رئيس الجمهورية في حديث لمدير ورئيس تحرير وكالة الأنباء القطرية
أشاد الأخ الفريق علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية بالمواقف الإيجابية لدولة قطر تجاه اليمن ووصف العلاقات بين البلدين الشقيقين بأنها متميزة وتنمو باستمرار.. جاء ذلك في حديث أدلى به في عدن إلى مدير ورئيس تحرير وكالة الأنباء القطرية قال فله-. إننا قي اليمن نقدر لقطر أميرا وحكومة وشعبا هذه المواقف الأخوية نحو أشقائهم في اليمن والتي تعكس عمق العلاقات بين دولة قطر والجمهورية اليمنية وتطورها لما فيه خير مصلحة الشعبين الشقيقين.. وحول الأوضاع في مدينة عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن والمقر الشتوي للحكومة اليمنية قال الأخ الرئيس، أن الجهود منصبة الآن على تجاوز الآثار التي خلفتها الحرب مع الانفصاليين واعادة بنائها وان هذه الجهود تتسع لتشمل إعادة تخطيط وتنظيم البنية التحتية التي خلفها النظام الشمولي السابق من حيث الأنظمة والقوانين والهياكل الأساسية للتنمية..
وأوضح أن أهداف الجهود القائمة والمستقبلية لعدن تتركز حول ترتيب وضعها كميناء رئيسي لليمن مما يتطلب إيجاد وبناء المنشط ت الضرورية وتوفير المعدات والأجهزة والخدمات المتكاملة لإنعاش حركة الميناء الملاحية نظرا لأهميته الاقتصادية لليمن ولموقعه الجغرافي المميز في المنطقة ونظرا لضرورات التواؤم مع المتغيرات ومواكبة التطورات العالمية في مجالات الاستثمار والتجارة خاصة ما يتعلق بالقوانين والتشريعات والتسهيلات ..
وقال الأخ رئيس الجمهورية في حديثه للوكالة القطرية إن الصعوبات التي نواجهها الآن بعد أربعة اشهر من الحرب مع الانفصاليين كبيرة وتحتم علينا البدء من الصفر.. واستطرد يقول.. إننا، خلال هذه الفترة قطعنا شوطا لا باس به في إعادة بناء ما خلفته الحرب وتم تكليف الوزارات والأجهزة الحكومية بمباشرة أعمار ما يخصها من مرافق ومنشات بينما تقوم لجنة عليا لاستقبال التبرعات بترميم واصلاح وبناء المساكن التي تضررت خلال العمليات العسكرية وفى نفس الوقت فإننا نشهد إقبالا كبيرا من رأس، المال الوطني المغترب والعربي أيضا والأجنبي للعمل والبناء في البلاد والاستثمار الداخلي الذي تدعمه وتحفزه وتحميه القوانين والأنظمة ا لمعمول بها.. وحول الأوضاع السياسية في اليمن على ضوء ما يسمى بالنظام العالمي الجديد قال الأخ الرئيس.. أن بلادنا قطعت شوطا كبيرا في تجربتها الديمقراطية وهو الأمر الذي نفهمه كأحد أركان هذا النظام الجديد حيث أجريت الانتخابات النيابية مشيرا إلى إن مجلس النواب يقوم بمهمته كسلطة تشريعية على أساس التعددية السياسية والحزبية إلى جانب حرية الصحافة.. وقال انه فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي من مشاركتنا في التوجهات العالمية فانه يقوم على أساس تبادل المصالح وتبادل التأثر والتأثير سلبا وايجابآ مشيرا في هذا الصدد إلى وجود تعاون بين اليمن ودول السوق الأوروبية والولايات المتحدة وأوروبا الشرقية ومختلف دول العالم..
وتناول الأخ/ رئيس الجمهورية في حديثه مستقبل الشرق الأوسط في ظل مرحلة السلام التي بدأت ملامحها تظهر بعد توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية واتفاقية الحكم الذاتي الفلسطيني ومعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية، فقال أن علينا أن نتعامل مع الواقع الدولي الجديد اخذين بالاعتبار طموحاتنا المتمثلة باستعادة كل الحقوق المسلوبة للامة العربية مثل الأراضي الفلسطينية المحتلة والأراضي السورية وجنوب لبنان والأراضي الأردنية..
وأشار الأخ الرئيس في هذا الصدد إلى أهمية التنسيق والتضامن العربي.. وقال إن التفكك العربي وضع المفاوض الفلسطيني في موقف صعب أمام المفاوض الإسرائيلي ومن هذا المنطلق خسرنا كثيرا من الأوراق، ولو كان هناك تضامن وتنسيق عربي قوي وممارسة لأسلوب معين في إطار المصالح المشتركة لاستطعنا أن نحقق مكاسب عربية أفضل مما حصلنا عليها في الوقت الحاضر..
وفى الوقت ذاته أكد الأخ الرئيس دعم اليمن لعملية السلام وقال إننا مع السلام ونؤيد الجهود والمساعي الرامية لاحلال السلام في الشرق الأوسط ونأمل وعلى ضوء الخطوة الإيجابية التي تمت مؤخرا بين الأردن وإسرائيل أن تستعاد بقية الأراضي العربية المحتلة في الجولان وفي جنوب لبنان..
وردا على سؤال حول دور الجامعة العربية إزاء قيام تكتلات سياسية واقتصادية عربية وموقف الجمهورية اليمنية من ذلك قال الأخ الرئيس أننا نعتبر قيام التكتلات العربية العربية أمرا إيجابيا على طريق استعادة التضامن العربي، ونحن نبارد مثل هذه التكتلات سواء في منطقة الخليج والمغرب أو أي تكتلات أخرى تخدم التضامن العربي تصب في خدمة التضامن العربي وتصب فتي خدمة التضامن العربي الإسلامي..
واستطرد الأخ الرئيس قائلا انه انطلاقا من هذه الرؤية نعتقد أن قيام هذه التكتلات يعزز دور الجامعة ولا نظن انه يضعفها إذا كان توجه هذه التكتلات بعيدا عن الانغلاق على بعضها البعض ونحن في اليمن نبارك هذه التكتلات ونعتقد إننا كجزء من الأمة العربية نؤثر ونتأثر بها سلبا وإيجابا..
وقال الأخ رئيس الجمهورية في رده على سؤال حول ما إذا كان لدى اليمن اتجاهات واتصالات للانضمام إلى تكتل سياسي قائم سواء مع الدول العربية او دول القرن الأفريقي أن اليمن يضع الأهمية الأولى لتنقية الأجواء العربية وفي حالة تحقق ذلك فليس هناك ما يمنع أن يكون اليمن ضمن أي تكتل مع دول الجوار سواء كان على مستوى دول الخليج أو الجزيرة العربية أو القرن الأفريقي..
وردا على سؤال حول تأثر اليمن بالوضعين الأمني والسياسي في القرن الأفريقي قال أننا بحكم تجربتنا ووجودنا في الجزيرة العربية نتأثر ونؤثر بما يحدث لدى الأشقاء في القرن الأفريقي.. في الصومال وجيبوتي وإرتريا وأثيوبيا والسودان.. وقد حدث بالفعل أننا واجهنا صعوبات كثيرة جدا طوال الصراع الذي كان قائما بين إرتريا وأثيوبيا كما واجهنا صعوبات خلال الحرب الداخلية في الصومال خاصة على صعيد قدوم آلاف النازحين من تلك البلدان إلى الأراضي اليمنية مما أوجد مشاكل كثيرة ومنها الجانب التمويني والصحي وغيرهما.. واستطرد يقول ومثلما يهمنا استقرار الوضع الأمني في القرن الأفريقي فيهمنا أيضا كأشقاء استتباب الأمن في الجزيرة والخليج.. وعلى سبيل المثال فان الفتنة الأخيرة في اليمن دفعت بنحو عشرة آلاف مواطن يمني للنزوح إلى دول الجوار وبحمد الله فقد عاد هؤلاء بعد انتهاء الفتنة وفي ظل قرار العفو العام الشامل. وتناول الأخ الرئيس في حديثه مستقبل الوضع النفطي في اليمن وحجم نشاطات الشركات الأجنبية العاملة في مجال التنقيب عن النفط فقال: إن تلك الشركات عادت واستأنفت أعمالها في اليمن بينما تقدمت شركات أخرى أمريكية وفرنسية وكندية ومن دول أخرى للاستثمار في مجال الغاز مشيرا إلى أن التعاون مستمر وقائم وإلى أن نتائج الاكتشافات النفطية والغازية تحقق باطراد أرقاما متقدمة.. وإيجابية..
وردا على سؤال حول ما إذا كان قد تم حسم تنافس الشركات المعنية باستخراج الغاز الطبيعي قال الأخ الرئيس: إن البحث مازال قائما بهذا الصدد معربا عن اعتقاده بأن يتم الانتهاء من هذا الموضوع في غضون شهر.
وحول ما إذا كانت ستدخل في عملية حسم هذا الموضوع اعتبارات سياسية أم أن الأمر سيتركز على الاعتبارات الفنية قال الأخ الرئيس اعتقد أن حسم الموضوع فني اكثر منه سياسي.. فليس لهذا الموضوع علاقة بالجانب السياسي، فالأمر هو فني بحت..
وردا على سؤال عما إذا كانت اليمن تفضل أن تعطي فرصة للتنقيب عن الغاز والبترول لدولة كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية على أن تعطيها لدولة أخرى قال الأخ الرئيس أن الأمر يعتمد على المعطيات التي تخدم مصلحة اليمن.. أي شيء يخدم مصلحة اليمن نتجه إليه سواء مع الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى..
وحول ربط صندوق النقد الدولي لمساعداته التي يقدمها لليمن برفع الدعم الحكومي عن بعض السلع الأساسية قال الأخ الرئيس إن من شأن إلغاء هذا الدعم إيجاد صعوبات في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به اليمن ونحن الآن نخوض معركتنا الاقتصادية بعد الانتهاء من المعركة العسكرية..
وأضاف يقول إننا نعمل بكل الوسائل ونستعين بكل الكفاءات الوطنية اليمنية ومع الأشقاء للخروج بالسفينة إلى بر الأمان الاقتصادي..