رئيس الجمهورية في كلمته في اللقاء الجماهيري الكبير في المركز الثقافي بالحديدة
التقى الأخ الفريق علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية أصحاب الفضيلة العلماء والمشائخ والأحزاب والتنظيمات السياسية والنقابات والمنظمات الجماهيرية والإبداعية ومسؤولي الأجهزة التنفيذية ورجال القضاء والنيابة والأمن والشباب والمرأة.. حيث القى كلمة قال فيها:
لقد كانت محافظة الحديدة ممثلة بشبابها ومشائخها واعيانها سندآ قويآ للشرعية الدستورية وليس بجديد على هذه المحافظة التي مثلت القلب النابض للثورة والوحدة والديمقراطية وكانت هذه المحافظة خير عون وسند للثورة اليمنية منذ انطلاقتها حين هبت جماهير الشعب اليمني من أقصى الوطن إلي أقصاه تخوض النضال دفاعآ عن الثورة والجمهورية فكان علينا أن نبادل الوفاء بالوفاء والحب بالحب وشجاعة الأبطال بالتكريم فلقد قدمت الجماهير كل غالي ورخيص في سبيل انتصار الثورة وساهمت كل محافظة من محافظات الجمهورية بإمكانياتها من أجل الثورة والجمهورية
واشار الأخ الرئيس في كلمته إلي الهموم الوطنية والمعاناة الاقتصادية التي تعانيها الجماهير في هذه المرحلة فقال: إن همومنا كثيرة وتطلعاتنا كبيرة ولكننا سنعمل على تحقيق ما نستطيع تحقيقه في ظل الإمكانيات المتاحة
ومضى الأخ الرئيس قائلاً.. والحمد لله ما من وعد قطعناه للجماهير إلا وكنا فيه عند حسن ظنها وهانحن ألان نعدكم بأننا سنمضي مع جماهير الشعب وكل الشرفاء من أبناء الوطن لاستئصال كل الأمراض الاجتماعية والاقتصادية وكما عملنا على استئصال أوكار الإمامة والانفصال فإننا سنستأصل الأمراض المتبقية في المجتمع
ودعا الأخ الرئيس المواطنين وكل الشرفاء إلي التعاون من أجل تحقيق مهام الحكومة وطالب الحكومة بالعمل على تصحيح الأوضاع والانتقال بالقرارات إلي مجالات التطبيق العملي وقال إن البداية هي ترشيد الإنفاق في كل أجهزة الدولة
وأكد الأخ الرئيس بأن المرحلة الجديدة تتطلب أساليب عمل جديدة حتى يمكننا أن نعمل خلال الأشهر القادمة على تصحيح الكثير من المخلفات الموروثة
وقال إن هذه هي مسؤولية الحكومة وكل الناس يريدون أن يلمسوا نتائج الإصلاح والتصحيح.. وقد بدأنا في تصحيح أوضاع المؤسسة العسكرية وعملنا على تخفيض خمسين ألف جندي من أجل توفير الإمكانات لتحسين أوضاع المقاتلين في هذه المؤسسة لأنه لاتنمية بدون جيش وطني ولاجيش بدون تنمية فهناك علاقة وثيقة بينهما كما أن هناك علاقة وثيقة أيضا بين السياسة والاقتصاد وبين الاقتصاد والأمن.. فلا ازدهار اقتصادي بدون استقرار أمني ولاسياسة خارجية ناجحة دون سياسة داخلية جيدة والعكس فالعملية مترابطة.. مؤكدآ على أهمية تعزيز علاقات بلادنا بدول الجوار وفي مقدمتها دول الخليج والجزيرة العربية فقال إننا نكن لإخواننا وجيراننا كل الحب والتقدير ونحرص على ترسيخ أواصر الأخوة والقربى التي حثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف دين الوحدة وا لعدل
وتطرق الأخ الرئيس في كلمته إلي الأضرار التي تصيب اقتصادنا الوطني من جراء عمليات التهريب فقال إن هذه الأضرار تمس كل مواطن، فالتهريب هو تخريب للاقتصاد الوطني والتخريب الاقتصادي هو خيانة للوطن ومن هذا المنطلق فإنني أحث كل مواطن على التعاون مع الأجهزة الحكومية في مكافحة هذه الظاهرة من خلال الضرب بيد من حديد على كل مهرب وان أي شخص يحاول التهريب فإن على أجهزة الدولة مصادرة كل المهربات لأن من يمارسون التهريب لا يقلون خيانة وتخريبا عمن أشعلوا الانفصال فهؤلاء في حكم الخونة ومحاربتهم واجب وطني
وأكد على اهتمام الدولة بتلبية المطالب، التي عبر عنها أبناء المحافظة في إطار الإمكانيات المتاحة ووجه المسؤولين في المحافظة على اتخاذ كافة الإجراءات الحازمة إزاء من يمارسون عملية السطو على الأراضي في المحافظة بطرق غير مشروعة
وقال إن ذلك ممنوع… وينبغي على الجميع احترام النظام والقانون والمسؤولين ينبغي أن يكونوا قدوة وان يجسدوا السلوك الذي يحترمون به أنفسهم وعلى أجهزة الدولة أن تبدأ بتصحيح نفسها وتحترم مشاعر الشعب الذي يئن من تصرفات الفاسدين والآن تبدأ مرحلة جديدة وصفحة جديدة وتحقيق إصلاحات جادة وتنتقل بالقرارات إلي حيز التطبيق فالشعب قبل بالقرارات وهو يريد التصحيح وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب وهو ما يجب أن نحشد كل الجهود من أجله الآن
وحث المواطنين على اتباع أساليب الترشيد والحد من الإسراف في الاستهلاك على مستوى الأسرة والبيت. وقال هناك من يراهنون على أزمتنا الاقتصادية هذه باعتبارها المعركة الفاصلة بيننا وبين أعداء الوطن وعلى المواطن أن يعي دوره في هذا المجال وإذا كانت معاركنا المصيرية قد حسمناها بالنضال والدماء فإن من يستغلون الديمقراطية استغلالا سيئا عليهم أن يدركوا بأن الشعب يراقبهم ولن يرحم من يزايدون على معاناته. وخاطب الأخ الرئيس الحاضرين قائلاً لا تعتقدوا أننا نعيش في بروج عالية فنحن نعرف واقعنا ومشاكلنا ونعرف ماهي الآثار الناجمة عن هذه الأزمات.. وهذا لايعني أن نتركها ولكننا سنعمل على استئصالها
وتطرق الأخ الرئيس في كلمته إلي الدور الذي أسهم به القطاع التجاري في عملية التنمية والى الدور الذي ينبغي أن يضطلع به في هذه المرحلة فقال إننا نشكر للأخوة في القطاع التجاري مساهمتهم في مسيرة التنمية والبناء وفي معركة الدفاع عن الوحدة لكن يجب عليهم أن يراقبوا الله في نشاطهم الحالي وان يعملوا على كسب ثقة وحب الجماهير لا على استفزاز لأن هناك اشرارآ وطابورآ خامسآ يدفع باتجاه التحريض على هذا القطاع ويحاول استغلال هذه الظروف لجميع الأحقاد بين فئات الشعب وإذ كان عوامل الصراع في صفوف المجتمع وهم يريدون تكرار نفس التجربة الماضية عندما حورب القطاع التجاري في ظل التشطير واجبروه على الفرار خارج الوطن وهذا لن نسمح بتكراره أبدا وعلينا أن نتعاون كمواطنين لما يخدم مصالحنا جميعآ فالمسؤولية مشتركة
وقال الأخ الرئيس الحمد لله آن أحد ابرز أهداف الثورة يتجسد الآن في الواقع ويمارسه الشعب عمليآ وهو هدف إقامة مجتمع الديمقراطية الذي استطاع الشعب من خلاله أن يمارس حقه في انتخاب حاكمه وانتخاب ممثلة في مجلس نواب الشعب وعلى أعضاء هذا المجلس أن يمارسوا دورهم في عملية المتابعة والمراقبة والمحاسبة.. وعلى أجهزة الدولة أن تعمل على تصحيح نفسها والذي لم يصحح نفسه ومؤسسته سيعمل الشعب على تصحيحه، وقال إن الخطابات ودغدغة العواطف شيء سهل ولكن التطبيق شيء صعب.. ودعا الأخ الرئيس أجهزة القضاء والقضاة إلي تحمل مسؤولياتهم في العمل على سرعة البت في القضايا المقدمة إليهم وعدم التطويل فيها.. حتى نفوت الفرصة على الطابور الخامس الذي يحاول أن يشتت طاقاتنا ويبدد جهودنا ليعيق مسيرة البناء والتطوير.. وتطرق إلي بعض القضايا الخاصة بالمحافظة حيث أشار بأنه سيتم الاستفادة من بعض المرافق المهملة وبيعها لصالح تطوير المشاريع والخدمات في المحافظة
وأكد على اهتمام الدولة بتلبية المطالب التي عبر عنها أبناء المحافظة في إطار الإمكانيات المتاحة ووجه المسؤولين في المحافظة لاتخاذ كافة الإجراءات الحازمة إزاء من يمارسون عملية السطو على الأراضي في المحافظة بطرق غير مشروعة