رئيس الجمهورية في مقابلة مع إذاعة الشرق الفرنسية
إذاعة الشرق: فخامة الرئيس تقومون بزيارة الى عدن للمرة الأولى منذ الحرب.. ما من شك بأن إفرازات الحرب السياسية والاقتصادية والاجتماعية كثيرة وأن عدن عانت وتعاني اكثر من غيرها كيف تنظرون الى واقع الحال وما تعدون لعدن؟
الرئيس: أولا هذه ليست أول زيارة لعدن بل هي ثاني زيارة بعد الحرب وبدأت الجولة من المنطقة الشرقية للجمهورية اليمنية ابتداء بحضرموت والمهرة وشبوة وابين حتى وصلت الى العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن للاجتماع بالقيادات والجهاز التنفيذي بالمحافظة للاطلاع عن قرب على آثار ومخلفات الحرب التي أشعلها الانفصاليون الخونة ونحن الآن بصدد الإحصاء لما خلفته آثار الحرب من المساكن والمنشآت والمعدات والآليات والبنية الأساسية للتنمية وهناك لجنة لاعادة أعمار ما دمرته الحرب وهي لجنة التبرعات الشعبية برئاسة الشيخ عبد المجيد الزنداني وعدد من الأعضاء وقد تم إحصاء ما خلقته الحرب في المنطقة الشرقية وعدن والآن نحن بصدد إعادة أعمار ما خلفته الحرب خاصة الأضرار التي لحقت بالمواطنين أما مؤسسات الدولة ففد كلفت الحكومة وكل المؤسسات والمصالح الحكومية بإعادة بناء ما دمرته الحرب كل على اعتماد الوزارة أو المصلحة التي تتبعها.. أما ما خلفته آثار الحرب بالنسبة لمساكن المواطنين فستقوم لجنة التبرعات الشعبية بجمع التبرعات وتقوم بإعادة بناء ما خلفته الحرب وهي الآن تعمل بشكل متواصل ابتداء من المنطقة الشرقية وحتى عدن.. صحيح مخلفات الحرب لها آثارها السلبية، لكن هذا فرض علينا.. والآن نبذل جهودنا لاعادة بناء ما خلفته الحرب..
إذاعة الشرق: فخامة/ا لرئيس تركزون على الهم الاقتصادي هذا ما لاحظته ومن الواضح أن اليمن يمر بأزمة اقتصادية شديدة..ا لحرب كلفت مليارا ت الدولارات وهناك غلاء معيشة موجود وبطالة وتضخم وأسعار مرتفعة وبنيات اقتصادية تحتاج الى إعادة بناء كيف تنظرون الى الوضع الراهن في الاقتصاد اليمني.، ؟
الرئيس: الحقيقة الوضع الاقتصادي اليمني هو الهم الأكبر أمام الحكومة الجديدة ونحن بصدد بذل كل الجهود لبحث اوجه المعالجات للوضع الاقتصادي وبشكل سليم بالتعاون مع المنظمات الدولية ومع الدول الشقيقة والصديقة لمعالجة الوضع الاقتصادي وهو الهم الأكبر لنا وهي المعركة الثانية بل الأولى الآن في همنا السياسي.. ونحن بصدد معالجة الوضع الاقتصادي لأن مخلفات الحرب ألحقت ضررا كبيرا بالاقتصاد الوطني.. وكنا نتمنى أن الأشقاء الذين اسهموا في دعم الانفصال وتمزيق وحدة الوطن أن يبدءوا يبحثون كيف يضمدون الجراح ويدعمون أشقاءهم لاعادة بناء ما دمرته الحرب كونهم أحد الأسباب الأساسية لما حدث..
إذاعة الشرق: فخامة الرئيس خيار اليمن هو الحرية الاقتصادية حتى لا نتحدث عن اقتصاد السوق هل يعني ذلك أن لدولة سترفع ا لدعم عن السلع الأساسية..؟
الرئيس: هو توجه أو سياسة نحو الاقتصاد الحر. لكن لما أحيك من مؤامرة ضد الوطن اليمنى لا نستطيع أن نرفع الدعم في الوقت الحاضر.. وسيستمر دعم بعض السلع الأساسية مثل الأرز والقمح والدقيق وهذه من الأشياء الأساسية حتى يتم وضع الحلول المناسبة وبشكل منظومة متكاملة لما يعانيه الاقتصاد الوطني..
إذاعة الشرق: فخامة الرئيس تدعون المستثمرين العرب والأجانب واليمنيين الموجودين في الخارج بالطبع الى الاستثمار في اليمن ولكن أمام الاستثمار الأجنبي ثمة عوائق كثيرة منها قوانين الاستثمار والضرائب والجمارك والقوانين الإجرائية التي تعرقل الاستثمار..
الرئيس: الحقيقة القوانين واضحة والتسهيلات قائمة للاستثمار سواء المستثمرين الوطنيين أو العرب أو الأجانب ولكن الروتين وهو من مخلفات الأنظمة الشمولية أو النظام الشمولي يعرقل سير هذا العمل، لكن توجه الحكومة أو السياسة الجديدة للجمهورية اليمنية هي إزالة كافة المعوقات أمام المستثمرين وتقديم كافة التسهيلات لهم للاستثمار.
إذاعة الشرق: ننتقل الى الشارع السياسي إذا سمحتم سيادة الرئيس. لتحدث البعض عن خطر أصولي سيواجه اليمن مح تزايد قوة التيارات الإسلامية في مواقع صنع القرار وهناك من يقول أن هذا الخطر يواجه الدول المجاورة بالنظر الى التعاون بين التيارات الأصولية؟
الرئيس: الحقيقة لا خطر من اليمن واليمن تمتاز بخصوصية دون غيرها في هذا الأمر فشعبنا شعب مسلم وعريق وحمل راية الإسلام الى مشارق الأرض ومغاربها فليس هناك أي خطر على أية دولة جارة شقيقة أو صديقة. والتطرف يأتي عندما تمنع الحريات وعندما يحجب عن الناس أن يعبروا عن آرائهم فيحصل التطرف، لكن بالنسبة لنا ليس هناك ما يوجب التطرف، فالحريات العامة موجودة ومن حق الناس أن يعبروا عن أقصى اليسار أو أقصى اليمين والكل مشاركون في السلطة فلا يوجد أي تطرف التطرف سواء كان في أقصى اليسار أو أقصى اليمين هو نتيجة الكبت وممارسة القهر وعندما يأتي تنظيم سياسي أو حزب سياسي يقبض على زمام الأمور ويكتم أفواه الآخرين يمنع الحريات العامة عنهم ويسمح لنفسه بالحريات التي يريدها من هنا يأتي التطرف..
إذاعة الشرق: فخامة الرئيس ثمة دعوا ت عربية ودولية ومنها دعوة على ما اعتقد من الولايات المتحدة لإجراء مصالحة وطنية مح التيارات المعارضة الموجودة قي الخارج ما هي احتمالات ذلك..؟
الرئيس: أولا لا توجد أي معارضة في الخارج، هؤلاء عبارة عن فارين من العدالة ولا توجد أي معارضة تذكر.. هؤلاء عبارة عن عناصر تمرد وتخريب وفتنة.. واصبحوا مثل من سبقوهم ممن أساءوا الى اليمن مثل أسرة آل حميد الدين وغيرهم.. فهم في نفس الحكم عليهم ونحن نرحب بأي معارضة في الداخل ومن له أي قضية فعلية أن يأتي للداخل والمعارضة مسموح لها في الداخل في إطار البرلمان في إطار التعددية السياسية، في إطار حرية الصحافة أما في الخارج فهؤلاء هم خونة وعملاء وحكمهم حكم بيت حميد الدين الذين لفظهم الشعب واقتلع جذورهم من الوطن..
إذاعة الشرق: تردد ا ن الرئيس السابق علي ناصر محمد سيعود الى اليمن هل تنوون التعاون معه بحيث يتحمل مسؤولية رسمية؟
الرئيس: علي ناصر محمد سيعود كمواطن يمنى من حقه أن يعود متله مثل أي زعيم يمني متثلما عاد السلال وعاد الارياني وسيعامل بنفس التعامل الذي عومل به الارياني والسلال.
إذاعة الشرق: فخامة الرئيس قبل أن أتطرق الى العلاقات اليمنية العربية ماذا عن العلاقات اليمنية مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع أوروبا بشكل عام.؟
الرئيس: العلاقات مع الولايات المتحدة ومع دول أوروبا إيجابية وممتازة ولا يوجد
أي فتور في هذه العلاقات بل هناك مأخذ من بعض الدبلوماسيين وهي تأتي من الولايات المتحدة بالذات حول العلاقات اليمنية العراقية وهذه العلاقات موجودة بين دول العالم والشعب العراقي نحن نتعاطف مع الشعب العراقي إزاء ما يعانيه من حصار ولكن ليس هناك أي تعاون عسكري أو تعاون أمنى أو تعاون من هذا القبيل مع العراق ولكن هناك تعاون في الإطار العربي أو تعاطف مع ما يعانيه الشعب العراقي من مأساة ومن حصار لشيوخه وأطفاله ونسائه من العلاج والغذاء هذا هو التعاطف لكن لا نتعاطف مع أي قطر قد يسيء الى جيرانه أو إخوانه أيا كان شكله أو أي قطر من الأقطار سواء كان في المشرق أو المغرب..
إذاعة الشرق:يلاحظ أن ثمة رغبة يمنية مي تمتين العلاقات مع أوروبا وخصوصا مع فرنسا وأعتقد أنكم استقبلتم اليوم وفدا اقتصاديا فرنسيا وهناك ظاهرة ثقافية تقام في بيت رامبو في عدن.. معنى ذلك لم ن مناك رغبة مشتركة قي تمتين العلاقات الفرنسية اليمنية؟
الرئيس: العلاقات اليمنية الفرنسية متميزة وإيجابية والتعاون قائم في مجال الاستثمار وعدد من الشركات الفرنسية العاملة موجودة في اليمن مثل شركة توتال الفرنسية في مجال النفط وهي الآن تبحث عن توسيع نطاق استثماراتها في اليمن ولديها الآن استثمار في حقول مستقلة وحقول مشتركة مع عدد من الشركات النفطية وستدخل مستثمرة في مجال الغاز وهناك تعاون كامل بيننا وبين فرنسا..
إذاعة الشرق: فخامة/ لرئيس علاقات اليمن مح بعض الدول العربية وخصوصا دول الخليج- وقد اشرتم الى ذلك- يشوبها شيء منى الفتور كيف تقيمون هذه العلاقات؟”
الرئيس: حقيقة نحن ليس لدينا ما يسئ الى دول الجوار أو ما يلحق لهم ضررا أو إذا ولا توجد أي مشكلة بينتا وبين الآخرين ولكن تعرف مشكلة دعم الانفصاليين حصلت من بعض الأشقاء ونأسف لهذا الدعم وقد أعلنا منذ نهاية الحرب أننا نبدأ صفحة جديدة ونحن على استعداد لحلى المشاكل بشكل اخوي، وهذا الدعم الذي دعم به الانفصاليون هو نتيجة لمخلفات في العلاقات مع الجارة السعودية بالذات وهي مشكلة الحدود وليس بيننا وبين السعوديين أي خلاف، ومشكلة الحدود أعلنا اكثر من مرة بأننا على استعداد لحل مشكلة الحدود بطريقة ودية وأخوية وبما لا يأتي بالمكايدات السياسية أو يلحق أي ضرر باليمن في المستقبل..
إذاعة الشرق: أعلن العرق اعترافه بالكويت كيف تنظرون الى هذه لم لخطوة “؟
الرئيس: نعتبرها خطوة إيجابية من قبل العراق، الاعتراف! بسيادة دولة الكويت من قبل العراق شيء مبشر ومريح ونأمل أن يبدأ الانفراج في العلاقات الأخوية بين دول ا لجوا ر..
إذاعة الشرق: فخامة الرئيس العمل العربي المشترك حتى نتحدث عن التضامن العربي يمر بفترة حرجة جدا؟ فالجامعة العربية تحاول منذ فترة- وهي مشلولة- عقد مؤتمر للقمة ا لعربية ولم تنجح.. كيف تنظرون الى لم العلاقات لم لعربية العربية لم ليوم؟
الرئيس: للآسف ما يجري في الواقع العربي خطط له من قبل أعداء الآمة العربية ونتيجة للزخم القومي والثوري الذي بدأ في الستينات فقد تآمروا على هذا الكيان العربي حتى أوصلوه الى التصدع الراهن الذي تشهده العلاقات العربية العربية، وهذا ما كانوا يتمنونه ونحن نرى بأن التجمع العربي مثل التجمع الأوروبي مثل الآسيوي مثل التجمع الأفريقي انه للتنسيق والتعاون فيما يخص بلدانهم ولا يشكل أي خطر ضد أي دولة صديقة في العالم لكن هذا المأرب نتيجة للشعار العظيم الذي رفع لحركات التحرر في الستينات والنضال ضد الاستعمار وطرده من الأرض العربية، فنحن الآن ندفع هذا الثمن.. وللأسف الشديد على أيدي حكام عرب بهدف تمزيق الصف العربي ويتآمرون على أنفسهم..
إذاعة الشرق: وماذا عن عملية السلام في الشرق الأوسط.. تعقد الآن مؤتمرات اقتصادية وتفتح مكاتب تمثيل وذلك قبل التوصل في المسارين السوري واللبناني الى أي اتفاق مح إسرائيل..
الرئيس: نحن نعتبرها خطوة إيجابية في مجال عملية السلام في الشرق الأوسط مع الكيان الصهيوني ونعتبر ما حققته الأردن وإسرائيل خطوة إيجابية وما عمله الاخوة الفلسطينيون خطوة لابأس بها وربما في المستقبل تكون إيجابية..
نآمل أن تحل المشاكل بما يضمن عودة الحقوق العربية في الجولان وفي جنوب لبنان.. وبالتالي إذا تحقق السلام الشامل والعادل فليس هناك ما يمنع من أن العرب يقيمون علاقات مع إسرائيل مثلما هم يقيمونها مع الآخرين لكن بعد إيجاد تسوية سلمية عادلة وناجحة وبما يضمن أمن وسلامة كل دول المنطقة.. لكن لا يكون السلام على حساب الكيان العربي أو على حساب الانتقاص من حقوق العرب..
إذاعة الشرق: عقد مؤخرا في الدار البيضاء مؤتمر قمة اقتصادية شارك فيها للمرة الأولى مسؤولون عرب وإسرائيليين.. كيف تنظرون الى هذا المؤتمر؟
الرئيس: لا يمنع أن تعقد لأننا في الواقع نلتقي مع إسرائيل في الأمم المتحدة وفي المنظمات الدولية، فليس هذا بغريب، لكن ث مل أن تكون فاتحة لتطبيع العلاقات بشكل إيجابي مع عودة الحقوق المشروعة كاملة للامة العربية..
إذاعة الشرق: أمام استحالة عقد مؤتمر قمة يبدو أن الأمين العام للجامعة لم لعربية بصدد دعوة مفكرين لمناقشة مستقبل العالم العربي بعد قمة الدار البيضاء فهل سينجح المفكرون حيث فشل السياسيون
الرئيس: أنا في اعتقادي هو عامل ضغط على السياسيين ليس- إلا من المفكرين العرب لكن القرار بيد السياسيين وهذه ما هي إلا تظاهره من ظواهر التجمعات، لكن لا يمنع إذا كان ذلك سيؤدي الى أن المفكرين العرب يستطيعون أن يضغطوا على قادتهم.. لكن أنا اعتقادي أن المفكرين العرب الذين سيجتمعون هم الذين ليس لهم تأثير في القرار السياسي على القيادات العربية.. نأمل أن يجتمع المفكرون السياسيون الذين لهم تأثير على القرار الذي تتخذه القيادات العربية.