رئيس الجمهورية في مقابلة مع محطة تلفزيون m b c 25
ـ سيادة الرئيس علي عبد الله صالح في مستهل هذا اللقاء نرحب بكم على شاشة أل/ آم. بي. سي وعلى إتاحة هذه الفرصة للتحدث إليكم.. ونبدأ حديثنا في فتح الملف الداخلي في اليمن.. مرحلة مابعد الحرب شهدت الكثير من التطورات للخروج بالبلاد من وضع مؤقت مرت به. هناك على الساحة السياسية الآن الائتلاف الثنائي بين حزبكم وتجمح الإصلاح.؟
هل ترون هذا الائتلاف نوعا من التحالف التكتيكي أم الاستراتيجي أم هو بديل عن المرحلة التي كانت موجودة فيما قبل الحرب.؟
ـ الرئيس/ أنا سعيد أن أتحدث مع تلفزيون أل/آم. بي. سي تلفزيون الشرق الأوسط بعد سنة واكثر من شهر على مرور الحرب التي شنت في اليمن من قبل بعض العناصر الانفصالية التي حاولت أن تعود بالوطن اليمني وطن الثاني والعشرين من مايو الذي أعلنت فيه الجمهورية اليمنية عام 90 م الى ما قبل 90م للأسف هذه العناصر هي التي هربت من المصير المحتوم لها عندما كانت تنهج الماركسية.. هربت هروبا الى الوحدة وليس رغبة في الوحدة ولكن كما يقولون هروبا الى الأمام حتى تتاح لهم الفرصة أو تنتهي عاصفة انهيار المنظومة الاشتراكية والشيوعية في العالم ثم العودة بالوطن الى التشطير.
فدخلت الوحدة وهي تخطط للعودة الى الخلف وهي عناصر محدودة في حقيقة الأمر، لكن كان الشعب هو الراعي وهو المحافظ وهو الذي دافع عن الوحدة، فاستخدموا شتى الوسائل إثناء الأزمة من دعايات وتحريض وتخريب وإعلام كاذب وصحافة غير مسؤولة حتى أوجدوا القلق في الشارع اليمني واضروا بعلاقات الوطن اليمني مع جيرانه.
والحمد لله انتصرت المبادئ وانتصر الشعب اليمني في السابع من يوليو بعد حرب دامت اكتر من 67 يوما، ، خسر فيها اليمن اكثر من 11 مليار دولار في البنية الاقتصادية والعسكرية وقدم قوافل من الشهداء والجرحى.. لكن حقيقة آلام هذا الإنجاز القومي والعربي يستحق مثل هذه التضحيات وكنا لا نريد أن نقدمها.. لكن كانت ضرورة. هذا على الصعيد الوطني.. على صعيد آخر في هذا الجانب.. نحن تجاوزنا الحرب وسعت الدولة والحكومة على تعمير ما خلفته الحرب والحمد لله أنجزت الكثير في الوقت الذي كان فيه تصورات البعض الاقتصاديين وبعض الفنيين أن هذه الإنجازات لاصلاح ما خلفته الحرب لن تتحقق إلا بعد سنوات.
ـ أختصرتم مراحل لعملية النهوض الاقتصادي.؟
ـ الرئيس: نعم اختصرنا.. اولأ أعدنا كل ما دمرته الحرب من المباني والمؤسسات
والمصافي والكهرباء والمياه.. كان الناس يفكرون أن الكهرباء لن تعود لعدن والمياه إلا بعد سنوات لكن حقيقة الأمر فقد أنجزت هذه المهام في وقت قياسي والحمد لله تم إنجاز هذه الأشياء وتحققت خلال هذا العام إنجازات كبيرة في الوطن لم تنجز على مدار 4 سنوات من قيام الجمهورية اليمنية..
ـ سيادة الرئيس “ا ا مليار” دولار خسارة كبيرة بالنسبة لميزانية لبلد مثل اليمن ما هي أولوياتكم الاقتصادية في المرحلة الحالية للخروج من هذا الوزر الذي خلفته الحرب..؟
ـ الرئيس: لعلك تابعت أن الحكومة هنا عندها برنامج للإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري وبدأت بتنفيذ المرحلة الأولى من هذا البرنامج وتحققت نتائج إيجابية في هذا المجال.. على الصعيد الاقتصادي وربما لأول مرة يحدد الجانب الايرادي مبلغ اكثر من مليار ونصف على المصروفات.. فبدأت إجراءات اقتصادية جيدة تجاه الخصخصة.. تجاه خصخصة بعض الشركات والمصانع والأشياء التابعة للدولة التي كانت فاشلة واصبح القطاع الخاص يتولى هذا الأمر مع شركات استثمارية عربية وأجنبية.. فنضالنا الكبير حالياً حول الجانب الاقتصادي وبدأت مؤشرات كثيرة إيجابية في هذا الجانب يمكن من حوالي شهرين، ثلاثة.. كان وصل سعر الدولار الأمريكي الى 160 ريالأ بعد اتخاذ المزيد من الإجراءات الاقتصادية الآن الدولار ما بين 93 الى 95 ريالأ في الوقت الذي بدأت المواد تنزل الى اكثر من 50% فالإجراءات نستطيع أن نقول إنها إجراءات مفيدة
ـ سمعنا سيادة الرئيس أنكم بصدد تطبيق المرحلة الثانية الآن من الإصلاحات هل لكم أن تؤكدوا ذلك.؟
ـ الرئيس/ نعم نحن الآن بصدد تقييم المرحلة الأولى بحيث تقدم الحكومة على تطبيق تنفيذ لمرحلة الثانية من الإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري. هذا البرنامج يحظى بدعم دولي وبدعم البنك الدولي وصندوق النقد والمؤشرات كثيرة إيجابية وقد بدأت تلوح في الأفق، وقد وقع وزير التأمينات والعمل منذ أسبوع مع البنك الدولي قرضآ بمبلغ 65 مليون دولار لإنشاء بعض المراكز الفنية والمهنية في عدد من المحافظات مع تفعيل دور المراكز القائمة وهناك البنك الدولي وعد بدعم برنامج الإصلاح.. كثير من الدول الصديقة وعدت بدعم البرنامج منها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا وهولندا وكثير من الدول الصديقة متبنية دعم هذا البرنامج.. وتشجيع الحكومة على تنفيذ وتطبيق برنامج الإصلاح المالي والإداري والمرحلة الثانية من البرنامج.. والحكومة الآن تعد لخطة خمسية جديدة في ضوء كل المستجدات والمتغيرات ومستفيدين من كل سلبيات البرنامج الثلاثي والخطة الخمسية الأولى والثانية والخطط التي كانت موجودة في اليمن في الشمال والجنوب فهي تعد خطة خمسية جديدة أن شاء الله يحضر لها الآن وسيتم عقد مؤتمر لهذه الخطة.
ـ سيادة الرئيس: تحدثتم عن التحديات الاقتصادية.. كيف تواجهونها إذا عدت إلى سؤالي الأول الحرب الأخيرة في اليمن أفرزت متغيرات في المعترك السياسي.. كيف تتعاملون مع هذه المتغيرات– وما هي رؤيتكم لمستقبل الوضع السياسي في اليمن في ضوء إفرازات هذه الحرب.؟
ـ الرئيس/الحقيقة أن كل حرب لابد أن تفرز نتائج غير إيجابية ولكن نحن بعد نهاية الحرب في السابع من يوليو تم تشكيل حكومة ائتلافية من المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح في الوقت الذي استبعد فيه الاشتراكي لان معظم قيادته أو الرموز الانفصالية في قيادته فرت الى خارج الوطن.. وبعضها لا يزال داخل الوطن في الوقت الذي صدر قرار عفو عام قبل نهاية الحرب لتجنب المزيد من الدماء وعلى أساس إيقاف الحرب والمحافظة على الائتلاف.. لكن الاشتراكيون أو بعض رموز القيادات الاشتراكية الفارة خارج الوطن.. وبعد نهاية الحرب اضطرينا الى تشكيل حكومة ائتلاف ثنائي بين المؤتمر والإصلاح والحكومة ماشية وهو تحالف استراتيجي وليس تكتيكيا كون الإصلاح كان حليفآ استراتيجيآ في المعركة وضد الانفصال.
ـ هل هناك أي احتمال لانسحاب التجمع اليمني للإصلاح من هذا الائتلاف وهو ما يقال أحيانا في الشارع؟
ـ الرئيس/ ليس عندي أية معلومات حول انسحاب التجمع اليمني وكما قلت هو تحالف استراتيجي بيننا وبين الإصلاح وفي حالة انسحاب الإصلاح إذا أراد ورغب في ذلك سنضطر الى تشكيل حكومة انتخابات والشروع في انتخابات نيابية.
ـ سيادة الرئيس تحدثتم عن رموز الحزب الاشتراكي التي فرت الى خارج اليمن- الحزب الاشتراكي كحزب هل ترون أي صيغة لعودته الى المعترك السياسي اليمني أم أنه اصبح جزءاً من الماضي..؟
ـ الرئيس/ الحزب الاشتراكي هو حزب يمني وهو الآن موجود ومعظم كوادره وقياداته موجودة لكن لن يكون في تلك الفعالية التي كان بها في الماضي.. وكانت فعالية الحزب الاشتراكي والضجة حوله انه كان دولة.. كان لديه من الترسانة العسكرية وهياكل الدولة ومن بنيان الدولة.. لكن الآن نحن نتمنى أن يكون حزب مدنياً حضارياً أن يدخل المعترك السياسي في ضوء كل المتغيرات والمستجدات الحالية.. أن يكون حزباً وطنياً وأن يمارس كل أعماله في ظل التعددية السياسية والديمقراطية.. موجود في الساحة ماعدا بعض رموزه الخيانية في خارج الوطن ولكن من تبقى منهم أو من عاد الى ارض الوطن فمن حقه أن يمارس كل حقوقه السياسية التي يكفلها الدستور والقانون وموجودون معنا ويتحصلون على الدعم السنوي من الحكومة ومقراتهم معظمها أعيدت وبعض المقرات هي ملك للدولة لا زالت فيها إشكالية بينهم وبين الحكومة ولكن هذه تحل.. ممتلكاتهم وحساباتهم أعيدت عدا بعض الحسابات التي كانت لصالح الانفصال التي تمولوا بها من خارج الوطن هذه صارت ملكاً للشعب.
ـ هذا يقودنا الى سؤال يطرح كما تعلمون في الشارع اليمني قائمة أل 16 مدى جدية محاكمة هذه القائمة يقال الآن في سبتمبر ستبدأ المحاكمة.. هناك من يقول أن هذا مجرد ضغط سياسي لإغلاق ملف المصالحة الوطنية.. ماذا ترون انتم بالنسبة لذلك-؟
ـ الرئيس/ بالنسبة لل 6 ا ربما تكون هناك أسماء خارج قائمة الى 16 وتضاف على الى 16 لأنها عناصر لم يعلن الادعاء العام المطالبة بهم.. لكن هم عارفون أنفسهم جيداً بأنهم لن يعودوا الى داخل الوطن لأنهم ارتكبوا جريمة الخيانة العظمى وما لم يستفيدوا من قرار العفو العام الصادر قبل بدء المحاكمة التي ستبدأ خلال العشرة الأيام القادمة، سيتم محاكمة هذه العناصر غيابياً وان حضروا فمن حقهم أن يحضروا الدفاع والمحامين والدستور والقانون يحميهم ولن ينالهم أي شيء في ثبات براءتهم يمارسون حياتهم السياسية.
ـ هل ستكون الخيارات مفتوحة لهؤلاء وللشخصيات غير الموجودة في القائمة؟
ـ الرئيس/ نعم بالنسبة للقائمة فالقرار نهائي وستبدأ المحاكمة على التو ومن تثبت براءته سينال كل حقوقه السياسية والدستورية.. والعناصر التي لم تشملها القائمة إذا لم يستفيدوا من العودة على التو إلى ارض الوطن قبل بدء المحاكمة سيضمون الى قائمة المحاكمة وسيطالبون عبر المدعي العام.
ـ الفارق/ الرئيسي بين هؤلاء الموجودين في القائمة والذين تقولون انهم خارج القائمة؟
ـ الرئيس/ في فرق بين عناصر حاولنا أن نجعل من الحكومة تتجاهلهم كمجرمين ولكن الحكومة جعلت من نفسها لا تقول بأنهم مجرمون عسى أن يستفيدوا من أجل تضييق الهوة وتخفيف المشكلة.. لكن إذا لم يستفيدوا من قرار العفو العام سيضمون الى القائمة وستتم محاكمتهم غيابياً.
ـ هل تتوقعون أن تعود بعض هذه العناصر من خارج القائمة.؟
ـ الرئيس نعم.. البعض سيعود.
ـ سيادة الرئيس.. يقال احياناً أنكم تتعاملون مع المعارضة اليمنية على أساس أنها هي المعارضة الموجودة داخل البلاد فقط ومع ذلك تجرون اتصالات مع شخصيات معارضة خارج اليمن-. هل هذا نوع من تغير في التوجه.. أو هو محاولة لاستيعاب المعارضة والتعامل مع المستجدات.
ـ الرئيس/ نحن نرحب بالمعارضة في ارض الوطن يكفلها ويكفلنا جميعاً الدستور والقانون.. والمعارضة خارج الوطن هي غير منطقية وغير ذات جدوى ونعتبرها في إطار الخيانة وهي عناصر لم يكن لها أي فعالية لكن العناصر المعارضة الموجودة داخل الوطن لها تأثير والعناصر التي تقول أنها معارضة خارج الوطن هي العناصر التي ارتكبت الخيانة العظمى وهي تعرف أنها أجرمت في حق الوطن فما هي إلا يافطة خارج الوطن للابتزاز وكسب المال من الخارج ولا نعترف بها كمعارضة.. نعترف بالمعارضة داخل الوطن تمارس كل حقوقها السياسية.. وهناك عناصر اشتركت في جريمة الحرب مع عناصر الحزب الاشتراكي من غير أن تكون في الحزب الاشتراكي وهي موجودة في المعارضة وتتحرك بكل حرية.. وليس عليها أي اعتراض.. ونعتبرها هذه هي المعارضة الوطنية من داخل الوطن.. وكل ما تريد أن تقوله مكفول لها من حرية القول والصحافة.. وخارج الوطن لا نعترف بأي معارضة ونعتبر عناصرها في حكم المجرمين لأنها ارتكبت خيانة في
حق الوطن واسالت الدماء وقتلت عشرات البشر وهو يعتبر نفسه انه مجرم في حق الوطن والمعارضة خارج الوطن هي يافطة.
ـ هناك تخوف حقيقي لدى بعض اليمنيين من انتقال الخلاف الذي كان بشكل رئسي بين القيادة أو نقل بين الشمال والجنوب في مرحلة ما قبل الحرب هي نوع من الشرخ أو الخوف بين المواطن الشمالي والجنوبي.. هل هذا التخوف له ما يبرره وماذا تقولون للمواطن اليمني خارج اليمن وفي الداخل قد يساوره بعض من هذا القلق؟
ـ الرئيس/ اولأ المواطن اليمني هو مواطن واحد.. اليمن واحد والمواطن مواطن واحد.. حتى قبل الوحدة وأيام وجود الاستعمار وأيام وجود دولتين في الشمال والجنوب. كان الشعب اليمني واحداً لم تستطع السلطة التي في شمال الوطن أو جنوب الوطن أن تحد من التقاء المواطن أو من مصالحه أو وظيفته. في المحافظات الشمالية من الجنوب وكان معظم القيادات الإدارية والسياسية من المحافظات الشمالية في الجنوب الشعب اليمني واحد عبر
التاريخ ولكن يبدو أن بعض أشقائنا في الوطن العربي يتهيأ لهم أننا قطران نحن شعب واحد لا شعبين شعب واحد واكبر دليل على ذلك أن الحركة الوطنية حركة واحدة منذ تأسيسها وتاريخها وهي التي ناضلت منذ الاستعمار البريطاني.. وهي حركة يمنية واحدة من شمال الوطن وجنوبه الذين فجروا ثورة 26 سبتمبر في الشمال هم أبناء اليمن من الشمال والجنوب والذين فجروا ثورة 14 أكتوبر واستلموا الاستقلال في 30 نوفمبر هم من أبناء الشمال والجنوب.. التفكير الخاطئ من يعتقد أن الوحدة اليمنية مثلما كانت الوحدة المصرية والسورية.. هناك فارق جغرافي وفارق كبير نحن شعب واحد ودم واحد ولغة ولهجة واحدة وتشابك مصالح واحدة. التشطير كان قائماً لدى السياسيين أيام الإمامة وأيام الاستعمار وايضاً بعد الوحدة في رموز معينة في قيادات الوطن اليمني كانت تركض وراء الجاه والمنصب والطموح ما حاولوا أن تسعهم غرفة واحدة.. كل واحد عمل له غرفة الآن نحن نعيش في إطار غرفة واحدة، اليمن كله جغرافياً وسياسياً واقتصادياً.
ـ والمواطن في الجنوب هل يعامل بنفس معاملة المواطن في الشمال؟
ـ الرئيس/ بالعكس المواطن في الجنوب يحظى بامتيازات خاصة ورعاية كاملة كون الحكومة تتجه نحو تحسيس المواطن في الجنوب بفوائد الوحدة لانه كان يعاني من النظام الشمولي والقهري والقمعي في ظل النظام الماركسي، والحكومة تولي اهتماماً بالمشاريع، بالخدمات.. مستحقات الناس افضل الآن.. الوضع تحسن افضل نوعاً ما في المحافظات الشمالية نتيجة الانفتاح مع كل بلدان العالم وهذا ما حاول الانفصاليون أن لا يحاكمهم الشعب في الجنوب، حاولوا أن يعودوا الوحدة الى ما قبل 22 مايو حتى لا يلمس المواطن فائدة خير الوحدة اليمنية وحاولوا أن يسعوا الى العودة بالوطن الى ما قبل الى 22 مايو حتى لا يلمس الوطن فائدة الجمهورية اليمنية.
ـ لو انتقلنا عربياً ماذا فعلتم لتحسين العلاقات اليمنية مح دول الجوار خاصة مع الملكة العربية السعودية وكيف تصفون الآن مصير ملف موضوع الحدود مع المملكة.؟
ـ الرئيس/ العلاقات اليمنية السعودية تاريخية وعلاقات جوار وإخاء وهناك قواسم مشتركة كثيرة بين اليمن والمملكة العربية السعودية ولكن للآسف الشديد الذي سبب الفتور في العلاقات بين البلدين من ضمنها العناصر الانفصالية في قيادة الحزب الاشتراكي ومن تحالف معها من بقية القوى السياسية في الساحة اليمنية..
هؤلاء هم الذين أساءوا الى العلاقات اليمنية مع جيراننا وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وبقية الجيران في الخليج. عندما حصل اجتياح العراق للكويت هؤلاء هم الذين نزلوا المنشورات ورفعوا اليافطات وقادوا المظاهرات ورفعوا الشعارات التي لا يليق بأخلاق الشعب اليمني ضد جيرانه وكانوا هم من يقودون المظاهرات وفي الوقت نفسه يجرون الاتصالات والمخابرات مع بعض الجيران ليقولوا هم أن النظام هو المسؤول والرئيس علي عبد الله صالح هو المسؤول مما أدى الى ضعف العلاقات بين اليمن وجيرانه رغم إنها علاقات تاريخية حميمة وعلاقات إخاء بيننا وبين المملكة خاصة وتربطنا علاقات خاصة وأنا شخصياً بالملك فهد ويعرفون هذه العلاقات ومتانتها ومميزاتها.
وحاولوا الإساءة لعلاقات اليمن ليس مع الرئيس ولكن الإساءة للشعب اليمني وعلاقاته مع جيرانه وما حصل من إشكاليات نتيجة المخابرات التي جرت بين بعض العناصر مع بعض دول الجوار من خلال نقل المعلومات.. إن اليمن عملت وعملت، في الوقت الذي كانوا هم شركاء أساسيون في النظام وممن قادوا وشكلوا لجان التضامن وقادوا المسيرات في الشارع اليمني، هذا للأسف ما احدث الفتور في العلاقات، أسبابها هم تلك العناصر الانفصالية وهذه العناصر ليست جديدة عليها هذه اللعبة.. هي لعبتها مع المخابرات البريطانية اولاً ومع المخابرات الروسية ودائمأً هذه العناصر التي قادت للانفصال والحرب وهي دائماً تكون مرتمية في أحضان قوى دولة لايمكن أن تكون واثقة من نفسها وان يكون ولاؤها لهذا الوطن، دائماً تبحث عن ملجأ أو دفء خارجي.
على كل حال الملف اليمني السعودي تحرك خاصة بعد لقائي مع جلالة الملك فهد وكل الأشقاء في المملكة وشكلت لجان لبحث قضية الحدود وتعيين وترسيم ما تبقى من الحدود الذي لم يتم تعيينه وترسيمه واللجان تواصل مهامها ومنها لجنة ترسيم ما تبقى من الحدود ولجنة تجديد علامات الطائف.. اللجنة العسكرية.. لجنة التعاون الاقتصادي والثقافي.. وهذه اللجان تواصل أعمالها بشكل منتظم والنتائج إيجابية..
ـ سيادة الرئيس.. لوحظ أنكم قمتم بتحركات عربباً ودولياً كيف يقيم الرئيس نتائج جولته الأخيرة في العواصم العربية.؟
ـ الرئيس/الحقيقة هي زيارة كانت تلبية لدعوات من الأشقاء وكان بالضرورة أن أتحرك لبعض الأقطار العربية خاصة بعد الحرب وكانت اللقاءات ممتازة على الصعيد الثنائي والقومي.. تحدثنا عن التضامن العربي ووجدنا كامل التكامل والتفهم سواء في قطر أو سوريا أو الأردن أو مصر وكانت النتائج كثير إيجابية ووجهات النظر متطابقة
ومتقاربة، الزيارة كانت في الإطار التنائي ثم الإطار العربي.
ـ سيادة الرئيس. موضوع الساعة عربياً حالياً التطورات الدراماتيكية التي يشهدها العراق..
لا شك أنكم تتابعون هذه التطورات خاصة بعد فرا ر صهري الرئيس صدام حسين ولجؤهما للأردن كيف تنظرون الى هذه المتغيرات من منظوركم الخاص.؟
ـ الرئيس/ نحن نتمنى أن تعود العافية الى جسد الأمة العربية وأن يتشافى الوطن العربي من كل هذه الأمراض.. الأمراض سواء المستوطنة أو الأمراض المعدية والمنقولة.. ونتمنى أن تعود العافية الى جسم الأمة العربية.
ما يجري في العراق شأن داخلي.. ومن سياسة اليمن المعلنة والثابتة والواضحة أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للغير وما يجري في أي قطر يعتبر شأناً داخلياً.. ونحن نتمنى من الله سبحانه وتعالى أن تعود العافية الى جسم الوطن العربي الكبير الذي هو بيت العرب جميعاً.
ـ خطاب الملك حسين أمس هو مفاجأة للكثيرين هل جاءكم ما جاء في ذلك الخطاب؟
ـ الرئيس/ أنا للأسف الشديد كان عندي ارتباطات واجتماعات أتمس الليل وسمعت
من بعض الأخوان عنه بعد الاجتماع ولم أطلع على فحواه كاملاً والملك حسين رجل قومي والملك حسين عنده من الخبرة المتراكمة مالم تكن عند غيره ولا افهم ماهو فحوى الخطاب لكن سأتابع هذا الأمر
ـ سيادة الرئيس / إذا انتقلنا من الوطن العربي الى علاقاتكم مع العالم. وقد قمتم بزيارة اخيراً الى فرنسا ورغم العلاقات/ التاريخية التي تربط اليمن ببريطانيا يلاحظ أنكم تركزون على تعزيز الأواصر مع فرنسا.. هل هذا توجه جديد أم هو عبارة عن تعزيز وترسيخ لمفهومكم لعلاقتكم مع أوروبا.؟
ـ الرئيس/ حقيقة علاقاتنا مع المملكة المتحدة قديمة وتاريخية ونحن لم نكن في يوم من الأيام قد اتخذنا موقفاً من بريطانيا. بل العكس نحن نسعى بكل ما نستطيع الى تمتين هذه العلاقات بيننا وبين المملكة المتحدة والتواصل موجود بيننا وبينهم.. رئيس مجلس النواب كان موجوداً في بريطانيا والتقى بعدد من المسؤولين المستشار محمد سالم با سندوة كان موجوداً في بريطانيا والتقى مع بعض المسؤولين.. ليس هناك أي سوء فهم في العلاقات بين اليمن والمملكة المتحدة ولم تكن علاقاتنا مع أي بلد أوروبي على حساب علاقاتنا مع بلد أوروبي آخر.
ـ تسعون سيادة الرئيس/ إلى الانضمام الى مجلس التعاون الخليجي هل هذا صحيح “؟. وإذا كان الامركذلك فان هناك من اليمنيين من يرى أن مجلس التعاون هو مجلس الأغنياء كيف سيد خل اليمن فيه؟
ـ الرئيس/ حقيقة هذا الأمر لم نبحثه ولكن لن نرفضه أن طلب منا الدخول الى مجلس التعاون الخليجي ولكن لم يسبق لنا أن طلبنا ذلك.. فإذا كان الأمر في إطار التجمعات الإقليمية ففي حقيقة الأمر فان وضع اليمن الحقيقي والطبيعي هو في الجزيرة والخليج وإذا هناك تكتلات فان الوضع الطبيعي لليمن أن تكون في مثل هذا التكتل ولكن نحن لم
نسع وراءه بحيث نحرج أشقاءنا في الخليج ولن نرفضه أن طلب منا ذلك.
ـ قمتم اخيراً سيادة الرئيس بحملة خيرية لنصرة الشعب المسلم في البوسنة.. كيف كان تجاوب المواطن اليمني مع هذه الحملة وكيف ترون دوركم في تخفيف معاناة الشعب البوسني المسلم؟
ـ الرئيس/ الشعب اليمني كما تشاهد شعب عاطفي وأنساني وقبل أن يكون متأصلا اسلامياً هو إنساني عندما يشاهد في البوسنة والهرسك أثار ذلك شيوخاً ونساء وأطفال ورجال وكان تجاوب الشعب اليمني رغم الأزمة الاقتصادية وغلاء المعيشة وخروجه من الحرب مع كل ذلك كان كريماً وسخياً في عطائه لاشقائه المسلمين في البوسنة لجوانب واعتبارات عديدة منها الرابط الديني ومنها الجانب الإنساني.
تبرع بالكثير من الأموال من قوته رغم انه يعيش ظروفاً اقتصادية صعبة لكنه كان كريماً وتصل التبرعات حتى الآن الى اكتر من. “8 مليون ريال وقد تصل الى المليار.. منهم أطفال تبرعوا بتلقائية والنساء بالذهب، تبرعات سخية وإيجابية لأشقائهم في البوسنة.