل صوتنا وان يسمع صوت اليمن، واعتقد ان صوت اليمن هو صوت عربي .
الحرة: هل طلبتم دعما اقتصاديا وماديا؟
الرئيس: نعم طلبنا إنشاء صندوق لدعم التنمية، وتقريبا وجدنا استجابة.
الحرة: هذا على مستوى مجموعة، بالنسبة على مستوى العلاقات الثنائية الأمريكية اليمنية؟
الرئيس: هذا وارد، هناك تفهم للعلاقات الثنائية مع الدول الثماني، لكن نحن طلبنا الدعم من الدول الثماني كدول مجتمعة، ووجدنا تفهما، انه ينبغي ان تترافق الاصلاحات السياسية والدعم التنموي ومكافحة الفقر، لان الفقر مكان خصب للعناصر المتطرفة والارهابية، في ظل هذا الظروف فقر الناس وحاجات الناس تدخل من هذا المدخل.. يعني اذا استطعنا ان نعمل على مكافحة الفقر واحداث تنمية شاملة هي صراحة ضمن الادوات لمواجهة الإرهاب، اداة من أدوات مواجهة الارهاب، فلا يمكن مواجهة الإرهاب عن طريق القوة فقط، وانما بالحوار السياسي أيضا والجانب التنموي، هذه كلها منظومة متكاملة من اجل مكافحة الفقر والحوار مع العناصر المضللة أو المتطرفة، بحيث تعود الى جادة الصواب.
الحرة: في آخر لقاء أجريته معكم سيادة الرئيس في زيارتكم الأخيرة الى واشنطن قلت لي أن اليمن سيتعقب جماعات القاعدة والإرهاب أينما كانوا، أين اليمن اليوم، وما هي جهود مكافحة الإرهاب في اليمن، وما هو الوضع
الأمني اليوم؟
الرئيس: اليمن حققت نتائج جيدة جدا في مكافحة الإرهاب، واستطاعت ان تلقي القبض على المطلوبين والتحقيق معهم ومحاسبتهم، خاصة الذين نفذوا وارتكبوا جرائم، وأيضا المنتمين الى تنظيم القاعدة تم التحفظ عليهم، وأيضا أخذنا خطوة أخرى، تمثلت بالحوار مع العناصر التي لم تكن قد ارتكبت أعمال عنف، وذلك لإصلاحهم وتغيير التعبئة التي كانوا قد عبوا بها عندما كانوا في أفغانستان.. وعلى هذا الصعيد حققنا نتائج ممتازة وصلت إلى 80 بالمائة من الحوار، وهذا اعتقد انه انتصار كبير، جنبنا من خلاله اليمن وجنبنا هؤلاء الشباب التشرد والخوف.. وهذا كان مكسب لليمن ولهؤلاء الشباب الذين غرر بهم، وحتى العناصر التي كانت فارة أمنت، لأن العناصر التي تنتمي الى تنظيم القاعدة أو الجهاد عندما تجد ان هناك أمل في ان تصلح نفسها وتأمن تعود الى جادة الصواب وينتهي العنف.. لكن عندما لا تجد أمامها أي مفر، أي أنهم إذا امتسكوا في هذه الدولة سيحاسبوا أو يشنقوا أو يعدموا، فليس أمامهم من خيار إلا العنف.. لكن لو حصلت هذه العناصر على منفذ وأمل من أن السلطة تأمنهم وتعفوا عنهم
وتثقفهم وتوعيهم فسيعودون الى طريق الحق، واعتقد ان هذا ينهي أعمال العنف والتطرف والتشدد.
الحرة: كانت هناك بعض التقارير والتصريحات التي تقول بأن أعمال العنف التي شهدتها المملكة العربية السعودية كان نتيجة تهريب أسلحة من اليمن الى المملكة ما هو حجم التنسيق الأمني بين البلدين، وهل هناك ثقة متبادلة فيما يخص التعاون الأمني؟
الرئيس: نعم، أولا لدينا اتفاقية أمنية وتعاون جاد وتبادل معلومات وتبادل المطلوبين من قبل اليمن المطلوبين لليمن من الجانب السعودي وكذلك المطلوبين للمملكة من الجانب اليمني، هناك تعاون مطلق وبلاحدود وثقة متبادلة بيننا وبين الأشقاء في المملكة، ونحن الى جانب المملكة في كل الظروف لمكافحة الإرهاب وإنهاء هذا التطرف نحن الى جانب المملكة.
الحرة: هذا على المستوى السياسي سيادة الرئيس، ولكن ما هو الوضع الحدودي؟
الرئيس: مسالة تهريب الأسلحة التي تعرضت لها ما في شك ان هناك تهريب أسلحة، لان بلد كاليمن كان لديه مخزون من الأسلحة لما كان هناك تشطير، ما يسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وكانت هي ضمن دول حلف وارسو في المنطقة لديها أسلحة، وأيضا كان هناك تجار أسلحة يتاجروا في السلاح.
الحرة: من يمول هؤلاء التجار؟
الرئيس: كان يمولهم النظام في الجنوب في ذلك الوقت، لأنه كان يريد عملة صعبة فكان يشجع على التجارة بالسلاح، أيضا تدفقت أسلحة كثيرة أثناء الأزمة وأثناء فتنة الحرب في صيف 94م، كان في تمويل للانفصال فتدفقت الكثير من الأسلحة، وعندما سيطرت الشرعية على الوضع وأنهت عمليات المؤامرة والتخطيط للانفصال هذه الأسلحة وقعت في قبضة الكثير من القبائل اليمنية فأصبحوا يبيعونها في الأسواق وتهرب حقيقة جزء منها الى المملكة، ومع ذلك المملكة بتلقي القبض عليها ونحن بنلقي القبض عليها من جانبنا، وقمنا حتى بشراء عدد من الأسلحة التي كانت بحوزة المواطنين بحوالي ستة مليار ريال، وأوردنا تلك الأسلحة للخزائن واطلع عليها الأخوان في المملكة واطلع عليها الأمريكان، وهي موجودة في مخازننا التي كانت بحوزة القبائل.. لكن ليست كل الأسلحة التي في المملكة من اليمن، فهناك تهريب من الشام، في تهريب من العراق، وماتنساش ان العراق تفكك فكثير
من الأسلحة تهرب من العراق، واخبرنا الاخوة في المملكة إننا متعاونين معكم لمكافحة تهريب الاسلحة، لكن ايضا ماتنسوش ان لكم حدود مع العراق واسعة وايضا في انفلات أمني، لأن قوات التحالف الموجودة في العراق لم تحكم سيطرتها على الامن في العراق ولم تستطع أن تسيطر على الامن في بغداد والكوفة والبصرة والموصل.. أما نحن فبلد مثلنا عنده حدود واسعة مع المملكة، استطعنا ان نحدد نتائج ايجابية والقينا القبض على مهربي الاسلحة والاخوان في المملكة أيضا القوا القبض، لكن ليست هذه جريمة ليست من تشجيع سلطة.
ان السلطة اليمنية لا تشجع على تهريب الأسلحة.. نحن ضد تهريب الأسلحة ونلقي القبض عليهم ونحاسبهم ونعاقبهم لان امن المملكة يهمنا، سلامة المملكة سلامة لنا.. المملكة بالنسبة لنا عمق سياسي واقتصادي واجتماعي ونحن ايضا عمق للمملكة.. انتهت أيام التوتر وايام المكايدات السياسية، وهذه انتهت عندما وقعنا على معاهدة جدة التاريخية، وهذه خلقت ثقة ومودة واحترام بيننا وبين الاخوان في المملكة.. ولو حصل تهريب الاسلحة وأعمال العنف التي يقوم بها المتطرفون قبل حل مشكلة الحدود، كُنا سنتبادل الاتهامات بان هذه الاسلحة لها مآرب أخرى والتهريب للأسلحة كأنه تشجيع.. لا.. نحن ضد تهريب الاسلحة ونحن مع امن المملكة، وهذا ليس كلام سياسي، هذا كلام مسؤول ومسؤولين.. نحن إلى جانب الاخوان في المملكة، يهمنا امن المملكة مثل مايهمهم امن اليمن، وكلما ساعدنا بعض في الجوانب الامنية كلما أوجدنا استقرار، استقرار المملكة استقرار لنا واستقرار اليمن استقرار للمملكة، والتنمية في اليمن، وخلق فرص العمل، إنهاء البطالة، مكافحة الفقر ايضا هو أمن لدول المنطقة.
الحرة: أجريتم محادثات مع الرئيس بوش ومع عدد كبير من الامريكيين أثناء تواجدكم في الولايات المتحدة، ما هي النصائح أوالانتقادات التي وجهتموها للإدارة الامريكية، هل هي بالنسبة لمواضيع مختلفة في الشرق الاوسط؟
الرئيس: تحدثت مع الادارة الامريكية مع كل من الرئيس بوش، ونائبه، والسي أي ايه، والأف بي أي، والدفاع، تحدثنا حول رؤيتنا ماهو الذي يجب على الإدارة الأمريكية الحالية، لكني تحدثت في قمة الدول الثماني وقلت أن الرئيس ريجان صنع تاريخ للبشرية، عندما عملت الدبلوماسية الأمريكية في عهد الرئيس ريجان على إنهاء الحرب الباردة دون أن تطلق صواريخ عابرات للقارات أو تحرك السفن الحربية أوحاملات الطائرات، حققت الدبلوماسية الأمريكية بذلك نجاحا باهرا في إنهاء الحرب الباردة .
وقلت للرئيس بوش وإدارته أتمنى أن تقوم إدارتكم بدور هام في إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وأنتم من أسهم في وضع خارطة الطريق، وطالما أنتم في اللجنة الرباعية صغتم هذه الخارطة، نفذوها، قالوا نحن نحتاج إلى دعم الإرادة الدولية، قلنا لا، أنتم كيف تأخذوا الإرادة الدولية في إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وأنتم أصحاب فكرة خارطة الطريق.. نفذتم قرارات الشرعية الدولية في كوسوفو، وألقيتم القبض على الرئيس اليوغسلافي.. نفذتم قراراتكم في أفغانستان، وأنهيتم نظام طالبان.. نفذتم قراراتكم، سواء كانت قرارات دولية أو قراراتكم الخاصة، بإنهاء نظام صدام حسين في العراق واحتليتم العراق .
نحن لا نريد أن تنهوا النظام الإسرائيلي، نحن نطلب تنفيذ خارطة الطريق وقيام الدولة الفلسطينية، لأن قيام الدولة الفلسطينية يثبت الأمن والاستقرار لإسرائيل والمنطقة… ويخفف عليكم العبء كأمريكان من متطلبات إسرائيل التي تدفعوا لها من 3 – 4 مليار .
الإسرائيليون لا يريدون السلام.. لماذا؟؟ لأن لديهم دعم غير محدود من الولايات المتحدة الأمريكية، وكان يوجد تعاطف لإسرائيل من الإتحاد الأوروبي بذريعة أمن إسرائيل.. لكن بعد أن جاءت خارطة الطريق، تجاوب الفلسطينيون مع كل قرارات الشرعية الدولية وخارطة الطريق، وهو ما مثل إحراجا لإسرائيل، لأن إسرائيل كانت قائمة على تلك المساعدات تحت مبرر أنها مستهدفة في الشرق الأوسط وأن العرب لا يريدون وجود إسرائيل.. وأيضاً محرجين بعد قمة بيروت التي أقر فيها العرب مبادرة السلام وتقدمت بها المملكة العربية السعودية ولم يجف حبرها إلا وإسرائيل تحاصر ياسر عرفات .
صراحة، الولايات المتحدة عليها مسئولية في هذا الجانب.. وأخبرني وزير الخارجية الأمريكية أن الرئيس بوش أخبره وقال له عليك أن تتابع تنفيذ خارطة الطريق ولا تشغل بالك بالانتخابات الرئاسية.. وأنا أعتبر أن هذا شيء إيجابي، فالأمريكيون يعتبرون أن شارون تحرك في اتجاه إنهاء المستوطنات في غزة.. لكننا قلنا لهم خارطة الطريق منظومة متكاملة ولا يمكن أن تجزأ، فالمطلوب انسحاب كامل من الأراضي التي تضمنتها خارطة الطريق، وهذا هو الذي سيأتي بالأمن والاستقرار .فهم الأمريكيون أن ياسر عرفات لم يعط الثقة لرئيس الوزراء /قريع/ قلنا لهم كيف تريدون أن يتجاوب معكم ياسر عرفات في الوقت الذي أنتم تطلقون كل يوم تصريحات ضد ياسر عرفات، ابتداءً من الرئيس الأمريكي ونائب
الرئيس والخارجية الأمريكية، كلكم.. أعطوا ياسر عرفات فرصة وهو مستعد يعطي صلاحيات لرئيس الوزراء قريع.. أعطوه نوعا من الانفراج، كله ضغط في ضغط على ياسر عرفات.. ووجدنا تفهما من الخارجية
الحرة: سيادة الرئيس، اليمن كان عضوا مؤسسا في مجلس التعاون العربي الذي شارك فيه الرئيس العراقي السابق صدام حسين ، التقيتم الرئيس العراقي الجديد، ما كان شعوركم عندما التقيتم الرئيس الياور؟
الرئيس: ألتقيت الرئيس العراقي الجديد، سلم علي، وقلنا له التركة كبيرة، ونتمنى ان تتجاوزوا الماضي ويصبح من التاريخ، وتبدأوا ببناء عراق جديد.. أما أذا ظليتم مشدودين إلى الماضي ستكون التركة ثقيلة وستواجهون صعاب، لكن أذا هناك نية لبناء عراق جديد يجب أن تتركوا الماضي للتاريخ، وهذا ماتحدثنا به، وقلت له نتمنى أن نرى عراق مستقر ومستقل، كامل السيادة وأن ينتهي الأحتلال .