رئيس الجمهورية في حديثه الى أبناء الجالية اليمنية في المملكة العربية السعودية
التقى الأخ الفريق/ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية بمبنى القنصلية العامة لبلادنا في جدة عددآ من الاخوة أبناء الجالية اليمنية بالمملكة العربية السعودية الذين رحبوا بالأخ الرئيس في زيارته للمملكة وسعادتهم بهذه الزيارة التاريخية التي تجسد عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين
وقد تحدث الأخ/الرئيس خلال اللقاء.. وقال نحن سعداء بهذه الزيارة للمملكة تلبية للدعوة الموجهة إلينا من أخي/ خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز/ وان شاء الله تكون بداية جديدة في العلاقات اليمنية السعودية والتي نحن حريصون على تطويرها والدفع بها قدمآ.. لقد كان هناك بعد نظر وحكمة لدى القيادتين في البلديين رغم تضجيج الصحافة الأجنبية في خلق جو من التوتر في العلاقات الأخوية.. لقد كانت الحكمة موجودة.. والعلاقات التي تربطني شخصيا بجلالة الملك فهد حالت دون جر الوطن اليمني والمملكة العربية السعودية الى ماكان يهدف إليه أعداء القطرين.. وحاولنا بكل الجهود أن نحتوي الخلافات التي حاول الأعداء زرعها وتوفقنا بلقاء كبار القادة وعلى رأسهم الملك فهد وتوضيح كل الأمور.. وإزالة سوء الفهم الذي علق بالأذهان من خلال الصراحة والوضوح.. ونحن تعودنا على الصراحة والوضوح في علاقتنا وان شاء الله تعود العلاقات الى سابق عهدها وتعود المياه الى مجاريها حيث تم الاتفاق على إزالة كافة المعوقات والقيود التي حدثت في الماضي وتم التفاهم على كل شيء والأمور تسير سيرآ حسنآ وكما أكد لي خادم الحرمين الشريفين فان أبناءنا يحظون برعاية خادم الحرمين الشريفين وكل المسؤولين فانتم مواطنون في بلدكم السعودية وان شاء الله هذه المعوقات تزال وتنتهي تمامآ وتبدأ حرية الحركة والتبادل السلعي والتجاري وتنقل المواطنين في إطار الالتزام بأنظمة البلدين وستقدم كل التسهيلات للمواطنين في البلدين.. كما أن اللجان المشكلة بين البلدين ستبدأ عملها في الأسبوع القادم ومنها لجان الحدود لتعيين وترسيم ما تبقى من الحدود بين البلدين في المناطق التي لم تعين بعد.. وتعيين وترسيم الحدود البحرية وبحث وتجديد علامات اتفاق الطائف وستنفذ كل بنود اتفاقية الطائف فما لليمن وما للمملكة بشكل ودي واخوي ومكسب كبير أن يجري الحوار بدون وساطة أو تدخل أجنبي لأننا جميعا أبناء وطن واحد وجزيرة واحدة.. فلا غنى لنا عن المملكة ولا غنى للمملكة عنا ولقد حظي المواطن اليمني في المملكة باهتمام كبير ونحن نقدر تقديرآ عاليا ذلك والذين تبقوا من أبنائنا في أراضي المملكة وكما سمعت من خادم الحرمين الشريفين ومن الأمير سلطان وأخيه نائف انهم يعتبرون أبناءهم ويحظون برعاية خاصة.. وعلي صعيد الداخل فإننا سنوجه الحكومة بتقديم كل الرعاية والاهتمام وإزالة كافة العقبات أمام أبناء المغتربين، سواء أثناء عودتهم لزيارة الوطن وفي المنافذ الجمركية وغيرها أثناء عودتهم من المهجر ولدينا عدد من أعضاء الحكومة الآن هنا وعليهم أن يتبنوا هذا الموضوع في مجلس الوزراء وتقديم كل الرعاية والتسهيلات لابناء المغتربين كما نوجه بنقديم كافة التسهيلات للتنقل بين اليمن والمملكة
وتطرق الأخ الرئيس في كلمته الى ما شهده الوطن من تطورات وتحولات على صعيد التنمية واعادة البناء والاعمار والإصلاح الاقتصادي مستعرضا ما تحمله الاقتصاد الوطني من أعباء نتيجة الحرب التي فرضها الانفصاليون على شعبنا
وقال إن الوطن قد تأثر بسبب الحرب وقدم قوافل من الشهداء والمناضلين في سبيل انتصار وترسيخ الوحدة التي ستظل راسخة وثابتة والى الأبد.. وما من شك فان أي عمل تأريخي وإستراتيجي لابد من ثمن وتضحية والثمن الذي ندفعه اليوم هو الصعوبات الاقتصادية التى هي من مخلفات الحرب، ولكن مثلما تغلبنا على الكثير من الصعوبات سنتغلب بأذن الله على التحدي الاقتصادي وسنتجاوز هذه المحنة بفضل كفاءت أبناء شعبنا في الداخل والخارج وتعاون أشقائنا وأصدقائنا وفي طليعتهم أشقاؤنا في المملكة في إطار التعاون الدائم وتبادل المصالح
وتمنى في ختام كلمته للاخوة المغتربين التوفيق والنجاح .