رئيس الجمهورية يوجه بتشكيل لجنة من العلماء تكون مرجعية للجنة الحوار الوطني
وجه فخامة الرئيس على عبد الله صالح رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة من أصحاب الفضيلة العلماء لتكون مرجعية لكل الحوادث والظواهر السلبية التي تظهر من وقت لأخر.
وقال فخامته خلال لقاءه اليوم بجامع الصالح بأصحاب الفضيلة العلماء ” وستكون هذه اللجنة كذلك مرجعية لما دعينا القوى السياسية إليه من إجراء حوار وطني شامل وكامل يبحث في كل قضايا الوطن الصغيرة والكبيرة دون اللجوء إلى إقلاق الأمن وتبني ثقافة الكراهية أو المناطقية أو السلالية أو العصبية”.
وتابع:” كما شكلنا لجنة حوار، ونريد من لجنة العلماء أن تكون مرجعية لكل القضايا، ولكل الظواهر السلبية ومنها مرجعية للجنة الحوار المشكلة من كل أطياف العمل السياسي، واللجنة على النحو التالي الشيخ عبد المجيد الزنداني، والقاضي احمد محمد الشامي، ومحمد إسماعيل العمراني، وحسين محمد الهدار، وعلي بارويس، واحمد بامعلم، محمد علي مرعي، عبد الملك الوزير، عمر بن حفيظ، ناصر الشيباني،و عبدالله باهرمز، والباب مفتوح لكل من يرغبون في الانضمام الى هذه اللجنة أو ترغب اللجنة انضمامهم إليها وهي المرجعية لكل هذه القضايا وما اختلفنا فيه سياسيا واجتماعيا وثقافيا، مرجعنا إلى شرع الله.
وخلال اللقاء أعرب فخامة الرئيس عن سعادته بالالتقاء بأصحاب الفضيلة العلماء ممن لهم باع طويل في الخطابة والإرشاد والموعظة الحسنة “التي نحن بحاجة إليها في مثل هذه الظروف الصعبة التي تشتعل فيها من وقت لآخر بعض القلاقل والفتن”.
وأشار فخامة الرئيس إلى أهمية دور أصحاب الفضيلة العلماء في هذه المرحلة ليوجهوا عامة الناس وعلى وجه الخصوص المغرر بهم ممن يقلقون السكينة العامة في كل من محافظات أبين ومأرب وشبوة ولحج فيما يسمي بتنظيم القاعدة.
وقال فخامته:” أصحاب الفضيلة العلماء على علم مسبق على أيدي من تربوا، وعلي أيدي من ترعرع هؤلاء المغرر بهم، من الذي رباهم وترعرعوا في كنفه، والآن يقلقون السكينة العامة، ويقتلون النفس المحرمة ويخيفوا السبيل،، هم يتحدثون الآن عن الأجانب بينما هم تربوا علي يد الأجانب، ويعرفون أين تربوا وتعلموا الإرهاب.. في أفغانستان عندما جندوا من قبل من يقولون عليهم الأجانب أو الولايات المتحدة الأمريكية علي وجه الخصوص، لمواجهة ومقارعة المد الشيوعي في ذلك الوقت، وتحركوا مواكب إلي أفغانستان، وذلك لمقارعة المد الشيوعي والآن ارتدوا وعادوا ليقتلوا إخوانهم وأبنائهم وآبائهم المسلمين في باكستان في اليمن في المملكة العربية السعودية، في مصر في الأردن في الجزائر في كثير من البلدان الإسلامية”.
وتساءل فخامة الرئيس بأي حق تقتل النفس المحرمة؟.. هنا يأتي دور أصحاب الفضيلة العلماء في الإفتاء والإرشاد والموعظة الحسنة لان يعود هؤلاء الشباب إلي جادة الصواب ونحن حاورناهم أكثر من مرة وأطلقنا سجنائهم ومرة أخرى يعودوا لإقلاق الأمن والسكينة العامة.
وتابع فخامته”: أخرجناهم من السجون عدة مرات بموجب ضمانات وكفالات، وتوعية من أصحاب الفضيلة العلماء، وبعد أن قالوا أن هؤلاء أصبحوا صالحين، لكنهم عادوا مرة أخرى لإقلاق السكينة العامة، ولكننا سنتصدى لهم بكل قوة، ومعنا كل أبناء الوطن الشرفاء في كل مكان لمواجهة الإرهاب.. اقلقوا التنمية اقلقوا السكينة العامة”.
وأعرب فخامة الرئيس عن شكره لأصحاب الفضيلة العلماء، كما أعرب تقديره لنصائحهم وخطاباتهم ووعظهم وإفتائهم.. وقال ” إننا في اليمن نحكم في كل قضايانا شرع الله.. داعيا بالتوفيق والسداد والنجاح وأن يجنب الله الوطن كل سوء ومكروه، خواتم مباركة وعيد مبارك وكل عام وانتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
وتحدث في اللقاء الذي بدأ بتلاوة آيً من الذكر الحكيم تلاوة فضيلة الشيخ عبدالله بارجاء، فضيلة الشيخ عبدالمجيد الزنداني حول الأمن وأثره في نماء البلاد واستقرار العباد..حيث أشار بان في السلام والآمان سعادة للبشر، وبه تنهض الأمم والشعوب وتستقر الأمور لتدبير معاشهم وبناء حضارتهم.
موضحا بان كل ما بني في سنوات يمكن أن تدمره الحروب والفتن في أيام وساعات لذلك شدد الدين الإسلامي بأحكامه وشرائعه بكل ما يؤدي للسلام والاستقرار والأمن فهو دين السلام والعدل والحق وان إقامة العدل هو أساس الاستقرار والأمن.
ولفت إلى أن المسلمين مستهدفون لإثارة الفتن في بلدانهم والبحث عن التناقضات فيما بينهم وإثارة النعرات والعنصرية أو الطائفية والمناطقية والفوضى في صفوفهم ولهذا فان النجاة للأمة هو أن تحكم سبب كل نزاع إلى شرع الله..موضحا بان قيادات اليمن قد اجتمعت من اجل الحوار وهو امر طيب وان الحوار يمكن أن ينجح في الاحتكام إلى شرع الله.
وتحدث فضيلة الشيخ محمد علي مرعي عن الإرهاب وأثره في تدمير البلاد وسفك دماء العباد… حيث أشار في حديثة بان الله أمرنا بالأمن والاستقرار وتأمين الناس في البدو والحضر وحثنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالحفاظ على ذلك وان نكون ملتزمين بالأمن والاستقرار والطمأنينة وما يحدث في بلادنا فيما يسمى بالإرهاب هو من شباب غرر بهم وأرسلوا إلى توجيه هذه الرسائل في الظلام وأصبح كل واحد من هؤلاء مناهض لدين أهله ووطنه ومجتمعه.
وقال” إن المسلم هو من سلم المسلمون من لسانه ويداه وان ديننا أعطى الدماء والمال والأعراض حرمة ولا يجوز التعدي عليها أو سفك الدماء وارتكاب القتل وإزعاج الأمن والسكينة العامة”.
وأضاف” إن أي مجتمع لا يخلو من السلبيات والايجابيات ولكن علينا أن نوعي ونرشد إلى ما يصلح السلبيات ويعزز الايجابيات ولا ننكرها وهناك إيجابيات كثيرة ملموسة في مجتمعنا “.
وأضاف” إن على العلماء واجب توجيه الشباب وإرشادهم وتبصيرهم بأمور دينهم ودنياهم ومعرفة طريق الإسلام الصحيح فالمسلم الحقيقي لا يلجأ للإرهاب وتخويف الآمنين وعلى الشباب أن يخافوا الله والعمل باسم الدين
وفقا لما جاء به كتاب الله وسنة رسوله وليس بحسب الأهواء وغياب الأدلة الصحيحة، والإرهاب في كل الأحوال منبوذ ومن يلجؤون إليه آثمون ومخالفون للعقيدة وما أنزل الله سبحانه وتعالى.
وتحدث فضيلة الشيخ حسن
محمد الهدار عن الدعوات الهدامة الهادفة إلى تمزيق صفوف الأمة، مشيراً إلى أن الدعوة إلى للانفصال نقض للثوابت الدينية والوطنية، داعيا إلى تعزيز الصفوف والحفاظ على الوحدة الوطنية وعلى من يثيرون الفتنة من دعاة الانفصال أن يتذكروا قول الله تعالى ” واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا ” صدق الله العظيم.
وقال” إن الدعوة للخروج عن طا
عة ولي الأمر مخالفة لكتاب الله وسنة رسوله، والله قد بين حكم من يقطع الطريق ومن يقتل النفس التي حرم الله ومن يروع الآمنين من الأطفال والشيوخ والنساء”… مستنكرا ما تعرض له الجنود والآمنين من المواطنين من اعتداءات غادرة من قبل بعض المجرمين والخارجين على شرع الله.
داعياً كل من تم التغرير بهم العودة إلى جادة الحق والصواب وأن يستكين الناس للهدوء والأمن والاستقرار وهذا فيه مصلحة للجميع وأن واجب النصح مسؤولية تقع على عاتق الجميع وحيث أمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالنصح لما فيه خير الأمة وصلاحها.
فيما تحدث فضيلة القاضي العلامة احمد محمد الاكوع حول الوحدة اليمنية باعتبارها فريضة شرعية وضرورة حياتية، مستدلا بالآيات في محكم الكتاب العزيز وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الداعية إلى الوحدة والاعتصام بالله وعدم التفرق والتشتت والخلاف. مشيرا بأن مؤسساتنا الدستورية مستمدة أسسها من الشريعة الإسلامية التي تدعونا إلى توحيد الصف والكلمة وإلى التأخي والمحبة والتآلف والعمل ل
كل ما فيه الخير والصلاح.
فيما تحدث عميد المعهد العالي للتوجيه والإرشاد مقبل مرشد الكدهي بكلمة قال فيها:” إن الدين الإسلامي ليس مصدر شقاء ولكنه منبع سعادة وليس دعوة إرهاب لكنه رسالة رحمة وليس جانب خوف ولكنه ميثاق وأمان”.
ولفت إلى أن الدين يخرج نخبا عقلاء وليس مسؤولا عن الحمقى والأغبياء..كما انه ينتج عباقرة أبرار ولا يصنع أقزاما أشرار وان الدين يخاطب العقل السوي والفطرة الرشيدة والضمير الحي والروح المهذبة ولا يتحمل تبعة النفس اللئيمة والخلق الدنيئ والطباع الدنسة والأفكار الموبوءة مستشهدها بقوله تعالي(ان الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون).
وأكد أهمية المحافظة علي أفكار الشباب من الانحرافات المسمومة التي تؤدي بهم إلي إعمال مذمومة وتكون عواقبها مشؤمة لأننا أمام مسلكين خطيرين الأول مسلك التطرف والفجور ممثلا بالقاعدة والثاني الانحراف والغرور ممثلا بالحوثيين.
واعتبر هذان المسلكان مصدر شقاء الفرد والمجتمع والأمة جمعاء لأنه في صعدة دمرت المساجد وخربت المدارس ودمرت الطرقات وقضى علي البنية التحتية لا لأجل شيء إلا بدعوى باطلة تدعي حق غير مشروع.
وقال عميد المعهد العالي للتوجيه والإرشاد:” إن تنظيم القاعدة أصبح أداة بايدي من صنعهم من أعداء الإسلام حملوا السلاح علي المسلمين”.
وأضاف:” إننا نريد أن نعزز وحدتنا والائتلاف لا الاختلاف وان نعزز المحبة لا التباغض والاتفاق بدلا من الافتراق وأن على العلماء أن يقفوا إلى جانب ولي الأمر بالدعاء له وتسديده ونصحه وطاععته من طاعة الله”.
ودعا الجميع إلى التوسط ونبذ ا
لعسر والاعتدال بدلا من الغلو، وقال:” يجب علينا أن لا نبطن غير ما نظهر، لاننا لسنا بحاجة إلى لبس الأقنعة والاختفاء في الظل والتستر في الظلام. الذي نقوله في المجلس نعلنه في المسجد. الذي ندعوا له في الاجتماع المظلم نعلنه في المهرجان”.
وتسائل عما كسبه الذين حملوا السلاح علي أمتهم ومجتمعاتهم بغير حق حكموا علي دعوتهم بالموت وعلي رسالتهم بالانتحار.
وقال الكدهي:” هل اهتدى علي أيديهم ضال وهل تاب بدعوتهم عاص وهل اسلم علي أيد
يهم كافر… بل خاف منهم القريب قبل البعيد وكذب بهم الصديق قبل العدوا وحذر منهم العالم والجاهل وأنهم خدموا بأعمالهم أعداء الإسلام واضروا بالمسلمين”.
كما تحدث فضيلة الوالد احمد علي الفران عن فضائل الوحدة وأهميتها في حياة أبناء اليمن كنعمة ينبغي الحفاظ عليها. داعيا الجميع إلى الاعتصام بحبل الله وعدم التفرق والإتعاض من أحداث الماضي وعبره.
وقال “لقد أنعم الله علينا بالوحدة
وأنقذنا بها ولقد مرت باليمن الكثير من المحن والتحديات ولكنها بفضل من الله وتلاحم أبناء اليمن أطفأت نيرانها ووصل اليمن اليوم إلى ما وصل إليه من نعمة الوحدة والأمن والاستقرار”.
داعيا الشباب إلى نبذ كل الأفكار الغريبة التي تشوش عقولهم وتنحرف بهم عن دينهم ويضرو
ن بها وطنهم.
هذا وقد أقام فخامة رئيس الجمهورية مأدبة إفطار رمضانية للإخوة أصحاب الفضيلة العلماء تكريماً لهم وللدور الذي يضطلعون به في خدمة الدين والوطن.
حيث تبادل التهاني معهم بمناسبة الخواتم المباركة وقرب حلول عيد الفطر المبارك.
سائلين الله أن يعيد هذه المناسبة الدينية الجليلة على شعبنا وامتنا وقد تحقق لها كل ما تصبوا إليه من الرفعة والسؤدد والازدهار.