رئيس الجمهورية يوجه الإعلام بسرعة إعداد مشروع قانون يسمح بانشاء قنوات فضائية تلفزيونية وإذاعية
أعلن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، واستنادا إلى ما يمتلكه من صلاحيات دستورية، عن اسقاط العقوبة التي كان أقرها القضاء على الصحفي عبدالكريم الخيواني، وان يكون صحفيا صالحا في المجتمع ويتجنب اثارة المناطقية والطائفية والعنصرية.
ووجه فخامته في كلمة له اليوم بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام الرابع لنقابة الصحفيين اليمنيين والذي ينعقد بصنعاء على مدى ثلاثة أيام تحت شعار “دفاعاً عن حقوق الصحفيين وحرية الصحافة” – الحكومة ووزارة الإعلام بسرعة اعداد مشروع قانون يسمح بانشاء قنوات فضائية تلفزيونية واذاعية.
كما وجه فخامة الرئيس الحكومة باطلاع الصحفيين على ما يدور في مجلس الوزراء عبر متحدث رسمي من خلال مؤتمر صحفي يعقد عقب كل اجتماع للمجلس.
وقال” نوجه رئيس الوزراء ووزير الاعلام بدعوة الصحفيين لمؤتمر صحفي في الساعة الواحدة والنصف كل يوم ثلاثاء لاطلاعهم على ما دار في مداولات ومناقشات مجلس الوزراء، ووزير علام ملزم بان يقول ماذا دار في مجلس الوزراء”.
وأضاف فخامته” وعلى الصحفي الذي يتسائل مثلا عن ما تحقق من البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية، وماذا تحقق منه للشعب، ان يتوجه بأسئلته الى الرئاسة بدلا من الكتابة فقط دون سؤال او حضور لمعرفة ماذا تحقق “.
كما وجه فخامة رئيس الجمهورية وزارة الإعلام بسرعة البت في طلبات التراخيص لإصدارات صحفية جديدة طبقا للقانون، والضوابط المنظمة لاعمال النشر.
ووجه فخامة الرئيس أيضا وزارة الإعلام بسرعة إعداد مشروع قانون لإنشاء قنوات فضائية وإذاعية وتلفزيونية سواء كانت للأفراد أو لجهات غير حكومية لتعمل في اطار حرية التعبير والصحافة والرأي والرأي الأخر التي تتميز بها اليمن.
ولفت فخامته إلى أنه لم يعد بامكان أي شخص أن يحجب ثورة المعلومات أو يضع حاجز على القنوات الفضائية.
وتساءل الرئيس في هذا الصدد قائلا.. من بإمكانه منع الستالايت في عصر العولمة وثورة المعلومات؟ مجيبا على ذلك بقوله بالطبع لا أحد.. ولايمكننا أن نمنع أكثر من اثنين وعشرين مليون مواطن من استقبال بث القنوات الفضائية.
وقال:” ندرك أهمية دور الصحافة والذي تعزز منذ إعادة تحقيق وحدة الوطن في 22 مايو 90م، التي رافق ميلادها انتهاج التعددية السياسية وحرية الصحافة”.
وأضاف:” كان كثير من الناس لا يطيقون كلمة واحدة من النقد وتضيق صدورهم من النقد”.
وحث فخامة الرئيس الصحفيين على توخي الدقة ونشر المعلومات الصحيحة واستقاءها من خلال المصادر المعنية بما يضمن الحفاظ على مصداقية الوسيلة الإعلامية والصحفي.
وتابع قائلا:” عندما تكون معلومات الصحفي، صحيحة سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، تتجسد الرسالة العظيمة للصحافة “.
واشار الرئيس إلى ان الصحافة ليست وسيلة للتنازع والهدم ونشر بذور الفرقة والشتات بين أبناء المجتمع الواحد، بل هي وسيلة للبناء وللتربية الوطنية ولخلق ثقافة المودة والمحبة داخل أبناء المجتمع، ثقافة تستوعب عظمة أهداف الثورة اليمنية المباركة26 سبتمبر و14 اكتوبر و22 مايو، ثقافة مجتمعية لا ثقافة الكراهية او ثقافة الارهاب او ثقافة المناطقية والقروية ومحاولة العودة بوطن سبتمبر الى ما قبل 26 سبتمبر، او العودة بالوطن الى ما قبل 22 مايو 90م.
ودعا فخامته الصحفيين إلى خلق ثقافة توعوية لدى المجتمع.. وقال:” نحن ندرك حجم الارث الكبير الذي ورثناه من عهود الامامه والتشطير ومخلفات الصراعات بين شطري الوطن منذ يوم الاستقلال حتى تحققت الوحدة المباركة “.
واستغرب الرئيس إطلاق البعض دعوات للاعتراف بما يسمونه ب”القضية الجنوبية”، وكذا الاعتراف بما يسمونه “قضية صعدة “.
وتساءل قائلا.. ما هي القضية الجنوبية وما هي قضية صعدة ؟
وأردف قائلا:” القضية الجنوبية التي تثار اليوم معناها محاولة العودة إلى ما قبل 22 مايو 90م، أما قضية صعدة فهي تعني محاولة العودة إلى ما قبل 47 سنة أي العودة الى الامامة الكهنوتية “.
واكد فخامته بالقول ان:”الحكم لابناء الشعب ليس وراثيا، ولا سلاليا على الاطلاق”.
وشدد الرئيس علي ضرورة أن يتوخي الصحفيين الدقة والمصداقية والحيادية في ما ينشروه والحرص على أن تكون معلوماتهم صحيحة.. مؤكدا في هذا الصدد علي أهمية ان يحرص الصحفيون دوما على التوجه إلى المسؤولين في الجهات ذات العلاقة للحصول على المعلومات الصحيحة، موجها المسؤولين في كافة الجهات الحكومية بتسهيل حصول الصحفيين على المعلومات الصحيحة.
وخاطب الرئيس الصحفيين قائلا:” انتم تمثلون نخبة المجتمع ونعلق عليكم أمالا كبيرة، فأنتم صناع الرأي، ونأمل أن تسهموا بفاعلية في خلق ثقافة المودة والمحبة والولاء لهذا الوطن”.
وحث فخامته الصحفيين ان يتحركوا نحو الرعيل الأول ويتحدثوا اليهم ليعرفوا ما كان يعانيه الوطن قبل ثورة الـ26 من سبتمبر والـ14 من أكتوبر من معاناة قاسية، وكذا الواقع الذي كان يعيشه المواطنون أنذاك في ظل عدم توفر أو ندرة المشاريع الخدمية والتنموية.
وقال:” بامكانهم أن يسألوا كم كان عدد الجامعات، وعدد المدارس الإبتدائية والإعدادية والثانوية وكم عدد المستشفيات وكم عدد المراكز الصحية، كم عدد الطلاب في مختلف المراحل الدراسية، وسيعرفون حقيقة ذلك الوقع وحجم المعاناة في تلك الفترة والتي لايمكن مقارنتها بواقع النهضة والتنمية التي وصلت إليها اليمن اليوم سواء في عدد الجامعات سواء حكومية أو أهليه أو المدارس والمشاريع الخدمية في مختلف مجالات التنمية.
ولفت فخامة الرئيس إلى أنه بامكان الصحفيين ايضا العودة إلى ما رصدته كتب التاريخ ليعرفوا ما كان يعانيه الوطن في تلك فترة ماقبل الثورة المباركة وهو ما لايمكن وبأي حال مقارنته بما هو حال الوطن اليوم.
وقال رئيس الجمهورية ” سبق وأن تحدثت أنه كان كل مسؤول قبل 19 عاما يضيق صدره من اي نقد في مقال او عمود ينشر في اي صحيفة،، في حين ان النقد ليس عيبا، خاصة اذا تضمن معلومات صحيحة، فالنقد يقوم الاعوجاج والخطأ، ويحسس المسؤول انه تحت المجهر”.
وتساءل فخامته قائلا كيف نحارب الفساد؟.. وقال”يجب ان نحدد اين يكمن الفساد فهناك فساد سياسي ومالي واداري، فالفساد منظومة متكاملة يجب ان نتحرك لمكافحته سواء كان فسادا اخلاقيا او سياسيا او اقتصاديا او ثقافيا او اجتماعيا، وهناك مساحة واسعة، امام الصحافة والقنوات الفضائية، للتناول في هذا الشأن”.. مشيرا الى اهمية دور المسرح والندوات في هذا الاطار.
ولفت الى ما تحظى به الصحيفة والصحفي من احترام وتقدير عندما تكون المعلومات صحيحة.. داعيا صناع الراي الى توخي الدقة في المعلومات واستقائها من مصادرها سواء أكانت في وزارة الخارجية او الداخلية او الصناعة والتجارة أوغيرها من الجهات.
وبارك رئيس الجمهورية في كلمته بالمؤتمر الذي يشارك فيه “1277” صحفياً وصحفية يمثلون قوام الجمعية العمومية للنقابة وبحضور وفدين من الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب، إنعقاد هذا المؤتمر، مؤكدا أن هذا المؤتمر سيحضى بدعم كبير ولا محدود بمايخدم قضايا الصحفيين في اليمن، باعتبارهم نخبة المجتمع.
وتمنى فخامة الرئيس في ختام كلمته للمؤتمر التوفيق والنجاح، والخروج بقرارات وتوصيات تخدم العمل الصحفي.
وكان نقيب الصحفيين اليمنيين نصر طه مصطفى قد القى كلمة رحب فيها بفخامة الاخ الرئيس وبالحضور باسم الصحفييين والصحفيات اعضاء الجمعية العمومية للنقابة الذين احتشدوا من جميع انحاء الجمهورية في المؤتمر العام الرابع ليشكلوا لوحة وطنية رائعة تعزز الوحدة النقابية في هذا الكيان المدني الذي يعتبر نموذجا يحتذى به في الوحدة والديمقراطية والتعددية والفاعلية والحضور.
وقال: هذا اول مؤتمر لنقابة الصحفيين اليمنيين تجري تحضيراته كاملة في مقرها الجديد المقدم هدية من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لاخوانه وابنائه وبناته اعضاء النقابة.. لافتا إلى ان الصحفيين والصحفيات شكلوا منظرا ديمقراطيا ووحدويا رائعا طوال الايام الماضية وهم يتحاورون ويتناقشون تحت سقف بيتهم ويعلقون الملصقات الدعائية لحملاتهم الانتخابية.
و اضاف: كما كان لفخامة الاخ الرئيس الفضل في تحقيق الاستقرار المؤسسي، كان له الفضل كذلك في تحقيق الاستقرار النفسي والمعيشي والوظيفي من خلال توجيهاته الصريحة والواضحة لانجاز التوصيف الوظيفي للمهن الصحفية والاعلامية وهو انجاز عظيم طالما حلم به الصحفيون خلال الاعوام العشرين الماضية كون ذلك يحفظ لهم الحقوق الوظيفية ويحسن من مستوياتهم المادية والوظيفية.
و اشاد نقيب الصحفيين اليمنيين بتوجيهات فخامة الاخ الرئيس المتضمنة انشاء المجلس الاعلى للاعلام، متطلعا باهتمام الى الدور الاستثنائي الذي يمكن لهذا المجلس ان يقوم به في اليمن على صعيد تنفيذ البرنامج الانتخابي لفخامة الاخ الرئيس معربا عن الامل في سرعة انجاز قانون الاعلام السمعي والمرئي الذي يسمح بانشاء قنوات واذاعات خاصة بما يعزز الحريات الاعلامية ويرسخ الوطنية ويعمق التجربة الديمقراطية.
والقى وزير الاعلام حسن أحمد اللوزي كلمة اكد فيها ان النقابة تستطيع من خلال اعضائها المساعدة في معالجة الكثير من جوانب القصور والاختلالات التي كشفت عنها ممارسة المهنة الصحفية.
وقال ” يجب ان تكون النقابة سباقة في تنظيم هذا القطاع الحيوي الهام بصورة تنسجم مع عظمة القيم الوطنية والإنسانية والمهنية والاخلاقية التي تتمثل في تحقيق الحماية المتقدمة لمهنة الصحافة من المتطفلين عليها والذي يسعون الى الكسب المادي من خلال الاضرار بسمعتها ومكانتها “.
ونوه وزير الإعلام إلى أهمية انعقاد هذا المؤتمر في تحمل المسؤولية الصادقة والشجاعة تجاه تقويم الوضع الصحفي من خلال الاحتكام الى ميزان الصدق والانصاف والحرص على صياغة وحماية حقوق الصحافيين وحرية الصحافة وحقوق وواجبات المهنة الصحافية واحترام مسؤولياتها التي تنطلق وتبدأ من ضمير الصحفي المهني اولا.
وقال ” نبارك مسعى النقابة وأعمال المؤتمر الرابع وهو يتوجه نحو إعادة النظر في النظام الاساسي للنقابة بهدف تطويره ليكون منسجما مع طبيعة الطموحات التي لديكم وليكون اهلا لان يتحول الى مشروع قانون يتم رفعه الى السلطة التشريعية لاستكمال الاجراءات بشأنه ليصدر كقانون يحمي حقول الصحفيين، ويوفر الضمانات الكاملة لهم ليمارسوا المهنة بكل ما تتطلبه من الحرية والشجاعة والاقتدار وليوفر لهم وللنقابة ماهو حق لها من المال اللازم لتسيير امورها ولتؤدي مهامها العديدة وفي المقدمة الرعاية الواجبة للصحفيين”.
و أكد وزير الاعلام تأييدة لتوجه اعضاء الجمعية العمومية نحو مناقشة واقرار ميثاق الشرف الصحفي الذي يمثل احتياج جوهري للصحفيين وللنقابة.
واوضح ان ميثاق الشرف سيمثل مرجع يحتكم اليه الصحفيون ويجعلونه بمثابة الخطوط الهادية لهم في تجويد ممارسة حق الحرية والحيلولة دون الوقوع في مزالق سوء استخدام هذا الحق الذي لاشك يصان بالمسؤولية المهنية والاخلاقية والوطنية والحرص على خدمة الحق والانتصار له، فضلا عن كونه سيقدم المعرفة والمعلومات الصحفية واحترام القارئ والمتلقي بالتزام الصدق والموضوعية واحترام الحريات الخاصة والكرامة الإنسانية والمشاعر الوطنية.
و استعرض وزير الاعلام الانجازات التي حققتها الصحافة في اليمن في كافة المجالات الحياتية وفي مقدمتها حماية وصيانة مكتسبات الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر.
رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين جيم بو ملحه أشاد من جانبه بدور نقابة الصحفيين اليمنيين في خدمة منتسبيها والدفاع عن حقوقهم وحرياتهم. وقال” لقد كانت نقابة الصحفيين اليمنيين دائما في خضم النضال من اجل العدالة الاجتماعية والحقوق المهنية للصحافة”.
وأضاف مخاطبا اعضاء المؤتمر “لقد اظهرتم ايضا الروح النضالية لهذه النقابة، التي تعتبر نموذجا حقيقيا لكل النقابات في المنطقة””.
وعبر رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين عن شكر جميع النقابات الاعضاء في الفيدرالية الدولية للصحفيين على التزام نقابة الصحفيين اليمنيين منذ سنوات نحو الدفاع عن قضايا الصحافة وحقوق الصحفيين، وايضا نحو قضية حرية الصحافة وحق المواطنين اليمنيين في المعرفة واخيرا نحو قضية التضامن الدولي.
واعتبر نقابة الصحفيين اليمنيين اشارة تاريخية قوية تشرف الصحافة اليمنية، التي مازالت مستمرة الى اليوم وتعتبر من نواح كثيرة نموذجا لنوع من المنظمات التي نحتاجها من اجل بناء اتحاد مناضل وقوي.
وقال ان الصحافة اليمنية بين ايد امينة ما دامت نقابة الصحفيين اليمنيين مستمرة في ازدهارها وتطورها على هذا النحو.
وطالب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين بتطبيق توجيهات رئيس الجمهورية باسقاط العقوبة عن الصحفي عبد الكريم الخيواني.
وتطرق الى ما تعانيه الصحافة والصحفيين من قتل واعتقالات في مختلف دول العالم..مؤكدا ان حرية الصحافة تواجه ازمة حقيقية في كل قارة وفي كل دولة.
بدوره اشار الأمين العام المساعد لإتحاد الصحفيين العرب حاتم زكريا الى الأهتمام الخاص الذي يوليه الأتحاد بنقابة الصحفيين اليمنين كونها تتميز بتجربة رائدة وخصبة وتشهد حراكا مستمرا يجدد من مسيرتها لصالح اعضائها ووطنها وأمتها العربية.
وبين ان نقابة الصحفيين اليمنيين تحتفظ بخصوصيتها بالرغم من تعدد المنظمات في الساحة الصحفية العربية كونها تتجاوز جميع خلافاتها بحالة من التآلف والتناسق والتجانس الصحفي.
ولفت الى ان مسيرة النقابة تمثل أنموذجا مأمول الاحتذاء به في كثير من المنظمات الصحفية.متمنيا لمجلس النقابة ونقيبها الجديد النجاح والتوفيق وان تحتفظ النقابة والصحفيين بروحهم الخلاقة الدافعة لتحسين الأداء وتحقيق الانجازات والمكتسبات التي تحققت في ظل القيادة السابقة بما يسهم في بقائها فريدة من نوعها متميزة بمواقفها وخدمتها لرواد الكلمة وقادة الرأي.