رئيس الجمهورية في لقائه في الأمسية الرمضانية أعضاء مجلس النواب وا لوزراء
تحدث الأخ الرئيس في الأمسية حيث عبر عن سعادته بهذا اللقاء مع الأخوة أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجلس الوزراء وذلك من أجل التشاور وتبادل وجهات النظر إزاء كافة القضايا الوطنية والاطلاع على المستجدات والتطورات التي تهم الوطن مستعرضاً ما بذلته القيادة في بلادنا من جهود من أجل إيجاد حل لمشكلة الحدود اليمنية السعودية وتفويت كل المخططات التي كانت ترمي إلى جعل تلك المشكلة سبباً لإشعال الفتنة بين البلدين الجارين وفي المنطقة.. وقال: نحن حريصون على شعبنا وجيشنا في السعودية وإمكانياتها بقدر حرصنا على شعبنا وجيشنا في اليمن ولقد أكدت الجمهورية اليمنية موقفها ورغبتها القوية في إيجاد حل سلمي لمشكلة الحدود مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية عبر الحوار والتفاهم الأخوي ونبذ اللجوء للقوة ولما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين الجارين وخيرهما وازدهارهما،
واضاف: نحن بلد مسالم له همومه وأولوياته في البناء التنموي ومواجهة التحديات في المجال الاقتصادي من أجل توفير لقمة العيش الكريمة لمواطنيه وبناء مستقبل أفضل ونريد أن نعيش في سلام وأمن واستقرار ويعيش أشقاؤنا وجيراننا في المنطقة كذلك. وتناول الأخ الرئيس في حديثه العديد من القضايا والتطورات على الصعيد الوطني الداخلي وفي طليعتها الدعوة للاصطفاف الوطني الواسع وقال أن بلادنا تواجه في الوقت الراهن تحديات كبيرة في المجال الاقتصادي وهي تحديات بعضها يأتي امتداداً لآثار تلك الفتنة التي أشعلها الانفصاليون ومن تحالف معهم وفي إطار نفس المسلسل التآمري الذي استهدف تمزيق وحدة الوطن ونحن ندعو اليوم من منطلق المسؤولية الوطنية إلى الاصطفاف الوطني الواسع من قبل كل القوى السياسية وجماهير الشعب من أجل مواجهة كل التحديات التي تستهدف الوطن وسيادته واقتصاده الوطني على أساس الثوابت الوطنية والدستور، كما برهن شعبنا باصطفافه الواسع خلف قواته المسلحة والأمن لمواجهة مؤامرة الانفصال على أصالته وقدراته على التلاحم مع بعضه البعض في مواجهة الشدائد والصعاب مهما كانت التباينات فإنه سيبرهن مرة أخرى أنه عند نفس المستوى من القدرة والمسؤولية في الاصطفاف يداً واحدة وقلباً واحداً في مواجهة التحدي الذي يواجه الوطن في اقتصاده ومعيشة أبنائه ومستقبلهم.. مشيراً بأن بلادنا وبعد أن دحرت مؤامرة الانفصال سعت إلى حشد جهودها والتفرغ لإعادة البناء واعمار ما دمرته الحرب ولكن تلك الجهود اصطدمت بمحاولات مستميتة للانحراف بها بعيدا عن مسارها وأهدافها المنشودة في البناء والأعمار وقال كيف نفهم الاصطفاف الوطني اليوم وكيف نجسده سلوكاً على أرض الواقع، أن الاصطفاف الوطني هو الانطلاقة لتضميد الجراح وتعميق الوحدة الوطنية وإشاعة التسامح والمحبة والتآخي وحشد الجهود لبناء اليمن بعيداً عن المزايدات والممارسات الهدامة وفي إطار الالتزام بالمسؤولية الوطنية التي تضع مصلحة الوطن فوق كل المصالح، وقال الأخ الرئيس لقد انتصر شعبنا في معركة الحفاظ على الوحدة للمبادئ وللإرادة اليمنية الواحدة ومخطئ من يعتقد بأن هناك منتصرآ ومهزومآ أو غالبآ ومغلوباً فالمنتصر هو الوطن والوحدة
وأضاف الأخ الرئيس/ لقد آمنا بالديمقراطية وحرية الرأي وحق التنافس الشريف بين الجميع ولاتراجع عن ذلك أبداً ومن حق من هم في المعارضة أن يمارسوا حقوقهم الدستورية بكل حرية وان ينتقدوا الأوضاع الخاطئة وان يكونوا عوناً للحكومة في دعم كل جهد إيجابي تقوم به من أجل الوطن ومصلحة الشعب وان ينأوا بأنفسهم عن كل أشكال الممارسات الخاطئة وغير المسؤولة التي تضر بالوطن ومصالحه وان يكونوا نواة للبناء لا أداة للهدم ومهما كانت التباينات في وجهات النظر إزاء بعض القضايا فإن هناك ثوابت وطنية وقواسم مشتركة يمكن الالتقاء حولها، فالوطن مسئوليتنا جميعاً والدفاع عنه مسئوليتنا جميعاً بلا استثناء افرادآ واحزابآ وجماعات.. وأكد الأخ الرئيس على أهمية الدور الذي ينبغي أن يضطلع به نواب الشعب في إيجاد التشريعات الحازمة التي تصون مصالح الوطن وتمنع إي حزب أو تنظيم سياسي أو جهة من الارتباط بولاء غير وطني ومحاسبة من يرتبطون بتبعية خارجية، وقال ينبغي النظر إلى الديمقراطية بأنها ليست الباب المخلوع ولكنها الممارسة المسؤولة والتنافس المشروع من خلال البرامج لبناء الوطن الذي هو ليس مسؤولية المؤتمر أو الإصلاح أو الاشتراكي بل هو مسؤولية كل وطني، فالوطن فوق الأحزاب
وأشار الأخ الرئيس بأن من حق الحزب الاشتراكي أن يمارس حقه في المعارضة أو الممارسة السياسية في ظل الديمقراطية والتعددية وقال نحن نرحب بالحزب الاشتراكي ولاحظر ابدآ عن نشاطاته على الرغم من الدور الذي اضطلعت به بعض قياداته في مؤامرة الانفصال وقال لقد طبقنا العفو العام على كل المغرر بهم وأكدنا حرصنا على الجميع وفتح صفحة جديدة من التسامح، ولكن الشعب لن يغفر والتاريخ سوف يدين ويجرم أولئك الانفصاليين الذين مارسوا الخيانة وانتهكوا الدستور وباعوا الوطن واستلموا ثمن الشهداء ودماء الآلاف من الضحايا من المعوقين وجرحى الحرب واستلموا ثمن الدمار والخراب ا لذي ألحقوه بالوطن وإمكاناته
وقال الأخ الرئيس بأن البعض يطرح بأن عددآ من ممتلكات الحزب الاشتراكي تم احتجازها من قبل الدولة وهذا قول مناف للحقيقة فالممتلكات التي تم استعادتها من الحزب هي ممتلكات الدولة حيث أن الحزب الاشتراكي كان هو الدولة التي كان يهيمن عليها فيما كان يسمى بالشطر الجنوبي سابقآ ومع ذلك نحن نقول من حق الحزب الاشتراكي أن يلجأ للقضاء وسنحترم قرار القضاء في كل ما يصدره بهذا الشأن
وتطرق الأخ الرئيس إلى وثيقة العهد والاتفاق موضحآ بأن تلك الوثيقة قد تجاوزتها الأحداث وهي نتاج لتداعيات أزمة سياسية كان يستهدف من ورائها الانفصاليون ومن يتحالف معهم في الداخل والخارج تمرير مؤامراتهم الانفصالية وإشعال فتنة الحرب وقال لقد قدمنا تنازلات كبيرة حينها من أجل أن تنهي تلك الوثيقة الأزمة وتدرأ عن الوطن مخاطر الانفصال والحرب ولكن للأسف فإن الأمور سارت إلى ما سارت إليه ومع ذلك فإن ما كان ايجابيآ في الوثيقة قد تم استيعابه في التعديلات الدستورية وفي برنامج الحكومة ومنها الحكم المحلي حيث يتوجب الآن على نواب الشعب الإسراع في إصدار التشريع القانوني الخاص بالحكم المحلي وبما يكفل تطبيق اللامركزية المالية والإدارية واعطاء الصلاحيات لمجالس الحكم المحلي في المحافظات للإسهام في مسيرة البناء والتنمية
وأكد الأخ الرئيس على أهمية أن تضطلع الحكومة بمسؤولياتها في تنفيذ المهام الملقاة على عاتقها وتنفيذ برنامجها الذي التزمت به أمام البرلمان وتحقيق الإصلاح المالي والإداري ومحاربة الفساد ومعالجة الاختلالات في الوضع الاقتصادي وقال الأخ الرئيس على الحكومة أن تنتقل في أسلوب آرائها نقلة جديدة وتصارح نواب الشعب بإمكاناتها وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها وان تضع الحقائق أمامهم بوضوح ليكونوا على اطلاع بالأمور وعونآ للسلطة التنفيذية وعلى أعضاء مجلس النواب أن يكونوا عند مستوى ثقة ناخبيهم وان يمارسوا الرقابة والتشريع والمحاسبة وبما يكفل محاسبة أي فاسد أو مفسد ويضع الأسس القوية لبناء الدولة اليمنية الحديثة مؤكدآ بأن بناء الدولة منظومة متكاملة وحلقات مترابطة تحتاج إلى تضافر كل الجهود الوطنية وتكامل الأداء بين كل سلطات ا لدولة .