رئيس الجمهورية في حديث لراديو صوت العرب
فخامة الرئيس علي عبد الله صالح هذه الجولة التي تقومون بها حاليا، نتعرف في بداية هذا الحوار على المحصلة والأهداف والنتائج في كلمات قصيرة
في حقيقة الأمر هذه الزيارة كان الترتيب لها منذ نهاية الحرب مع الانفصاليين وكان هناك تركيز لزيارة هذه الدول الصديقة وقبل وصولي إلى كل من فرنسا وهولندا وألمانيا مررت بالقاهرة والتقيت بالأخ الرئيس محمد حسني مبارك أطلعته على آخر التطورات في الساحة اليمنية ووجدت تفهما كاملاً من الأخ الرئيس مبارك والمسؤولين في الحكومة المصرية
والتطورات هي مشكلة ما هو حادث بين بلادنا والأشقاء في السعودية حول مسألة الحدود وقد بذلت جهود مشتركة مع الأشقاء في كل من مصر وسوريا أيضاً جهود مبذولة من القيادة اليمنية والقيادة السعودية لحل هذه المشكلة التي نعتبرها مشكلة طارئة وينبغي علينا أن نطوقها بالعقل والحكمة وأن نحل محل التوترات القائمة الحوار.. والحوار هو أفضل وسيلة من أي خيار آخر ونحن مع الحوار وحل المشاكل بطرق سلمية وأخوية سواء في الإطار الثنائي أوفي إطار جهود الوساطة العربية أو على أي مستوى يريده الأشقاء في السعودية.. وحاضرون للتفاهم لحل هذه المشاكل رغم أنها مشاكل مزمنة لكن إذا توفرت الإرادة السياسية يمكن نتوصل لحل.. بالنسبة لنا الإرادة السياسية موجودة والمصداقية موجودة ونحن نتعشم أن تكون الإرادة واحدة.. الإرادة السياسية والمصداقية من قبل الطرفين للوصول إلى حل أخوي ومرضي لكل من اليمن والسعودية كبلدين جارين مسلمين وأي توتر أو أي إشكالية لا تخدم البلدين الجارين ولا تخدم أمن واستقرار المنطقة ولا تخدم التضامن العربي ولا تخدم الأمن والسلام في المنطقة.. ويجب أن نتفهم ما قد حصل لامتنا العربية من إشكاليات أثناء حرب الخليج ويجب أن نقفل ملف الماضي بكل مآسيه وبكل آلامه ونفتح ملفآ جديداً.. ملف الصراحة والإخاء والوضوح وهذا سيكون خدمة لامتنا العربية وربما يكون حلاً للمشكلة اليمنية السعودية هو مفتاح للعلاقات العربية العربية وسيزيل الكثير من سوء الفهم لمن يسعون لتعكير الصف العربي.. فخامة الرئيس علي عبد الله صالح سمعنا أ ن هناك لقاء ثلاثياً سوف يشارك فيه الرئيس مبارك
نحن نرحب باللقاء ثنائياً أو ثلاثياً أو رباعيآ على أي مستوى.. المهم أنه يجنب المنطقة أي اشكالات وبالنسبة لنا لا نشكل أي خطر على جيراننا حتى لو حصل من جيراننا أي استفزازات لن نقابله باستفزاز آخر.. نحن دولة مسالمة ودولة نامية لديها هموم اقتصادية تبحث عن حل مشاكل الخبز في الوطن لتغذية ما يقرب من ستة عشر مليون نسمة وعندنا هذا هو الهم الاقتصادي والمعركة الحقيقية وليست معركة المشاكل الطارئة
فخامة الرئيس علي عبد الله صالح من المعروف أن الحرب الأخيرة في اليمن قد كلفت الإدارة اليمنية أحد عشر مليار دولار وأن اليمن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تدخل في صراع مع دولة أخرى كيف يكن أن نقول بأن الجمهورية اليمنية بالدرجة الأولى حريصة على علاقاتها مح الأشقاء خاصة في الخليج والعربية السعودية في المقدمة
نحن حريصون كل الحرص على علاقاتنا مع دول الجزيرة وبالذات السعودية وكل الدول العربية.. اليمن تمد يدها نظيفة لكل أشقائها في الوطن العربي
الأخ الرئيس هل ترون أ ن قمة الإسكندرية قد أثمرت نتائجها من خلال الاتصالات الأخيرة بين اليمن والسعودية
نرى إنها خطوة إيجابية وأي اللقاء إذا كان سيخدم التضامن العربي ويخدم الأمة العربية فهو يعتبر إيجابيا
الأخ الرئيس هل تعتقدون أن الظروف الحالية تستدعي عقد قمة عربية طارئة؟
الأمر يحتاج إلي تمهيد ويحتاج إلى تنقية الأجواء وإزالة ما علق في الأذهان ولأجل أن يحضر الناس إلى هذه القمة والنفوس مهيأة.. وإزالة ما علق في العلاقات الثنائية بين الأشقاء أنفسهم.. وأما القمة نحن نرحب بها إذا كانت لقاءات الإسكندرية بين كل من الرئيس محمد حسني مبارك والملك فهد والرئيس حافظ الأسد خطوة تمهيدية لتنقية الأجواء بين الأشقاء فهذه خطوة يشكرون عليها وسيكون لها مردودها الإيجابي ولابد من أن تقوم الجامعة العربية بدعم لقاء الإسكندرية بدور فاعل في كل العواصم العربية بدون الانتقائية ولآن الأمة العربية واحدة وسنتقبله بكل ارتياح
فخامة الرئيس هل تعتقدون أن عرض النزاع اليمني السعودي على محكمة العدل الدولية هو الحل؟
نحن نفضل أن يحل ثنائياً.. أفضل من اللجوء إلى محكمة العدل الدولية ولكن إذا لم يحل ثنائياً وسيؤدي إلى التوتر أو اشكالات بين البلدين.. فيلجا الطرفان أو أي أطرا ف أخرى إلى التحكيم أو الوساطة أوالى محكمة العدل الدولية أفضل من أن يلجا البلدان إلى أي ترتيبات غير حميدة
فخامة الرئيس البعض يتخوف من الوحدة اليمنية؟
الوحدة اليمنية هي وحدة تخص الشعب اليمني لم يكن لها اثر سلبي على أشقائها
بل نعتبرها مصدر قوة ومفخرة للأمة العربية والوحدة يعتز بها كل العرب ويعتز بها كل الوحدويين العرب وبقدر ماهي مكسب لليمن فهي مكسب لكل الأمة العربية.. والذي نهدف إليه منذ أن نشأنا هو وحدة عربية شاملة لذلك نعتبر أن الوحدة اليمنية لبنة أساسية وأي تجمع مثل التجمع الخليجي نعتبره خطوة إيجابية في إطار وحدة الأمة العربية وأي تجمعات تخدم التضامن العربي أو تهدف إلى السعي من أجل تحقيق الوحدة العربية فهذه خطوات إيجابية
فخامة الرئيس ما هو تقييمكم للعلاقات اليمنية الخليجية بشكل عام
بالنسبة لنا فنحن نسعى إلى علاقات جيدة وهي علاقات بالفعل جيدة وكانت جيدة قبل الحرب لكن حصل ما حصل من سوء فهم أثناء حرب الخليج والتشويش الإعلامي والشهادات والمعلومات الخاطئة وما حاولت تثبيته في الأذهان وفي النفوس بأن فلانا مع فلان وهذا وقف إلى جانب كذا.. وهذه كلها تنصب في إطار معلومات خاطئة وبما يخدم أعداء الأمة العربية
فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية شكرا جزيلا
الرئيس/ شكرا لصوت العرب .