رئيس الجمهورية في حديثه لصحيفة البلاد السعودية
. فخامة الرئيس.. ونحن نلتقي معكم اليوم في هذا الحوار.. من الطبيعي أن نبدأ من العلاقات السعودية- اليمنية خاصة بعد زيارتكم ألا خيره للمملكة العربية السعودية ولقائكم مع خادم الحرمين الشريفين وما تبع ذلك من لقاءات ثنائية بين المسؤولين السعوديين واليمنيين.. هل لكم أن تحدثونا عن هذه المرحلة من عهد العلاقات بين البلدين خاصة وقد أعلنتم مؤخرا عن انطلاقة جديدة لعلاقات متميزة بين المملكة واليمن.. وكيف تصفون العلاقات اليمنية السعودية وما هي تطلعاتكم نحو هذه العلاقة الأزلية والقديمة بين الشعبين والقيادتين؟
– الرئيس: العلاقات اليمنية- السعودية علاقات أخوية وتاريخية ولها خصوصياتها المتميزة وإذا كان قد شابها في الماضي القريب بعض الفتور نتيجة الدور الذي قامت به بعض القوى الإقليمية والدولية فان تلك العلاقة قد استعادت عافيتها نتيجة التواصل والتفاهم الأخوي بين المسؤولين في البلدين خاصة بعد لقائنا مع أخي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز.. ونحن مرتاحون لما تشهده الآن هذه العلاقات الاستراتيجية من تطور متنام في كافة المجالات ولما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين الجارين وخيرهما وازدهارهما.. اليمن والسعودية لاغني لأي منهما عن الآخر وتربط الشعبين اليمني والسعودي كأبناء جزيرة واحدة روابط وثيقة ومتينة من الإخاء والقربى والنسب وهناك جوانب تاريخية وجغرافية وإنسانية تحتم على أن تكون العلاقات بين البلدين حميمة ومتطورة على الدوام..
. هل هناك مدة محددة لانتهاء أعمال اللجان المشتركة لتر سيم الحدود وما هي المراحل التي قطعتها حتى الآن؟
-الرئيس: نحن نتطلع إلى ذلك وقد تم الاتفاق على أن يكون هناك نوع من المرونة بالنسبة لتحديد موعد انتهاء اللجان لأعمالها ومع ذلك فان ما قطعته اللجان حتى الآن يمثل شوطا متقدما وإيجابيا نحن جميعا راضون عنه.
. فخامة الرئيس المملكة العربية السعودية صوت عربي وإسلامي فعال وللمملكة قدراتها ومكانتها الإسلامية والعربية والدولية.. ما هو نوع التعاون السعودي ي اليمني في تثبت الآمن في المنطقة وبالتالي ازدهارها؟
– الرئيس: التعاون اليمني السعودي مهم لضمان دعم مسيرة الآمن والاستقرار والازدهار في منطقة الجزيرة العربية والمنطقة عموما، وللتعاون مجالات متعددة يمكن أن تتحقق من خلال مصلحة البلدين الجارين سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الأمني أو غيره والاستعداد موجود والنوايا صادقة والحمد لله لدى البلدين للدفع بمسيرة التعاون بينهما إلى آفاق أوسع تلبي تطلعات الشعبين اليمني والسعودي وتحقق المصلحة القومية العليا.
. هناك شركات أوروبية تعمل للتنقيب عن النفط في اليمن ومعروف أن شركة توتال الفرنسية قد حصلت على عقد التنقيب وهي من اكبر الشركات النفطية التي تعمل في بلادكم فهل توصلت إلى نتائج ملموسة تشير إلى الحصول على مصادر نفطية وما هي القيمة التقديرية لنتائج المحصول النفطي وما هي المدة التي ترون إنها كافية للحصول على النتائج؟
– الرئيس شركة توتال الفرنسية تنقب حاليا في عدة مناطق من مناطق الامتياز الممنوحة لها في الجمهورية وقد توصلت مؤخرا إلى نتائج إيجابية مشجعة في منطقة شرق شبوه حيث تم حفر عدة آبار تم اكتشاف النفط فيها بكميات تجارية ومازالت أعمال التقييم مستمرة بالإضافة إلى اكتشافاتها النفطية السابقة في منطقة جنة وقد وقعنا مؤخرا مع شركة توتال على اتفاقية مشروع تصدير الغاز الطبيعي والتي ستصل حجم الاستثمارات فيها إلى حوالي 5 مليارات دولار ويتوقع أن يحقق عائدا سنويا لليمن يصل إلى حوالي ستمائة مليون دولار وتوجد الآن اكتر من 26 شركة عالمية تعمل في بلادنا في مجال النفط والغاز وعموما نحن متفائلون بنتائج الاستكشافات النفطية والغازية ففي بلادنا سواء من شركة توتال أو غيرها من الشركات ومستقبل اليمن في مجال النفط والغاز واعد ومبشر بالخير أن شاء الله.
. تقول تقارير الأمم المتحدة أن اليمن تعد من الدول التي هي في حاجة إلى عمل دائب وهذه التقارير كانت قد صدرت قبل الحرب الأهلية الأخيرة في بلادكم فما هي الإصلاحات التي تم أجراؤها خاصة بعد الحرب التي زادت بدون شك من المصاعب الاقتصادية؟
– الرئيس: لاشك أن الحرب التي أشعلها الانفصاليون في الوطن كانت لها نتائجها السلبية على صعيد تدمير البنية الأساسية للتنمية وخلق المصاب للاقتصاد الوطني ولكننا بحمد الله وبعد مرور اكثر من عام على تلك الحرب استطعنا التغلب على كثير من آثار ومخلفات تلك الحرب وإعادة أعمار ما تم تدميره خلالها على أيدي الانفصاليين ومن اجل معالجة الأوضاع الاقتصادية في بلادنا فقد نفذت الحكومة برنامجا للإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري حقق نتائج إيجابية في مرحلته الأولى انعكست آثارها على تحسن الأوضاع الاقتصادية بدرجة ملحوظة سواء على صعيد تخفيض العجز في الموازنة وزيادة الإيرادات أو على صعيد ارتفاع قيمة العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية الأخرى أو الانخفاض في الأسعار مما كان له أثره الإيجابي على الأحوال المعيشية للمواطنين ونحن نستعد ألان للانتقال لتنفيذ المرحلة الثانية من برنامج الإصلاح الاقتصادي وإعداد الخطة الخمسية الأولى للتنمية في الجمهورية اليمنية ونتوقع تحسنا افضل للأوضاع الاقتصادية في بلادنا خاصة في ضوء الدعم الذي نتطلع إلى الحصول عليه من المنظمات الدولية ومنها صندوق النقد والبنك الدوليان وبعض الدول الشقيقة والصديقة.
. يدور في الأوساط اليمنية حديث حول رغبة اليمن الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي غير إنكم لم تتقدموا بطلب الانضمام إلى المجلس فهل تعملون حاليا على طلب الانضمام وفي هذا الحال هل نعتبره أعلانا بالانسحاب الكامل عن مجلس التعاون العربي الذي انسحبت منه مصر مع بداية أزمة الخليج وجمدته الأردن؟
– الرئيس: اليمن بمنطق التاريخ والجغرافيا وضعها الطبيعي هو في أي تجمع إقليمي لمنطقة الجزيرة والخليج ولقد قلنا اكتر من مرة أننا لم نطلب الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي وان طلب منا ذلك لن نرفض ذلك أما مجلس التعاون العربي فهو مجمد منذ أزمة الخليج.
. وقفت المملكة بصورة متميزة مع الأشقاء العرب والمسلمين ومن المواقف الأخيرة ما بذلته من دعم لمسلمي البوسنة من خلال اكبر حملة لجمع التبرعات إضافة إلى الدعم الحكومي ما رأي فخامتكم في الوقف السعودي تجاه هذه القضية والقضايا العربية والإسلامية بوجه عام؟
– الرئيس: نحن نقدر موقف أشقائنا في المملكة العربية السعودية الشقيقة في دعمهم لإخواننا المسلمين في البوسنة والهرسك وكذا مواقفهم إزاء القضايا العربية والإسلامية بوجه عام.
. هناك العديد من رعايا دول القرن الأفريقي يعيشون في بلادكم وبعض هؤلاء الرعايا جاءوا هربا من الحرب خاصة من الصومال ألا إن هناك تقارير صحفية تقول انهم يعيشون في وضع حرج للغاية نتيجة عدم توفر احتياجاتهم من قبل الأمم المتحدة في مخيمات اكثر تعبا ومعاناة فهل قامت اليمن بدعوة الأمم المتحدة للقيام بدورها تجاه هؤلاء اللاجئين وهل تحقق لهم شيئا مما هم في حاجة إليه؟
+ الرئيس: لقد عانت اليمن كثيرا من تدفق آلاف اللاجئين نتيجة الاضطرابات التي شهدتها عدد من دول منطقة القرن الأفريقي وبخاصة من الصومال الشقيق ومع ذلك فان اليمن وبالرغم مرا ظروفها الاقتصادية الصعبة اضطلعت بمسئوليتها القومية والإنسانية واستقبلت هؤلاء اللاجئين وأقيمت لهم المخيمات وقدمت لهم كل وسائل الرعاية بالتعاون مع الجهات المعنية في الأمم المتحدة ونحن نتطلع بان يعود هؤلاء وغيرهم من الذين دخلوا البلاد بطرق غير مشروعة إلى بلدانهم في أسرع وقت ممكن، لان استمرار وجودهم يحملنا أعباء كبيرة ويخلق لنا مشاكل نحن في غنى عنها.
. فخامة الرئيس. ونحن نتحدث عن القرن الأفريقي هل لنا أن نسأل عن دور جميع الدول المطلة على البحر الأحمر ومنها بعض الدول المشار إليها في صناعة آمن جديد للمنطقة من خلال تعاون ملموس بين هذه الدول خاصة وانه سبق وأن تم طرح مثل هذا المشروع من قبل اليمن قبل عدة سنوات؟
– الرئيس: ما من شك أن التعاون والتنسيق على أوسع مستوى آمر مهم وضروري بين الدول المطلة على البحر الأحمر لضمان دعم الآمن والاستقرار والسلام في هذه المنطقة الحيوية من العالم واليمن مع أوسع جهد أو مبادرة تصب بهذا الاتجاه ولما فيه مصلحة شعوب جميع دول المنطقة..
– كنتم في باريس وقلبها كنتم في أمريكا ونحن نعرف أن تواجدكم في واشنطن كان لأجراء بعض الفحوصات الطبية فهل التقيتم مسؤولين هناك وما هي الأمور التي تم بحثها وبالتالي هل لكم أن تحدثونا عن نتائج زيارتكم الأخوي إلى فرنسا مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك؟
– الرئيس: زيارتي للولايات المتحدة الأمريكية كانت خاصة أجريت خلالها بعض الفحوصات الطبية والتي كانت نتائجها ولله الحمد جيدة والمباحثات التي تمت على هامش تلك الزيارة كانت مع بعض المستثمرين الأمريكيين وتركزت على القضايا التي تهم الاستثمار في اليمن.. إلى بالنسبة لباريس فقد أجرينا مباحثات ناجحة وإيجابية مع الرئيس جاك شيراك وبعض المسؤولين المستثمرين الفرنسيين تناولت العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطوير مجالات التعاون المشترك بين البلدين خاصة وان العلاقات اليمنية الفرنسية جيدة ومتطورة.
. فخامة الرئيس هناك البعض من المراقبين يتحدثون عن عهد سابق من التعاون السوفيتي واليمن الجنوبي سابقا لكلا الاثنين مجالات عسكرية وان بعض القواعد العسكرية حاليا لا تزال في جزر قريبة من عدن في المياه الإقليمية اليمنية وإنها تتبع الآن للحكومة الروسية فهل هذا صحيح؟
– الرئيس: هذا كان في الماضي قبل إعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني في إلى 22 من مايو 1990 م أيام الحكم الماركسي فيما كان يسمى بجنوب الوطن– الآن لا توجد أوسع قواعد عسكرية أجنبية في اليمن.
. دعا خادم الحرمين الشريفين الآمة العربية إلى ضرورة استيعاب المرحلة من خلال المتغيرات الدولية مع الحفاظ على مبادئ الآمة العربية كأمة إسلامية وجاءت هذه الدعوة من الملك فهد في الشهر الماضي في الوقت الذي تتجدد الدعوة أيضا إلى نظام عربي جديد من خلال جامعة عربية تواكب هذه الرحلة ما هو رأي فخامتكم تجاه هذه الدعوة من خادم الحرمين الشريفين وتجاه بناء نظام عربي جديد لواكب الطموحات العربية؟
– الرئيس: الآمة العربية اكثر حاجة الآن من أي وقت مضى إلى وحدة الرؤية والتضامن ووحدة الصف والتفاعل والاستيعاب الواعي للمتغيرات الدولية وبما يمكنها من التأثير في مجريات الأحداث والتحولات التي يشهدها العالم الآن وهذا لن يتأتى والأمة العربية تعيش هذا الواقع المؤسف من التشرذم والخلاف بين أبنائها، لهذا نحن في اليمن نؤيد أي دعوة أو جهود تبذل من اجل استعادة العافية للجسد العربي وترميم الجسور في العلاقات العربية العربية وتعزيز العمل القومي المشترك وفي طليعتها دعوة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ونعتقد انه من الأولويات الآن العمل من اجل تعزيز وتنشيط دور الجامعة العربية باعتبارها بيت العرب جميعا ومن ثم الانطلاق تحت مظلتها في صياغة رؤى جديدة وواعية تواكب المتغيرات وتستجيب للطموحات العربية.
. إقليمي تعتقدون فخامة الرئيس أن المملكة بحكم موقعها الديني وقدراتها الاقتصادية قادرة على شغل مقعد دائم في مجلس الآمن نيابة عن العالم العربي والإسلامي وما هي الطريقة المثلى في رأيكم للوصول إلى هذه الغاية؟
– الرئيس: المملكة العربية السعودية لها مكانتها الكبيرة على الصعيد القومي والإسلامي نحن في اليمن مع الدعوة التي تتبناها العديد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من اجل توسيع العضوية الدائمة في مجلس الآمن الدولي وبما يحقق التوازن والتكافؤ والعدالة في العالم ومن المهم أن يكون هناك مقعد دائم للعرب في مجلس الآمن ولهذا نحن سنؤيد أوسع مبادرة من جانب المملكة العربية السعودية أو غيرها من الدول العربية للحصول على مقعد دائم في الإقليمية المتحدة وهو مكسب لكل العرب وهذا يتطلب كثيرا من الجهود والتنسيق في إطار الإقليمية المتحدة.
. ما هو الجدب في علاقاتكم مع الكويت وهل تحم اتصال رسمي بين
البلدين بعد تحرير الكويت؟
– الرئيس: للأسف العلاقات اليمنية الكويتية مازال يكتنفها بعض الضباب بسبب أزمة الخليج ونأمل أن يزول قريبا ومن جانبنا في اليمن لا توجد لدينا آية مشكلة في عودة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين الشقيقين وهي علاقات أخوية قديمة وكانت متميزة وعندما يرى الأشقاء في الكويت أن الوقت قد حان لعودة العلاقات إلى ما كانت عليه نحن مستعدون ليس هناك آية مشكلة.
. من المعروف أن اليمن بلد زراعي متميز وكنا قد تحدثنا عن التنقيب والإنتاج النفطي لبلادكم فهل لكم أن تحدثونا عن الإنتاج الزراعي والدور الذي انعكس من خلاله على الاقتصاد اليمني؟
– الرئيس: اليمن بلد زراعي وغني بتنوع منتجاته الزراعية والشعب اليمني معروف عنه منذ القدم اهتمامه بالزراعة وبنشاطه في بناء السدود والمدرجات الزراعية والحضارة اليمنية قامت على النهضة الزراعية ونحن نولي حاليا التنمية الزراعية اهتماما كبيرا كمرتكز أساسي لتحقيق التنمية الشاملة وتعزيز الاقتصاد الوطني وتحققت على هذا الصعيد خطوات إيجابية كثيرة والمستقبل الزراعي في اليمن واعد بالخير أن شاء الله في ضوء الاهتمام بالزراعة وتشجيع المستثمرين الوطنيين والعرب والأجانب على الاستثمارات الزراعية في بلادنا.