رئيس الجمهورية في الدورة التأهيلية لخطباء مساجد القوات المسلحة الامن: المؤسسة العسكرية محايدة وهي حزب اليمن الكبير والوطن الكبير
حضر فخامة الاخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة امس الدورة التأهيلية للمرشدين وخطباء مساجد القوات المسلحة والامن والتي تنظمها دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة بالتعان مع وزارة الاوقاف والارشاد خلال الفترة من 20/ 3/ 2005م الى 11/ 4/ 2005م تحت شعار ” من اجل خطاب ديني ملتزم يرسخ نهج الوسطية والاعتدال”.
وكان في استقبال الاخ الرئيس لدي وصوله الاخ حمود عباد وزير الاوقاف والارشاد والقاضي يحيى النجار وكيل الوزارة لقطاع التوجيه والارشاد والعميد علي حسن الشاطر مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة.
وقد القى الاخ الرئيس خلال اللقاء محاضرة توجيهية للخطباء والمرشدين من منتسبي الدورة، حيث عبر في مستهل المحاضرة عن شكره لدائرة التوجيه المعنوي ووزارة الاوقاف والارشاد على الترتيبات الخاصة لتأهيل المرشدين والخطباء من خلال العلماء المنصفين والمعتدلين من اجل تأهيل هؤلاء الشباب داخل المؤسسة العسكرية.
وقال: نحمد الله ونشكره تعالى على نعمة الاسلام وانا أتذكر قبل 27 عاماً كيف كان وضع المؤسسة العسكرية وكيف هو وضعها اليوم من ناحية ارتباط منتسبيها بالدين الاسلامي والقرآن الكريم اليوم نشاهد المساجد قائمة في كل المعسكرات وعامرة بالشباب المخلص للوطن.. الذين يقيمون الصلاة ويصومون الشهر الكريم باخلاص واندفاع روحاني، ولقد كان قبل 27 أو 28 عاماً لا تقام الصلاة في المعسكرات أو ينزل الخبطاء والمرشدين للمعسكرات.. وكان ينظر لذلك وكأنه يلحق ضرراً بالمؤسسة العسكرية في الجانب العسكري والمعنوي والقتالي وكأن الاسلام هو الذي يهبط المعنويات وان الأمية وعدم اقامة الصلاة أو قراءة القرآن الكريم هو نوع من الشجاعة، هكذا كان المفهوم لدي البعض وان الذي يصلي أو يقرأ القرآن الكريم هو شخص ضعيف وغير مقاتل أو شجاع. والعكس هو الصحيح، فالعسكري عندما يتشبع بالايمان بالخالق عز وجل يكون شجاعاً لانه يقاتل على مبادىء وعقيدة، فانت عندما تقاتل وأنت مدرك ماهو الهدف الذي تقاتل من أجله تكون شجاعاً.. نحن نصرنا الله عندما قاتلنا في الميدان مع الثورة وضد الظلم والفقر والجهل والتخلف والتعصب والعنصرية والمناطقية ومن اجل ان يسعد الوطن بالامن والاستقرار والطمأنينة والوحدة الوطنية من اجل بناء مؤسسة عسكرية من كل أبناء الوطن لكي تكون رمزاً للوحدة الوطنية.. مؤسسة غير مسيسة سياستها الدفاع عن الوطن وعقيدة الشعب ومبادىء وأهداف الثورة اليمنية والوحدة الوطنية، مؤسسة غير منحازة لحزب سياسي.. فانتم منحازون لحزب الوطن ومن اراد ان يتحزب فليذهب وليترك صفوف القوات المسلحة والامن ويذهب ليتحزب لكن المؤسسة العسكرية محايدة وهي حزب اليمن الكبير والوطن الكبير..
وقال الأخ الرئيس لقد كان الوضع في الماضي صعب وحتى الصيام في رمضان كان ينظر لمن يصوم في رمضان بانه رجل متخلف وغير متحضر أو تقدمي وكان هناك شعار مغلوط للتقدمية وان التقدمي بنظر هؤلاء بانه الذي لا يصلي أو لا يصوم.. وكان هذا الشعار موجوداً وهذا هو الجهل بذاته والتخلف نفسه، “اذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة اهل البيت كلهم الرقص”.. فاذا كانت القيادة لاتؤمن أو توعي جنودها وقادتها وربطهم بالايمان بالله
وسنة رسوله الكريم وربطهم بالدين هنا يكون الخلل فنحن بلد مسلم بلد الايمان والحكمة.. وهذا هو اليمن لهذا ينبغي ان نبني مؤسستنا العسكرية على أسس عقائدية دينية مرتبطة بالدين الاسلامي الحنيف وتدافع عنه وتذود عنه ولا نكون كالاخرين نرفع شعار الاسلام فقط لمجرد انك مسلم لا تصلي ولا تصوم، لان هناك توجد شعوب وفي عدة مناطق تقولها بأنها مسلمة.. والمسلم لديها شعاره الاسلام فقط لكن هل يصوم هل يصلي هل يأتي الزكاة هل يحج.. لا.. شعاره فقط انا مسلم. وقال الأخ الرئيس نحن في اليمن بلد الايمان يجب علينا أن نقيم الصلاة ونصوم.. ونؤدي الزكاة ونحج والحج لمن استطاع اليه سبيلا ونوعي شبابنا بعقيدة الاسلام.. وأنت عندما تقاتل بعقيدة الله سبحانه وتعالى يساعدك على النصر.. ونحن عندما قاتلنا من اجل الانتصار للثورة ضد الظلم والجهل والفقر والتخلف الله سبحانه وتعالى ساعدنا على النصر ودعم جنودنا في كل المعارك.. وعندما رفعنا شعار لا للانفصال لأن الوحدة قوة، قوة لليمن وقوة للاسلام.. رفعنا شعار لا للانفصال نعم للوحدة فالله سبحانه وتعالى آزرنا ونصر جنودنا وضباطنا وكان الله معنا.
وأضاف: الذين يقولون بان الذين يصومون ويصلون بأنهم ضعفاء ويأتيهم الخوف والجبن هذا غير صحيح بالعكس تأتيهم القوة والشجاعة والايمان.. الايمان بالخالق عز وجل، فالمؤسسة العسكرية يجب ان ينتشر فيها الوعي
والوعظ والارشاد بطرق سلسة ومعتدلة ومقبولة دون الغلو والتطرف وهذا شعارنا في الوطن بشكل عام.
والاحرى بهذه المؤسسة التي بيدها امن وسلامة الوطن وبيدها التنمية وبيدها الاستثمار والطمأنينة.. أن تبنى على الإعتدال وعلى الإيمان الديني الراسخ.. وعندما يكون البلد آمناً تأتي الاستثمارات عربية أو اسلامية أو اجنبية وعندما يرى هؤلاء البلد آمناً ومطمئناً، ولكن عندما يروا البلد في قلق وهناك اشعال للحرائق كما تفعل بعض العناصر التي تشعل الحرائق من وقت لآخر لانه لا تعيش الا في ظل اشعال حرائق وصب الزيت على النار يتولد القلق ويتراجع المستثمرون وعندما يكون عندنا مرشدون وخطباء واعين ومتسلحين بالايمان وينتشروا في داخل المؤسسة العسكرية للتوعية في صفوفها تكون النتائج جيدة لأن المؤسسة العسكرية هي صمام امان لكل شيء والقوى السياسية اذا ارادت ان تتحرك في الساحة تتحرك في اطار التعددية السياسية والرأي والرأي الآخر ولكن يجب ان تتوخي الدقة في المعلومات وليس المكايدة ونشر الاكاذيب واشعال الحرائق واثارة الفتن سواء كانت طائفية أومناطقية أو قروية أو قبلية.. المهم لديها فقط انها تشعل حرائق وتريد ان تسمع صوتها في ظل اشعال الحرائق نحن نقول لها من الممكن ان تسمع صوتها ونستمع الى رأيها بالمشورة بالمنطق بالمقال الطيب بالكتابة الطيبة.
لكن الذي يعتقد انه لايمكن أن يسمع صوته إلا إذا ارتفع.. وبعضهم يسعى لكسب الشهرة سواء كان كاتب صحفي أو كاتب مقال أو سياسي فقط لمجرد الشهرة وهو يعرف بان كل شيء في الوطن قد بنيناه من الصفر، ولقد كانت
البلاد على البلاطة سواء من حيث البناء العسكري أو الأمني او سن القوانين والتشريعات أو الأنظمة أو التنمية والخدمات كانت البلاد صفر في صفر ولا ينكر ذلك الا جاحد أو مكابر.
وقال الأخ الرئيس: نحن نعتز كل الاعتزاز اننا بنينا مؤسسة عسكرية إيمانية قوية عظيمة متسلحة بالقرآن ومتسلحة بالكتاب والسنة وبالسلاح الحديث ومتسلحة بالايمان وهو الاقوى من كل قطعة سلاح تمتلكونه، نحن بنينا المؤسسة الامنية وأرسينا قوانين وتشريعات وأنظمة لبناء الدولة الحديثة المتطورة لبناء دولة النظام والقانون وليس دولة الفوضى أو اشعال الحرائق واثارة الطائفية والعنصرية والتعصبات الحزبية الضيقة.. لا.. بل نحن أرسينا قوانين لدولة عصرية حديثة تلحق بالركب الحضاري مثل سائر الأمم.. وأضاف قائلاً: الايمان والاسلام هو العدالة والحرية والديمقراطية والشورى.. والاسلام ليس الانغلاق.. فالاسلام لم يكن رجعياً في أي يوم من الايام ً.. بل الرجعية في العقول الرجعية التي لا تفقه الاسلام وتعرف مبادئه وقيمه العظيمة حق المعرفة فهؤلاء هم الرجعيون والكهنوتيين الذين لا يفقهون الدين ولكن يفقهونه بحسب هواهم ومزاجهم وبحسب السياسة التي يتعصبون لها لهذا الحزب أو لذلك الحزب.. فالدين الاسلامي رحب ولكن هناك من يشوهون الاسلام ويسيئون للاسلام سواء كانوا في بلادنا او في غيرها…. والمشكلة.. مشكلة العالم كله هي مشكلة العلماء والخطباء في التعصب لأن كل واحد يتمسك بمذهب ويتعصب وهناك ثوابت لا ينبغي ان نختلف عليها على الاطلاق فلماذا نختلف هناك خمسة فروض لابد ان نؤديها وقراءة القرآن الكريم لا بد أن نقرأ والحج لا بد ان نحج لمن استطاع اليه سبيلا.. وصوم رمضان لا نختلف عليه.. لكن هناك من يلعن علي وآخر يلعن معاوية وهنا بدأ الخلاف واحد يسب الصحابة وواحد يسب الاخرين وهذا لايجوز إطلاقاً.
وإضاف الأخ الرئيس قائلاً: الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل الخلافة في علي وهو ابن عمه وكان ممكن يوليه الخلافة في وقته ولهذا تولى الخلافة ابوبكر ثم تولاها عمر ثم عثمان وجاء بعد ذلك علي، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل الخلافة في البطنين (ولهذا الله هو أحكم الحاكمين)، ولكن جاء التعصب وجاء الخلاف.. وجاءت الاقليات.. الدين الاسلامي نعمة من نعم الله.. ولهذا يجب ان يكون الانسان مسلماً معتدلاً مبتغياً وجه الخالق عز وجل. اما الانسان وكل من على هذه الأرض فهو فان ولا يبقى إلا الله سبحانه وتعالى.. ولهذا نحث خطباءنا والمرشدين في القوات المسلحة والامن للدعوة للاعتدال والوسطية وإرشاد الجنود والضباط والصف للتمسك بالعقيدة وبالدين الاسلامي الحنيف وبالتروي وهنا يأتي الجندي المؤمن المخلص الشجاع عندما يتمسك بدينه وبالكتاب والسنة.. وكل من كان على الكرة الأرضية يعتز بدينه، المسيحيون يعتزون بديانتهم واليهود معتزون بديانتهم، ونحن لماذا لا نعتز بديننا الاسلامي وهو دين ليس رجعياً أو متخلفاً.. التخلف هو في عقول المتخلفين أما الدين الاسلامي فهو براء من هذه العناصر التي عفا عليها الزمن والتي ترفع شعار الاسلام وهي تضر بالاسلام.. وكما تحدثت يجب علينا وعلى مرشدينا وخطباءنا ان يوعوا الجنود وان يتسلح الجندي قبل الكلاشينكوف والمدفع والطيارة والصاروخ ان يتسلح بالايمان والكتاب والسنة.. هذا هو السلاح الرئيسي اما ما يملكه من أسلحة أخرى فهي ليست الا مكملة لسلاح الإيمان.. فاذا تمسكنا بالدين الاسلامي ودافعنا عنه وحببناه الى قلوب عامة الناس والى قلوب جنودنا والى قلوب المواطنين بالخطاب الهاديء وبالروية والاسلوب السلس الذي يوصل الى الناس تكون النتائج عظيمة.
وقال الأخ الرئيس: ما اجمل الخطيب عندما يصعد المنبر ويجلس عشر دقائق أو خمسة عشر دقيقة ويكون قد ركز على موضوع معين في ظل احداث ومتغيرات وان لا يصعد الخطيب الى المنبر وافكاره مشتتة.. يتكلم عن الاقتصاد.. ويتكلم عن الفساد.. وعن المعنويات من هنا اختلطت عليه الأمور.. ولا يستطيع ان يخرج من المنبر بحصيلة أو يستفيد منه المصلون، ولكن لو تمسك بالجانب الايماني او الجانب الاقتصادي أو الجانب الثقافي او الجانب المعنوي أو تمسك بتفسير الايات القرآنية للجنود أو تفسير الحديث لكان ذلك مفيداً.. لان بعضهم يخلط ما بين الحديث وما بين القرآن.. وبعضهم لا يدري ما هو الفرق بينهما، تقول له قال الرسول.. قال هو من كتاب الله.. ولا يدري ما هو من الكتاب او من السنة.. نريد ان يكون الخطيب بارعاً ومدركاً وواعياً ويصعد للمنبر وهو مركز في مواضيع معينة سواء كان مرتجلاً أو معداً لعناصر معينة.
الخطيب يجب ان يصعد للمنبر يوم الجمعة وهو واعي لما يقول ولا يقوم باشعال الحرائق أو يثير الفتن في هذا الوطن في بلد الايمان. وقال: من هي تلك القوى السياسية التي تشعل الفتن والحرائق وتحدث الفزع في قلوب المواطنين لأسباب ذاتية أو حزبية وانانية ليس إلا.
وأضاف الأخ الرئيس: أولئك الذين يناصبون العداء للقوات المسلحة والامن لماذا يناصبون العداء للقوات المسلحة والامن الواحد من هؤلاء يحرض ويخطب ويتتحزب ويعمل ويتكلم ويكتب في الصحافة في ظل وجود هذه المؤسسة الوطنية الكبرى التي حققت وهيئة له هذه الاجواء الآمنة، الفضل بعد الله سبحانه وتعالى لهذه المؤسسة، لهؤلاء الجنود.. لهؤلاء المقاتلين.. لهؤلاء الضباط.. لهؤلاء الصف والذي لو سألنا من أين هم ومن أي قبيلة؟ من أبين.. من سنحان.. من خولان.. من حراز.. من بني مطر.. من الحيمة.. من اب من صعدة.. من حجة.. من المحويت.. من تعز.. من ذمار.. من حضرموت؟ هؤلاء هم من القبيلة الكبرى التي اسمها (اليمن) هذه هي القبيلة الكبرى التي اسمها اليمن من المهرة حتى ميدى، ما أجمل اليمن.. كيف كبرت وحدتها.. وهؤلاء الذين يشعلون الحرائق للأسف لا زالوا متقوقعين في غرف مغلقة لم يعرفوا حدود اليمن الطبيعية الا اذا قرأوا في كتاب، نقول لهؤلاء هل زرتم وذهبتم الى المهرة الى صرفيت الى حبروت.. هل ذهبتم الى ميدي الى حجة الى صعدة الى الوديعة الى العبر //إلى.. إلى.. إلى// لتعرفوا اليمن وتعرفوا مهمة القوات المسلحة التي ما أجملها منتشرة في الصحراء.. تؤدي الواجب وتؤمن الخائف.. وتؤمن السبيل، الواحد من هؤلاء يذهب بتجارته وبسياراته، وبعائلاته من صنعاء الى حبروت حوالي الفين ومأتين كيلومتر أمناً مطمئناً، بفضل هذه المؤسسة.. بفضل سهر هؤلاء الجنود هؤلاء المقاتلين المنتشرين في الصحاري وعلى طول امتداد الخط الطويل، تذهب بمالك بعائلتك من هنا الى الحديدة آمناً مطمئناً.. الى حجة الى صعدة الى عدن الى أبين الى شبوة الى مأرب في ظل وجود هذه المؤسسة العسكرية الكبرى الوطنية، ونحن نتساءل لماذا تحقد عليها تلك القوى الرجعية والحاقدة، لماذا تحقدون على المؤسسة العسكرية، لماذا تقتلون جنودنا في مأرب.. لماذا تقتلون جنودنا في الجوف.. لماذا تقتلون جنودنا في صعدة.. ؟ هل لأنهم يؤدون الواجب.. ويؤمنون الخائف..
لماذا تقتلونهم؟ هؤلاء الجنود.. هؤلاء المقاتلين ليسوا من قبيلة الرئيس.. هم من قبيلة اليمن التي يرأسها علي عبدالله صالح، ترى لماذا يحقدون على كل ما هو جميل؟ المؤسسة العسكرية جميلة عظيمة قوية فتية، لماذا تحقدون عليها؟.
لماذا تحقدون على ايجاد التقنية الحديثة والاسلحة المتطورة في المؤسسة العسكرية، لا للعدوان على مواطنينا ولكن للدفاع على أمن وسيادة الوطن من العدوان الخارجي.. لتأمين الجزر والبحار والآجواء اليمنية، لا للاعتداء على مواطنينا.. لماذا يحرضون على المؤسسة العسكرية والامنية؟ لماذا تخالفون القوانين والانظمة؟ لماذا تشرع انظمة وقوانين اذاً؟ لماذا لا نلتزم بها.. لا يلتزم بها الا الجندي ولا يلتزم بها الا المقاتل.. لماذا لا يلتزم بها هؤلاء.
الاسلام ليس شور وقول، عند بعض الناس الاسلام شور وقول يطبقونه متى شاؤا ويتركونه حينما يريدون.
سلاحنا هو الايمان.. وهذا هو بلد الايمان والحكمة، قال عليه الرسول صلى الله عليه وسلم.
اذاً نحن بلد الايمان والحكمة.. تعالج الامور بالحكمة.. وبالقوة في وقت اللزوم كلما مس امننا وسيادتنا ومقدراتنا سنستخدم القوة ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار هذا الوطن، امن عشرين مليون او واحد وعشرين مليون مواطن، أمن الطريق في الحديدة وحجة وصعدة والمحويت وحضرموت وشبوة.
وخاطب فخامته أولئك الذين يدعون العلم في كل شيء وينظرون للآخرين والمنجزات بنظارة قاتمة سوداء وقال: يغضبون عندما أقول انهم ينظرون بنظارة قاتمة سوداء النظارة ليست التي تلبس ولكنها التي في القلوب.. إن البعض يدعون المعرفة في كل شيء، ان تحدث في العلم فهو كامل العلم، وتحدث في الاقتصاد فهو عالم اقتصاد، وفي السياسة عالم ويعرف كل شيىء. واضاف: هذا ادعاء للكمال والكمال لله وحده، وما اجمل الانسان المتواضع لنترك الطب للطبيب والجندية للجندي والارشاد للمرشد والصناعة للصناعي والسياسة للسياسي والاقتصاد للاقتصادي، لا مانع ان تتطلع الى المعرفة وتقرأ في كتب الصحة والزراعة والاقتصاد، ولكن يجب ان لا يدعي أي منا أنه عالم في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة.
وقال فخامة رئيس الجمهورية: لو ينظر هؤلاء بنظارة الصدق التي في قلوبهم وليس في عيونهم ويقيموا الاوضاع قبل 27 عاماً كيف كان الوضع الاقتصادي والسياسي والامني وكيف كان الوضع الخدمي في كل محافظة على حدة وما تحقق منها في مجال الكهرباء والطاقة.. مشيراً الى ان هذه الانجازات المحققة لم يأتي بها من جيبه الخاص بل جاءت بها السياسة والارادة والحكمة، جاءت بها المسئولية والشعور بالمسئولية نحو الوطن. مشيراً الى وجود خطين لذكر العظماء وما حققوه لشعوبهم، طريق الخير وطريق الشر، فزعماء سلكوا طريق الشر وأودوا بأنفسهم وشعوبهم الى الهاوية وزعماء سلكوا طريق الخير وقادوا شعوبهم الى الامن والامان والاستقرار.
وقال: نحن سلكنا طريق الخير، سلوك الخير وليس سلوك الشر، سلوك تحقيق الوحدة اليمنية والعدالة الاجتماعية ونبذ العنصرية والتفرقة، سلوك شحذ همم الشعب وتوفير الصحة والتعليم للجميع وايجاد الطريق والاتصال للجميع، وتوفير كل الخدمات ليس للحاكم بل للجميع.
واضاف: كثير من الحكام كانوا في الماضي سواءً عندنا أو عند الشعوب الاخرى، كل ماهو جميل ورائع كان خاص بهم، ولكن سياستنا ان كل ما هو جميل لنا جميعاً، الطريق نمشي فيها سوياً والمدرسة والجامعة نتعلم فيها جميعاً، والصحة نتعالج فيها جميعاً، والسلاح نتدرب عليه وندافع به جميعاً، مؤكداً بان الخير للجميع والشر مرفوض من الجميع.واوضح فخامته كيف نتجه نحو بناء الضابط والجندي بناء ً معرفياً وكيف نؤهله لحب الوطن والمؤسسة العسكرية ليكون مخلصاً في تعامله ومتزناً في تصرفاته وحكيما في ادارته ومستوعباً لمسئولياته.
منوهاًُ الى ان القائد يجب ان يكون صبوراً وليس قائداً انفعالياً لان الانفعال يولد الانفعال ويترتب عليه ردود فعل داخل اللواء والوحدة العسكرية، مؤكداً بان على القائد ان يكون رصيناً وحكيماً والا يتسرع في اتخاذ القرارات بناء على معلومات اولية، يجب ان يكون صبوراً في تفحص وغربلة هذه المعلومات للتيقن من صحتها، حتى لايندم على اتخاذه قرار متسرع عملاً بقوله تعالى (يا ايها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا…. ).
وقال على القائد قبل اتخاذ قراره ان يأخذ الوقت الكافي 24 ساعة أو 48 ساعة او 72 ساعة او حتى ايام حسب حجم البلاغ، فكلما كان البلاغ مهولاًُ يجب أن تكون رصيناً في تصرفاتك وفي ردود افعالك ازاء هذا البلاغ.. فانشاء الله ضباطنا وجنودنا يتسلحون بالعلم والمعرفة وبالاطلاع والمتابعة، وعلى الخطباء التزام الحصافة وان يتبينوا ماهو الفساد وما نوعه، فهناك فساد مال عام، وفيه فساد سياسي وفيه فساد اخلاقي.. فكلمة فساد كلمة واسعة عندما نتحدث عن الفساد، هل الفساد الاخلاقي؟ هل الفساد المعرفي؟ فالفساد متشعب.. تكلم عن الفساد مستنداً الى البيانات وليس لمجرد رفع الشعار.. اذاًَ هو عداء لكل شيء جميل لكل شيء تحقق بفضل عزيمة كل الرجال المخلصين في المؤسسة العسكرية والامنية والسياسية والشعبية والقبلية تحقق كل هذا الانجاز العظيم.متمنياً في ختام محاضرته التوفيق والنجاح للمشاركين في الدورة والاستفادة من العلماء والخطباء المعتدلين المرشدين الصادقين القارئين.
هذا وكان الاخ حمود عباد وزير الاوقاف والارشاد قد تحدث في بداية اللقاء حيث اشار الى اهمية هذه الدورة في اعداد الخطباء والمرشدين في القوات المسلحة والامن .وقال الاخ الوزير بان منبر المسجد هو منبر الاسلام منبر ولي الأمر.. ولا يصلح ان يكون منبراً لاثارة الفتن والتعصبات أيا كان شكلها حزبياً أو مناطقياً او قبلياً وغيرها، فالعصبية ليست من الاسلام في شيء والوطن لا يمكن ان يكون موئلاً للفتنة أو الخلاف.. واليمن هو وطن الامن والاستقرار والسلام ووطن الايمان والحكمة.. وقال بان هولاء الشباب سوف يتلقون في هذه الدورة مبادىء لاعداد الخطيب في القوات المسلحة والامن والتي هي مؤسسة الوطن ورمز وحدته وهيبته.