رئيس الجمهورية في حديث لصحيفة الحياة
الصحيفة: ماهي مهمات الحكومة الجديدة؟
رئيس الجمهورية: هناك عدد من المهام الملحة تنتصب أمام الحكومة الجديدة وفي المقدمة معالجة الآثار الناجمة عن جريمة الانفصال وإعادة أعمار ما دمرته أثناء الحرب التي أشعلها الخونة المتمردون على الشرعية الدستورية.. وأرادوا بها تمزيق الوطن وتدمير وحدته وكذلك وضع المعالجات المناسبة للأوضاع الاقتصادية الراهنة بما يؤدي إلى تحسين معيشة الموأطننن وتحرير الاقتصاد الوطني من القيود التي تعرقل حركة تطوره.. إضافة ألي العديد من المهام الكبيرة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإدارية والهادفة إلى مكافحة الفساد وإصلاح الخلل الذي حدث خلال القترة الانتقالية وما تلاها بسبب ممارسات الانفصاليين أينما وجد في الأجهزة الحكومية والانتقال إلى تطبيق نظام الحكم المحلي وفقا للتعديلات الدستورية الجديدة وما سوف يصدر استنادا لها من قوانين. وعلى الصعيد الخارجي فإن أبرز المهام التي ستضطلع بها الحكومة الجديدة هي العمل على تحسين وتعزيز العلاقات الأخوية مع دول الجوار والعمل باتجاه استعادة التضامن العريي..
الصحيفة: لماذا استبعدتم الحزب الاشتراكي من الحكومة؟
رئيس الجمهورية: ذلك أمر طبيعي في مثل هذه الظروف والمصلحة العامة اقتضى أن يعطى الحزب الاشتراكي الفرصة الكافية لإعادة ترتيب أوضاعه وتخليص نفسه من العناصر الانفصالية إضافة إلى أن الحزب الاشتراكي نفسه قد عبر عن رغبته آن يبقى في المعارضة ونحن نتفهم هذا الأمر ومستعدون لمواصلة الحوار بوصفه أحد الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة في إطار التعدد السياسي والحزبي ونحن حاليا نتعاون مع المكتب السياسي الجديد للحزب الاشتراكي مع كافة العناصر الوحدوية فيه، وقد أسهمت نواب كتلة الاشتراكي في مجلس النواب بصورة إيجابية في التعديلات الدستورية الأخيرة.
الصحيفة: هل صحيح أنكم طالبتم بتسليم الـ 16؟
رئيس الجمهورية: نعم.. فقد طالبنا بتسليمهم لأنهم بموجب القانون مطالبون للمثول أمام القضاء وسينالون محاكمة عادلة.
الصحيفة: كيف تردون على الانتقادات الأمريكية في شأن التعاون مع العراق؟
رئيس الجمهورية: لقد أبلغتا الأصدقاء في الولايات المتحدة بأنه ليس هناك تعاون مع العراق يتجاوز ما نصت عليه قرارات الأمم المتحدة.
الصحيفة: ما هو في رأيكم العامل الحاسم في الحرب التي مرت باليمن؟
رئيس الجمهورية: لقد كان العامل الحاسم الذي لم يعمل الانفصاليون حسابه هو الشعب اليمني.. هذا الشعب الذي يعتبر الوحدة قدره ومصيره، وعندما تحققت في الثاني والعشرين من مايو 1990 م اعتبرها الشعب اليمني اكبر انتصاراته وأغلى إنجازاته بعد عهود من الحكم الأمامي المستبد والحكم الاستعماري الأجنبي والحكم الشطري ولهذا فقد مثل الانفصال محاولة لاغتيال كل ما هو مشرف وجميل في حياة الشعب اليمني ماضيا وحاضرا ومستقبلا.. وإزاء ذلك وقف الشعب اليمني كله وقفة لا نظير لها في مواجهة جريمة الانفصال وتمكن بفضل من الله سبحانه وتعالى أن يدحر المؤامرة وأن يحافظ على وحدته. .
الصحيفة: هناك شكاوى كثيرة من مظالم في الجنوب.. إلي أي حد هي صحيحة.؟
رئيس الجمهورية: أولا ليس هناك شيء اسمه شمال أو جنوب، هناك يمن واحد وشعب يمني واحد موحد عير كل العصور.. عموما ما ذكرت ليست سوى افتراءات يروجها العملاء الانفصاليون في الخارج في إطار مؤامراتهم المستمرة على الوحدة وهي افتراءات يدحضها الواقع وتدحضها حقائق الحياة الجديدة التي نشرت نسائم الحرية في محافظات عدن/ لحج/ أبين/ حضرموت/ شبوة والمهرة التي عانت كثيرا من بطش وهيمنة الانفصاليين ولا داعي للتحدث كثيرا عن هذا الموضوع ويكفي أن تقوم بزيارة إلى تلك المحافظات وتلتقي بمن تريد من أفراد الشعب أو من مسئولي الدولة كي نتعرف على الحقيقة كما هي بدون زيادة أو نقصان.. لقد مثلت الوحدة لأبناء تلك المحافظات إنقاذا من كابوس القهر والتسلط الحزبي الشمولي وانتهاء لحالة الحرمان التي عاشوها في ظله.
الصحيفة: هل طرأ تحسن على العلاقات بين اليمن ودول الجوار خصوصا السعودية. وكيف تطمئنون الجوار؟
رئيس الجمهورية: منذ نهاية حرب الخليج ونحن نبذل جهودا متواصلة من أجل تحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج وتعزيزها مع القرن الإفريقي نظرا لخصوصية العلاقة والروابط التاريخية التي تربطنا بهذه الدول وبعد انتهاء الحرب الأخيرة في اليمن أعلنا أكثر من مرة استعدادنا لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة في العلافات مع السعودية ودول الجوار حيث ليس بإمكان أي منا أن يستغني عن الآخر أو ينقى وجوده، أكدنا مرارا أن وحدة اليمن السهام لاغني عنه في تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة وأننا لا نريد من الآخرين سوى علاقات أخوية تقوم على مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتنمية علاقات التعاون المشترك، ودعونا إلى تعزيز التواصل المباشر من أجل تصحيح أية مفاهيم خاطئة هنا أو هناك. ومؤخرا أعلنت في أول خطاب لي بعد التعديلات الدستورية وبعد انتخابي من قبل مجلس النواب رئيسا للجمهورية أن مصلحتنا جميعا تكمن في التفاهم والحوار لما فيه مصلحة بلداننا.. وأعلنت. كذلك وقف الحملات الإعلامية بيننا وأشقائنا في السعودية رغبة منا في تهيئة الظروف الكفيلة بإعادة العلاقات إلى سابق عهدها.. وقد وجهنا الحكومة الجديدة إلى ضرورة إن تضع في أولويات مهامها تحسين العلاقات مع الأشقاء في السعودية ودول الجوار.. ونحن نتمنى بأن قادة هذه الدول يبادلوننا نفس المشاعر الأخوية.
الصحيفة: ألا تخشون الإصلاح ومن بروز جناح متطرف فيه يحاول الاستيلاء على السلطة؟
رئيس الجمهورية: التجمع اليمني للإصلاح حزب وطني موجود على الساحة الوطنية ويمارس نشاطه السياسي في إطار التعددية السياسية والحزبية.. وهو يؤمن بالثوابت الوطنية وبمبدأ التداول السلمي للسلطة بموجب النهج الديمقراطي الذي اخترناه جميعا.. وعلى هذا الأساس فمن حقه أن يصل ألي السلطة إذا استطاع كسب أصوات الناخبين في صناديق الاقتراع العام مثله في ذلك مثل أي حزب آخر.
ونحن مطمئنون إلى سلامة العلاقات القائمة بين المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح لأنها قائمة على أساس الثوابت العقيدة والوطنية التي تمثل قاسما مشتركا بين كل المنتميين إلى كلا التنظيمين.
الصحيفة: هل صحيح أن الذين هدموا الأضرحة في عدن أطلقوا؟
رئيس الجمهورية: لا صحة لذلك.. وهم حاليا تحت مسؤولية النيابة العامة وهي المكلفة قانونا بالتحقيق والإشراف عليه وتقديم ا لمتهمين للمحاكمة. والمسؤولية في الأخير هي مسؤولية القضاء وهو صاحب القول الفصل.. ونحن دولة مؤسسات لا نحتكم سوى للنظام والقانون.