رئيس الجمهورية في كلمته أمام مجلس النواب
حضر الأخ الفريق علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية جلسة افتتاح الدورة الأولى لفترة الانعقاد السنوي الثالث لمجلس النواب
وقد ألقى الأخ/الرئيس كلمة في هذه الجلسة أعرب في مستهلها عن تهانيه الحارة للاخوة رئيس وأعضاء المجلس بمناسبة العيد الوطني لقيام الجمهورية اليمنية.. وقال إنها لمناسبة عظيمة أن نحضر افتتاح الفصل التشريعي الأول لعام 995 ا م
وخاطب أعضاء المجلس قائلا إننا نعلق أمالأ كبيرة على مجلسكم الموقر في أن يكون سندآ وعونآ للسلطة التنفيذية في هذه المرحلة الهامة التي يمر بها الوطن
وقال لقد انتصرت الثورة في دفاعها عن الجمهورية وانتصر الشعب في دفاعه عن الوحدة والديمقراطية.. وها نحن نخوض اليوم معركة ثالثة هي معركة الجهاد مع النفس، فقد خرجنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر وهذه هي المعركة الثالثة والحاسمة إن شاء الله.. معركة البناء الاقتصادي والإصلاح المالي والإداري وهي المعركة التي تتطلب تضافر جهود كل القوى السياسية لبناء اليمن الجديد يمن 22 من مايو.. إنها معركة التحدي وتشابك الأيدي في معركة البناء هذه فمثلما تشابكت الأيدي في معارك الدفاع عن الثورة وعن الوحدة والديمقراطية فإنها لابد أن تتشابك الآن في كعركة البناء الاقتصادي وعملية الإصلاح الشامل ومثلما انتصرنا في معاركنا الوطنية السابقة فانا واثق بأننا سننتصر في معركتنا الراهنة
ومضى الأخ الرئيس قائلأ كلنا نعلم كيف كان يعيش شعبنا معتمداً على ذاته في توفير احتياجاته من خيرات أرضه.. ولكننا نلاحظ انه اليوم قد تأثر بالسوق المجاورة وركن الى الاتكالية وترك الأرض والريف وهاجر الى المدينة أهمل الزراعة وتربية المواشي والدواجن وبدأ يتكل على استيراد القمح من استراليا وكندا وأمريكا.. وما نعانيه هو نتيجة هذه الاتكالية أصبحنا نقدم دعمآ للمزارع الغير يمني بنحو حوالي 40 مليون دولار سنويآ هو قيمة ما نستورده من قمح.. لماذا لا تكون هذه المبالغ دعمآ للمشاريع الاستراتيجية مثل مشاريع التنمية الزراعية والطرق والجامعات والطاقة الكهربائية.. إذا اتجهنا الى الأرض الزراعية واستطعنا أن نعتمد على أنفسنا في توفير احتياجاتنا من الحبوب والدواجن واللحوم وغيرها من المنتجات التي ظل المزارع اليمني على مدى التاريخ يعتمد على نفسه في توفيرها وعلى أرضه الخيرة
وقال الأخ الرئيس إن الاقتصاد والسياسة منظومة متكاملة ومترابطة، فإذا فشلت السلطة التنفيذية فهو فشل للسلطة التشريعية وهو ما يفرض على الجميع أن تتضافر جهودهم وجهود كل الجماهير اليمنية من أجل بناء اليمن الجديد.. علينا أن نفجر طاقات الشعب في بناء الحواجز والسدود وعلى الحكومة أن تقدم كل التسهيلات للفلاح والمزارع من أجل التوجه الى الأرض واستخراج خيرات الشعب من باطنها
واشار الأخ/ الرئيس الى برنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري والذي بدأت في تنفيذه الحكومة، فقال لقد بدأت الحكومة في تنفيذ هذا البرنامج وعلينا جميعا أن نتفاعل مع هذا البرنامج وان تتضافر جهود كل القوى من أجل تنفيذه ونحن ننتظر إصلاحا كاملا وشاملا في مختلف أجهزة الدولة، وهذا يتطلب تعاون السلطة التشريعية من أجل استكمال الإصلاح المالي والإداري وتنفيذ عملية البناء الاقتصادي الشامل.. وإنجاز القوانين والتشريعات التي ستقدم الى نواب الشعب وهي بحاجة الى تفاعل السلطة التشريعية من أجل استكمال البناء الاقتصادي والإصلاح المالي والإداري الشامل والمتكامل.. ولا نستطيع أن نقوم بعملية الإصلاح مالم تتفاعل سلطات الدولة بعضها مع بعض لإنجاز هذه المهام ونأمل أن المجلس يتفاعل مع عملية الإصلاح كونه السلطة التشريعية والرقابية وان يتحمل مسئوليته في تسهيل مهمة الحكومة فتسهيل مهمة الحكومة هو تسهيل لمهمة البرلمان.. وآمل أن ينجز نواب الشعب كل التشريعات والقوانين المنظمة للجمهورية اليمنية.. ونعبر عن الشكر لهم على ما قد أنجزوه من تشريعات خلال الفترة الماضية
أضاف الأخ/ الرئيس قائلأ إن شعبنا يئن الآن من ارتفاع الأسعار ويحتاج الى تضافر الجهود فالمؤامرة لازالت قائمة والخونة الذين فشلوا في معاركهم ضد الثورة والوحدة يحاولون من خلال معركة الاقتصاد تجويع الشعب اليمني. ولابد إن نتحلى بالصبر والمثابرة حتى ننتصر في هذه المعركة معركة بناء اليمن الجديد وبناء اقتصاد وطني سليم
وقال الأخ/ الرئيس.. وفي هذا اليوم وبهذه المناسبة يتم تقليد المجلس وسام الوحدة من الدرجة الأولى تقديرآ وعرفانآ واعتزازآ بدور المجلس وما قدمه من جهود في سبيل الدفاع عن الوحدة والديمقراطية والشرعية الدستورية.. أتمنى للمجلس التوفيق والنجاح .