رئيس الجمهورية في برنامج حكايتي على قناة ( mbc ).. سبتمبر2004م
دهاء رئيس: صنعاء 27سبتمبر 2004م: هنا قامت اقدم حضارات العرب.. هنا كانت بلقيس ملكة على اليمن.. هنا في اليمن قامت دول حمير وقتبان ومعين.. هنا كتب الاقدمون بالخط المسند وهنا ايضاً أقاموا مدينة آزال التي صارت اليوم صنعاء.. نحن في قلب صنعاء عند باب اليمن القديم خلف أقدم سوق في صنعاء سوق الملح وفي الجهة المقابلة صنعاءالحديثة.. صنعاء تضج بالحركة وتزدحم بساكنيها كل ماضي في اتجاه أساطيرها حكت عن رجلاً اسمه علي، وحد بلاد اليمن وحكمها فتغيرت الدنيا في زمانه من حال الى حال.. لكن علي عبدالله صالح لم تلده الاساطير بل هو ابن هذه البيئة، وهو رجل اليمن القوى منذ ربع قرن. سالم صالح محمد مستشار رئيس الجمهورية: داهية علي عبدالله صالح.. من أدهى الرجال الذين لا زمتهم وعنده من الدهاء ما يجعله في مصاف السياسيين الذين فعلاً لولا هذا الدهاء لما وصلوا الى تحقيق هذه الاهداف الكبيرة. عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى: يغضب عندما يجد ان اوامره لم تنفذ. أمه العليم السوسوة وزيرة حقوق الانسان: لديه تسامح وقدره على العمل حتى مع خصومه. عبد العزيز عبد الغني: الشخص نابع من تربة اليمن.. من نفس العجينة التي صنع منها عشرين مليون يمني.. يفكر بنفس تفكير ابناء الشعب الفئات العريضة. رئيس الجمهورية: القبائل يمكن انا اعرفها اكثر من غيري كوني جزء من القبيلة فأعرفهم حق المعرفة واعرف كيف اتعامل معهم واحيانا القبيلة تريد صوت مرفوعا قليلاً وعين حمراء وأحياناً تريد صوت ناعم وتقودها، ليس في كل وقت تكون عين حمراء ولا كل وقت يكون الصوت ناعم. القناة: يمتطي الرئيس علي عبدالله صالح صهوة حصانه في حديقة القصرالرئاسي في صنعاء ويتذكر طفولته في الريف اليمني.. هنا في قرية بيت الاحمر نشأ في أسرة مزارعين ايام ما كان اليمن مقسماً في حكم امامي واحتلال بريطاني، فقد والده في طفولتة وكان عليه أن يرعى الاغنام منذ نعومة أظفاره. رئيس الجمهورية: كنا في بؤس.. كنا في حرمان.. كنا في فقر.. كنا في وضع غير طبيعي.. الشعب كامل ليس انا.. كانت الملابس عندنا في الريف ملابس رثة مليئة بالغبار والتراب ولايستطيع الواحد يأخذ قطعة القماش، وعندما يشتري قطعة قماش يلبسها حتى تتقطع.. كان كل الشعب على هذا المنوال. القناة: رغم مشاق الحياة تعلم الاطفال آنذاك مبادئ القراءة والكتابة. رئيس الجمهورية: كنا نذهب إلى الكتاتيب.. كتاتيب صغيرة فيها فقهاء على رأسهم عمائم.. وفي أيديهم عصي، والقرآن بين أيديهم، ويعلمونك القرآن وإذا لم حفظت ضربوك، هذه كانت الطفولة الجميلة، هذه كانت الروضة. المذيعة: في مجتمع المدن المحافظ تتوارى المرأة خلف ابواب موصدة لا يجوز ذكر اسمها ولا تصويرها في ايام المراهقة، وقع علي عبدالله صالح وهوفي مراعي بيت الاحمر في غرام راعية مثله فتزوجها. المذيعة: كم كان عمرك اول مرة تزوجت فخامة الرئيس؟ رئيس الجمهورية: عندما تزوجت كان عمري سبعة عشر سنة، تزوجت في عام 64م في وقت مبكر وخلفت في 67م. المذيعة: هي كانت كمان صغيرة؟ رئيس الجمهورية: نعم.. المذيعة: كيف تعرفتوا على بعض؟ رئيس الجمهورية: نحن كنا رعاة غنم نرعى مع بعض نزرع مع بعض فلاحة مع بعض في الطرق نمشي مع بعض لا يوجد تحفظ، كان الامر اعتيادي. القناة: عاش علي عبد الله صالح مع رفيقة صباه حتى عام 79م عندما توفيت بحادث سير فتركت له خمس بنات وولدين.. المفارقة أن علي الذي تزوج مراهقا بعد قصة حب عاشها في حقول بيت الاحمر حرم بعدما اصبح رئيساً من أي زاوج عن حب وتزوج مرتين بعد وفاة رفيقة صباه دون ان يرى وجه العروس قبل ليلة الزفاف. رئيس الجمهورية: يعتمد على الوصف كيف سيصفون الزوجة الجديدة. المذيعة: ماذا تقصد؟ رئيس الجمهورية: كيف سيصفونها. المذيعة: هل تتزوج أيضاً؟ رئيس الجمهورية: نحن نتزوج على الوصف.. على الغايب يعني مثل ضربة حظ. المذيعة: من وصف لك الزوجة الاولى؟ رئيس الجمهورية: أكيد لا بد لهذه المسائل أن يصفها الاقرباء.. الذين يذهبون لزيارة أهل العروس. أمه العليم السوسوة: الزواج على الوصف في اليمن ياسيدتي هو القاعدة والاستثناءهو ان يتزوج الناس بالمعرفة المباشرة بسبب وجود الفاصل الاجتماعي، القاطع، هذا بين الذكور والاناث ولكن مع تزايد المؤسسات والاماكن التي يكثر فيها التعارف والمعرفة والرؤيا نلاحظ ايضا ان هنالك عدد الان لا بأس به قد بدأ يعتمد فكرة الزواج المباشرة والقدوم المباشر. رئيس الجمهورية: انا اعتبرها نكبة للرجل والمرأة اذا لم يكن قد تعارفا وهذا لا يخل بالآداب ولا يخل بالمعتقدات الدينية ان يشاهدها وتشاهده.. لا توجد مشكلة.. لان الزواج الآن عندنا في المدن يعتمد على الأخت أوالأم، تذهب لاختيار الزوجة. طيب ذوق أمك شيء، وذوق أختك شيء، وذوقك شيء آخر. قد ترى الأم العروس جميلة من وجهة نظرها هي، لكن أنا لي وجهة نظر أريد أن أشاهد هذه البنت. المذيعة: وشخصيتها؟ رئيس الجمهورية: وشخصيتها.. ويتحدث معها. اعتقد هذا لانه في نهاية المطاف الزواج عقد لا ينبغي ان ينفرط بينهما، فإذا أردت لابنتك وابنك السلامة فيجبان يتعرفا على بعض أمام الأب أو أمام الأم، ويتعرف عليها بحيث يكون الزواج ناجحا. القناة: تحت حكم الامام يحيي حميد الدين في خمسينيات القرن الماضي عاش اليمن منعزلاً متخلفاً جنوب البلاد أي عدن محمية بريطانية، وصنعاء العاصمة يغلق الامام ابوابها ليلاً، علي عبدالله صالح كان في مقتبل شبابه حين عايش الفقر والجهل والمرض في وقت لم يكن الحاكم فيه يعرف حدود حكمه في ظل صراع القبائل واقتتالها لا يربطه بشعبه الا ما يرده من ضرائب تجمع من شعب معدم. رئيس الجمهورية: حتى الحكام كانوا متخلفين وهم محرومين هم انفسهم احرموا الشعب واحرموا انفسهم. القناة: وبينما كان الجيش آنذاك لسان التحدث الوحيد في البلاد مدرسة يزهواالشباب فيها ببدلاتهم وسلاحهم تأثر علي عبدالله صالح بأخيه الاكبر محمد. رئيس الجمهورية: كان هو عسكري.. وكان قبلي.. كان في سلك الجندية وكان يأتي القرية الى البيت على كتفه السلاح وملابسه نظيفة وهنا يشعر الانسان أن هناك رجولة فشعرت ان هذا افضل مكان لتربية الإنسان عسكرياً وجسدياً وثقافياً، في ذلك الوقت كنت قد تأثرت بأبناء القرية عندما كانوا يأتون إجازات من وحداتهم ويحملون السلاح، فكنت عاشق للجيش عشقت الجيش وعشقت السلاح فذهبت الى التجنيد وبدأت تنمو ثقافة الانسان حتى قامت الثورة قامت الثورة وأنافي الجيش وكنا مشاركين مساء الثورة ولكن لسنا من صناع القرار يعني جنود. القناة: سرعان ما أصبح هذا الجندي ضابطاً عام 62م بعدما أطاحت الثورة بحكم الامامة تقدمه أذهل الكثيرين، وأذهل استغرابهم التحق بسلاح الدروع وسط اضطرابات بين شطري البلاد الشمالي والجنوبي تولى عام 75م قيادة لواء ثاني أكبر مدن اليمن تعز بينما كانت بؤرة للنشاط السياسي في تلك الفترة على أي حال أحداث ذاك الزمان كشفها رفيق سلاح قديم عندما حللنا عليه في مقيله مع القات. عبدالله عبدالسلام صبرة عضو مجلس الشورى اليمني: مفاجآت غريبة أنه يقفز قفزات سريعة حتى وصل الأمر بأن يعين قائد عسكري في منطقة تعز وكانت منطقة تعز في ذلك الوقت فيها من الاحداث والمواجهات والوافدين اليها والخارجين منها يعني كانت تشكل واجهة الصراع السياسي. سالم صالح محمد مستشار رئيس الجمهورية: كنا نسمع عنه ونحن في سدة الحكم في الجنوب عندما كان قائد لواء تعز في تلك الفترة، كثير من زملائي الوزراء وبالذات من لهم علاقة في الاوضاع الداخلية كانوا يتحدثوا عن هذا الرجل حديثاً إيجابياً من حيث شجاعته من حيث تعاونه في كثير من القضايا. عبدالله عبدالسلام صبرة عضو مجلس الشورى اليمني: استطاع كما قلت بكفائته ولباقته وحسن تعامله وعطائه ان يحتل موقع جيد في الجيش. القناة: بينما ارتقى علي عبدالله صالح سلم الرتب العسكرية تقلب شطر اليمن الشمالي في صراعه بدأت بحرب أهلية بين ملكيين وجنوبيين بتأثير صراع اقليمي وتعاقب على السلطة اربعة رؤساء أطيح باثنين منهم في انقلابين واغتيل الاخيران وباتت البلاد على شفير الهاوية. عبدالعزيز عبدالغني: في ذلك الوقت كان رئيس الجمهورية أو رئاسة الجمهورية شيء مخيف لأنه تم اغتيال الرئيس الحمدي ثم اغتيال الرئيس الغشمي بعد سنة تقريباً فكل واحد كان متردد أن يكون رئيساً للجمهورية. رئيس الجمهورية: بعدها جاء بعض الناس لإقناعي بعدم ترشيحي للرئاسة، قلت لهم لماذا؟ قال: عدد من القوى السياسية لا تترشح للرئاسة كن رئيس وزراءكن قائد عام للجيش كن اي شيء لكن لا تمسك الرئاسة. هذه القوى السياسية كانت تريد رئيس الجمهورية عبارة عن شماعة، موظف لدى هذه القوى السياسية تحركه في أي وقت قلت لهم على كل حال أنا الآن مرشح رئاسي وأنا حفرت قبري وأخذت كفني بيدي وأنا متوكل على الله. عبدالعزيز عبدالغني: كانت ايضا مخاطرة أنا أذكر من الاشياء التي قالها أنا سأتحمل السلطة وأنا اخيط كفني الآن. قلنا على بركة الله. رئيس الجمهورية: أقسم بالله العظيم أن أكون متمسكا بكتاب الله وسنة رسوله مخلصا لديني ووطني وامتي. القناة: تجسد الخطر فعلاً بعد اقل من عام في محاولة الانقلاب الوحيدة ضده ربما كان ذلك دافعاً له لاستلهام دهائه وحنكته للتمسك بدفة قيادة سفينة البلاد في أحرج الظروف واقساها. نصر طه مصطفى رئيس مجلس إدارة وكالة الانباء اليمنية (سبأ): الرئيس جاء من الوسط العسكري وهو وسط غير حزبي وكان الطابع العامي للمثقفين في السبعينات ان معظمهم متحزبون.. إما يساريون بمختلف الانتماءات وإسلاميون أو غير ذلكوكانت تجربته مع الحزبيين في بداية عهد التجربة غير طيبة حيث كان هناك طرف سياسي حاول الانقلاب عليه، وطرف آخر كان في خلاف معه.. مع الحزب الاشتراكي أثناء حكمه للشطر الجنوبي هذا خلق حالة من التوتر واتجاه الحزبيين لأنه كان معظم الحزبيين ينتمون الى هذه التيارات الحزبية. أمة العليم السوسوة: هذه واحدة أيضاً من أسرار شخصية علي عبدالله صالح أنه حتى بوصوله الى سدة الحكم سواءً عندما كان شخصية عسكرية خالصة أو عندما مُدن وتمدن مع قضايا الانتقال بالحياة العسكرية الى الحياة المدنية والعامة بهذه الطريقة.. أعتقد انها واحدة من المسائل التي ساعدته في النجاح انه لم يستعد أيٍ من تلك القوى بل احتوى الجميع وقبل بهم لكن من الاهم أيضاً انهم بهذا السلوك قبلوا به وهذه أيضاً معادلة صعبة لا تتحقق لكثير من السياسيين. عبدالعزيز عبدالغني: لم يغدر بأي صديق، أو بأي شخص عرفه الوفاء من صفاته الدائمة. سالم صالح: ظل بنفس توهجه.. بنفس بساطته.. بنفس تسامحه، وبشجاعته وبقسوته ودهائه ايضا. عبدالله عبدالسلام صبرة: كان الآخرين لايتوقعون انه سيصمد امام المسؤوليات الكثيرة والتحديات والمشاكل. القناة: معظم فئات الشعب العريضة ترى في ورق القات والطري من أغصانه حاجة يومية ينفق عليها اليمنيون اكثر من ثلث دخلهم.. مجلس القات أو (المقيل)مجلسان واحد للرجال وآخر للحريم وفيه يطيب الحديث عن خفايا السياسة والضغوط للتاريخ وإبداع الشعر والغريب من الاخبار. رئيس الجمهورية: جلسة القات.. صراحة انا اخزن في الاسبوع ثلاث مرات.. خلال الجلسة تسمع أدب وشعر وتلتقي مع الناس ونتكلم في السياسة، وكل الناس يتكلمون في عدة مجالات. المذيعة: هل تتخذون قرارات سياسية في هذه المجالس؟ رئيس الجمهورية: لا يبنى عليها قرار. أمة العليم السوسوة: هو فعلاً داء اجتماعي يحتاج معالجة جذرية.. بحاجة الى جملة من الفعاليات الصارمة جدا لا رحمة فيها. المذيعة: اذاً عندك وجهة نظر فكرت انك تخزني؟ أمة العليم السوسوة: لا.. لا.. انا عمري ماخزنت ولا حتى أقبل به وانا في جمعية لمناهضة القات. رئيس الجمهورية: لابد للحكومة والسلطة ان تبحث عن بدائل للقات ونحن بصددها، كزراعة الفاكهة، والبن، والخضروات. هذه تحل محل القات لكن استمرار وضع القات مضر بصحة الانسان مثل السجائر، ويشكل مشكلة لمستهلكي القات، بالمقابل يشكل دخل لمنتجي القات. القناة: سواء في مجالس القات أو بعيداً عنها.. طالما راود حلم الوحدة، اليمنيون جميعاً.. أما الرئيس فكان يرى حلم الوحدة مخرجاً عملياً للنزاع الدامي الذي استمر ثلاث عقود، فقال لانصاره هنا في هذا المبنى انا ذاهب الىعدن من اجل الوحدة. رئيس الجمهورية: (استئذن المجلس سأغادر المجلس متوجهاً الى عدن ومعي كل المسؤلين وادعوا مجلس الشورى. الطائرات جاهزة لمن يرغب أن يشارك في هذاالحدث التاريخي. وهو بعد أن تصنعوا قراركم التاريخي لان انتم مصدر السلطةواصحاب القرار الاول والاخير). سالم صالح: طرحنا نحن الفترة الانتقالية هناك من عارضها وهناك من اعتقد ان الجنوب يريد ان يلتهم الشمال. عبد العزير عبدالغني: طبعاً اكبر مكسب تم على مستوى الشعب اليمني بأكمله، كان تحقيق الوحدة اليمنية التي هي أسمى أهداف الشعب اليمني. سالم صالح: كان هو ببصيرة ثاقبة، ونظرة استراتيجية الى تحقيق الهدف، فعلا اعطانا فترة الثلاث سنوات بل هناك كثير من الشروط التي كان الجنوب يطرحها وتنازل عنها في ذلك الوقت من أجل أن نمضي قدماً نحو تحقيق الوحدة. أمة العليم السوسوة: لا يفرط في القضايا المصيرية حتى لو كان كثير ونقد خطأوه وقالوا انه لم يتخذ القرار الاصوب في هذه المسألة أو تلك في مثل هذه القضايا لا يتنازل، وهو رجل مرس وشرس في مسائل المفاوضات المتعلقة بقضايا مصيرية. رئيس الجمهورية: الوحدة نجحت وراسخة وثابتة والشعب اليمني يدافع عنها وليس الرئيس. القناة: تمت الوحدة في ظل قيام النظام الدولي الجديد بداية التسعينيات أفل فيه نجم الاتحاد السوفيتي أحد اعظم قوتين في العالم آنذاك عراب الشطر الجنوبي بقيادة الحزب الاشتراكي، فاقتنص الرئيس علي عبد الله صالح فرصة تاريخية ليدمج شطريه غير ان بوادر الشقاق تسلل الى الدولة الوليدة فتندلع حرب الانفصال ويرفع الرئيس صالح شعاره الوحدة أو الموت. رئيس الجمهورية: (انا أدعو قيادة الحزب الاشتراكي الى ان تستسلم الى الشرعية ونحن على استعداد لوقف اطلاق النار.. لن نقبل أي جيش عربي ولا أجنبي هذه قضية يمنية عناصر يمنية تمردت على الشرعية، الحرب ستكون كل الاطراف خاسرة فيها). سالم صالح: الحرب نتفق بأنها سلبية في كل الاحوال الحرب مدمرة لها نتائج وخيمة على كل الاصعدة. عبد العزيز عبد الغني: أول شرارة انطلقت في حرب الانفصال في عمران كانت الفئات التي قامت بالعملية جاءت الى صنعاء، فكانوا يفتكروه كأي شخص آخر غيره كان سيشكل محكمة ميدان في ذاك الوقت. سالم صالح: لكن نتائج الحروب تأخذ سنوات لمعالجتها. حتى الجرح البسيط بحاجة الى وقت حتى يلتئم، فكانت نتائج الحرب جداً وخيمة على البلد ككل. عبد العزيز عبد الغني: في اليوم الثاني التقى بهم وألقى فيهم خطاباً، واعطى لكل واحد سلاح وقال له هذا سلاحك الشخصي وهذا مصروف اذهب لمنزلك استرح اسبوعين وعد للعمل في القوات المسلحة.. هل هناك قائد بيعمل هكذا؟ ! رئيس الجمهورية: ربما لازم تتوفر في الحاكم صفات.. لا نائم نائم، ولا ذاهن ذاهن، ولا راقد راقد، ولا قبضة حديدية ؛ لان القبضة الحديدية مردودها سلبي وهذا ما يظهر ويلوح في الافق ان هناك بعض الانظمة التي تستمر في القبضة الحديديةلا يكتب لها النجاح.. يمكن تمررها سنين، لكن لا تستمر، فأحسن شيء هو الشفافية والباب المفتوح مع ايجاد الضوابط. العين الحمراء هي الضابط، والضابط هوالقانون وليس عين الحاكم عندما يغضب لكن تضبطها المؤسسة التي تمثل الامة. امة العليم السوسوة: عندما يكون الجدل شديد والنقد لاذعاً يتمتع دائماً بسعة صدر كبيرة جداً، وأحيانا سعة الصدر هذه تجعلنا نحن أحياناً نضيق بهذه السعة، خاصة بمقابل بعض الاقوال السياسية التي قد لا تعجبنا نحن اعضاء حزبه اواعضاء حكومته. العقيد يحيى محمد عبدالله صالح: أشهر ما في حياة الرئيس انه لم يمد يده على أحد، لكنه دائماً يتم اسلوب التوبيخ، أو الكلام، أو النصائح التي دائما يوجهها لنا وهي اقوى من اي عمل مباشر. سالم صالح: يدخل في المواضيع مباشرة وأحياناً يسكب دش ساخن على الواحد مثلاً مزحة قوية وأحياناً تكون قاسية، وصريح الى حد كبير. المذيعة: صحيح ولكن الزعيم لازم يستخدم سياسة الباب المفتوح من ناحية اخرى لازم يكون عنده سياسة صارمة؟ رئيس الجمهورية: يعني السياسة يحكمها الدستور، وتحكمك لها القوانين ونحن شرعنا ولدينا أنظمة ودساتير.. تخول لك لكل حالة. ينظمها قوانين متى تستخدم هذا ومتى تستخدم حرية الصحافة. نعم.. لكن اذا تجاوزت حدها فتحاسب بالقانون. المذيعة: بتفجر العين الحمراء؟ رئيس الجمهورية: القانون هو العين الحمراء.. ليس عين الحاكم. في خلاف القانون المشرع أنه في فرق ما بين حكم وما بين تشريع القانون.. التشريع من عامة الناس من ممثلي الأمة وهو قانون ملزم لي.. لكن عندما يكون قانون أنا أشرعه لنفسي معنى هذا هي العين الحمراء. القناة: رغم صبره وحرصه على الحوار وقدرته على التعامل حتى مع اعدائه فإن الرئيس لم يملك الا ان يضع ثقته بالرجال من افراد اسرته فنجله الاكبر العقيد احمد علي عبدالله صالح يقود الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وابن اخيه صهره)العقيد يحيى محمد عبدالله صالح هو اركان حرب قوات الامن المركزي. رئيس الجمهورية: هذه وحدات حساسة فهي تخدم الشعب لا تحرس الرئيس.. هي استقرار للوضع.. استقرار للوطن عدم التكرار والتمادي على الانقلابات شيء مهم جدا، ويخدم الوطن لكن عندما تعين ضباط معتوهين في أي مكان وتهيأ له، وتدفع له أي قوات دولية وتوجهه اعمل انقلاب واعمل تخريب في البلد، فهذالا يخدم الوطن، أليس هؤلاء الذين يمسكون الامن المركزي أو الحرس الجمهوري هما مواطنين يمنيين أساساً.. الشيء الثاني يمكن هم احرص من غيرهم على المال العام. القناة: أدار الرئيس التوازنات القبلية والمناطقية والسياسية في البلاد بربط قياداتها بشخصه فاستطاع عكس تلك التوازنات على تركيبة المؤسسةالعسكرية والحكومية. رئيس الجمهورية: عندنا مثل في اليمن يقول [الحكم في اليمن مثل الرقص على رؤوس الثعابين. عبدالله عبدالسلام صبرة: ومن يكون وازعه روحه * رأى نظرة الله في سرة ومن أمن الشر من نفسه * فليس يرى الشر من غيره. هذا معناه حتى الذي يرقص على الثعابين وهو لا يشعر بالخوف ولا الشر ولا القلق من وجود هذه الثعابين فليس يرى الشر من غير الثعابين نفسها لن تؤديه ولن ينالها منه شيء. المذيعة: هل يكمن سره في الاعتدال والتعامل مع المتناقضات وكسب الاخرين الىجانبه؟ سالم صالح: كيف استطاع مثل هذا القائد ان يجمعنا من اقصى اليسار الى اقصىاليمين، ولاحظ الآن كلنا تقريباً مقرين سواء الاحزاب القائمة احزاب المعارضة أو كل القوى السياسية أو الشخصيات الاجتماعية مقرين من ان هذا النهج كان النهج الصحيح وانه لولا هذا النهج المعتدل وهذه المعالجة المحنكة لما وصلناالى ما وصلنا اليه. أمة العليم السوسوة: قبل ذاك وهذا اتصور انه لماح.. مسألة النظر في الامور والتقاطها بسرعة البرق ومعرفة كيف يمكن ان يجعله جزء من السياسة والنسيج الوطني ويتعامل معها بهذا المعنى اثمرت في حالات كثيرة جعلت كثيرين حتى اولئك الذين يختلفون معه تماماً يوافقونه في خاتمة المطاف على ما يتخذه. القناة: تعقيدات النسيج الوطني لم تثن الرئيس عن الاستجابة بمرونة للمتغيرات الاقليمية والدولية من حوله في قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان والارهاب والتطرف وحتى حقوق المرأة. المذيعة: هل تعتقد بوضع الحجاب؟ رئيس الجمهورية: الحجاب حقيقة انا اعتبره في اطار الحريات التي لا تفرض.. لا يجوز ان تفرض الحجاب، ولا يجوز ان تفرض إزالة الحجاب. تعتبر من ضمن الحريات الخاصة للإنسان.. انها حرية خاصة، فلها الحرية في ارتداء الحجاب من عدمه، لا توجد مشكلة في ذلك فشرف المرأة وناموسها وكرامتها لا يرتبط بكونها محجبةأم لا. والحجاب احيانا قد يتستر على الجريمة لكن نعتبره في اطار الحريات الشخصية. أمة العليم السوسوة: ان تنتقل المرأة من دور الضحية التي لا تستطيع ولا يمكنان تعمل شيء إلا دور المرأة القادرة ولكنها ربما قد تكون المتخاذلة أو التي تخشى بعض الشيء ردور فعل مجتمعية ذلك اتذكر انه حتى بعد قيام الوحدة المباركةاننا بدءنا بالنظر بموضوع قانون الاحوال الشخصية، وأتذكر انه حضر الى قاعة الميثاق الوطني وطلب من النساء الموجودات وقال لهن لا اريد تشاكياً أو تباكيا ًفي حال ان انجز قانون قد لا ياخد باعتباره موضوع حقوق المرأة ؛ لأنكن من يجب ان يضع هذا القانون من خلال مصالحكن وانا الزم وزير العدل وقتها مع وزير العدل سابقا في الشطر الجنوبي بان يجلس معهن من اجل تحديث وتعديل القانون المطلوب بأحقية النساء. رئيس الجمهورية: في البداية كان فيه صعوبات لكن الان حتى المتطرفين هم يتجهون إلى المرأة ويذهبون الى المرأة، ويعلمون المرأة، ويهتموا بها لانه عندما تأتي الانتخابات هم بحاجة الى صوت المرأة. القناة: غير ان الرئيس لا يتعجل في هذه قواعد الاعراف في مجتمع محافظ تقليدي بل يتجه كما دأب خلال ربع قرن على دفع الامور ببطء ولكن بخطوات ثابتة. المذيعة: ذكرتم كثير من المثاليات لكن هل هناك أي صعوبات كثيرة في البلد في عندك تناقضات بالنسبة للقبائل؟ في عندك معارضين؟ في عندك مؤيدين؟ في عندك ظروف اجتماعية صعبة جداً جداً جداً أكيد لازم يكون عندك؟ رئيس الجمهورية: هذا شيء جميل.. هكذا الحياة.. لا تكون كلها مثالية مثل اسنان المشط لازم تناقضات هذه تناقضات وهذا عنده تفكير ولهذا عملنا تعددية سياسية وكان عندنا تعددية سياسية تحت الطاولة الآن طلعناها فوق الطاولة تسمع كل الاصوات.. الصوت الذي يعجبك، والصوت الذي لا يعجبك.. فيه أصوات لا تعجبنا من المعارضة وفيه معارضين وفيه تخلفات وفيه اشياء كثيرة لكن لازم يكون هذا موجود. الشيء الجيد الآن أنه فوق الطاولة عبر الصحافة. المذيعة: OK.. هذه فوق الطاولة هل تعتبر أن سياسة الباب المفتوح هي التي كانت سر نجاحك ببقائك بالسلطة إلى هذه الفترة؟ رئيس الجمهورية: يمكن. المذيعة: أم الترغيب والترهيب؟ ر رئيس الجمهورية: NO، انا اعتقد أن الشفافية والعلنية وإتاحة الفرصة لكل عامة الناس يتحدثون لانه الشيء الذي كان يقال في الخفاء الآن يقال في العلن.. هذا جعل الناس يتنفسوا.. لكن انا دائماً اتحدث مع عامة الناس بأن يتوخوا المصداقية ويتوخوا الحقائق لكي يكون كل الكلام مقبول ويكون مسموع. القناة: فما دام الحديث عن التعددية السياسية والشفافية قواعد الديمقراطية يطبقها الرئيس أولاً على اسرته. العقيد يحيي محمد عبد الله صالح أركان حرب الأمن المركزي: نحن نطرح له كل المواضيع التي نعملها والآراء وطبعاً قد نتفق كأسرة في شيء وواحد موافق على حاجة، وواحد غير موافق على حاجة.. لكن في الأخير كلنا متفقين على هذا الشيء وهو يكون الحكم الفصل حيث يرضي كل الأطراف. رئيس الجمهورية: والله أحرص أنا دائماً أن أنمي ثقافتهم ومعلوماتهم وأحثهم على العلم.. لا أحثهم على كسب الثروة أو جمع المال. العقيد يحيي محمد عبد الله صالح: اهم حاجة هو التعامل مع الناس بالتواضع هذه دائما يحرص عليها ويؤكد عليها ويأمرنا بها. رئيس الجمهورية: أكبر ثروة أخزنها لهم هو التعليم لانه في نهاية الامر التعليم هو كل شيء. العقيد يحيي محمد عبدالله صالح: اذكر مثل بسيط أني أخذت سيارة، فأجبرني أن أرجعها رغم أنها من مالي الخاص. المذيعة: ليش.. ما هي السيارة؟ لماذا؟ العقيد يحيي محمد عبدالله صالح: لأن منظرها كان ملفتاً للنظر، لم يحب انه يكون شكلها ملفتاً للنظر. المذيعة: طيب.. ما هو السبب الذي أعطاك إياه؟ العقيد يحيي محمد عبدالله صالح: قال هذه السيارة لا تناسبك وأنصح أنك لا تستعملها. أنا فهمت على طول. المذيعة: يقال ان المعرفة هي قوة ألا تعتقد ان المال والثروة كمان قوة؟ رئيس الجمهورية: لا انا اعتقد انه بالمعرفة.. بالعلم تأتي الثروة.. مهما جمع من ثروات أو مهما جمع من اموال لا تساوي شيء امام العلم، العلم هو خزنة أو خزينة كبيرة.. ثروة لا تنضب واهم شيء هو العلم. المذيعة: فخامة الرئيس.. عرف عنك بأنك سياسي بالفطرة وعندك فراسة بالناس.. هل تجد هذه الخصال والمميزات باحد أبناؤك أو أحفادك؟ رئيس الجمهورية: لكل إنسان مميزاته.. نحن تربينا على نكد وتربينا على الفقر، وتربينا على الجوع، وتربينا على الدفاع عن الثورة كان عندنا هموم كبيرة كيف تنتصر الثورة كيف نرسخ دعائم الثورة كيف نركض حتى نحقق الوحدة اليمنية.. كان عندنا هموم ولم يكن همنا جمع المال. كان همنا البلد، فأنا أو أولادي كل له خصوصيات، أكيد اتمنى ان يأخذوا حصتهم من إيجابيات والدهم. المذيعة: ماذا تتمنى أن يحكوا عنك؟ رئيس الجمهورية: أنا أتمنى أن يأخذوا الإيجابيات. القناة: ما هي الأشياء التي تعتبرها إيجابية وتتمنى أن يأخذوها عنك؟ رئيس الجمهورية: والله أنا أتمنى أن يكون سلوكهم حسن.. أخلاقهم.. تعاملهم مع الناس.. يكونوا قدوة في المجتمع، ألا يكونوا مستهترين، ألا يكونوا عنجهيين، ألا يغضبوا الناس، أن يكونوا مثاليين في أخلاقهم وتصرفاتهم مع عامة الناس، هذا الذي يهمني في تربيتهم والتحصيل العلمي، هذا اهم شيء.. تحصيل علمي.. أخلاق وتربية وطنية ليكونوا من عامة الناس، ألا يكونوا أكبرمن الناس ؛ لأن المشكلة أن أولاد المسؤولين.. بعض المسؤولين ينشغل بهم الدولة ولا يهتم بتربية أولاده ليكونوا مخلقين مع عامة الناس، فتجد انه مهتم بالوزارة، أو مهتم بالمؤسسة، أو مهتم بالمنصب الذي يشغله وينسى ان عنده واجب مع أسرته، أولاده، أن يحسن تربيتهم التربية الفاضلة، والاخلاق الطيبة مع عامة الناس، فتجد أولادهم يتعنجهون في الشوارع، لا يلتزموا بقواعد المرور، بنظام المرور لا يلتزموا بالقوانين، يقول أنا ابن مسؤول، هذا مالا أريد أن أراه في أولادي أو أحفادي. القناة: معرفته بريف اليمن وبحواضره وإدراكة لعلاقة القبائل ببعضها البعض وتواصله مع شيوخها وأبنائها هيأت له الاشراف على سبل التنمية وبات رأيه حاسم حتى في شأن اتجاهات شق الطرق. نصر طه مصطفى: على سبيل المثال، هناك طريق جديد سيتم شقها، أول طريق في اليمن سيصل بين عمران، مدينة عمران خمسين كيلو متر شمال صنعاء إلى مدينة عدن على شاطئ البحر العربي، الطريقهذا طوله حوالي اربعمائة وخمسين كيلو متر، لكن لأن الطريق واسع سيكون ثلاث مسارات ذهاباً وثلاث مسارات إياباً، يحتاج إلى مناطق واسعة فالمختصين في وزارة الأشغال وضعوا ثلاثة خيارات، لكن لم يستطيعوا ان يبتوا في أي خيار، فاضطروا ان يلجأوا لفخامة الرئيس حتى يحسم المسألة، ففعلا ذهب بنفسه الى مقر الوزارة وحدد مسارات الطريق بحيث أن تنعكس مسارات الطريق إيجاباً على المناطق التي ستمر فيها، وهي مناطق لأول مرة يمكن يمر فيها الإسفلت إلا بعضها. رئيس الجمهورية: من ضمن همومي الشخصية، التي أهتم بها شبكة الطرق ؛ لأن فلسفتي لها أنها هي أساس التنمية، فبوجود الطرق في كل المحافظات والمديريات تستطيع ان توصل بالخدمات، تصل بالمدرسة، بالمستشفى، بالجامعة، بالمعهد، بالطبيب، بكل شيء، بالكهرباء، بالتليفون. إذا وجدنا شبكة الطرق، نكون قد قطعنا شوطاً جيداً جدا في مجال الطرق، وايضا الحواجز المائية، لأننا نعتمد على مياه الامطار، فلدينا الآن حوالي خمسة ألف منشأة مائية وحاجز، وتلك خلال أربع سنوات. القناة: لكن كيف هو الطريق إلى بيت الأحمر قرية الرئيس علي عبدالله صالح؟ الإنفتاح ورياح التغيير لم تجتح بعد هذا المكان، فالناس هنا استغربوا فعلاً وجودنا، نجول في قريتهم متسلحين بآلات التصوير. وتبدو القرية هادئة وادعة بين الجبال.. لم تصبها عوامل الزمن، لكن دار الرئيس التي أوشكت على الإنهيار، اعاد بنائها بنفس الطراز القديم، فأصبحت أقرب مايكون إلى متحف شخصي له ولأسرته. في هذا البيت ترعرع الرئيس علي عبدالله صالح في بيت الاحمر في قريتهم. علي عبدالله صالح ابن القرية الفقير الذي إنخرط في الجيش وحارب من أجل الجمهورية الفتية وصار قائداً لمنطقة تعز وبات رئيساً أيضا للدولة وقاد بلاده في ظروف عصيبة نحو الوحدة والإستقرار لم تغيره المناصب ولا حتى السلطة. نصر طه مصطفى: الرئيس لا بتكلف.. ولديه بساطة شديدة في التعامل مع مختلف الناس. عبدالعزيز عبدالغني: يرتاح للطرفة، ويرتاح للنكتة، ويرتاح للقول الطيب، ويرتاح للقصيدة الممتازة.. هو في حياته الشخصية طبيعي جداً ومرح وتعجبه الفكاهة، ويروي فكاهات. سالم صالح: محافظ على رياضته وعلى لياقته وعلى رشاقته، مثلاً ينظم الى الطابو روبعدها يقابل الناس دائماً في حديقة قصر الرئاسة. المذيعة: حدثنا عن هواياتك الرياضية؟ رئيس الجمهورية: أنا أمارس السباحة، ولعب البولينج، والبلياردو، هذه من الألعاب التي أمارسها في الأسبوع أربع ايام.. أهوى.. أعشق الخيل.. أربي الخيل.. أولادي يركبون الخيل بشكل جيد. المذيعة: لكن ما زال عندك الحيوية والنشاط. رئيس الجمهورية: انا أذهب لمشاهدة الخيل كل يوم، عندي إسطبل للخيول، والجمال.. عندي ثروة حيوانية هنا في الرئاسة.. جميلة أربيها.. جمال، وأبقار، وأغنام. المذيعة: مزرعة؟ رئيس الجمهورية: نعم.. مزرعة. المذيعة: لن اخفي عليكم.. لن تكون زيارة اليمن كاملة إلا بالتخزين وإن لم تخزن القات مع اهلها كأنك لم تزرها، ومهما قيل في ذم القات أو انتباهه فهو تقليد قد يطول الزمن قبل ان يندثر.. انا جربت قليل لكن لم يكن كافياً. رئيس الجمهورية: القات ليس له تأثير. القناة: اجتاز الرئيس اليمني الكثير من المسالك الوعرة بصبر يجس في كل خطوة نبض الشارع وعينه على المستقبل. المذيعة: فخامة الرئيس.. هل تنام قرير العين، مرتاح؟ رئيس الجمهورية: انا ارتاح وأنام اذا حققت انجازات.. اذا لم أحقق أي إنجاز يذكر لهذا الوطن يظل الهم قائم لدى الانسان. المذيعة: هل فخامة الرئيس علي عبد الله صالح ينام الآن قرير العين؟ رئيس الجمهورية: نسبياً من ناحية عامة.. مرتاح.. لكن الهم موجود.. الهم التنموي، والهم الخدمي لعامة الناس يظل هم. المذيعة: هل هناك قرار اتخذته لا نريد نقول ندمت.. ولو خيرت بأخذ رأيك من جديد هل تغيره؟ وما هو القرار؟ رئيس الجمهورية: بحمد الله لم أكن قد اتخذت قراراً ارتجالياً؛ لأني أعتمد على التشاور مع عامة الناس ومع رجال الحل والعقد في البلد.