رئيس الجمهورية في حديثه لصحيفة السفير اللبنانية
السفير: فخامة الرئيس هل انتهت الحرب فعلاً وتجاوزتم أثارها؟ وماهي خطواتكم التالية؟
الرئيس: بالطبع الحرب انتهت وهي لن تعود ابدآ بعد أن زال الانفصاليون وهزم مخططهم الانفصالي ألتا مري ضد الوطن ووحدته.. ونحن نبذل الآن كل الجهود من أجل التغلب على آثارها واعادة اعمار ما دمرته الحرب والتي أشعلها الانفصاليون وكلفت بلادنا خسائر كبيرة والتي بلغت اكثر من مليار دولار ناهيك عن تدمير البنية الاقتصادية والأضرار بجهود التنمية.. الانفصاليون في قيادة الحزب الاشتراكي ومن تحالف معهم عملوا خلال الفترة الانتقالية وما تلاها على ممارسة التخريب وإشاعة الفساد والسلبيات في كافة مجالات الحياة.. وهناك برنامج للإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري يجري تطبيقه الآن لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والإدارية وشعار المرحلة هو الإصلاح الشامل لكافة الأوضاع وتجاوز سلبيات الفترة الماضية ونحن الآن بصدد البدء في تجديد الإدارة وتطهيرها من كل عناصر ومظاهر الفساد
السفير: هل كنتم تخشون من نجاح الانفصال خاصة في ظل وجود الدعم الخارجي والسياسي وعلى وجود المؤشرات ا لقوية على الاستعداد للاعتراف بالدولة الانفصالية؟
الرئيس: بالفعل كان هناك دعم خارجي من بعض الدول للانفصاليين ومن تحالف معهم الذين حصلوا على دعم مالي سخي وعلى أسلحة هائلة وعلى مواقف سياسية معروفة مشجعة للانفصال ولا أخفيك بأننا حصلنا مؤخرا على بعض صفقات الأسلحة التي تعاقد عليها الانفصاليون مع بعض الدول الأجنبية ومنها طائرات الميغ 29 والسخوية وطائرات نقل إلى 76 وغيرها من الأسلحة وكان البعض يراهن على نجاح الانفصال لأنه تم حساب كل شيء ولكنهم لم يضعوا حساب الشعب اليمني الذي تصدى للمؤامرة الانفصالية وهزم الانفصاليين ومن تحالف معهم، لقد قلنا منذ البداية بأن الوحدة هدف عظيم ومكسب تأريخي واستراتيجي كبير يستحق التضحية ودفع ثمن غال في سبيل بقائه وانتصاره ولهذا كان شعبنا اليمني على استعداد أن يقدم من أجل الوحدة أكثر من مليون شهيد لأنها تستحق ذلك وهو ناضل في سبيل الثورة والتحرر من الإمامة والاستعمار من أجل أن تتحقق وحدة اليمن ارضآ وانسانآ والوحدة كجانب تأريخي إنجاز عظيم من المستحيل التفريط فيه أو العودة للانفصال مرة أخرى ونحن شبهنا الوحدة بأنها عقد ابدي لاطلاق فيه
السفير: ولكن هناك من يردد انه بعد انتصار الوحدة بأن هناك هيمنة شمالية مالية على الجنوب وهناك كلام كثير عن حجم الدمار والنهب الذي حدث في عدن؟
الرئيس: أولاً بعد تحقيق الوحدة ليس هناك ما يسمى بشمال أو جنوب بل هناك يمن موحد وشعب يمني واحد من أقصى اليمن إلى أقصاه ومن يرددون كلمة الهيمنة هم أولئك الذين لم يسرهم انتصار الوحدة وهزيمة الانفصال؟ لان ماجرى لم يكن فيه منتصر ومهزوم أو غالب ومغلوب بل الذي انتصر هو الشعب اليمني ووحدة اليمن.. أما ما ذ كرته عن حجم الدمار والنهب صحيح أن حجمه كبير والذين قاموا به هم الانفصاليون قبل فرارهم بعد أن شعروا بهزيمتهم في الحرب واصدروا أوامر لعناصرهم بالنهب والتدمير لكل شيء ولدينا الوثائق والتسجيلات التي تثبت ذلك والتي وجدناها في غرفة العمليات التي أنشأها في عدن أثناء تمرسهم فيها ومعظم التدمير والنهب طال مؤسسات الدولة ولم تتعرض ممتلكات أي مواطن للنهب.. ربما حدثت بعض التجاوزات البسيطة فيما يتعلق بإستعادة بعض المتضررين من أحداث يناير 86 م لمنازلهم المصادرة وقد تم معالجة ذلك في وقته بصورة مناسبة
السفير: وهل الحياة الآن في عدن طبيعية؟
الرئيس: طبيعية جدآ وبإمكانك أن تزور عدن وتطلع عن الأوضاع بنفسك
السفير: نلاحظ أنكم ترددون في إجاباتكم كلمة الانفصاليين ومن تحالفوا معهم فإذا كان من قاموا بالانفصال قيادا ت معروفة فمن الذين تحالف معهم؟
الرئيس: على مستوى الداخل هناك أحزاب وشخصيات وقفت مع الانفصاليين ودعمت مخططهم الانفصالي لأنها كانت لا تريد الوحدة وان إرادتها فمفهومها للوحدة والبعض تملكه الحسد والحقد انه كيف تحققت الوحدة على يد فلان لأنه لم يستطع أحد أن يحققها من قبل وعندما تحققت بشكل سلمي وديمقراطي وبمبدأ لا غالب أو مغلوب وفي ظل وجود عوامل ومتغيرات وطنية ودولية مساعدة أثار ذلك حفيظة هؤلاء وساندوا الانفصاليين ووقفوا مع الانفصال لأنه لا يهمهم سوى مصالحهم بغض النظر عما يحققه ذلك من مخاطر واضرار على مستقبل الوطن ووجوده
السفير: وهل كان الأخوان ا لمسلمون وحدويين أكثر من هؤلاء؟
الرئيس: الأخوان في التجمع اليمني للإصلاح كانوا مع الوحدة وكانوا شركاء معنا في التصدي لمؤامرة الانفصال ووقفوا مع الشرعية الدستورية وهم الآن شركاؤنا في الائتلاف الحكومي
السفير: هل كان هناك دعم أمريكي للوحدة وهل انتم راضون عن موقفهم أثناء الانفصال؟
الرئيس: في البداية وقبل تحقيق الوحدة كان هناك تحفظ أمريكي على الوحدة بين الشطرين سابقآ حيث أن الأمريكان كان لديهم تخوف من النظام الشيوعي الذي كان يحكم الشطر الجنوبي سابقآ وكانوا يضعون ذلك النظام في قائمة الإرهاب والأنظمة غير المرغوب فيها من الولايات المتحدة وعندما زرت الولايات المتحدة الأمريكية في عام 990 ا وتحادثت مع الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عبر لي عن ذلك التحفظ واقنعته بأهمية تحقيق الوحدة اليمنية وما يعكسه ذلك من عوامل إيجابية على الاستقرار في اليمن وفي المنطقة
وبالفعل أيد الأمريكان الوحدة وقال لي بوش نحن سنؤيدكم في الوحدة.. وفي إثناء حرب الانفصال كان الأمريكان مع وحدة اليمن وحل المشاكل بالحوار وكان همهم الرئيسي ضمان الاستقرار في المنطقة وعموماً في بعض الأحيان تحدث مبالغات في تقدير الموقف الدولي، الأهم هو الموقف الداخلي وهو الذي يعكس نفسه على السياسة الخارجية وعلى الموقف الدولي
السفير. الجيش هل أصبح مؤسسة واحدة أم أن مظاهر التشطير قد تم تسريح الوحدات والقيادات العسكرية ا لجنوبية وتم استبدالها بعناصر من حزب التجمع ا ليمني للإصلاح؟
الرئيس: بعد أن ترسخت الوحدة وتم إفشال مؤامرة الانفصال تم دمج القوات المسلحة وإعادة بنائها وانتشارها على أسس وطنية وعلمية وهي تمثل اليوم مؤسسة عسكرية يمنية موحدة ولم يعد هناك ما يسمى بشمال أو جنوب بل أن الوحدات العسكرية التي تم دمجها اختيرت لها مسميات جديدة لإزالة آثار التشطير وتمثل الآن قوة موحدة لليمن أما ما ذكرته عما يقال عن تسريح ما يسمى بوحدات وقيادات عسكرية جنوبية فذلك هو من قبيل الدعايات المضللة التي يرددها بقايا الانفصاليين وحلفائهم وليس لذا لك أساس لها من الصحة، نحن طبقنا قانون العفو العام ومعظم الذين غرر بهم من الانفصاليين عادوا إلي أعمالهم سواء في القطاع المدني أو العسكري ولم يتم استبدالهم بأي عنصر من أي جهة كانت والحزبية محرمة في القوات المسلحة بموجب الدستور والقانون وهناك رقابة على ذلك.. نحن أعلنا مؤخرآ بأنه قد جرى تخفيض خمسين ألف من القوات المسلحة وذلك بعد أن تم ترسيخ الوحدة وحل المشاكل الداخلية وهؤلاء الذين خفضوا ممن بلغوا سن التقاعد طبقآ لقانون التقاعد ومن المجامع الجديدة التي تم التحاقها بالجيش أثناء عملية المواجهة مع الانفصاليين وهم من كل أبناء الشعب اليمني وبعيدآ عن أي تصنيف آخر.. وقد جاء التخفيف لاعتبارات اقتصادية وفي إطار عملية الإصلاح الجارية في كل مؤسسات الدولة
اليمن بلد نام ومسالم ولديه همومه الاقتصادية والتنموية وتكرس الجهود حاليا من أجل تحقيق إصلاحات جذرية واسعة وشاملة في شتى المجالات الاقتصادية والإدارية والإنطلاق نحو بناء الدولة اليمنية الحديثة
السفير ماذا عن الحكم المحلي ومتى ستطبقونه؟
الرئيس: نحن أعلنا التمسك بتطبيق نظام الإدارة المحلية وجادون في ذلك والتعديلات الدستورية التي تمت أكدت على ذلك الموضوع، الآن بيد مجلس النواب لترجمة ذلك في تشريع قانوني والذي سيتم بموجبه إجراء انتخابات المجالس المحلية
السفير: ماصحة الخلاف بين المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح ثم ألا تخشون استيلاء الإسلاميين على ا لسلطة؟
الرئيس: ليس هناك أي خلاف من أي نوع، هما متفقان على مافية مصلحة البلد
ويلتقيان على الثوابت الوطنية والقواسم المشتركة أما فيما يتعلق بالشق الآخر من السؤال.. نحن بلد آمن بالديمقراطية التعددية وبمبدأ التداول السلمي للسلطة وفي إطار الالتزام بالدستور والقانون؟ لا مخا وف من أي حزب أيآ كان اتجاهه السياسي والفكري أن يتولى السلطة سلميآ طالما نال ثقة الشعب عبر صناديق الاقتراع، فذالك حق مشروع كفله الدستور
السفير: من الملاحظ أن ا لصحف اليمنية أصبحت كثرتها تشبه بحديقة وهناك اتهام للسلطة لإلتضييق على حرية التعبير والرأي وعلى أحزاب المعارضة؟
الرئيس: لا صحة لما ذكرته.. الديمقراطية خيار التزمنا به ولا تراجع عنه ابدآ ونحن نحترم حرية الصحافة والدليل على هذا العدد الكبير من الصحف التي شبهتها أنت بالحديقة والأهم ما تنشره هذه الصحافة من آراء تنتقد كل شيء تقريبا حتى الرئيس وهو رمز للدولة لم يسلم من ذلك النقد الذي يكون في معظمه غير بناء أو مسؤول ومع ذلك فإن صدورنا لاتضيق بذلك ولن نضيق لأننا نؤمن بأن الصحافة رسالة وهي ممارسة النقد البناء للإصلاح الاعوجاج، فالصحافة مرآة المجتمع متى ما كانت مسؤولة والتزمت بشرف الكلمة أما بالنسبة للمعارضة فإننا نعتقد بأنها جزء أساسي من أي نظام ديمقراطي وهي تستمد شرعية وجودها من شرعية النظام نفسه وهي ظاهرة حضارية ولا وجود لديمقراطية حقيقية دون صحافة حرة ومعارضة وطنية تمارس واجباتها في تصيد أخطاء السلطة وتسليط الأضواء عليها بهدف الإصلاح لا الهدم.. وفي إطار هذا الفهم نحن نتعامل مع المعارضة في بلادنا وهي موجودة وتمارس حقها في المعارضة دون أي محظور أو تضييق بل العكس إنها تجد الدعم والتشجيع من السلطة في مجالات كثيرة وتمارس دورها بكل حرية ونحن ندعو دومآ المعارضة في بلادنا إلى تقديم النموذج الأفضل في الممارسة السياسية بعيدآ عن المزايدات أوالمكايدات أو الارتباط بالولاء للخارج حيث يجب أن يكون ولاؤها للوطن وان تضع مصلحة الشعب فوق كل المصالح
السفير: تنفذون الآن برنامجا للإصلاحات ويبدو أنكم تواجهون أوضاعا اقتصادية صعبة في بلادكم ماهي ملامح هذه ا لإصلاحات وهل ثمة أمل في تجاوزا تلك الأوضاع وهل ما تقومون به من الإصلاحات هو استجابة لضغوط صندوق النقد والبنك الدولي؟
الرئيس: بالفعل نحن نواجه أوضاعا اقتصادية صعبة نتيجة مخلفات التشطير وحرب الخليج وآثار الأزمة والحرب التي مثلت تراكمات سلبية عكست نفسها بقوة على الاقتصاد الوطني، والحكومة الآن تطبق برنامجا مرحليآ وشاملأ للإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري، يرتكز على تطبيق سياسة مالية تقشفية صارمة بهدف سد العجز في الموازنة وتحسين الموارد وتطهير الإدارة من كل العناصر الفاسدة والمسيئة والمخلة بواجباتها وبما يكفل تجديد الإدارة ورفدها بالعناصر الكفؤة والنزيهة بغض النظر عن انتماءاتها السياسية، المهم أن تكون من العناصر القادرة على أداء واجباتها بصورة فعالة على طريق بناء دولة يمنية حديثة ترتكز على الحرية والعدالة والتقدم الاجتماعي واحترام النظام والقانون وحقوق الإنسان ونحن متفائلون في أن يحقق البرنامج نجاحات في تحسين الأوضاع الاقتصادية خاصة بالتفاف الشعب وتعاونه مع الحكومة في دعم خطوات الإصلاح مثلما وقف في معركة التصدي لمؤامرة الانفصال حيث إن الاقتصاد هو الجبهة الرئيسية والمعركة الأخيرة في حلقات التآمر ضد شعبنا
أما فيما يتعلق بالشق الآخر من السؤال فيما يتعلق بصندوق النقد أو البنك الدولي نحن في اليمن جزء من المجتمع الدولي وعضو فعال في مؤسساته ومنظماته ونتفاعل مع كل ما هو إيجابي ولكننا نستلهم الحلول لمشاكلنا من خصوصياتنا واحتياجات واقعنا وبرنامج الحكومة لمعالجة الأوضاع الاقتصادية جاء في ذلك الإطار وليس هناك أي مانع يحول دون التعاون مع صندوق النقد والبنك الدولي طالما في ذلك مصلحة لشعبنا اليمني.. السفير: هناك في المعارضة من يقول بأن هناك ائتلافا بين الجيش والقبيلة مامدى صحة ذالك؟
الرئيس: الإنسان يحكم على الواقع بما يلمسه لآبها يقال.. اليمن دولة مؤسسات دستورية منتخبة من الشعب ديمقراطي وهي نتاج الإرادة الشعبية الحرة وإذا كانت المعارضة تطرح فعلاً مثل ذلك الكلام غير المسؤول فإنه أمر مؤسف أن يكون ذالك فهمها أو أن تصل بها المكايدة السياسية إلى هذه الدرجة من المغالطة والتضليل وهو ما نأمل أن لا يكون هذا المنسوب أيليها صحيحآ
السفير: كيف تقيمون علاقاتكم مع دول الخليج؟
الرئيس: تربطنا بالأشقاء في الخليج علاقات أخوية جيدة وصداقات طيبة ونحن نتطلع دومآ إلى تطوير تلك العلاقات لما يخدم مصالح شعوبنا في المنطقة
السفير: وكيف العلاقات مع مصر؟
الرئيس: العلاقات مع مصر ودية وتاريخية.. العلاقات اليمنية المصرية مهما تعرضت لهزات في أي وقت لها عمق وتاريخ ولا أحد في اليمن أو مصر يستطيع أن ينكر هذا أو يتنصل منه ربما في فترة من الفترات واثناء الأزمة استطاع الانفصاليون التشويش على تلك العلاقات عندما نقلوا إلى بعض الأجهزة في مصر معلومات مضللة عن وجود متطرفين مصريين يتدربون في اليمن للإضرار بأمن مصر وأكدنا لاشقائنا في مصر حينها بأننا لن نسمح بأن تكون أرض اليمن مصدرا لأي أذى لأمن مصر لأن مصر عمقنا الاستراتيجي ويهمنا أمنها بقدر اهتمامنا بأمن اليمن وقلنا لهم أعطونا أي قائمة تحتوي على أي اسم لمتطرف أو إرهابي مصري موجود على أرض اليمن ونحن مستعدون لاتخاذ كافة الإجراءات ضده والتعاون في هذا المجال على أوسع نطاق نحن يهمنا أن تكون العلاقات بين الأشقاء قوية ومتطورة ولا تشوبها أي شائبة
السفير: والعلاقات مح العراق كيف تقيمونها.. انتم متهمون في التحالف مع صدام قبل واثناء وبعد الحرب الخليجية؟
الرئيس: العراق قطر شقيق وعلاقاتنا معه أخوية وتاريخية وفي إطار نفس العلاقات
التي تربطنا مع كل الأشقاء ولا تمييز في العلاقات اليمنية العراقية مع غيرها مع بقية العلاقات مع الأشقاء في إطار الحرص على التضامن العربي. أثناء حرب الخليج رددت بعض وسائل الإعلام العربية والأجنبية مثل تلك الاتهامات التي ذكرتها عن ما أسمته بالتحالف وهذا غير صحيح وحملة ظالمة شنت على اليمن دون مبرر ومتروك للتاريخ تقييم صحة موقف اليمن من حرب الخليج التي مثلت كارثة على الأمة العربية ألحقت ضروآ بالغآ بالتضامن العربي وبالمصلحة العربية العليا ولقد أكدنا دومآ موقف اليمن انه لايمكن حل المشاكل بين الأشقاء بالقوة بل بالحوار والتفاهم
السفير: هل صحيح أن العراق أرسل جنودآ للقتال معكم ضد الانفصاليين؟
الرئيس: هذا غير صحيح ولم نكن بحاجة إلى جنود من غير أبناء الشعب اليمني للقتال معنا في معركة الدفاع عن الوحدة والشرعية الدستورية. العراق مثل غيره من الأقطار الشقيقة والصديقة شجب الانفصال وأيد الوحدة بالموقف السياسي والمساندة الإعلامية وهذا موضع تقدير شعبنا اليمني
السفير: وعلاقاتكم مع إيران تبدو مثيرة للإنتباة؟
الرئيس: علاقاتنا مع إيران طبيعية وودية وليس هناك ما يدعو للإثارة فيها
السفير: هل انتم راضون عن مذكرة التفاهم الموقعة مع الملكة العربية السعودية ولماذا لم يصادق عليها مجلس النواب؟
الرئيس: مذكرة التفاهم ليست اتفاقية وبالتالي ليس هناك ما يوجب دستوريآ أن يصادق عليها مجلس النواب.. وقد تم إقرارها من مجلس الوزراء وسلمت وثائق التصديق إلي الجانب السعودي
ونحن نعتبر مذكرة التفاهم التي تضمنت الأسس والمبادئ لحل مشكلة الحدود بين البلدين تمثل بداية صحيحة وخطوة طيبة وإيجابية على طريق تنمية وتطوير العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين الجارين ولما فيه خيرهما وتعزيز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة
السفير: وماذا عن اجتماعات اللجنة العسكرية اليمنية- السعودية- التي انعقدت في صنعاء مؤخراً
الرئيس: كانت اللقاءات طيبة وسادتها أجواء ودية وقد سلم كل طرف وجهة نظره إزاء الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال وفي إطار ترجمة المادة الخامسة من مذكرة التفاهم وسيلتقي الطرفان مجدداً في جولة ثالثة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة
السفير: هل صحيح أن المذكرة منعت نشوب الحرب بين البلدين؟
الرئيس: نحن في اليمن لم نكن ننوي الحرب أو نريدها لأننا دولة مسالمة ندرك مخاطر الحرب التي وقودها المال والرجال ومن يفكر بالحرب إنسان غير طبيعي لأنها لا تأتي ابدآ بنتائج إيجابية بل تخلف الدمار والدماء والأحقاد والدبلوماسية اليمنية نجحت في تفويت مخطط الحرب لأن هناك من أعداء البلدين من كان يريد أن يجرهما للحرب لكي يشعل النار في المنطقة والحوار هو خير وسيلة لحل المشاكل مهما كانت معقدة ومن الأفضل أن يتحاور الناس بالكلمة بدلأ من اللجوء للقوة أو العنف
السفير: كيف تقيمون المسيرة السلمية في المنطقة خاصة بعد أن دخل خيار غزة أريحا منعطفا صعباً في ظل التعنت الإسرائيلي.- ما هو الموقف اليمني من هذا الخيار ومن عملية/ السلام بشكل عام؟
الرئيس: للأسف في ظل الواقع العربي الراهن وغياب الحد الأدنى من التضامن العربي واجهت الأمة العربية تحديات كبيرة وصعبة وانفرد الإسرائيليون بالأقطار العربية واحدا تلو الآخر.. وفي ظل ظروف كهذه جاء خيار غزة أريحا نتاجا لهذا الواقع ولم يكن أمام الفلسطينيين سوى القبول بماتم التوصل إليه بكل مافية من العيوب والانتقاص للحق الفلسطيني.. اليمن مع السلام العادل والشامل الذي يكفل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في فلسطين وجنوب لبنان وهضبة الجولان واستعادة الحقوق العربية المشروعة حتى يسود السلام الحقيقي والعادل في المنطقة
السفير: هل تولدون ا لوقف السوري واللبناني في رفض القبول بالسلام وفق الشروط الإسرائيلية؟
الرئيس: بالطبع نحن مع أشقائنا في سوريا ولبنان.. ونؤكد وقوفنا وسنقف إلي جانبهما دومآ من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة.. وندعم كل مأمن شأنه وحدة الصف واستعادة التضامن العربي لأن في ذلك تعزيزا لموقف الأشقاء في سوريا ولبنان وفلسطين وفي كل الوطن العربي.. وفي ظل غياب التضامن العربي سيظل موقف أي قطر شقيق ضعيفا وغير قادر على التأثير وفرض نفسه لمافية مصلحته.. والأمة العربية.