رئيس الجمهورية في لقائه ممثلي وكالات الأنباء الفرنسية والعربية والدولية بباريس
أكد الفريق/ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية بأن اليمن يدعو للسلام والأمن والاستقرار وهو لن يدخل في حرب ضد أحد من أشقائه مهما كان السبب حتى ولوقام الأشقاء في السعودية بشن الحرب على اليمن.. فاليمن ليس من سياستها أن تحارب أشقاءها وهي تؤمن بالحوار وحل أي مشكلة سياسية أو حدودية بالحوار واليمن لن تقبل أن تجر إلى أي حرب حتى ولو تم الاعتداء عليها
وقال الأخ الرئيس خلال لقائه على مأدبة إفطار مع عدد كبير من ممثلي الصحافة ووكالات الأنباء الفرنسية والعربية والدولية بالعاصمة الفرنسية باريس بأن الخلاف اليمني السعودي ليس جديدا بل هو خلاف يعود إلى سنوات طويلة مضت منذ عام 934 ام حيث شهدت العلاقات اليمنية السعودية حالات مد وجزر
وقال لقد أكدنا للأشقاء في المملكة العربية السعودية بأننا على استعداد لحل مشكلة الحدود وبشكل ودي في إطار الحوار الأخوي وبما يضمن الحقوق المشروعة للبلدين العربيين الجارين المسلمين
وأضاف ولكن للأسف الشديد فإن ما حدث الأسبوع الماضي ليس جديدا عليكم فالأشقاء السعوديون ومنذ عام 934 ام يقومون بانتهاكات مستمرة للحدود وخاصة في المنطقة الشرقية والشمالية وعلى حدود محافظة الجوف وحضرموت والمهرة ورغم اقتطاع الكثير من الأراضي من قبل الأشقاء في السعودية إلا أن اليمن كان يقول انه مهما اقتطعت هذه الأراضي فسيأتي يوم ما يتم فيه التحدث مع الأشقاء في السعودية وتحل كافة المشاكل الحدودية بطرق أخوية وبما يضمن حقوق كل الأطراف مشيراً بأن التأزم في العلاقات اليمنية السعودية قد ازداد بعد حرب الخليج موضحاً بأن اليمن شنت عليها حملة ظالمة أيام حرب الخليج حيث تم اتهامها بمساندة العراق في غزوه للكويت وهو أمر غير صحيح ولكن ترديد مثل تلك الاتهامات جاءت ضمن سيناريو معادي ضد اليمن الذي استمر التآمر على وحدة اليمن حيث دخلت اليمن في امتحان مع القيادات الانفصالية التي سعت للعودة إلى ما قبل 22 مايو 990 ام ولكن أمكن لشعبنا العظيم عندما أدرك المخطط أن يدافع عن وحدته وكان من ضمن أهداف المخطط هو أن يتم الاشتباك بين القوات اليمنية بعضها البعض ثم اقتطاع المزيد من الأراضي اليمنية مشيراً بأنه أثناء الحرب تم إخلاء العديد من المواقع العسكرية في المناطق الشمالية والشرقية ولم يبق فيها سوى بعض أفراد من حرس الحدود المقيمين في الصحراء وكانوا يستلمون رواتب من الحكومة ولكنهم في نفس الوقت استلموا رواتب مغرية من الجانب السعودي ونتيجة لذلك حاولوا رفع العلم السعودي في عمق الأراضي اليمنية.. وبعد انتهت الحرب عادت بعض القوات اليمنية إلى المواقع التي كانت تتمترس فيها سابقاً وإذا بها تصطدم بتلك العناصر وحدثت المشكلة التي حصل بسببها التوتر وقد تم حشد قوات سعودية كبيرة برية وبحرية وجوية وهي قوات ضاربة لا يستهان بها وهى ألان تهدد أمن وسيادة واستقرار اليمن
ومع ذلك لم نفقد الأمل حيث استمرينا في التواصل مع الأشقاء على وجه الخصوص مع الملك فهد لقطع دابر هذه الفتنة وقد تم التواصل إثناء حدوث التوتر حيث وصل إلى صنعاء الأخ عبد الحليم خدام نائب رئيس الجهورية السوري وفاروق الشرع وزير الخارجية حيث بذلوا جهوداً للوساطة وطلبوا منا سحب قواتنا من المواقع التي وصلت إليها لطرد العناصر التي رفعت العلم السعودي وقبلنا الانسحاب من أراضينا على أساس أن ذلك لآنفي حقا ولا يقر باطلا حرصا منا على تهدئة الأمور وتهيئة أجواء افضل للحوار خاصة وهناك لجنة على مستوى عالي أنيط بها البحث في إيجاد حل لمشكلة الحدود اليمنية السعودية وهي مشكلة من الشيخ عبدا لله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب والدكتور عبد الكريم الارياني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الذي بيده ملف الحدود اليمنية مع المملكة والأخ عبد القادر باجمال نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط والتنمية وكان مقرر سفر اللجنة إلى السعودية إلا أنه تأجل سفرها بسبب تلك المشكلة
واشار الأخ الرئيس بأن العلاقات مع الولايات المتحدة جيدة وعلى الرغم من عدم وجود مصالح كبيرة للولايات المتحدة في اليمن مثلما هو الحال مع بعض الدول ولكن ما يغري الولايات المتحدة في اليمن هو الديمقراطية والتعددية التي تنتهجها اليمن وإلى تعتبر نموذجا يحتذا في المنطقة
وأوضح بأن زيارته لفرنسا كانت إيجابية ومفيدة على صعيد تطوير العلاقات وقال إننا وجدنا كامل التفهم من قبل الأصدقاء الفرنسيين حيث بحثنا جوانب عديدة على صعيد العلاقات الثنائية وما يدور في منطقتنا وهناك تعاون متميز وإيجابي والحصيلة إيجابية ونحن مرتاحون لذلك
ونفى الأخ الرئيس أن يكون قد بحث مع الفرنسيين أي تعاون عسكري وقال نحن دولة خارجة من حرب ولا نبحث عن تسلح نحن نبحث عن الخبز وتأمين شعبنا بالغذاء نحن لا نبحث عن أي تسلح
وأشار الأخ الرئيس بأن اتفاقية الطائف منظومة متكاملة تفرض حقوقا وواجبات.. مشيرا بأن اليمن حريص كل الحرص على حل مشكلة الحدود بالحوار السلمي والتفاهم الأخوي الذي يحقق مصالح الشعبين الشقيقين الجارين موضحا بأنه إذا لم يتم الحل عن طريق التفاوض الثنائي فإنه يمكن اللجوء للتحكيم أو إلى محكمة العدل الدولية .