رئيس الجمهورية في حديثة لصحيفة الحياة اللندنية.
> سيادة الرئيس، كما ترون وضع المنطقة يبدو وضعاً سيئاً جداً؟
– نعم.
> كيف هو سيئ فخامة الرئيس؟
– مثلما ترى أنت كصحافي تقرأ وتتابع القنوات الفضائية وتتابع الأحداث في فلسطين والعراق والصومال وكل هذه الأحداث والتفجيرات التي تحصل هنا وهناك. وهذا الذي حصل لم نكن نرغب في أن يكون، بل أن يكون الوضع في المنطقة مستقراً هادئاً. لكن كل يوم يمر يكون أسوأ من الذي قبله.
> كيف ترون الوضع العراقي والأحداث المقلقة التي حصلت أخيراً؟
– هذا شأن عراقي يخص الشعب العراقي… وإن كنا نشعر بالأسف والحزن والقلق لما يجري في العراق.
> هل تخافون على وحدة العراق؟
– نعم، نخاف على وحدة العراق ونتمنى أن يظل العراق موحداً وديموقراطياً ومستقلاً. هذا ما نتمناه للعراق.
> في رأي فخامتك هل أخطأ الأميركيون في العراق؟
– يمكن توجيه هذا السؤال للرئيس (جورج) بوش هل أخطأ أم أصاب… الرئيس بوش هو الذي يمكن أن يجيب على مثل هذا السؤال.
> فخامة الرئيس بالنسبة إلى الوضع الفلسطيني، كنت أول من هنأ الرئيس محمود عباس والأخ خالد مشعل بنجاح الانتخابات. برأيك هل الوضع الفلسطيني أمام مأزق؟
– المفروض أن لا يكون هناك مأزق طالما الجميع في فلسطين اختاروا أو احتكموا إلى صناديق الاقتراع وأخذوا بالخيار الديموقراطي. فطالما أخذت كل الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمها الفصيل الأول «فتح»، بالخيار الديموقراطي، فعلى الجميع التزام نتائج هذا الخيار. فالديموقراطية ليست «شور وقول»، بمعنى أن الديموقراطية تكون جيدة عندما تكون لصالحي وإذا لم تكن كذلك فهي غير جيدة. الخيار الديموقراطي اختاره الشعب الفلسطيني ويجب أن يحتكموا إلى نتائج الديموقراطية وما قررته إرادة الشعب الفلسطيني من خلال صناديق الاقتراع اياً كانت النتيجة.
> في رأيك هل حركة حماس قادرة على أن تكون شريكاً ايجابياً؟
– يجب أن تتاح لها الفرصة لتثبت قدرتها على ذلك.
> إذا نجح الإسلاميون في فلسطين في الوصول إلى الحكم وأبدوا مرونة، فهل هذا أمر مقلق للبلدان العربية مثل اليمن، خصوصاً وأن الإسلاميين أصبحوا مقبولين غربياً وأميركياً؟
– لكل بلد خصوصياته… اليمن غير فلسطين. نحن لدينا خصوصيات وطالما الناس تحتكم إلى صناديق الاقتراع يجب التسليم بالنتائج أياً كانت. لقد كان هناك خطأ في ما جرى في الجزائر، ولو ترك الإسلاميون هناك ليحكموا لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه. أما نحن في اليمن فليست لدينا مشكلة في هذا الجانب. عندنا خصوصيات، والإسلاميون في اليمن جربوا وشاركوا معنا في الحكم، وهم معروفون لدى الشعب.
> كانت هناك زيارة للرئيس بشار الأسد الى اليمن وأرجئت، لماذا؟
– على ما يبدو أنه كانت عنده ارتباطات داخلية.
> وهل ستتم هذه الزيارة قريباً؟
– نعم بالتأكيد.
> كيف ترى وضع سورية بعد المشكلة بينها وبين المجتمع الدولي، لأن هناك قرارات دولية وهناك أزمة بينها وبين أميركا وهناك تعقيدات.
– هناك هجمة كبيرة على سورية. وسورية لا تستحق كل هذا الهجوم الواسع النطاق عليها. دمشق عندها بعض الصعوبات الاقتصادية وصعوبات في مواجهتها مع إسرائيل، ويجب تقدير كل ذلك. ربما تسبب الضغط عليها في عدم ذهابها في الاتجاه الذي رسم للمنطقة، فتكالبت عليها الظروف وتعاقبت القرارات. وهي لا تستحق هذه الهجمة الكبيرة جداً. نحن على تواصل مستمر مع الأخوة في سورية والذين يجب أن تكون لهم علاقات جيدة مع إخوانهم في لبنان على وجه الخصوص، وقد تواصلنا معهم قبل قرار الانسحاب وشجعناهم على ذلك وأبدوا مرونة وانسحبوا قبل الوقت المحدد من لبنان. وتظل هناك مشكلة حادثة اغتيال المرحوم رفيق الحريري رحمه الله، وهذه مشكلة يجب أن يستمر التحقيق فيها ويكون تحقيقاً محايداً من دون أي أحكام مسبقة على سورية، بل يجب انتظار نتائج التحقيق. وكما فهمت من الأخ الرئيس بشار والأخوة في سورية فإنهم متعاونون مع لجنة التحقيق ويبدون تعاونهم معها.
> كيف كانت علاقاتك مع المرحوم الحريري.
– علاقة ممتازة جداً وأعرفه معرفة جيدة والتقيت به أثناء زيارته الأخيرة لصنعاء وبحثنا في التعاون بين البلدين، خصوصاً في مجال الاستثمار.
> كيف ترى الوضع اللبناني؟
– أعتقد أن اللبنانيين تعلموا الشيء الكثير من أحداث الماضي، ومهما كانت هناك هجمات وتحريض وتشجيع لإيجاد بلبلة، فأنا متأكد من أن اللبنانيين أذكياء وشجعان وهم على درجة كبيرة من الوعي. فالشعب اللبناني شعب مثقف وواع. ومع كل هذه الهجمات وهذه الإرهاصات فالشعب اللبناني يعرف مصلحته وسيستفيد من الماضي، وأعتقد أن تجربة الماضي التي حصلت فيها الحرب الأهلية في لبنان لن تتكرر.
> تثار في لبنان الآن قضية إقالة الرئيس؟
– لحود… هذا الموضوع يحكمه الدستور اللبناني. مسألة أن هناك فئة تريد إقالة الرئيس وفئة تريد بقاءه، أعتقد أن مرجعيتهم في ذلك ينبغي أن تكون الدستور.
> هناك مخاوف من بعض الدول في المنطقة من نشوء حلف ايراني – سوري يمتد إلى «حماس» و«حزب الله» في لبنان هل لديكم هذا الشعور نفسه؟
– لا توجد لدينا مثل هذه القراءة.
> كيف ترون العلاقات اليمنية – الإيرانية؟
– جيدة وطبيعية.
> ماذا عن الملف النووي الإيراني؟
– موقفنا واضح ومحدد من الملف النووي الإيراني، وهو أنه من حق إيران امتلاك طاقة نووية لتوليد الكهرباء ومن حقها امتلاك هذه التكنولوجيا لتوليد الطاقة، على أساس أن تكون تحت الرقابة الدولية لتجنب أي شكوك أو اتهامات بأنها ستصنع أي أسلحة نووية. ونحن في الجمهورية اليمنية نرى ضرورة أن تكون المنطقة خالية من كل أسلحة الدمار الشامل، لأن هناك تساؤلاً لماذا هذا الضغط على إيران أو أي بلد عربي لا يجري أيضاً على إسرائيل بحيث تكون المنطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل. هذا هو موقفنا وهو واضح.
> هل عندك شعور فخامة الرئيس بأنه ستحصل مواجهة إيرانية – أميركية؟
– بالنسبة إليّ لا أمتلك مثل هذه التقديرات ولا أستطيع أن أجزم بها، لكن ما هو موجود أن هناك تصعيداً من وقت لآخر حول الملف النووي الإيراني، خصوصاً بعدما انتقل هذا الملف إلى الأمم المتحدة. واعتقد أن من الأرجح أن تكون هناك دعوة لأن تكون المنطقة جميعها خالية من أسلحة الدمار الشامل.
> فخامة الرئيس، اليمن لديه استحقاقات ديموقراطية هذه السنة، فهناك انتخابات رئاسية وانتخابات محلية. هل تعتقد بأن هذه الاستحقاقات ستعزز خيار الديموقراطية على رغم الخلاف بين الحكومة والمعارضة؟
– بالتأكيد لا بد أن يكون هناك خلاف أو تباين بين الحكم والمعارضة، هذا أمر طبيعي في الإطار الديموقراطي التعددي، وإلا لا معنى لوجود معارضة.
> إذاً انت مطمئن على العملية الديموقراطية في اليمن؟
– بالتأكيد، لو لم نكن مطمئنين لما أقدمنا عليها.
> في 17 تموز (يوليو) الماضي أعلنتم عدم الرغبة في الترشيح لفترة رئاسية قادمة، وفي المؤتمر الأخير للحزب الحاكم رفضتم الخوض في هذه المسألة واشترطتم عقد مؤتمر استثنائي للمؤتمر الشعبي العام للبحث في مسألة الترشيح من عدمها، ألا يعني هذا توجهكم نحو قبول الترشيح مرة جديدة؟
– أنا اعلنت بوضوح في خطابي وفي أكثر من مقابلة أن علي عبد الله صالح لن يرشح نفسه لفترة رئاسية مقبلة.
> لماذا؟
– المرء قد يقتنع بما أسسه وما حققه وما أنجزه على طريق الديموقراطية. فأنا مقتنع بأن الأمور في اليمن تسير في الاتجاه السليم وأن الوطن مستقر، مهما تباينت الآراء ومهما حصلت من تباينات، فإن الوضع مستقر والخيار الديموقراطي هو الخيار الوحيد لليمن في إطار تعددية سياسية وحزبية يتنافس في ظلها الجميع من خلال صناديق الاقتراع، ويتم من خلالها تبادل السلطة سلماً.
> فخامة الرئيس اسمح لي بسؤال؟
– تفضل.
> هل يتقاعد الحاكم في العالم العربي؟
– أكيد.
> هل هناك سوابق في اليمن أو العالم العربي؟
– نحن لماذا نضيّع هذا الاستحقاق، ونثبت القول بأن الحاكم في اليمن أو العالم العربي، لا يتخلى سلمياً عن السلطة ويتقاعد. هل الغرب أكثر منا ثقافة وأكثر منا حضارة وجدارة في نيل هذا الاستحقاق؟ نحن في العالم العربي والإسلامي ربما نكون أكثر ثقافة وأكثر حضارة… الأوروبيون بينهم تباينات كثيرة ولغات مختلفة وأشياء كثيرة ونحن العرب لغتنا واحدة وديننا دين واحد وثقافتنا عريقة، فلماذا نترك هذا الاستحقاق بأن الحاكم لا يخرج من السلطة طوعاً؟ لماذا نثبت مقولة بأن الحاكم يظل على الكرسي ولا يتركه إلا إذا ذهب إلى القبر أو إلى المنفى؟ أي يظل امام ثلاثة خيارات محددة.
> هذه ربما هي القاعدة السائدة؟
– نحن مفروض أن نبتعد عن هذه القاعدة.
> فخامة الرئيس أنا اعرف أن صدرك واسع، ولكن ألا ترى بأن لقب السابق بالنسبة لك أمر صعب؟
– لماذا هو أمر صعب. أحسن لقب أسمعه الآن في لبنان حيث يحتفظ الرؤساء ورؤساء الوزراء بلقب «رئيس سابق» لماذا لا نكون مثل إخواننا في لبنان.
> ألا يزعجك هذا الأمر؟
– لا أبداً بالعكس.
> فخامة الرئيس كيف تصفون علاقتكم بأحزاب المعارضة المنضوين تحت مسمى «اللقاء المشترك» وكيف تنظرون إلى التحالف بين التجمع اليمني للاصلاح، حليفكم الإسلامي السابق، والحزب الاشتراكي اليمني؟
– أنا علاقتي كرئيس بكل المواطنين ممتازة. وهم أمامي جميعاً متساوون في الحقوق والواجبات سواء كانوا في المعارضة أو في السلطة، فلا أفرق بين مواطن ومواطن على الإطلاق إلا بالسلوك والولاء والحب لهذا الوطن والالتزام بالدستور والقوانين النافذة.
> ما هي الأسباب التي استدعت التعديل الحكومي الأخير؟ هل هي تعبير عن التوجه نحو التغيير أو التشدد في محاربة الفساد، أم هي مواكبة التزامات لجهة الدول المانحة؟
– التغيير كان ضرورة للمصلحة الوطنية أولاً. وكان لا بد منه لأسباب عدة، منها أن كثيراً من الوزراء طالت مدة بقائهم في المناصب التي هم فيها، وكلما طالت مدة بقاء البعض في الوزارة يصيبه الملل ويمل نفسه ويمل العمل ويمله حتى الآخرون. فكان من الضروري أن يأتي التغيير لتنشيط الحكومة في أداء واجباتها سواء في مجال تسريع وتائر التنمية أو الإصلاحات أو محاربة الفساد، وأيضاً تطوير التعاون مع الدول المانحة والتعامل معها بشفافية، لأن بعض الدول المانحة كانت جمدت بعض أنشطتها. وجاء هذا التغيير ليلبي طموحات الداخل وأيضاً الخارج ونال استحساناً داخلياً وخارجياً.
> إلى أين وصل التحقيق في عملية هروب 23 معتقلاً من القاعدة، وهل رتب الحادث انعكاسات سلبية على العلاقات مع واشنطن؟
– عملية هروب مساجين من السجن ليست الأولى التي تحصل سواء في اليمن أو غيره من البلدان، فلقد هرب سجناء من سجن في عدن وتم القاء القبض عليهم وإعادتهم إلى السجن مرة أخرى، وهربت عناصر إرهابية من قاعدة باغرام في أفغانستان، وحاولوا الهرب في العراق وبالطريقة نفسها تقريباً. وحادثة الهروب هذه ليست الوحيدة حتى تأخذ كل هذه الضجة الإعلامية والاهتمام الكبير من وسائل الإعلام. هي حدثت في أكثر من مكان. وبالنسبة للفارين من سجن الأمن كان هناك إهمال وربما تواطؤ من حرس السجن، وهم الآن رهن التحقيق ويخضعون للمساءلة من جهاز الأمن القومي والنيابة العامة اللذين يحققان في الموضوع، كما أن هناك تواصلاً يجري مع الفارين وقد جاء بعضهم وسلم نفسه إلى الأجهزة الأمنية.
> كم عدد الذين سلموا أنفسهم؟
– حتى الآن ثلاثة، والبقية هناك تواصل معهم، وهم موجودون في الداخل بحسب المعلومات المؤكدة التي لدينا ولم يغادروا اليمن، وهم يريدون أن يسلموا أنفسهم. ومعظمهم كان قد حكم عليه في القضاء وأمضى أكثر من نصف فترة الحكم، والبعض لم يبق له إلا أشهر ويفرج عنه، وبعضهم قضيته منظورة أمام القضاء. وهناك الآن تواصل مع جهازي الأمن السياسي والأمن القومي من أجل تسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية. ومن خلال مراقبتنا وتحرياتنا فإنهم ما زالوا في الداخل.
> ما هي حقيقة مطالبة واشنطن للسلطات اليمنية باعتقال الشيخ الزنداني؟
– نعم اتصل بنا الجانب الأميركي رسمياً واحتج على سفر الزنداني ضمن الوفد الرسمي المرافق لنا لحضور مؤتمر القمة الاسلامية في مكة المكرمة، كما احتجت واشنطن على استقبالي خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس». لقد اعتبر الجانب الأميركي أن خروج الزنداني ضمن الوفد المرافق لي إلى مكة مخالف لقرارات الأمم المتحدة، واعتمدت واشنطن على صحف المعارضة في اليمن التي قالت إن اصطحاب الرئيس للزنداني إلى مكة يمثل تحدياً لواشنطن. لقد أقنعنا الأميركيين بأن الزنداني ذهب إلى مؤتمر مكة المكرمة للقاء العلماء المسلمين المعتدلين والمستنيرين للحوار حول الوسطية والاعتدال وكيفية نشر الثقافة الاسلامية الوسطية بعيداً من التطرف والغلو، ونحن نرى أننا بذلك نخدم وطننا ونخدم علماءنا ونشجعهم على التواصل مع العالم الخارجي لينهجوا نهج الوسطية. وكان هذا الغرض من ذهاب الزنداني معي. ثانياً بالنسبة إلى خالد مشعل، كان سبب استقبالي له هو أننا توسطنا من قبل بين مشعل والأخ أبو عمار في الدوحة أثناء المؤتمر الاسلامي، وعملنا من أجل تحقيق التقارب في وجهات النظر بين حماس والسلطة الفلسطينية، وكذلك بالنسبة لأبو مازن، وبحيث تم الاتفاق على أن لا توجه البندقية الفلسطينية مــن قبل أي فصيل من فصائل الثورة الفلسطينية إلى صدر أي فلسطيني، وأن يكونوا معاً في خندق واحد ضد الاحتلال، وأن يشاركوا في اللعبة السياسية ولا يكونوا خارجها. وانضمت حماس بالفعل إلى اللعبة السياسية ودخلت الانتخابات. وقد قربنا بين وجهات نظر الفصائل الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص بين «حماس» و«فتح»، وهذا ما حدث وما تجلى في الانتخابات التشريعية التي، وكما ذكرت سابقاً، يجب على الجميع التسليم بنتائجها واحترام إرادة الشعب الفلسطيني… وفي ما يخص الزنداني فلقد أقنعنا الجانب الأميركي بأننا لا يمكن أن نسلمه لأميركا أو لغيرها لأن دستورنا يحرم تسليم أي مواطن يمني إلى أي جهة اخرى. هذا محرم دستوريا لدينا، كما أننا لسنا شرطة مع أي جهة أو دولة صغيرة أم كبيرة. فنحن دولة ذات سيادة مستقلة. والرد المنطقي على واشنطن أننا أخبرناها بأنه إذا كان لديكم أي أدلة تدين الزنداني بأنه يدعم الارهاب أو يشارك في الإرهاب فعليكم أن تسلمونا هذه الأدلة وسيتم التحقيق معه ومحاكمته في اليمن طبقاً للقوانين اليمنية. هذا ما تحدثنا به مع الأميركيين ومنهم رئيس مكتب التحقيقات الاتحادي (اف بي اي) عندما كنت في زيارتي الأخيرة إلى واشنطن وعبر مكالمة هاتفية مع مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب، وقلنا لهم أعطونا الأدلة عن الزنداني ونحن مستعدون لاتخاذ كل الاجراءات القانونية ضده، لكن تسليم مواطن يمني حرام، واذا ارتكب مخالفة نحن الذين نحقق معه ونحن الذين نحاسبه.
> كيف كانت زيارتك لواشنطن؟
– ممتازة وناجحة ومثمرة.
> هل كانت لهم أي مطالب منكم؟
– لا… لقد سجلوا شكراً لليمن باعتباره البلد الديموقراطي والنموذجي في المنطقة والبلد المتعاون في مكافحة الارهاب والبلد المهم في المنطقة والذي كانوا يتوقعون بعد حادث 11 ايلول (سبتمبر) أن يكون بؤرة للإرهاب، لكن اليمن اليوم خال من الارهاب تقريباً وشريك فاعل مع المجتمع الدولي في محاربته. الدولة فتحت عيونها وأجهزتها الامنية يقظة وتتابع أولاً بأول أي عمل تخريبي وتعمل على مواجهته.
> هل هناك خوف من أن القاعدة ستعود إلى تنفيذ عمليات في الأراضي اليمنية.
– إن شاء الله هذا لا يحدث والأجهزة الأمنية تقوم بواجبها في هذا المجال.
> هل يمكن أن نعرف إلى أين وصل تمرد الحوثيين في صعدة؟
– نحن احتوينا هذه القضية باجراءات أمنية وإجراءات سياسية، فالأمور الآن شبه منتهية بالنسبة للتمرد في بعض المناطق التي شهدت التمرد في صعدة. لقد عفونا عن المتمردين إلا من كان لديهم جنايات كبيرة، فهؤلاء سيحالون إلى المحاكم، ومن كانوا على ذمة ما يسمى بترديد الشعار سيتم أخذ التعهدات منهم بالتزام عدم ترديده لأنه شعار باطل. فلقد كانوا يرددون شعار «الموت لأميركا والموت لإسرائيل»، والغرض منه لم يكن الموت لأميركا أو الموت لإسرائيل بل الموت للنظام الجمهوري والانقلاب على الشرعية الدستورية ومحاولة إعادة الإمامة التي أطيح بها في 26 ايلول 1962، ومثل ذلك الشعار وكما قلت شعار زائف. نحن احتوينا المشكلة وعينّا قيادة جديدة للمحافظة لقيت الاستحسان من قبل المواطنين الذين استجابوا للتعاون معها، والأمور الآن في نهاية المطاف باتجاه الحل النهائي لإنهاء هذه المشكلة والاوضاع الآن مستتبة وآمنة في المحافظة.
> في فترة قيل أن المتمردين حصلوا على دعم خارجي، هل هذا صحيح؟
– هناك وثائق موجودة لدينا ولا نريد أن نكشفها عسى أن ينتهي الأمر ولا يتكرر أي دعم خارجي معنوياً كان أو مادياً، ويكفينا أنهم علموا بأننا نعرف بوجود دعم خارجي.
> دعم عربي أم غير عربي؟
– دعم من المنطقة، أياً كان، ودعم داخلي أيضاً.
> فخامة الرئيس، شوه خطف الأجانب صورة اليمن في الخارج وأثر على السياحة هل يمكن وقف هذه الظاهرة؟
– إن شاء الله لن تعود أو تتكرر عمليات خطف الأجانب، خصوصاً بعد الإجراءات الأخيرة التي اتخذت. وإذا تكررت فستواجه بحزم وبقوة ولن تكون هناك أي مفاوضات مع الخاطفين أبداً.
> فخامة الرئيس ترتفع أحياناً أصوات يمنية في الخارج تتحدث عن انتقاص لحقوق المحافظات الجنوبية في إطار الوحدة، ما صحة هذا الكلام؟
– هذا كلام غير صحيح. بالعكس الآن ربما هناك انتقاص لحقوق المحافظات الشمالية، لأنه بعد الوحدة اتجهت القيادة والحكومة برؤية أنه بدلاً من أن تنصب محاكمة للنظام الشمولي والنظام الذي قاد الانفصال، اتجهنا بمشاريع تنموية كالطرقات والمدارس والجامعات والمياه والكهرباء والاتصالات وغيرها. هذا هو المشروع الذي اتجهنا به إلى المحافظات الجنوبية لتعويضها عن سنوات الحرمان وما فاتها في مجال التنمية. وعلى سبيل المثال فإن شبكات الطرق ستستكمل تماماً في 2007 في محافظة حضرموت، أكبر المحافظات الجنوبية.
> كيف هي العلاقات مع السعودية حالياً؟
– العلاقات السعودية – اليمنية على خير ما يرام وفي أحسن حالاتها، وعلى وجه الخصوص بعد التوقيع على معاهدة جدة التاريخية والتي كان للملك عبد الله النصيب الأوفر مع ولي عهده الأمير سلطان في التعاون معنا لإنهاء هذه المعضلة التي كانت محل إشكال مستمر بين بلدينا، وأصبحت العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين متميزة ورائعة والثقة متبادلة لا تشوبها أي شائبة، ولن يكون هناك أي مشكلة إن شاء الله في المستقبل.
> هل تتوقعون مبادرة لنوع من إشراك اليمن في مجلس التعاون الخليجي ولو ببعض الشروط؟
– أعتقد أن الملف الآن في مجلس التعاون وهم يدرسون حالياً موضوع تأهيل اليمن، ونحن رحبنا بكلمة (تأهيل)… كيف نؤهل أنفسنا. نحن على استعداد لأن نتعلم كيف نتأهل حتى نكون عضواً فاعلاً في المجلس.
> هل أنتم مستعدون لقبول أي تأهيل لدخول مجلس التعاون؟
– نعم وسنكون عضواً فاعلاً في المجلس وسنداً لإخواننا فيه وهم سند لنا.
> سيادة الرئيس ما هو أصعب قرار اتخذته؟
– اعتقد أن أصعب قرار اتخذته كان في 17 تموزعام 1978 وهو أن أكون رئيساً للجمهورية في ظل ظروف صعبة جداً جداً جداً.
> سؤال أخير فخامة الرئيس، هل تعتقد بأن المؤسسة العسكرية والأمنية والسياسية وهذه التوازنات يمكن أن تعمل بصورة طبيعية في ظل غياب الرئيس علي عبد الله صالح إذا قرر أن لا يكون رئيساً؟
– شعبنا حضاري وعريق بحيث من الممكن أن تسير الأمور كما يرام في ظل الاستفادة من الماضي وتجاربه التي هي مدرسة يستفيد منها الجميع، وبحيث لا تكون هناك أي اختلالات أمنية أو عسكرية إن شاء الله.