رئيس الجمهورية يتقدم المشيعيين لجثمان الشيخ الأحمر وتأكيد رسمي وشعبي بصعوبة ملء الفراغ الذي تركه
تقدم فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية ونائبه عبدربه منصور هادي وكبار مسئولي الدولة صباح اليوم جموع المشيعين لجثمان فقيد الوطن الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب الذي وافته المنية صباح السبت الماضي بعد صراع مع المرض.
كما أقيمت لجثمان فقيد اليمن مراسم تشييع شعبية بعد الصلاة عليه في جامع مجمع الدفاع ” العرضي”، ووري الثرى بمقبرته التي أوقفها رحمه الله في منطقة حدة جنوب ميدان السبعين الذي احتشد فيه مئات الآلاف من اليمنيين لوداعه.
وشارك في التشييع الاخوة عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية والدكتور/علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء وعبد العزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى والقاضي عصام السماوي رئيس مجلس القضاء الأعلى رئيس المحكمة العليا والشيخ عبد المجيد الزنداني والدكتور عبد الكريم الإرياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية والدكتور حسن مكي والقاضي محمد اسماعيل الحجي ومحمد سالم باسندوه والدكتور عبد العزيز المقالح والشيخ ناجي بن عبدالعزيز الشايف مستشارو رئيس الجمهورية ويحيى على
الراعي وجعفر سعيد باصالح نائبي رئيس مجلس النواب ومحسن العلفي وعبدالله صالح البار نائبي رئيس مجلس الشورى وعدد من الأخوة الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى والعلماء وقيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية وقيادات منظمات المجتمع المدني والقيادات العسكرية والأمنية وأبناء وأفراد أسرة الفقيد يتقدمهم النجل الاكبر للفقيد الشيخ صادق عبد الله بن حسين الأحمر عضو مجلس الشورى وعدد من سفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدين لدى اليمن ورؤساء وأعضاء الوفود العربية والإسلامية التى وصلت الى اليمن لتقديم التعازي والمشاركة في التشييع.
وبعد أداء الصلاة عليه وضع جثمان الفقيد الذي لف بعلم الجمهورية اليمنية على عربة عسكرية مكشوفة تتقدمها ارتال من ضباط القوات المسلحة والأمن وثلة من حرس الشرف الذين ساروا في مقدمة الموكب الجنائزي حاملين صور الفقيد والأوسمة التى حصل عليها ، فيما كانت الموسيقى العسكرية تعزف الألحان الجنائزية.
وسار الموكب الجنائزي الكبير حتى ساحة ميدان السبعين، حيث جرى الصلاة عليه من قبل حشد كبير من الشخصيات الاجتماعية والمشائخ والاعيان والوجهاء وأفراد أسرة الفقيد وحشود غفيرة من المواطنيين الذين ساروا خلف جازة الفقيد، حيث تم مواراة جثمانه الثرى في المقبرة التى أوقفها رحمه الله في منطقه حدة جنوب ميدان السبعين.
وقد اشاد المشيعون بمناقب الفقيد وادواره ومواقفه النضاليه الوطنية والقومية والاسلامية وما قدمه في سبيل الثورة والجمهورية والوحدة والدفاع عنهم، منوهين بما اتصف به الفقيد من صفات إنسانيه وأخلاق فاضله واعتباره مثالا رجل الدوله والمبادئ والشخصيه القيادية والاجتماعية والسياسية المشهود لها بالوطنية والكفاءة والتفاني في تحمل المسؤولية وأداء والواجب والانحياز لمصلحه الوطن والشعب.
ويعد الشيخ الراحل من أبرز الشخصيات اليمنية خلال القرن العشرين. ووصفه بيان رئاسة الجمهورية بأنه رمز وطني عملاق و”دعامة قوية وكبيرة للثورة والجمهورية، وشخصية وطنية قومية وإسلامية بارزة”.
الشيخ الأحمر الذي يرأس مجلس النواب منذ مايو 1993، يترأس أيضا التجمع اليمني للإصلاح، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، منذ إنشائه في سبتمبر 1990، كما يتزعم قبيلة حاشد التي تعد من أهم قبائل اليمن.
واستطاع الشيخ عبد الله الأحمر أن يحافظ على علاقة وثيقة متميزة مع فخامة الرئيس علي عبد الله صالح منذ توليه رئاسة البلاد في يوليو 1978.
وتجلى سمو علاقة الرئيس والشيخ الراحل أثناء الانتخابات الرئاسية التي شهدها اليمن في سبتمبر 2006، حيث أعلن الشيخ الأحمر أن الرئيس علي عبد الله صالح هو مرشحه الرئاسي.
صحيفة ” السياسية ” في عددها الصادر اليوم نشرت استطلاعا موسعا مع عدد من الشخصيات السياسية والبرلمانية حول تأثيرات غياب الشيخ الأحمر عن الساحة الوطنية، تعيد “سبأنت” نشر فقرات منه..
يقول أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني، د/ ياسين سعيد نعمان، إن رحيل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر سيترك فراغا سياسيا في اليمن لأنه شخصية سياسية جامعة كان لها أثر كبير في الأحداث التي مر بها اليمن. معتبرا أن الشيخ كان أحد أعمدة السياسة في البلاد وطرفاً فاعلاً وصاحب رؤى ومواقف.
ويقول رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح، عبد الرحمن بافضل: “لا شك أن وفاة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر ستترك فراغا سياسيا كبيرا في اليمن؛ لأن الشيخ الأحمر كان عنصر توازن بين كافة القوى السياسية في البلاد، وبالرغم من أنه كان رئيس الإصلاح فإنه كان يمسك دائما العصا من الوسط، فهو حكيم اليمن وأتمنى أن يسد أولاده الفراغ الذي سيتركه”.
من جانبه قال نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي العام، ياسر العواضي، إن رحيل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر سيترك فراغا في اليمن بشكل واضح في الحياة السياسية والاجتماعية؛ “لأنه ظل يضع أقدامه في مناطق توافقية تحظى بشبه إجماع من جميع الأطراف السياسية، ويرجح الحكمة والمصلحة الوطنية على أي شيء آخر”.
أستاذ الإعلام بجامعة صنعاء، د/ رؤوفة حسن، قالت إن الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر شخصية وطنية نادرة ساهمت في عملية التوازن بين القوى السياسية في البلاد “ولا شك أن اليمن خسره”. وأضافت: “الاتزان والعلاقات المستمرة والرزانة والإقدام والوفاء من الصفات التي تميز بها المرحوم، ولم يحدث أي خلل في مواقفه الحكيمة، لأنه لم يكن يستعجل في إصدار الأحكام، وكان من الرجال والوجاهات القبيلية العظيمة في البلد”.
عضو مجلس الشورى، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب، د/ فضل أبو غانم، قال إن الشيخ عبد الله الأحمر “شخصية لا تضاهى”، ورحيله سيخلف فراغاً “نتمنى من الله أن يهب من يسد الفراغ ويحافظ على المسار الذي سار عليه الشيخ عبد الله”.
المحلل السياسي سعيد ثابت سعيد، قال: “أعتقد أن الشيخ بما كان يحتله من موقع على الصعيد السياسي والاجتماعي من الشخصيات النادرة التي تهتم بمصالح الدولة والقبيلة والأحزاب، وتشكل معادلة تعطي كل ذي حق حقه”، معتبرا أنه لا توجد شخصية حتى الساعة يمكن أن تملأ الفراغ.
الكاتب الصحفي نبيل الصوفي قال إن الشيخ عبد الله كان من أهم الشخصيات السياسية البارزة التي لعبت دورا في التوازن الديمقراطي بين الدولة والمجتمع، مشيرا أيضا إلى أن الراحل كان من أهم ركائز التعددية السياسية.
الشيخ وحزب الإصلاح:
يشير أمين عام الحزب الاشتراكي إلى أن التجمع اليمني للإصلاح حزب كبير وسيتجاوز الفراغ الذي سيتركه الشيخ الأحمر، من خلال التزامه بنهج الشيخ عبد الله، موضحا أن الأحمر من خلال عمله رئيسا لمجلس النواب ترك بصمات كبيرة تحتاج إلى وقت طويل حتى يسد هذا الفراغ.
واعتبر نعمان أن اليمن يتجه نحو إيجاد معادلة سياسية لحل ما يواجهه من اضطرابات في الداخل، داعيا الجميع إلى مراجعة وقراءة ما تركه الشيخ من رؤى ومواقف رزينة.
رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح، عبد الرحمن بافضل، اعتبر أن الأحزاب السياسية في العالم لها رموز كبيرة، والشيخ الأحمر رمز كبير للإصلاح. مؤكدا أن الإصلاح سيتأثر برحيل الشيخ عبد الله، “لكنه لن ينتهي، لأن الإصلاح قائم على العمل المؤسسي ويمتلك هيئات ومؤسسات مختلفة مثل مجلس الشورى والهيئة العليا والأمانة العامة”.
وحول خليفة الشيخ الأحمر في رئاسة البرلمان، قال بافضل: “بقي للمجلس فترة وجيزة، ولا مانع أن نكملها بالتشكيلة الحالية ونحن لا نعترض على نائب رئيس المجلس يحيى الراعي لكننا لن نرشحه، وفي النهاية الأمر بيد المؤتمر الذي يملك الأغلبية”.
أما نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر فأشار إلى أن وفاة الشيخ الأحمر مثلت فاجعة لكل اليمنيين وخسارة كبيرة ستؤثر بالدرجة على حزب الإصلاح الذي سيشعر بفراغ كبير.
وحول من سيخلفه في رئاسة المجلس، قال العواضي: “من المبكر الحديث عن هذا الموضوع لكن رئيس المجلس سيكون من يختاره المؤتمر الشعبي العام باعتباره الأغلبية في البرلمان”.
د/ رؤوفة حسن قالت: “بالرغم من الدور الكبير الذي كان يلعبه الشيخ عبد الله الأحمر في مجلس النواب أو حزب الإصلاح إلا أنه يمكن إيجاد أشخاص خلفا له”.
فيما الدكتور أبو غانم يشير إلى أن الأحمر لعب دوراًَ كبيراً في وطنه وتاريخه، والمراحل التي عايشها ومر بها اليمن قبل وبعد الثورة، تشهد له. معتبرا أن الشيخ عبد الله صمام أمان في مختلف المراحل والأحداث واليمن بحاجة إلى شخصية مثله.
وقال المحلل السياسي سعيد ثابت سعيد إن الإصلاح سيتأثر برحيل رئيسه الأحمر “الذي يعد خسارة فادحة له، وفي النهاية الإصلاح جزء من الشعب اليمني المتأثر برحيل الشيخ عبد الله”.
مستقبل القبيلة بعد وفاة شيخها:
يقول أمين عام الحزب الاشتراكي: “بقدر ما كان له آثار عميقة على الصعيد السياسي، كانت له بصماته كزعيم قبلي، وكانت الأنظار تتجه بسرعة إليه عند الحاجة”، منوها بأن الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر كان يلعب دورا كبيرا في العلاقة بين الدولة والقبيلة “وسد الفجوات التي كانت تنشأ في تطور الدولة ودور القبيلة”. وأضاف: “بإمكان أنجاله أن يملأوا هذا الفراغ، خاصة ونحن الآن نتجه إلى تعزيز دور الدولة في اليمن”. مؤكدا أن القبيلة في اليمن “قيمة اجتماعية لن ينتهي دورها إلا إذا كانت الدولة مظلة لكل اليمنيين”.
أما رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح فقد قال إن القبائل اليمنية بحاجة إلى تأسيس مجلس حكماء لتعويض الفراغ الذي سيتركه الشيخ الأحمر. مضيفا: “يجب أن يتكون المجلس بموافقة كافة القبائل للقضاء على جميع المشاكل الاجتماعية في البلاد”.
بدوره ياسر العواضي قال: “إن الشيخ عبد الله كان يمثل القوى التقليدية في اليمن، وكان دعامة رئيسة في البلاد وبإجماع الكل سواء مثقفين أم سياسيين، فهذه القوة أو الشخصية بالنسبة للقوى التقليدية لن تتعوض ورحيله ترك فراغاً بلا شك”.
وتعتبر الدكتورة رؤوفة حسن أنه كان للشيخ الأحمر ثقل سياسي “بسبب دوره التاريخي هو وأسرته في الحرب ضد الملكية وأيضا الحروب التي مر بها اليمن، هذه الأدوار لا أحد من الشخصيات الاجتماعية عنده القوة والقدرة التي كانت للشيخ”.
وقالت: “رحيله سيترك فراغاً كبيراً، خاصة وأن أولاده ما يزالون جددا على الساحة، وحتى يصبح لهم الفاعلية -وهي قضية ربما صعبة- سيشعر اليمن بهذا الفراغ خاصة والبلاد مقدمة على تغيرات داخلية على الصعيد السياسي”.
أما الدكتور أبو غانم فقال إن الشيخ الراحل كان رجلاً وطنياً كسب احترام وإجلال كل قبائل اليمن كافة. معتبرا أنه كان يمثل عاملاً مهماً للسلم الاجتماعي، “وكان احترامه يوقف الخصومات والمنازعات”. وأضاف: “كان شيخاً لكل القبائل”.
من جانبه قال سعيد ثابت إن رحيل الشيخ شكل فاجعة بكل معنى الكلمة. موضحا أن هذا الرحيل سيعيد لبعض أبناء الشيخ عبد الله التوازن واستلهام المعاني والأفكار التي كانت تتجسد في أبيهم.
وقال: “أعتقد أن أولاد الشيخ الأحمر الآن أكثر شعورا بالمسؤولية وسيعملون على لملمة القبيلة، وستكون علاقتهم متينة مع الرئيس علي عبد الله صالح لأنه توازن مطلوب لمصلحة اليمنيين ولا يمكن لأحد الطرفين أن يخل بشروط المعادلة والرهان سيكون على خليفة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر”.
الصوفي اعتبر أن الشيخ عبد الله كان آخر المشايخ في اليمن، “ولا توجد فرصة أخرى لأي دور للمشايخ”.
وفيما يتعلق بـعلاقات اليمن ودول الخليج..
يعتبر ياسين سعيد نعمان أن علاقات الشيخ الراحل مع دول مجلس التعاون الخليجي لم تكن ذات طابع خاص، منوها بأنه كان يمثل نظر الدولة في علاقاته الخارجية، وكانت مواقفه تعكس مصلحة اليمن.
ويتفق معه الكاتب الصحفي نبيل الصوفي الذي قال إن الشيخ عبد الله كان في علاقته مع دول الخليج يهم مصلحة اليمن أولا وأخيرا.
ويشير الدكتور فضل أبو غانم إلى أن الشيخ الأحمر كان من عوامل التقارب بين اليمن والخليج وكانت مواقفه المرتبطة بالقضايا العربية والإسلامية تمنح اليمن سمعة طيبة.
أما ياسر العواضي فقال إن الشيخ كان من الشخصيات المهمة التي أسهمت بشكل فاعل في تعزيز العلاقات اليمنية الخليجية.
السياسية