رئيس الجمهورية في الدورة التأهيلية لخطباء مساجد القوات المسلحة الامن: المؤسسة العسكرية محايدة وهي حزب اليمن الكبير والوطن الكبير
وقد ألقى الأخ الرئيس خلال اللقاء محاضرة توجيهية للخطباء والمرشدين من منتسبي الدورة، حيث عبر في مستهل المحاضرة عن شكره لدائرة التوجيه المعنوي ووزارة الأوقاف والإرشاد على الترتيبات الخاصة لتأهيل المرشدين والخطباء من خلال العلماء المنصفين والمعتدلين من أجل تأهيل هؤلاء الشباب داخل المؤسسة العسكرية.
وقال: نحمد الله ونشكره تعالى على نعمة الإسلام وأنا أتذكر قبل 27 عاماً كيف كان وضع المؤسسة العسكرية وكيف هو وضعها اليوم من ناحية ارتباط منتسبيها بالدين الإسلامي والقرآن الكريم اليوم نشاهد المساجد قائمة في كل المعسكرات وعامرة بالشباب المخلص للوطن.. الذين يقيمون الصلاة ويصومون الشهر الكريم بإخلاص واندفاع روحاني، ولقد كان قبل 27 أو 28 عاماً لا تقام الصلاة في المعسكرات أو ينزل الخطباء والمرشدين للمعسكرات.. وكان ينظر لذلك وكأنه يلحق ضرراً بالمؤسسة العسكرية في الجانب العسكري والمعنوي والقتالي وكأن الاسلام هو الذي يهبط المعنويات وأن الأمية وعدم إقامة الصلاة أو قراءة القرآن الكريم هو نوع من الشجاعة، هكذا كان المفهوم لدي البعض وأن الذي يصلي أو يقرأ القرآن الكريم هو شخص ضعيف وغير مقاتل أو شجاع.
والعكس هو الصحيح، فالعسكري عندما يتشبع بالإيمان بالخالق عز وجل يكون شجاعاً لأنه يقاتل على مبادئ وعقيدة، فأنت عندما تقاتل وأنت مدرك ماهو الهدف الذي تقاتل من أجله تكون شجاعاً.. نحن نصرنا الله عندما قاتلنا في الميدان مع الثورة وضد الظلم والفقر والجهل والتخلف والتعصب والعنصرية والمناطقية ومن أجل أن يسعد الوطن بالأمن والاستقرار والطمأنينة والوحدة الوطنية من أجل بناء مؤسسة عسكرية من كل أبناء الوطن لكي تكون رمزاً للوحدة الوطنية.. مؤسسة غير مسيسة سياستها الدفاع عن الوطن وعقيدة الشعب ومبادئ وأهداف الثورة اليمنية والوحدة الوطنية، مؤسسة غير منحازة لحزب سياسي.. فأنتم منحازون لحزب الوطن ومن أراد أن يتحزب فليذهب وليترك صفوف القوات المسلحة والأمن ويذهب ليتحزب لكن المؤسسة العسكرية محايدة وهي حزب اليمن الكبير والوطن الكبير ..
وقال الأخ الرئيس لقد كان الوضع في الماضي صعب وحتى الصيام في رمضان كان ينظر لمن يصوم في رمضان بأنه رجل متخلف وغير متحضر أو تقدمي وكان هناك شعار مغلوط للتقدمية وأن التقدمي بنظر هؤلاء بأنه الذي لا يصلي أو لا يصوم.. وكان هذا الشعار موجوداً وهذا هو الجهل بذاته والتخلف نفسه، “إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة اهل البيت كلهمُ الرقص”.. فإذا كانت القيادة لاتؤمن أو توعي جنودها وقادتها وربطهم بالإيمان بالله وسنة رسوله الكريم وربطهم بالدين هنا يكون الخلل فنحن بلد مسلم بلد الإيمان والحكمة.. وهذا هو اليمن لهذا ينبغي أن نبني مؤسستنا العسكرية على أسس عقائدية دينية مرتبطة بالدين الإسلامي الحنيف وتدافع عنه وتذود عنه ولا نكون كالآخرين نرفع شعار الإسلام فقط لمجرد أنك مسلم لا تصلي ولا تصوم، لأن هناك توجد شعوب وفي عدة مناطق تقولها بأنها مسلمة.. والمسلم لديه شعاره الإسلام فقط لكن هل يصوم هل يصلي هل يأتي الزكاة هل يحج؟.. لا.. شعاره فقط أنا مسلم. وقال الأخ الرئيس نحن في اليمن بلد الإيمان يجب علينا أن نقيم الصلاة ونصوم.. ونؤدي الزكاة ونحج والحج لمن استطاع إليه سبيلا ونوعي شبابنا بعقيدة الإسلام.. وأنت عندما تقاتل بعقيدة الله سبحانه وتعالى يساعدك على النصر.. ونحن عندما قاتلنا من أجل الانتصار للثورة ضد الظلم والجهل والفقر والتخلف. الله سبحانه وتعالى ساعدنا على النصر ودعم جنودنا في كل المعارك ..وعندما رفعنا شعار لا للانفصال لأن الوحدة قوة، قوة لليمن وقوة للإسلام.. رفعنا شعار لا للانفصال نعم للوحدة فالله سبحانه وتعالى آزرنا ونصر جنودنا وضباطنا وكان الله معنا
وأضاف: الذين يقولون بأن الذين يصومون ويصلون بأنهم ضعفاء ويأتيهم الخوف والجبن هذا غير صحيح بالعكس تأتيهم القوة والشجاعة والإيمان.. الإيمان بالخالق عز وجل، فالمؤسسة العسكرية يجب أن ينتشر فيها الوعي والوعظ والإرشاد بطرق سلسة ومعتدلة ومقبولة دون الغلو والتطرف وهذا شعارنا في الوطن بشكل عام .
والأحرى بهذه المؤسسة التي بيدها أمن وسلامة الوطن وبيدها التنمية وبيدها الاستثمار والطمأنينة.. أن تبنى على الاعتدال وعلى الإيمان الديني الراسخ.. وعندما يكون البلد آمناً تأتي الاستثمارات عربية أو إسلامية أو أجنبية وعندما يرى هؤلاء البلد آمناً ومطمئناً، ولكن عندما يروا البلد في قلق وهناك إشعال للحرائق كما تفعل بعض العناصر التي تشعل الحرائق من وقت لآخر؛ لأنه لا تعيش إلا في ظل إشعال حرائق وصب الزيت على النار يتولد القلق ويتراجع المستثمرون وعندما يكون عندنا مرشدون وخطباء واعين ومتسلحين بالإيمان وينتشروا في داخل المؤسسة العسكرية للتوعية في صفوفها تكون النتائج جيدة لأن المؤسسة العسكرية هي صمام أمان لكل شيء والقوى السياسية إذا أرادت أن تتحرك في الساحة تتحرك في إطار التعددية السياسية والرأي والرأي الآخر، ولكن يجب أن تتوخي الدقة في المعلومات وليس المكايدة ونشر الأكاذيب وإشعال الحرائق وإثارة الفتن سواء كانت طائفية أومناطقية أو قروية أو قبلية.. المهم لديها فقط أنها تشعل حرائق وتريد أن تسمع صوتها في ظل إشعال الحرائق نحن نقول لها من الممكن أن تسمع صوتها ونستمع إلى رأيها بالمشورة بالمنطق بالمقال الطيب بالكتابة الطيبة .
لكن الذي يعتقد أنه لايمكن أن يسمع صوته إلا إذا ارتفع.. وبعضهم يسعى لكسب الشهرة سواء كان كاتب صحفي أو كاتب مقال أو سياسي فقط لمجرد الشهرة وهو يعرف بأن كل شيء في الوطن قد بنيناه من الصفر، ولقد كانت البلاد على البلاطة سواء من حيث البناء العسكري أو الأمني أو سن القوانين والتشريعات أوالانظمة أوالتنمية والخدمات كانت البلاد صفر في صفر ولا ينكر ذلك إلا جاحد أو مكابر .
وقال الأخ الرئيس: نحن نعتز كل الاعتزاز أنا بنينا مؤسسة عسكرية إيمانية قوية عظيمة متسلحة بالقرآن ومتسلحة بالكتاب والسنة وبالسلاح الحديث ومتسلحة بالإيمان وهو الأقوى من كل قطعة سلاح تمتلكونه، نحن بنينا المؤسسة الأمنية وأرسينا قوانين وتشريعات وأنظمة لبناء الدولة الحديثة المتطورة لبناء دولة النظام والقانون وليس دولة الفوضى أو إشعال الحرائق وإثارة الطائفية والعنصرية والتعصبات الحزبية الضيقة.. لا.. بل نحن أرسينا قوانين لدولة عصرية حديثة تلحق بالركب الحضاري مثل سائر الأمم.. وأضاف قائلاً: الإيمان والإسلام هو العدالة والحرية والديمقراطية والشورى.. والإسلام ليس الانغلاق..
فالإسلام لم يكن رجعياً في أي يوم من الأيام.. بل الرجعية في العقول الرجعية التي لا تفقه الإسلام وتعرف مبادئه وقيمه العظيمة حق المعرفة فهؤلاء هم الرجعيون والكهنوتيين الذين لا يفقهون الدين ولكن يفقهونه بحسب هواهم ومزاجهم وبحسب السياسة التي يتعصبون لها لهذا الحزب أو لذلك الحزب.. فالدين الإسلامي رحب ولكن هناك من يشوهون الإسلام ويسيئون للإسلام سواء كانوا في بلادنا أو في غيرها…. والمشكلة.. مشكلة العالم كله هي مشكلة العلماء والخطباء في التعصب لأن كل واحد يتمسك بمذهب ويتعصب وهناك ثوابت لا ينبغي أن نختلف عليها على الإطلاق فلماذا نختلف؟ هناك خمسة فروض لابد أن نؤديها وقراءة القرآن الكريم لا بد أن نقرأ والحج لا بد أن نحج لمن استطاع إليه سبيلا.. وصوم رمضان لا نختلف عليه.. لكن هناك من يلعن علي وآخر يلعن معاوية وهنا بدأ الخلاف واحد يسب الصحابة وواحد يسب الآخرين وهذا لايجوز إطلاقاً .
وأضاف الأخ الرئيس قائلاً: الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل الخلافة في علي وهو ابن عمه وكان ممكن يوليه الخلافة في وقته ولهذا تولى الخلافة أبوبكر ثم تولاها عمر ثم عثمان وجاء بعد ذلك علي، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل الخلافة في البطنين (ولهذا الله هو أحكم الحاكمين)، ولكن جاء التعصب وجاء الخلاف.. وجاءت الأقليات.. الدين الإسلامي نعمة من نعم الله.. ولهذا يجب أن يكون الإنسان مسلماً معتدلاً مبتغياً وجه الخالق عز وجل. أما الإنسان وكل من على هذه الأرض فهو فان ولا يبقى إلا الله سبحانه وتعالى.. ولهذا نحث خطباءنا والمرشدين في القوات المسلحة والأمن للدعوة للاعتدال والوسطية وإرشاد الجنود والضباط والصف للتمسك بالعقيدة وبالدين الإسلامي الحنيف وبالتروي وهنا يأتي الجندي المؤمن المخلص الشجاع عندما يتمسك بدينه وبالكتاب والسنة..
وكل من كان على الكرة الأرضية يعتز بدينه، المسيحيون يعتزون بديانتهم واليهود معتزون بديانتهم، ونحن لماذا لا نعتز بديننا الإسلامي وهو دين ليس رجعياً أو متخلفاً.. التخلف هو في عقول المتخلفين أما الدين الإسلامي فهو براء من هذه العناصر التي عفا عليها الزمن والتي ترفع شعار الإسلام وهي تضر بالإسلام.. وكما تحدثت يجب علينا وعلى مرشدينا وخطباءنا أن يوعوا الجنود وأن يتسلح الجندي قبل الكلاشينكوف والمدفع والطيارة والصاروخ أن يتسلح بالإيمان والكتاب والسنة.. هذا هو السلاح الرئيسي أما ما يملكه من أسلحة أخرى فهي ليست إلا مكملة لسلاح الإيمان.. فإذا تمسكنا بالدين الإسلامي ودافعنا عنه وحببناه إلى قلوب عامة الناس وإلى قلوب جنودنا وإلى قلوب المواطنين بالخطاب الهادئ وبالروية والأسلوب السلس الذي يوصل إلى الناس تكون النتائج عظيمة .
وقال الأخ الرئيس: ما أجمل الخطيب عندما يصعد المنبر ويجلس عشر دقائق أو خمسة عشر دقيقة ويكون قد ركز على موضوع معين في ظل أحداث ومتغيرات وأن لا يصعد الخطيب إلى المنبر وأفكاره مشتتة.. يتكلم عن الاقتصاد.. ويتكلم عن الفساد.. وعن المعنويات من هنا اختلطت عليه الأمور.. ولا يستطيع أن يخرج من المنبر بحصيلة أو يستفيد منه المصلون، ولكن لو تمسك بالجانب الإيماني أو الجانب الاقتصادي أو الجانب الثقافي أو الجانب المعنوي أو تمسك بتفسير الآيات القرآنية للجنود أو تفسير الحديث لكان ذلك مفيداً.. لأن بعضهم يخلط ما بين الحديث وما بين القرآن.. وبعضهم لا يدري ما هو الفرق بينهما، تقول له قال الرسول.. قال هو من كتاب الله.. ولا يدري ما هو من الكتاب أو من السنة.. نريد أن يكون الخطيب بارعاً ومدركاً وواعياً ويصعد للمنبر وهو مركز في مواضيع معينة سواء كان مرتجلاً أو معداً لعناصر معينة.
الخطيب يجب أن يصعد للمنبر يوم الجمعة وهو واعي لما يقول ولا يقوم بإشعال الحرائق أو يثير الفتن في هذا الوطن في بلد الإيمان. وقال: من هي تلك القوى السياسية التي تشعل الفتن والحرائق وتحدث الفزع في قلوب المواطنين لأسباب ذاتية أو حزبية وأنانية ليس إلا .
وأضاف الأخ الرئيس: أولئك الذين يناصبون العداء للقوات المسلحة والأمن لماذا يناصبون العداء للقوات المسلحة والأمن الواحد من هؤلاء يحرض ويخطب ويتحزب ويعمل ويتكلم ويكتب في الصحافة في ظل وجود هذه المؤسسة الوطنية الكبرى التي حققت وهيئت له هذه الأجواء الآمنة، الفضل بعد الله سبحانه وتعالى لهذه المؤسسة، لهؤلاء الجنود.. لهؤلاء المقاتلين.. لهؤلاء الضباط.. لهؤلاء الصف والذي لو سألنا من أين هم ومن أي قبيلة؟ من أبين.. من سنحان.. من خولان.. من حراز.. من بني مطر.. من الحيمة.. من إب من صعدة.. من حجة.. من المحويت.. من تعز.. من ذمار.. من حضرموت؟ هؤلاء هم من القبيلة الكبرى التي اسمها (اليمن) هذه هي القبيلة الكبرى التي اسمها اليمن من المهرة حتى ميدى، ما أجمل اليمن.. كيف كبرت وحدتها.. وهؤلاء الذين يشعلون الحرائق للأسف لا زالوا متقوقعين في غرف مغلقة لم يعرفوا حدود اليمن الطبيعية إلا إذا قرأوا في كتاب، نقول لهؤلاء هل زرتم وذهبتم إلى المهرة إلى صرفيت إلى حبروت.. هل ذهبتم إلى ميدي إلى حجة إلى صعدة إلى الوديعة إلى العبر //إلى.. إلى ..إلى// لتعرفوا اليمن وتعرفوا مهمة القوات المسلحة التي ما أجملها منتشرة في الصحراء.. تؤدي الواجب وتؤمن الخائف.. وتؤمن السبيل، الواحد من هؤلاء يذهب بتجارته وبسياراته، وبعائلاته من صنعاء إلى حبروت حوالي ألفين ومئتين كيلومتر آمناً مطمئناً، بفضل هذه المؤسسة.. بفضل سهر هؤلاء الجنود هؤلاء المقاتلين المنتشرين في الصحاري وعلى طول امتداد الخط الطويل، تذهب بمالك بعائلتك من هنا إلى الحديدة آمناً مطمئناً.. إلى حجة إلى صعدة إلى عدن إلى أبين إلى شبوة إلى مأرب في ظل وجود هذه المؤسسة العسكرية الكبرى الوطنية، ونحن نتساءل لماذا تحقد عليها تلك القوى الرجعية والحاقدة، لماذا تحقدون على المؤسسة العسكرية، لماذا تقتلون جنودنا في مأرب.. لماذا تقتلون جنودنا في الجوف.. لماذا تقتلون جنودنا في صعدة ..؟ هل لأنهم يؤدون الواجب.. ويؤمنون الخائف؟
لماذا تقتلونهم؟ هؤلاء الجنود.. هؤلاء المقاتلين ليسوا من قبيلة الرئيس.. هم من قبيلة اليمن التي يرأسها علي عبدالله صالح، ترى لماذا يحقدون على كل ما هو جميل؟ المؤسسة العسكرية جميلة عظيمة قوية فتية، لماذا تحقدون عليها؟.
لماذا تحقدون على إيجاد التقنية الحديثة والأسلحة المتطورة في المؤسسة العسكرية، لا للعدوان على مواطنينا ولكن للدفاع على أمن وسيادة الوطن من العدوان الخارجي.. لتأمين الجزر والبحار والأجواء اليمنية، لا للاعتداء على مواطنينا.. لماذا يحرضون على المؤسسة العسكرية والأمنية؟ لماذا تخالفون القوانين والأنظمة؟ لماذا تشرع أنظمة وقوانين إذاً؟ لماذا لا نلتزم بها.. لا يلتزم بها إلا الجندي ولا يلتزم بها إلا المقاتل.. لماذا لا يلتزم بها هؤلاء.
الإسلام ليس شور وقول، عند بعض الناس الإسلام شور وقول يطبقونه متى شاؤا ويتركونه حينما يريدون.
سلاحنا هو الإيمان.. وهذا هو بلد الإيمان والحكمة، قال عليه الرسول صلى الله عليه وسلم .
إذاً نحن بلد الإيمان والحكمة.. تعالج الأمور بالحكمة.. وبالقوة في وقت اللزوم كلما مس أمننا وسيادتنا ومقدراتنا سنستخدم القوة ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار هذا الوطن، أمن عشرين مليون أو واحد وعشرين مليون مواطن، أمن الطريق في الحديدة وحجة وصعدة والمحويت وحضرموت وشبوة .
وخاطب فخامته أولئك الذين يدعون العلم في كل شيء وينظرون للآخرين والمنجزات بنظارة قاتمة سوداء وقال: يغضبون عندما أقول أنهم ينظرون بنظارة قاتمة سوداء النظارة ليست التي تلبس ولكنها التي في القلوب.. إن البعض يدعون المعرفة في كل شيء، أن تحدث في العلم فهو كامل العلم، وتحدث في الاقتصاد فهو عالم اقتصاد، وفي السياسة عالم ويعرف كل شيىء. وأضاف: هذا ادعاء للكمال والكمال لله وحده، وما أجمل الإنسان المتواضع لنترك الطب للطبيب والجندية للجندي والإرشاد للمرشد والصناعة للصناعي والسياسة للسياسي والاقتصاد للاقتصادي، لا مانع أن تتطلع إلى المعرفة وتقرأ في كتب الصحة والزراعة والاقتصاد، ولكن يجب أن لا يدعي أي منا أنه عالم في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة .
وقال فخامة رئيس الجمهورية: لو ينظر هؤلاء بنظارة الصدق التي في قلوبهم وليس في عيونهم ويقيموا الأوضاع قبل 27 عاماً كيف كان الوضع الاقتصادي والسياسي والامني وكيف كان الوضع الخدمي في كل محافظة على حدة وما تحقق منها في مجال الكهرباء والطاقة.. مشيراً الى ان هذه الانجازات المحققة لم يأتي بها من جيبه الخاص بل جاءت بها السياسة والإرادة والحكمة، جاءت بها المسئولية والشعور بالمسئولية نحو الوطن. مشيراً إلى وجود خطين لذكر العظماء وما حققوه لشعوبهم، طريق الخير وطريق الشر، فزعماء سلكوا طريق الشر ووأدوا بأنفسهم وشعوبهم إلى الهاوية وزعماء سلكوا طريق الخير وقادوا شعوبهم إلى الأمن والأمان والاستقرار.
وقال: نحن سلكنا طريق الخير، سلوك الخير وليس سلوك الشر، سلوك تحقيق الوحدة اليمنية والعدالة الاجتماعية ونبذ العنصرية والتفرقة، سلوك شحذ همم الشعب وتوفير الصحة والتعليم للجميع وإيجاد الطريق والاتصال للجميع، وتوفير كل الخدمات ليس للحاكم بل للجميع.
وأضاف: كثير من الحكام كانوا في الماضي سواءً عندنا أو عند الشعوب الأخرى، كل ماهو جميل ورائع كان خاص بهم، ولكن سياستنا أن كل ما هو جميل لنا جميعاً، الطريق نمشي فيها سوياً والمدرسة والجامعة نتعلم فيها جميعاً، والصحة نتعالج فيها جميعاً، والسلاح نتدرب عليه وندافع به جميعاً، مؤكداً بأن الخير للجميع والشر مرفوض من الجميع. وأوضح فخامته كيف نتجه نحو بناء الضابط والجندي بناء ً معرفياً وكيف نؤهله لحب الوطن والمؤسسة العسكرية ليكون مخلصاً في تعامله ومتزناً في تصرفاته وحكيماً في إدارته ومستوعباً لمسئولياته.
منوهاًُ إلى أن القائد يجب أن يكون صبوراً وليس قائداً انفعالياً لأن الانفعال يولد الانفعال ويترتب عليه ردود فعل داخل اللواء والوحدة العسكرية، مؤكداً بأن على القائد أن يكون رصيناً وحكيماً وألا يتسرع في اتخاذ القرارات بناء على معلومات أولية، يجب أن يكون صبوراً في تفحص وغربلة هذه المعلومات للتيقن من صحتها، حتى لايندم على اتخاذه قرار متسرع عملاً بقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا….) .
وقال على القائد قبل اتخاذ قراره أن يأخذ الوقت الكافي 24 ساعة أو 48 ساعة أو 72 ساعة أو حتى أيام حسب حجم البلاغ، فكلما كان البلاغ مهولاًُ يجب أن تكون رصيناً في تصرفاتك وفي ردود أفعالك إزاء هذا البلاغ.. فإن شاء الله ضباطنا وجنودنا يتسلحون بالعلم والمعرفة وبالاطلاع والمتابعة، وعلى الخطباء التزام الحصافة وأن يتبينوا ماهو الفساد وما نوعه، فهناك فساد مال عام، وفيه فساد سياسي وفيه فساد أخلاقي.. فكلمة فساد كلمة واسعة عندما نتحدث عن الفساد، هل الفساد الأخلاقي؟ هل الفساد المعرفي؟ فالفساد متشعب ..
تكلم عن الفساد مستنداً إلى البيانات وليس لمجرد رفع الشعار.. إذاًَ هو عداء لكل شيء جميل لكل شيء تحقق بفضل عزيمة كل الرجال المخلصين في المؤسسة العسكرية والأمنية والسياسية والشعبية والقبلية تحقق كل هذا الإنجاز العظيم متمنياً في ختام محاضرته التوفيق والنجاح للمشاركين في الدورة والاستفادة من العلماء والخطباء المعتدلين المرشدين الصادقين القارئين.