رئيس الجمهورية يؤدي صلاة عيد الأضحى مع جموع المصلين في جامع الموحد بمدينة عدن
عدن ( سبأنت) – أدى فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية ومعه فخامة الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد والإخوة عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية والشيخ عبدالله بن حسبن الأحمر/
رئيس مجلس النواب وعبد العزيز عبد الغني / رئيس مجلس الشورى وسالم صالح محمد /مستشار رئيس الجمهورية وعدد من كبار المسئولين وأعضاء مجلسي النواب والشورى شعائر صلاة عيد الأضحى المبارك مع جموع المصلين في جامع الموحد بمدينة عدن.
وأكد فضيلة الشيخ العلامة / أبوبكر المشهور في خطبتي العيد على عظمة هذه المناسبة الدينية والمعاني والدلالات الكبيرة التي تحملها تجسيدا لوحدة الأمة الإسلامية.
وأضاف أن هذا اليوم هو يوم البسمة والفرحة التي جاءت بإذن الله لهذا العالم الإنساني كي يستعيد ذكرياته ويرتبط بماضية وينطلق في عمق جذوره ليتعرف على شرف الوجود الإنساني في العالم.
وقال: ” إن العالم يحتفل هذا اليوم بعيد الأضحى المبارك أو مايسمى بيوم النحر وهو يوم عظيم من أيام الله أراد الحق سبحانه أن يربط فيه بين التاريخ المعاصر وبين تاريخ الرسالة المحمدية من جهة وبين تاريخ الرسالة المحمدية وبين عهد إبراهيم عليه السلام وبين عهد ابراهيم علية السلام وأدم وحواء عليهما السلام من جهة أخرى يوم أنزل المولى تعالى أدم وحواء إلى العام الإنساني كي يبرزوا حكمة الباري في وجود الإنسان”.
وبين أن الله تعالى أنزل ادم كما ورد في كثير من الاثار في عالم ارض الهند وانزل حواء في ارض الحجاز وهيأ الله لهم الانتقال في يوم عرفه وعلى ارض عرفه فسمي يوم عرفه وارض عرفه لتعرف ادم على حواء
بعد طول الفراق والسنين وهذا عهد جديد كتبه الله على الإنسانية لتعمر الأرض ليكثر النسل ليبدأ مشروع الحياة بأدم وحواء واستمر هذا الامر واذا بنا نرى تلك الارض ارض مكة وما حولها تشهد لهذا العالم بتاريخ متكون متلون فنرى هابيل وقابيل يسطعان كنموذج من نماذج الحياة في الانسان وما زلنا نشهد هذا الى اليوم بين البشرية في صراع الشر مع الخير وصراع الحق مع الباطل.
وتابع فضيلته قائلا: ” إن في هذه الايام ايام الحج ملحظ عظيم لو نظر اليه المسلمون من واقع الديانه من واقع العباده وليس من واقع العادة ، فلقد طغت العادات على الناس حتى نسوا من خلالها العبادات وما من صلاة تكتب ولا عيد يرسم في الاسلام الا وله جذوره في تاريخ الانسان وله جذوره في تاريخ البشرية وله جذورة فيما ينبغي ان يتعرف عليه كل جيل وكل امه وكل شعب من الشعوب في هذا العالم.
وأوضح أن ادم وحواء عليهما السلام لا يختصان بمسلم ولا بكافر انها قضية الانسانية العالمية الان ان الدين الحنيف الذي جاء به ابراهيم ومن جاء مكملا لهذا الدين نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه واله وسلم هيأ للامة في مراحلها الاخيرة من تاريخ الانسانية ان تتعرف على الحلول الصحيحة لبناء الانسان في الحياة فقد قام هابيل بالصراع مع اخيه قابيل فكانت النتيجة القتل وكانت النتيجة الارهاب وكانت النتيجة الموت وكانت النتيجة اسالة الدم داخل بيوت النبوه وداخل من يتحمل المسؤلية في هذا العالم الانساني فانقسم العالم الانساني الى قسمين قسم يعالج الامور بالدم ويعالج الامور بالبتر ويعالج الامور بالاقصى والاجتثاث وقسم اخر يعالج الامور بالسلام بالمحبة بالرحمة بالحوار باللقاء بكل ما يعود عائده على الانسان في هذا العالم.. منوها إلى أن تلك جذور الحياة
نستعيدها في عيد الاضحى كون دماء الفدية أو النحر سنها الله سبحانه وتعالى وان تذبح وتضحي ويفدي اولئك الحجاج ويقدمون الهدي ولا ينال الله لحومها ولا دمائها ولكن يناله التقوى من حجاج بيته الكريم والتقوى اقامة العدل التقوى اقامة الشرع واقامة الوعي واعادة ترتيب الانسان.
وقال: ” اننا لو نظرنا بعمق يا عباد الله الى مثل هذا العطاء الرباني الذي يدعونا اليه الاسلام ان نحتفل ونجتمع من كل مكان في الارض بلغت اليها كلمة التوحيد كلمة لا اله الا الله ، في هذا اليوم العالم العربي والاسلامي يحتفل بهذا المظهر العالمي الذي يعيد ترتيب معنى السلام ويحول الذباحة والدماء الى الحيوان الى الفدى ليتعرف الناس على شرف الانسان في الحياة.
ولفت إلى إننا نشاهد في هذا اليوم على مستوى العالم دماء البشرية كيف تساح في الارض وكيف يقتل الناس وكيف يعذبون وكيف يتنازعون وكيف يتصارعون معتبر ذلك بأنه دلالة على الجنوح وعلى الخروج من الطريق التي ارداها الله في العالم حيث اراد الله البناء والنماء وصلاح البشرية جمعا والاستفاده مما على ظاهر الارض من عطاء الله لمافيه خيرالبشرية ولكن الشيطان واتباع الشيطان ومن يعمل في خدمة الشيطان لا يأنسون ولا يرتاحون في العالم الا بإثارة الغرائز وأثارة الشهوات واثارة الدماء واثارت الصراع واثارت النزاع لا بعاد الانسان سواء كان مسلم او كان غيرمسلم عن مصالحه التي تعيد ترتيب حياته في هذا الوجود.
وأردف فضيلة الشيخ / أبوبكر المشهور قائلا: ” اذا نظرنا في هذه الساعة الى اولئك الحجيج الذين توافدوا من كل افجاج العالم لا يجمعهم هدف محدد غير عبادة الله يجتمعون في ارض واحده في موقع واحد ليجسدون بذلك لفتة نظر من الحق سبحانه للعالم كله بان مفاهيم الوحده مفاهيم الاجتماع مفاهيم الالتقاء هي سنة الواحد القهار في الارض وانه هو الداعي اليها وانه يحث الامة سواء كانوا في مستوى الحكم او مستوى العلم او عوام الامة او بسطائهم بل حتى نسائهم ممن لا يخرجن من بيوتهم فدعاهم الاسلام الى الخروج الى الحج ليتعرفوا على
شرف الاجتماع وعلى شرف وحدة الامة وعلى مظاهر ما اودع الله تعالى في تلك الارض المباركه وفي كل ارض بركة وفي كل موطن بركة وحيث ما كان الانسان الواعي بدينه الواعي بمرحلته الواعي بواجباته القائم بما دعاه الله اليه.
وأضاف: لقد حلت بركة الاسلام وظهرت اثار دعوة النبي محمد خير الانام ، حيث دعى الاسلام إلى التآلف والتراحم والتحابب والى التوادد سواء كان بين الدول او كان بين الجماعات او كان بين الاحزاب او كان بين الفئات اوكان بين العلماء او كان بين الشعوب ورتب لنا الحياة فجعل الاسرة قاعدة من قواعد الحياة يتآلف أفرادها بعضهم مع بعض وجعل لها في الاعياد مظهر من ذلك وثوابا على ذلك.
وأستطرد قائلا: ” ومن هنا يعلم العبد المسلم ان تركيب الأية الشرعية في هذا الوجود انما جاءت لاطفاء الفتنه داخل الحياة الخاصة وداخل الحياة العامه ، وما جاءت الأديان بعمومها ولا دين الاسلام بخصوصه وقائده وامامه نبي الامة محمد بن عبدالله إلا لايجاد مفهوم التعايش السلمي بين الناس والعيش على القواسم المشتركة.. داعيا المسلمين إلى ان يتعرفوا من خلال المناسبات والاعياد كيف عاش النبي الكريم ثلاثة عشر عاما في مكة بين الكفار بين الاعداء بين المعارضين بين المفسدين واستطاع ان يجد التوازن بعقله بعلمه بشرعه بوعيه بقدراته التي وهبه الله اياها ، ثم عشر سنوات من اقامة الدولة الاسلامية في المدينة المنورة واستطاع ايضا ان يقيم التوازن مع كل النسب مع كل الجماعات مع كل الشرائح مع كل الفئات ، موضحا أن الرسول كان يبحث
عن الله يبحث عن مثال يستفيد منه العالم يستفيد منه العقلاء يستفيد منه الحكام يستفيد منه الوزراء يستفيد منه القضاة يستفيد منه قادة الاحزاب في العالم.. وذلك لمافيه صلاح الانسان.
ونوه فضيلة الشيخ أبوبكر المشهور إلى أنه في الوجه المقابل وفي الصورة الاخرى كان يوجد امام هذه الدعوة المحمدية شيطان أمرد ابليس عنيد لا يشتغل الا بافساد البشر.
واضاف ما شرع الله تعالي مناسك الحج الا لقراءة التاريخ عن طريق العباده فهابيل وقابيل كانا في مكة قتل هابيل اخاه تحت غار حراء وما كانت مكه الا مظهر ابراهيم يوم جاء في يوم من الايام الى ذلك المواطن فعاش فيها ووضع زوجته هاجر وابنه اسماعيل ، لقد جاء نبينا محمد صلي الله علية وسلم واعاد نهج الشريعة الاسلامية ملة ابراهيم واسماعيل التي نحن واياكم ولله الحمد نعتقدها ونسير عليها جاء بها لاصلاح العالم جاء بها لتغييرالانسانية.
ودعا فضيلة الشيخ ابو بكر مشهور الامتين العربية والاسلامية الى المزيد من التضافر والتضامن ونبذ الفرقة والعمل في كل من شانه ازالة الفرقة بين ابناء الأمة الواحده.. مشيدأ بالدور المحمود الذي قامت به بلادنا وقيادتها السياسية ممثلة بفخامةالأخ الرئيس /علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية في الدفع بخطي التسوية السلمية في الصومال الشقيق ومساعدة الاشقاء على تجاوز محنة الصراعات الداخلية والالتفات لبناء
بلدهم.. مشددا على ضرورة أن تتمخض تلك الجهود سد فجوة الجفاء بين فرقاء المجتمع الواحد ، وأن ينهض الصومال الشقيق من عثرته.
واضاف فضيلته قائلا: حضرنا مع فخامة رئيس الجمهوريةمؤتمر القمة الاسلامي الأخير ورأينا رغبة المسلمين.. رغية الحكام.. رغبة العلماء في شيئ من المعالجة مع وجود الضغط العالمي وتحديات العولمة ولكن الهمة والصدق والاخلاص والتوجهات الجاده اذا وجدت في الانسان مع الايمان بالله والصدق مع شعبه والصدق مع الامة فلا بد أن يتحقق المستحيل.
ودعا فضيلة الشيخ مشهور الأمة الاسلامية الى أعادة ترتيب اوضاعها الداخلية بما يعزز من لحمتها وقدرتها على مواجهات التحديات المحيقة بالاسلام كديانة وعقيدة.. قائلا في هذا الصدد ” لقد حان الوقت ان ندرك تحديات المرحلة ، وإذا ما كانت العولمة قد طغت على حياة الأمة فأن بايدينا يمكن ان نحقق عالمية الاسلام حيث لا توجد العالمية الا في الاسلام فالعالمية منهج الاسلام الشرعي واذا ما كان العالم كله يعيد ترتيب نفسه مرة بعد مرة فاين نحن المسلمون “.
وذكَر الخطيب المشهور بحديث الرسول الكريم وماخص به شعب اليمن بوصفه للإيمان بأنه يمان وزالحكمة يمانية والفقه يمان ، متسائلا لماذا لا نفعل هذه المفاهيم ونضعها على الاحزاب والجماعات وعلى اهل الدين وعلى اهل العلم لينهوا هذا المشروع الابليسي الشطياني الذي دمر المجتمع من الداخل وجعل المسلمين يتصارعون على صلاتهم على دينهم على ذكر نبيهم على اعمالهم على تعبدهم وربما رأيناه يتسع وربما رأيناه يدخل الى داخل البيوت والى داخل المساجد والى حياة الامة جميعا.
وقال: “إن المشروع الاسلامي الذي ينبغي ان نثيره في مثل هذه المناسبات جمع الكلمة وقواسم الاسلام المشتركة لا افراط ولا تفريط كون دعوة الدين دعوة الديانة دعوة الوعي دعوة الاصلاح بين الناس.. مشددا على أهمية أن يعرف الجميع انه رغم مايثار من مفهاهيم الاختلاف المذهبية والفئوية واختلاف الدعوات الاسلامية إلا أن جميع هذه المفاهيم لها قاسم مشترك ، واذا وجد القائد الواحد الراعي ووجد من يجمع الاشتات ستنتهي كل تلك المفاهيم والإختلافات.
وأكد أن الاسلام ماهو إلا دين جمع ، وما كان الرجال الصالحون في كل عصر الا يجمعون ولا يفرقون.. مشيرا إلى أن الاسلام دين الاداب الاخلاق ودعوة القرآن دعوة السنه وهي الضابط والفيصل القائم على الحجه التي يجب ان تدخل الى الجامعات وتدخل الى عموم الحياة ، ولهذا ينبغي ان نصحح اوضاعنا من الداخل فلن يأتي قرار عالمي بتصحيح اوضاعنا أو بالإعتراف بديننا، وأن لم نعترف بديننا فلن يعترف به الغير واذا لم نصحح اوضاعنا فلن يصححها الغير.
كما دعا فضيلة الشيخ المشهور الله سبحانه وتعالى إلى أن يجعل هذه الاعياد سبب من اسباب اجتماعنا وصلاح بلادنا وأن يجعلنا جميعا حكام وعلماء وشعوبا واحزاب وجمعيات نسهم في اعادة ترتيب انفسنا وترتيب بلادنا وترتيب وعينا على طريق ما رسمته هذه الدولة من الخير والامن والايمان مع ملاحظة ما يجب على الجميع ان يتقوا الله فيه.
وتوجه الخطيب المشهور في ختام خطبته إلى المولى عز وجل متوسلا أياه أن يجمع الكلمة وان يصلح الشأن وان يبارك في الامة وان يحقق المساعي النافعه وان يبارك في يمننا المبارك وفي قادتنا اجمعين ويجمع كلمتهم ويآلف بينهم ويصلح أمر هذه البلد وامر هذه الامة بعمومها حتى نحس بمعنى الامان ونحس بمعنى السلام ونتحسس معاني الرحمة ونتحسس معاني المحبة في كل موطن من مواطن الحياة وأن يوحد أبناء الأمة الإسلامية ويعزز تضامن شعوبها.. مذكرا في ذات الوقت بمعاناة أشقائنا في فلسطين وفي العراق والمنكوبين من اخواننا في كل مكان ممن اصابهم الجوع والحر ومنهم من اصابهم البلاء ومنهم من يعاني قساوة الظروف.. سائلا الله سبحانه وتعالى ان يعنيهم على ماهم فيه وان ينظر اليهم ويصلح حالهم.