رئيس الجمهورية يترأس أول اجتماع للحكومة الجديدة
رأس فخامة الأخ/الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليوم بدار الرئاسة أول اجتماع للحكومة الجديدة برئاسة الأخ عبد القادر باجمال رئيس مجلس الوزراء .
وفي الجلسة ألقى فخامة الأخ الرئيس كلمة توجيهيه قال فيها يسعدني في البداية أن أرحب بالأخ رئيس وأعضاء مجلس الوزراء وان ارأس أول اجتماع للمجلس متمنيا لكم التوفيق والنجاح وأتوجه بالتهنئة الصادقة إلى كل أبناء الوطن بمناسبة قدوم العيد الثالث عشر لإعادة تحقيق وحدة الوطن الثاني والعشرين من مايو 1990 م وأتوجه بالتحايا الخالصة والصادقة لأبناء الوطن اللذين منحوا المؤتمر ثقتهم في السابع والعشرين من ابريل الماضي ونأمل أن تكون الحكومة عند حسن ظن جماهير شعبنا رجالا ونساء الذين أولوكم الثقة وان تجسدوا هذه الثقة خير تجسيد ولما فيه خدمة الوطن والمواطنين فبادلوا الثقة بالثقة والإخلاص بالإخلاص وأمام الحكومة مهام جسيمة وكبيرة ومن اولوياتها مكافحة الفقر والقضاء على البطالة وأحداث تنمية شاملة على مختلف المستويات وتشجيع الاستثمار وتقديم التسهيلات للمستثمرين في شتى المجالات دون عرقلة أو قيود وتنتهي البيروقراطية واستفيدوا من سلبيات الحكومة السابقة وعززوا الايجابيات وعلى هذه الحكومة أن تعمل على اجتثاث الفساد أينما وجد وألا يظل مجرد شعار مرفوع وعليكم أن تصححوا أنفسكم قبل أن تصححوا الآخرين وليس هناك شيء صعب أمام الرجال المخلصين فالأهم هو اجتثات الفساد بكل جوانبه إذا الحكومة تريد أن تحقق نجاحات باهرة للمواطنين فإن على الإخوة الوزراء الابتعاد عن المجاملات والوساطات والذي يحكمنا في هذا الجانب هو الدستور والنظام والقانون وعلى الحكومة أن تعمل على تشجيع القطاع الخاص وتقديم التسهيلات له دون مجاملات وان تعتمد على أسلوب المناقصات في إرساء المشاريع بعيدا عن التكليفات المباشرة للشركات لأن التكليف هو جزء من الفساد وخروج عن الأنظمة والقوانين ولهذا فأن المناقصات يجب أن تناقش في مجلس الوزراء وترسى داخله كما أن على الحكومة أن تعمل من أجل تطوير النظام المالي والمحاسبي والجمركي والضريبي بشكل يواكب التطورات وكذا الالتزام بتطبيق قانون التقاعد نصا وروحا لاستيعاب الدماء الجديدة والعلوم الحديثة سواء في مجال الخدمة المدنية أو المؤسسات أو الجيش والأمن وبحيث يسري قانون التقاعد على الجميع فسنة الحياة هي الاستمرارية والتجديد وأن يذهب جيل ويأتي جيل آخر .وأكد الأخ الرئيس على ضرورة أن تواصل الحكومة جهود الإصلاح المالي والإداري بجدية واستمرارية. وقال يجب تحقيق ثورة في مجال الإصلاح المالي والإداري، وثورة المعلومات واستيعاب كل جديد، وعليكم أن تجددوا أفكاركم وأن تطلعوا وتستو عبوا كل ما هو متطور والاستنتاج بشكل صحيح. وقال فخامة الأخ الرئيس إننا سوف نعطي أعضاء هذه الحكومة فرصة سنتين فإن أفلحتم فكثر الله خيركم وإن لم تفلحوا فغيركم قادم بعقول نشطة ونحن جددنا في هذه الحكومة حوالي 50 بالمائة واحتفظنا ببعض الحقائب لتكون العملية متكاملة استيعاب الجديد مع الاحتفاظ بخبرات قديمة ربما يكون في رأسها شيء من ألنضج والهدوء وهناك جوانب سلبية عليها أن تعمل على تصحيحها وخاصة المجاملات فالمهام كبيرة أمامكم يجب أن تكون الحكومة ورشة عمل ومنظومة متكاملة، وهناك مسئولية فردية ومسئولية جماعية طبقاً للدستور والقانون، ويجب أن يكون العمل عملاً مؤسسياً، وميزة الجمهورية اليمنية التي قامت في أل 22 من مايو 1990م أنها قامت على العمل المؤسسي، السلطة التشريعية / مجلس النواب/ والمجالس المحلية وحكومة مؤسسية تتجنب النزوات الفردية، وتبتعد عن عقد الماضي وعن القروية والقبلية لتنطلق إلى رحاب الحرية والديمقراطية والتكنولوجيا والمعلومات والتحديث والتطوير وإذا أنتم كوزراء تجنبتم المجاملات فإن الله سيكون معكم وسيكتب لكم النجاح وإذا أنتم لم تتركوا المجاملات فإن الله لن يكون معكم وسيحاسبكم قبل أن يحاسبكم الشعب والقيادة السياسية وهذه الحكومة ضمت في صفوفها حوالي عشرة من نواب الشعب وهناك آخرون من خارج مجلس النواب ووزراء سابقون، فعليكم أن تستفيدوا ممن لهم تجربة في الجوانب الإدارية وخذوا منهم الجوانب الإيجابية. وكما أكدنا فإن النظام المالي والمحاسبي لابد أن يتغير ويتطور، ووزارة النفط والمعادن لابد أن تطور من أدائها بما يحافظ على الثروات المعدنية والنفطية فهي ملك للشعب ولابد من تجنب أي سلبيات سواء في وزارة المالية أو الكهرباء أو التربية والتعليم أو التعليم العالي أو النقل أو الأشغال العامة والطرق أو العدل أو الإدارة المحلية أو الثروة السمكية أو الخدمة المدنية والتأمينات أو الإعلام أو الثقافة والسياحة أو الأوقاف والإرشاد وغيرها.
ووجه وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بإحداث ثورة في الاتصالات والتسهيل على المواطنين الحصول على الأرقام الهاتفية والاستفادة من الثورة الرقمية وبحيث تستفيد من عائداتها الخزينة العامة. وقال إن على وزارة العدل أن تعمل من اجل نشر العدالة وتطوير أجهزة القضاء وفرض احترام الدستور والقانون ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وليس عيبا أن نستعين بخبرات الخبير في أي مجال فمن العيب أن ندعي العلم بكل شيء ولا نتعلم فلنترك الخبز لخبازه وقال الأخ / الرئيس بأن السياحة مصدر ومورد مالي مهم للبلاد ويجب الاهتمام بها وكذلك الثروة السمكية وهي بالنسبة لنا أهم من النفط فإذا كانت الثروة النفطية تنضب فإن الثروة السمكية ثروة لا تنضب وإذا وجدت قيادات مؤهلة وكفؤة وقادرة على استغلال هذة الثروة فأن بإمكانها أن تجعل من هذة الوزارة الأولى التي تحقق موارد ثابتة ورئيسية. وأكد الأخ / الرئيس الاهتمام بالمغتربين موجهاً بالاستمرار في التواصل معهم في مهاجرهم ومعالجة قضاياهم ومشاكلهم وبالتنسيق مع وزارة الخارجية وسفارات بلادنا وقنصلياتنا بالخارج.
وقال” على وزارة الخدمة المدنية أن تصحح الوضع الإداري وتعمل ثورة تصحيحية وبحيث يتم إنهاء الازدواج الوظيفي وإقناع الصناديق والجهات المانحة بجدية الإصلاحات كما على وزارة الصحة والسكان أن تعمل على تطوير أساليب عملها وتصحيح الأوضاع في مجال الصحة وبما يلبي تطلعات المواطنين .
وقال فخامته إن على الأخوة /الوزراء الابتعاد عن المجاملات واختيار العناصر القيادية الشجاعة والنظيفة غير الملوثة التي يجب أن لا يكون لها اي مكان في أجهزة الدولة لأنها تسيء / للمؤتمر/ وتسيء للحكومة والقيادة السياسية، وأي عناصر تسيء يجب استبعادها وتحل محلها عناصر جديدة وجيدة ونظيفة.
وقال الأخ/ الرئيس / يجب الاهتمام بالتعليم الفني والمهني وكليات المجتمع وتطويرها لخدمة التنمية كما على أجهزة الإعلام أن تطور من أدائها وتعمل من أجل خدمة الأمة ومراعاة مشاعر المواطنين وأن تبتعد عن كل ما من شأنه مخالفة عقيدة الشعب وتقاليده فشعبنا شعب محافظ ولا يقبل الإعلام غير السليم كما ينبغي تطوير القناة الفضائية وتحديث القناة الثانية واستخدامها للبث المحلي، وبحيث يطلع العالم الخارجي على البث الفضائي اليمني في كل ما يبرز وجه اليمن المشرق ويعرف بثقافة اليمن وتاريخه وحضارته بصورة جيدة .
وقال فخامة الأخ/ الرئيس إن على الأخوة أعضاء الحكومة دوماً عكس السلوك الجيد فالرائحة الجميلة سوف تأتى من الوزير الجميل بعمله والذي يحرص على سمعته ويجعل الآخرين يتحدثون عنه بكل ماهو جيد وايجابي .
وقال إننا نعمل التغيير لا لإرضاء احد ولكن لتنفيذ برنامجنا السياسي وبما يرضى ضمائرنا ونرضى شعبنا ونحن مسئولون عن الشعب بالدرجة الأولى .وأكد الأخ الرئيس على أهمية أن يعمل مجلس الوزراء بعقلية الفريق الواحد لخدمة الأهداف السياسية والتنموية والخدمية وقال إن الحياة مدرسة لمن أراد أن يتعلم وعلى الإنسان أن يتعلم ويستفيد ويأخذ كل ما هو إيجابي ويستفيد أيضا من الأخطاء وتناول الأخ الرئيس دور وزارة الأوقاف والإرشاد وقال انه دور مهم وعليها ان تهتم بإعداد الخطباء المعتدلين والمستنيرين والاستفادة من الأزهر الشريف بمصر في إعداد أمثال هؤلاء الخطباء الذين يعرفون الناس بأمور دينهم ودنياهم على الوجه الصحيح بعيدا عن الغلو والتطرف ، كما على الوزارة أن تهتم بالحفاظ على أموال الأوقاف ومنع السطو عليها. كما أكد على المهام التي تضطلع بها وزارة الإدارة المحلية في متابعة تنفيذ قانون السلطة المحلية وتجسيد مبدأ اللامركزية المالية والإدارية وقال إن تجربة المجالس المحلية تجربة ناجحة ويجب تعزيزها ومنح المزيد من الصلاحيات المالية والإدارية للمجالس المحلية لكي تمارس مهامها وواجباتها وطبقا لما حدده القانون وأضاف الأخ الرئيس أن من المهم الاعتماد على مبدأ المكاشفة والمصارحة والنقد المسئول من اجل معالجة الأوضاع فهذه هي سياسة رئيس الدولة وعليكم استيعابها وترجمتها فنحن نريد من الحكومة أن تكون حكومة نظيفة وفعالة في ترجمة الأهداف والمهام المناطة بها وينبغي على المسئول دوما أن يكون مترفعا عن الصغائر وان يكون نظيفا ومخلصا في أداء واجباته بنزاهة وكفاءة.