رئيس الجمهورية في حديث شامل لصحيفة الأهرام
خاصة أن اليمن كانت متهمة في فترة من الفترات بأنها تأوي بعض العناصر الإرهابية من العرب الأفغان.؟
ـ الرئيس/ لقد استنكرنا وأدنا هذا الحادث الأثيم ونحن نأسف لكل الحوادث السابقة التي تعرضت لها بعض القيادات المصرية.. إن ظاهرة الإرهاب بكل أشكالها هي ظاهرة سلبية في الوطن العربي ولكنها في نفس الوقت أصبحت ظاهرة عالمية.. فالإرهاب موجود في اليابان والولايات المتحدة الأمريكية وفي عدد من الدول الأخرى لانه ظاهرة عالمية خطيرة سواء على الأمة العربية أو الإسلامية أو العالم.. فإننا نرفض الربط بين الإسلام والإرهاب.. ولقد ساد الحديث للأسف عما يسمى بالإسلام السياسي والذي في الحقيقة منبعه.. مصر حيث نعرف أن الجماعات المتطرف بدأت من وقت مبكر حتى قبل الثورة.. تفشت في الو طن العربي. وإننا نأمل أن ينتهي هذا الإرهاب بكل أشكاله.. وثقتنا في القيادة المصرية كبيرة بان تبحث هذا الأمر وتعرف أسبابه ودوافعه ومن هي القوى التي تقف وراءه.. لأنها ظاهرة سلبية الإسلام منها براء.. فالتطرف إرهاب والإرهاب يجب أن يدان بكل أشكاله ودوافعه.. ومرة أخرى أؤكد انه من الضروري تصحيح التصور السائد في بعض وسائل الأعلام العربية والذي يندد بالإرهاب وكأنه ظاهرة إسلامية أو عربية والصحيح هو انه ظاهرة عالمية والمتطرفون موجودون في كل مكان..
ـ الأهرام / ولكن اليمن في فترة من الفترات كانت متهمة بإيواء بعض العناصر الإرهابية ما قولكم في هذا؟
ـ الرئيس/ لقد سئلت هذا السؤال كثيراً.. وأقول للأسف الشديد أنكم في مصر اعتمدتم على العناصر الانفصالية التي أشعلت الحرب في اليمن في هذه المعلومات.. لقد كانت هذه العناصر تزود مصر بمعلومات عن وجود معسكرات لإيواء الإرهاب باليمن وهذا غير صحيح.. الموجودون في اليمن مصريون لهم كل التسهيلات لأننا نعتبر العلاقات بيننا وبين مصر تاريخية أن تأشيرات الدخول يحصل عليها كل مواطن في المطارات.. بكل من اليمن ومصر فلو وجد هناك متطرفون إسلاميون من مصر فان ذلك لا يعني أن اليمن تحتضنهم وترعاهم.. أننا ندين مثل هذه الظواهر السلبية وتعرفون أن الظاهرة بالعكس انطلقت من مصر أساساً، عندنا مدرسون وعمال معهم.. ولا نعرف رسمياً أيهم المتطرف وأيهم الصالح، ولكن هناك تنسيق بيننا وبين الحكومة المصرية على أساس أن يتم التوقيع
بإذن الله على اتفاقية أمنية بين اليمن ومصر ومن هذا المنطلق سيلتزم الطرفان بهذه الاتفاقية التي ربما تنص على عدم إيواء المجرمين أو المفسدين وهذه الاتفاقية محل بحث بين وزيري داخلية البلدين..
ـ الأهرام / هل من الممكن أن تلقوا الضوء على القضايا التي بحثتموها مع الرئيس مبارك..؟
ـ الرئيس/ قضايا المباحثات ذات طبيعة ثنائية وإقليمية واسلامية ودولية لقد بحثت مع الرئيس مبارك الكثير من القضايا منها التعاون الثنائي ومنها المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. أن مباحثاتنا متواصلة واللقاءات والاتصالات مستمرة من وقت إلى آخر..
ـ الأهرام دعني أسألك بصراحة مازالت الخلافات العربية الناجمة عن الغزو العراقي للكويت تقف حجر عثرة أمام تحقيق المصالحة وعودة التضامن العربي.. واليمن مازال من الدول المؤيدة للعراق للأسف.- هل تتحقق المصالحة العربية في ضوء ذلك.؟
ـ الرئيس/ للأسف الشديد دعنا نقول بكل صراحة أيضا أن الأعلام العربي اعتمد على معلومات خاطئة ضد اليمن.. وقال أن اليمن دولة مؤيدة للعراق في غزوها للكويت.. واليمن ما كانت في يوم من الأيام مؤيدة للغزو العراقي.. أن اليمن هي التي استقبلت طه يأسين رمضان بعد الغزو وطلبت منه انسحاب العراق فوراً.. واعلن ذلك في مؤتمر صحفي وقال أن العراق على استعداد للانسحاب.. فاليمن لم تؤيد الغزو ولم نكن معه.. ولكن كانت مع الحل العربي في مؤتمر القاهرة وفي كل اللقاءات كانت مع الحل العربي.. أيضا فان اليمن أيدت كل قرارات الشرعية الدولية عدا تحفظها على قرار واحد هو قرار الحرب.. لقد رفضت الحرب لأنها كانت ترى أن الحل العربي ممكن وعلى هذا الأساس نأمل أن يغير الخطاب الإعلامي.. بعد خمس سنوات من رؤيته لموقف اليمن عندما حملها مسؤولية تأييد العراق وقالت الصحافة إننا سمحنا على أراضينا بقواعد عسكرية عراقية وطائرات وخبراء عراقيين.. ثم اتضح أن هذه المعلومات غير صحيحة.. فأين مصداقية الصحافة..
ـ الأهرام/ مصر لم تعلن هذا
ـ الرئيس/ الصحافة قالت هذا..
ـ الأهرام/ ألان علينا أن نعود للموضوع الأصلي، ، ما رأيك في كيفية تحقيق المصالحة العربية؟
ـ الرئيس/ بالنسبة للمصالحة العربية لابد أن تبذل جهود مشتركة من كل القيادات العربية وأي مبادرة يقوم بها قائد عربي في مصر أو السعودية أو سوريا بالإضافة إلى اليمن نحن نؤيدها في إطار إعادة التضامن العربي وتستطيع الجامعة العربية أيضاً أن تلعب دورا في هذه المصالحة خاصة ونحن سائرون في مسيرة السلام والحوار قائم بيننا كعرب وبين إسرائيل.. وإذا كان هذا هو الحال فالأحرى أن يتم الحوار بين العرب أنفسهم أي أن تتحقق المصالحة العربية في المقام الأول ثم تأتي إلى مسألة السلام مع إسرائيل.. كيف يكون من الصعب التقاء الأشقاء وتفاهمهم وتواصلهم في الوقت الذي يتواصل فيه اللقاء مع إسرائيل التي تربى هذا الجيل أوعلى خصومتها اوعلى تربية معينة اتجاه القيم الإسرائيلية..
ـ الأهرام / العلاقات اليمنية السعودية شهدت خلال الفترة الماضية تقدماً كبيراً بعد زيارتكم للمملكة العربية السعودية- ما هو مستقبل هذه العلاقات وامتدادها لعلاقتكم مع باقي دول الخليج ا لعربي وخاصة الكويت؟
ـ الرئيس/ أولاً العلاقات اليمنية السعودية هي علاقات تاريخية وهناك كثير من القواسم المشتركة.. وأيضاً الصلة الجغرافية خصوصاً أننا نقع في جزيرة واحدة.. لقد أصيبت العلاقات اليمنية السعودية بفتور أيام حرب الخليج نتيجة للإعلام غير المنصف والإعلام المنحاز..
ـ الأهرام منحاز لمن..؟
ـ الرئيس/ ذلك الذي كان يصب الزيت على النار من اجل إيجاد تصدع في العلاقات العربية العربية.. الإعلام العربي مع الأسف هو الذي كان يصب الزيت على النار.. أنا لا ألوم إخواننا المصريين.. ولكن احمل الصحافة جانباً من المسؤولية.. فالعلاقات جيدة ومتينة وحتى رغم الفتور لن تنقطع العلاقة.. وكان التواصل موجوداً.. فنحن لا نستطيع إلا أن نكون في سفينة واحدة.. أي اليمن والمملكة العربية السعودية لعوامل عديدة كل الناس تعرفها..
منها المنافع والمصالح والجغرافيا والتقاليد والأعراف الحقيقية.. لقد كانت زيارتي للمملكة ناجحة وكانت المباحثات ممتازة مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد.. والعلاقة معهم زين.. ليس هناك أي مشكلة اللهم إلا بعض الأشقاء في الكويت.. وان شاء الله تنفرج العلاقات.. من جانبنا لا يوجد أي تحفظ حول الكويت أو أي إشكال عندما سيكون الوقت مناسبا.. لعودة العلاقة وعودة الأمور إلى ما كانت عليه نحن نرحب وسنكون جاهزين..
ـ الأهرام / هل انتهيتم من قضية الحدود بينكم وبين السعودية وبينكم وبين عمان.؟
ـ الرئيس/ نعم..
ـ الأهرام / هل انتهيتم من مشكلة ترسيم الحدود.؟
ـ الرئيس/ انتهت مسألة ترسيم الحدود بيننا وبين سلطنة عمان، لقد كانت عملية ممتازة والآن هناك لجان بين اليمن وبين المملكة حول ترسيم الحدود بين البلدين..
ـ الأهرام / تحديداً متى تنتهي تقريباً مسألة ترسيم الحدود مع السعودية..؟
ـ الرئيس/ من جانبنا قدمنا مشروعاً اقترحنا فيه أن تنتهي اللجان من أعمالها خلال 125 يوماً ولكن ماذا لدى اللجان ومازلنا منتظرين مجيء اللجان من المملكة.. نحن قدمنا هذا المشروع ولكن يمكن ظروف إخواننا المختصين في هذه اللجان في إجازات أو شيء لكن إن شاء الله ستمضي الأمور وهناك لجان بدأت الآن في صنعاء ولجنة وزارية اجتمعت في الفترة القليلة الماضية في الرياض..
ـ الأهرام/ بعد مرور عام على انتهاء الحرب اليمنية وانتصار دولة الوحدة ما هو مستقبل الاقتصاد اليمني وحقيقة الاكتشافات البترولية.؟
ـ الرئيس/ الاقتصاد إن شاء الله في طريقه إلي العافية بعد أن انتصر الشعب اليمني لوحدته بعد التوتر الذي كان له تأثير سلبي على الاقتصاد الوطني ولكن الآن نحن في بداية معالجة الوضع الاقتصادي كي تعود له العافية بشكل نطمح له..
ـ الأهرام / حقيقة الاكتشافات البترولية؟
ـالرئيس/ الاكتشافات البترولية متواضعة.. هناك اكتشافات بترولية وتتزايد يوماً بعد يوم ولكن هناك حاجة إلى أموال للاستثمار والاكتشافات مشجعة وطيبة في مجالي النفط والغاز..
ـ الأهرام/ على الجانب الآخر ما هو مصير التجربة الديمقراطية في اليمن وعلاقة شريكي السلطة
في الائتلاف الحاكم حزبي ا لمؤتمر والإصلاح
ـ الرئيس /التجربة ناجحة وممتازة وهناك ائتلاف حكومي بين المؤتمر والإصلاح وهناك وثيقة موقعة بين أعضاء الائتلاف الحاكم تستند إلى الدستور والقانون وتشجيع المعارضة في اليمن لتقوم بدور هام كمعارضة بناءة وسليمة ووطنية نحن نسير على هذا الأساس والمسيرة الديمقراطية مكتوب لها النجاح والتعددية ممتازة في اليمن وبإمكانكم أن تطلعوا على هذا في زيارتكم لليمن وترى بعينك المسيرة الديمقراطية فيها.. فلا أحد يحكم وهو بعيد عن ملامسة الواقع وان شاء الله ستتاح لكم الفرصة لزيارة اليمن لمعرفة ا لوا قع..
ـ الأهرام /.. كيف صارت مباحثاتكم مع ا لرئيس الأسد..؟
ـ الرئيس /المحادثات ممتازة ولصالح امتنا على الصعيد الثنائي والقومي والدولي وتناولت الهموم التي يحملها كل قائد عربي وقضايا متشابهة هموم مصر واليمن وسوريا والأردن وكل بلد عربي، كلها هموم مشتركة..
ـ الأهرام /كيف تعملون على استعادة التأييد والدعم لبلدكم خاصة من دول الخليج ومن أمريكا
ومن الدول الأوروبية.. هل من اثر بالفعل في الأربع أو الخمس سنوات الأخيرة للجهود في هذا الاتجاه؟
ـ الرئيس/ تعلمون أن العلاقات مع هذه الأطراف تأثرت بحرب الخليج وحرب اليمن والآن نقوم بدور وتحرك سياسي مع الدول الشقيقة والدول المجاورة ومع الدول الكبرى من أجل مساعدة اليمن لتستعيد دورها في الاقتصاد والتنمية.
ـ الأهرام /وما هي رؤيتكم لأسس أو خطط التنمية الاقتصادية وعملية إعادة البنية الأساسية في اليمن.؟
ـ الرئيس/ عندنا في اليمن برنامج للإصلاح المالي والإداري والاقتصادي بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي وبدأنا في هذا البرنامج وبدأ يحقق نتائج ملموسة وطيبة وسنواصل هذ ا البرنامج..
ـ الأهرام / وما هي مدة هذا البرنامج..؟
ـ الرئيس/ المرحلة الأولى مدتها 3 سنوات تقريباً ومستمر إلى الآن وسيبدأ تقييم التجربة بعد الشهور السبعة الأولى من البرنامج.
ـ الأهرام /بعد إعلان العفو العام عن قيادات حركة ا لانفصال.. ما هي إمكانيات إجراء انتخابات عامة واعادة الحياة السياسية إلى طبيعتها وكيف يمكن وصف الخريطة السياسية والحزبية حالياً في اليمن.؟
ـ الرئيس/الانتخابات القادمة ستكون بعد سنتين تقريباً وقرار العفو العام الذي صدر استفاد منه البعض وعادوا أما الذين لم يستفيدوا منه ولا يزالون خارج الوطن فإننا نطالب الأقطار التي يوجد بها هؤلاء الانفصاليون بتسليمهم..
ـ الأهرام / نريد وصفاً للخريطة السياسية والحزبية في اليمن بكل صراحة.؟
ـ الرئيس/ لدينا حوالي 43 حزباً واكثر من 250 مطبوعة.. الخريطة السياسية جيدة والصحافة والأحزاب متواجدة ويمكن أن تطالع الصحف اليمنية فتجدها اكثر الصحف في الوطن العربي التي تقوم بالنقد وتهاجم السلطة والحكومة ونحن معتزون بهذا لأنها بداية جيدة وتساعد الحكومة على معرفة أخطائها..
ـ الأهرام ما هي حقيقة ما يتردد حول إمكانية أن تستغل اليمن علاقتها الطيبة مع السودان في تنقية الأجواء بين الخرطوم والقاهرة..؟
ـ الرئيس/ لا نقوم بدور الوسيط بين السودان ومصر ولكننا متأكدون من حكمة القيادة المصرية والسودانية.. هم يعرفون أن أي توتر سيعود بآثار سلبية عليهم، متأكدون أيضا انهم سيحلون مشاكلهم ثنائياً ولقد وجدنا تفهماً كاملاً من قبل الرئيس مبارك وان شاء الله الأمور ستسير سيراً طيباً..
ـ الأهرام / أرجو أن لا تتضايقوا من هذا السؤال واريد إجابة شافية منكم عليه. ما هو ردكم على ما تردد من شائعات حول وجود محور عرا قي يمني سوداني هل هذه الشائعة فيها شيء من الصحة
ـ الرئيس/ هذه المسألة مازالت من آثار حرب الخليج تصدر من قبل الأعلام المعادي الذي نعتبره معادياً للتضامن العربي.. لا يوجد أي محور عراقي يمني سوداني ولكن هذه من بعض الشائعات المعادية للامة العربية والتي يتم غرسها مع الأسف في أذهان بعض كتابنا العرب البارزين..
ـ الأهرام / كيف تصفون العلاقات ا لمصرية اليمنية.؟
ـ الرئيس/العلاقات تاريخية ووطيدة وعميقة ومتميزة ولم تشبها أي شائبة في أي وقت..
ـ الأهرام / المباحثات بينك وبين الرئيس مبارك هذه هل ستساعد في دعم هذه العلاقات.؟
ـ الرئيس/المباحثات أو أي لقاءات مفيدة جداً في تعزيز التعاون وتعمل على تطوير العلاقات.. أي لقاء بيني وبين الرئيس مبارك وأي لقاءات مصرية يمنية ستعود بالفائدة على العلاقات بين البلدين.
ـ الأهرام / هل هناك اتفاقات جديدة غير الاتفاق الأمني.؟
ـ الرئيس/ هناك تحضير لاجتماع اللجان الوزارية المشتركة وسبل بحث اوجه التعاون
المستقبلي رغم أن التعاون قائم ولكن ما سيتم هو تعزيز ما هو قائم..
ـ الأهرام / هل تأثر حجم العلاقات في الفترة الماضية من ناحية التبادل التجاري والاقتصادي..؟
ـ الرئيس/ لا لم تتأثر العلاقات اليمنية المصرية رغم الإعلام المعادي للعلاقات اليمنية المصرية وسنتخطى ما يروجه الإعلام المعادي.
ـ الأهرام /ماذا تقصد بالأعلام العادي.؟
ـ الرئيس/ا الإعلام الذي حاول أن يسيء إلى العلاقات اليمنية المصرية لكن هذه العلاقات ما تأثرت ولم تتأثر به.