رئيس الجمهورية يؤكد علي الفرص الانتخابية المتاحة أمام كل القوى السياسية في بناء الاقتصاد الوطني
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر مجلس النواب على كل الإنجازات التي أنجزها خلال الفترة المنصرمة وعلى وجه الخصوص تلك الوقفة الشجاعة في مواجهة الأزمة والحرب والانفصال ونقدر تقديراً عالياً هذا الموقف الوطني الشجاع مع تقديرنا لكل الإنجازات التي تمت في مجال التشريع وإصدار القوانين وفي طليعتها إقرار برنامج الإصلاح الاقتصادي والخطة الخمسية الأولى وعدد من القضايا والاتفاقيات.
وقال الأخ الرئيس نحن قادمون على انتخابات نيابية قادمة ونتمنى أن يساعدكم الحظ بإعادة انتخاب عدد كبير من هذه الوجوه المجربة التي اكتسبت خبرة خلال الفترة الماضية وندعو لكم بالتوفيق والنجاح، ونتمنى أن يكون هناك تنافس شريف ومسؤول بين الأحزاب والتنظيمات السياسية والمستقلين للفوز لما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا وعليهم أن يتفهموا ذلك ويتعاونوا مع السلطة وهذا لا يأتي استجابة لضغط خارجي أو إيعاز من أحد ولكن لأن المصلحة الوطنية العليا تقتضي ذلك وتستوجب دخول كل القوى السياسية المعترك السياسي..
والديمقراطية هي الانتخابات والعالم ينظر إلى التنافس والديمقراطية عبر صندوق الاقتراع أما من يسعى للمقاطعة فهو لن يقاطع إلا نفسه والديمقراطية..
ونحن سنأخذ بيد الجميع في المستحقات والدعم المقرر من الدولة للأحزاب والتنظيمات السياسية التي استكملت الإجراءات القانونية لإنشائها.
وأضاف الأخ/ الرئيس مخاطباً الأخوة رئيس وأعضاء مجلس النواب أن أمامكم وخلال الفترة المتبقية حتى الانتخابات القادمة مهاماً كبيرة وأملي في الأخوة أعضاء المجلس أن يعملوا على ما تبقي من القوانين والاتفاقيات الهامة خاصة التي لها مردود إيجابي وبالذات في الجانب الاقتصادي.
ونحن نعتز بهذا البرلمان ونعتبره مكسباً ومنبراً ديمقراطياً نفاخر به ولا نباهي به وهو من خصوصياتنا ومكسب من مكاسب ثورتنا ووحدتنا…
وأشار الأخ الرئيس بأن الحكومة تعمل الآن جاهدة على تحسين وتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة ومنها السعودية.
وأضاف الأخ/ الرئيس مخاطباً نواب الشعب ولقد كنت أواخر شهر رمضان في المملكة العربية السعودية لأداء العمرة والتقيت بقيادة المملكة وفي مقدمتها خادم الحرمين الشريفين وإخوانه وتم التحدث في قضية هامة وهي حل مشكلة الحدود وتم بحث هذا الأمر وقدمت عدة تصورات من الجانب اليمني كما تسلمنا بعض التصورات من الأشقاء في المملكة ولازال التواصل مستمراً لحل مشكلة الحدود والتي صار لها أكثر من 60عاماً، وإن شاء الله نتوصل لحل هذه المشكلة بطرق أخوية وودية متصفة وبحيث تصونها الأجيال القادمة ونحن قادمون على حل هذه المشكلة سواء قبل الانتخابات أو بعدها من خلال التواصل بين قيادتي البلدين وهذا هم يراود كل الاخوة الأعزاء في مجلس النواب ويراود كل أبناء شعبنا.
وتطرق الأخ/ الرئيس إلى مشكلة جزيرة حنيش حيث قال: إن القضية في التحكيم الدولي والأمور تسير بحسب ما تم الاتفاق عليه بيننا وبين إرتيريا وإن شاء الله تحل سلمياً ولقد بذلنا جهداً كبيراً منذ البداية لحل هذه المشكلة سلمياً رغم ماكان يراد لليمن وإرتيريا من التورط في نزاع في جنوب البحر الأحمر ولقد دأبنا جميعاً لاتباع الحل السلمي وكل الأدلة والوثائق قد استكملت من لدينا وتشكلت لهذا الغرض لجنة وطنية ولدينا محكمون مختارون من الكفاءات التي تم اختيارها وإن شاء الله بالتوفيق..
وقال الأخ/ الرئيس إن همنا الآن ومعركتنا الرئيسية هي الجانب الاقتصادي، ونحن ندعو إلى حشد كل الطاقات وتفجيرها في مجالات العمل والإنتاج.. ومثلما انتصرتم للثورة والوحدة سننتصر للاقتصاد الوطني..
وأحث السلطات التشريعية والتنفيذية على استئصال ما تبقى من الفساد والفاسدين أينما وجدوا ومن أي تنظيم سياسي لأن الفساد مثل المرض الذي يصيب الجسم ولابد من معافاة الجسم منه..
وأضاف إن الأحزاب ليست غاية ولكنها وسيلة ولا ينبغي أن تتحول الأحزاب إلى مدافعة عن المفسدين لأن ذلك غير وطني وأسلوب غير حضاري وعلى السلطة التشريعية أن تراقب بحزم طبقاً لما تتمتع به من صلاحيات دستورية…
كما على أجهزة الرقابة أن تقوم بواجبها وأن يعمل الجميع لبناء اقتصاد وطني معافى.. والحمد لله إن برنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري قد حقق إيجابية وأوقف التدهور وكان الخوف أن تسقط الدولة نتيجة التدهور الاقتصادي ولكن اتخذت جرعات قوية كان ينبغي أن نتحملها وأن يستكمل تنفيذ البرنامج وأن لا نسقط في تلك المجاملات والخوف وهذا لا ينبغي. والذي يقول إننا رهينة لإدارة البنك والصندوق الدوليين هو لا يفهم شيئاً في الاقتصاد.. نحن نأخذ من إرشادات البنك والصندوق ما يتناسب ومصلحتنا ووضعنا الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. لم تكن بلادنا رهينة في أيدي بنك دولي أو صندوق نقد أو مؤسسة دولية ولكن سنأخذ ما ينبغي أن نأخذه منها بما يعالج أوضاعنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية داخل هذا الوطن وينبغي كما يقول المثل: حجوا بأهل مكة وزورا بأهل المدينة.
مرة أخرى نكرر الشكر للأخوة رئيس وأعضاء مجلس النواب على كل الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية وأتمنى لكم التوفيق والنجاح.