رئيس الجمهورية في حديث صحفي لصحيفة عكاظ السعودية
ـ كيف أستقلبتم يا فخامة الرئيس مغادرة أخيكم خادم الحرمين الشـريفين الملك فهد بن عبد العزيز المستشفى بعد زوال العارض الصحي الطارئ الذي ألم به وكذلك كيف شعر الشارع اليمني خصوصا والملكة جارة كبرى لليمن الشقيق
ـ الرئيس: لقد سررت بنبأ مغادرة أخي العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز المستشفى بعد نتائج الفحوصات الطبية والمطمئنة ولله الحمد.. وقد كنا على تواصل طيلة إقامته في المستشفى.. أتمنى من الله لأخي الملك فهد طول العمر وان يديم عليه نعمة الصحة والعافية.. وقد سررنا كثيرا بنتائج فحوصاته المطمئنة نتيجة الوعكة الصحية التي ألمت به وقد كان الشارع اليمني قلقا وكان يشارك الشارع السعودي في القلق على خادم الحرمين الشريفين ولقد زال هذا القلق ولله الحمد بمغادرة الملك فهد بن عبد العزيز المستشفى بعد زوال العارض الصحي الطارئ، وان قلق المواطن في اليمن لم يكن اقل قلقا من أخيه المواطن السعودي.
ـ هذه فرصة تاريخية أن نتحدث معك ونود أن تحدثونا عن القمة الخليجية الأخيرة التي انعقدت في مسقط ونتائج تلك القرارات على الأمن والاستقرار في المنطقة خصوصا أن الجمهورية اليمنية لها الكثير من الروابط الجغرافية والتاريخية والاستراتيجية مع دول مجلس التعاون الخليجي؟
ـ الرئيس: لقد بعثنا ببرقية تهنئة للأشقاء قادة دول مجلس التعاون الخليجي أثناء انعقاد القمة في سلطنة عمان الشقيقة وقد تمنينا أن يكون التوفيق حليفا لهذه القمة للخروج بقرارات مفيدة لصالح أبناء منطقة الخليج والجزيرة العربية.
وبالفعل فقد خرجت تلك القمة وفق ما كنا نتطلع إليه بقرارات إيجابية نثق تماما بأنها ستنعكس إيجابا على الأمن والاستقرار في المنطقة وسيكون لها مردود إيجابي على خدمة مصالح دول وشعوب مجلس التعاون الخليجي وبما يحقق لها مزيدا من الخير والرخاء.
ـ ألمحت لجمهورية اليمنية إلى رغبتها في الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي فما هي مرئيات فخامتكم تجاه ذلك؟
الرئيس: نحن نقول انه إذا طلب من اليمن الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي فإننا لن نمانع.
ـ ولكن ألم تطلبا اليمن الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي؟
ـ الرئيس: الوضع والمكان الطبيعي لليمن أن يكون في هذا المجلس مع الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي.
ـ وكيف تنظرون فخامتكم إلى طبيعة العلاقات بين اليمن ودول الخليج خصوصا في العلاقات مع
الكويت وكيف يمكن تجاوز إفرازات أزمة احتلال الكويت وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الثاني من أغسطس عام 1990 م؟
ـ الرئيس: علاقاتنا مع دول مجلس التعاون الخليجي علاقات إيجابية وممتازة وبيننا تعاون مثمر في المجالات المختلفة.. وقد أعيدت الأمور إلى ما كانت عليه وعلى وجه الخصوص بعد زيارتي للمملكة خلال العام الجاري ولقد تبقى الشيء البسيط في العلاقات اليمنية الكويتية وليس لدينا أي تحفظ حول العلاقات مع الكويت وإعادتها إلى ما كانت عليه.
ـ ولكن هل هناك اتصالات رسمية تمت بين اليمن والكويت وكيف يمكن معالجة الأمور خصوصا بعد تصريحات وزير الخارجية اليمني تجاه العلاقات مع دولة الكويت؟
ـ الرئيس: لم يكن هناك اتصال مع الكويت في وقتنا الحاضر وبالنسبة للعلاقات اليمنية الكويتية لابد أن تعود عاجلا أم آجلا لوضع المبدأ أو الكيفية لإعادة الأمور إلى طبيعتها.. أؤكد لك أن القطيعة لن تطول.. ونحن في زمن الوفاق والاتفاق وليس زمان الفرقة والاختلاف.. نتطلع أن تكون العلاقات جيدة بين الأشقاء ودول الجوار خاصة ونحن نعيش في ظل متغيرات دولية ونظام دولي جديد ومسيرة السك م والتطبيع مع الكيان الصهيوني وبالأحرى أن يكون هناك تطبيع أولا في العلاقات بين الأشقاء وبعضهم قبل أن نهرول للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
ـ وعلى صعيد عمل اللجان السعودية اليمنية المشتركة ما مدى رضا فخامتكم على ما تحقق حتى الآن؟
ـ الرئيس: اللجان المشتركة تسير بشكل طبيعي ونحن نتمنى أن تنجز مهامها كما هو مرسوم لها وبأسرع وقت ممكن، وهنالك اللجنة العليا المشتركة بين اليمن والمملكة ستعقد اجتماعا لها يوم السبت المقبل في مدينة الرياض والتي سيرأسها من جانب اليمن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وسمو الأمير سلطان بن عبد العزيز عن الجانب السعودي وعضوية وزراء الداخلية والخارجية والمختصين في البلدين وستطلع هذه اللجنة على سير أعمال اللجان وتقييم أعمال اللجان المنبثقة التي نصت عليها مذكرة التفاهم وتحتها على إنجاز المزيد.
ـ وماذا عن الاتفاقية الأمنية بينا للبدين الشقيقين وكيف تتصورون فخامتكم مرودها المنتظر؟
ـ الرئيس: الاتفاقية الأمنية في الأصل مشروع قديم قدم من جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة وهذا المشروع قد أعيد بحثه ووافقنا على ما جاء من المملكة وعلى الملاحظات المقدمة وهي ملاحظات ليس فيها أي اختلاف في وجهات النظر ونحن نرى أن أي اتفاقية أمنية أو غيرها بيننا وبين المملكة العربية السعودية ينبغي أن تستند إلى معاهدة الطائف ومذكرة التفاهم ولما فيه مصلحة البلدين وخيرهما.
ـ ما هي طبيعة الأمور حاليا في اليمن على ضوء الأزمة التموينية وماذا عن ظروف استقالة وزير التموين اليمني؟
ـ الرئيس: ليست هناك أزمة تموينية والاستقالة أخذت بعدا سياسيا وليس بعدا تموينيا كما يقال ولكنه تباين في وجهات النظر حول آلية توزيع المواد المدعومة.
ـ كيف تنظرون فخامتكم إلى تزايد التطرف والعنف والإرهاب وكيف يواجه اليمن ظاهرة التطرف؟
ـ الرئيس: خلال الأزمة وفترة ما قبل الحرب كانت هناك مزايدات سياسية داخل التنظيمات والأحزاب السياسية ووجدنا بعض العناصر المتطرفة وكما تعلم أن بلادنا لا تطلب التأشيرة المسبقة بينها وبين الأشقاء في الوطن العربي ويبدو انه حصل مجيء بعض تلك العناصر خلال تلك الفترة وقد أخلينا اليمن من كل تلك العناصر ومن لا توجد له إقامة شرعية أو عمل في اليمن تم ترحيله، لان اليمن لا يقبل إيواء المتطرفين أيا كانوا وعلى أي مستوى.
ـ كان للمملكة كما تعلمون فخامتكم دور رائد في دعم مشروع التنمية في اليمن الشقيق كيف تنظرون إلى مردود ذلك.؟
ـ الرئيس: حقيقة كان دعم المملكة دعما أخويا وسخيا وممتازا وجاء في إطار العلاقات الطيبة التاريخية والمتميزة بين بلدينا الشقيقين ونحن نشكر الأشقاء في المملكة على ذلك.