رئيس الجمهورية يؤدي صلاة الجمعة في مدينة المكلا والخطيب يتناول المعاني العظيمة للهجرة النبوية الشريفة
أدى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية صلاة الجمعة اليوم مع جموع المصلين بجامع الهجرة بمدينة المكلا. حيث تناول فضيلة الشيخ ياسر باعبًاد خطيب الجامع في خطبتي الجمعة المعاني العظيمة للهجرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، مؤكداً انه لم يتقرر مبدأ للتاريخ الإسلامي إلا في خلافة عمر بن الخطاب بعد 17 سنة من الهجرة حيث كان أهل اليمن هم أول من بارى فيهم التاريخ .حيث روى الامام احمد في مسنده أن اول من أرخ هو يعلي بن أمية فيما كتبه إلى عمر بن الخطاب من اليمن فاستحسنه سيدنا عمر وكان الكتاب من جملة المواعض التي جعلته يجمع الصحابة ليستشيرهم في أمر التاريخ. فبينهم من رأى ان يكون مبدأ التاريخ للسنة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم من رأى السنة التي بعث فيها ، وقال علي بن ابي طالب كرم الله وجهه: بل السنة التي هاجر فيها فقال سيدنا عمر: نعم الهجرة فرقت بين الحق والباطل لأنه الحدث العظيم الذي فارق المهاجرون من أجله الديار والأهل والأموال بحيث لم تكن هجرتهم من مكان الى مكان فحسب بل من حال الى حال فكانت هجرتهم الى الله ورسوله. ئقد عرف الرسول صلى الله عليه وسلم الهجرة حين قال: المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه.. مشيراً إلى أن الهجرة باقية بمعانيها وقيمها ولهذا فأن على الواحد منا ان يهاجر من عاداته السيئة وتقاليده غيره الحسنة إلى ما يريده الحق منه بإتباع العادات الحسنة والاخلاق الحميدة وطهارة القلوب ، وهذه هي الهجرة الحقيقية. ودعا الخطيب الى وحدة المسلمين تجسيداً لمعاني الاخوة الإسلامية في حكمة الهجرة والداعية الى المصالحة والتضامن والتآزر والتآخي ، وقال: اننا في يمن الإيمان والحكمة لنا تراث واسع في الهجرة والنصرة، فأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم يمانيون، وكان لأهل اليمن حظ في الهجرة الى الله ورسوله ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين افئده الأيمان يمان والحكمة يمانية .وقال فضيلة الشيخ عبًاد أن من نبع هذه الحكمة التي أكرم الله بها أهل اليمن فجعلها لهم وصفاً لازماً بحيث فيض الله لهم قائداً حكيماً نقل اليمن وأهله من سنين طويلة التناحر وسفك الدماء الى الحوار وتحكيم العقل ، فحقق الله على يديه الوحدة المباركة التي نستلهم اليوم قيم الهجرة ومعانيها لنقارن بين ما انجزنا شعب وقيادة وما ينتظر من العمل الذي نرضي به ربنا. وقال خطيب الجمعة لقد انتقلنا بالوحدة الى حلم لم يكن اكثر اليمنيين يتوقعون تحققه ، من كثرة ما سبق من الكلام والشعارات التي سرعان ما تنتهي بجولة جديدة من الاقتتال. ولكن حكمة القائد وحنكته وسعة اخلاقه وإصراره على انجاز هذا الحق العظيم وحقن الدماء وحفظ الثروات.. تمكن بتوفيق الله ورعايته من تحقيق هذا الإنجاز. ونوه الخطيب أنه بفضل حكمة وحنكة فخامة الاخ الرئيس على عبد الله صالح رئيس الجمهورية الذي استطاع قيادة البلاد بقدرة واقتدار تحقق لشعبنا الكثير مما يتطلع اليه من تطور ونمو على مختلف المستويات والاصعدة، وهي الانجازات التى تمثل اليوم مفخرة لليمن وابناءه. مشيراً الى انه بعد الهجرة آخ الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار تحت شعار الاخوة والمحبة والتضامن. منوهاً بهذا الصدد الى ما شهدته اليمن من إنجازات لامست احتياجات المواطن في ظل دولة الوحدة المباركة وما تنعم به اليمن من أمن وأمان واستقرار. ودعت خطبتي الجمعة الى وحدة الصف والتضامن من أجل الارتقاء بالوطن الى المستوى الذي يليق بمكانة اليمن وأهله المشهود لهم بنشر قيم المحبة والتآخي سواء من خلال الفتوحات التي كان لهم باع طويل فيها، أو من خلال التجارة في العصر الحديث بما عكسوه من سلوكيات حسنة أعطت صورة مشرفة عن الإسلام والمسلمين.