رئيس الجمهورية يثمن مواقف قادة دول مجلس التعاون الى جانب اليمن ووحدته
وجه فخامة الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية، كافة المسئولين في قطاعات الدولة، بحل قضايا المواطنين وعدم ترحيلها وفق الصلاحيات الممنوحة لهم.
وقال فخامته اليوم الأربعاء في ختام أعمال الدورة الثانية للمؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام، التي عقدت على مدى يومين برئاسته، وبمشاركة ستة آلاف وثلاثمائة قيادي وقيادية في مختلف الأطر التنظيمية بالمؤتمر وفروعه بأمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية – قال:” يجب على كل مسؤول أكان محافظا او مدير مديرية او رئيس مؤسسة أن لا يرحل القضايا إلى رئيس الوزراء أو رئيس الدولة بل يعمل على حلها وفق الصلاحيات الممنوحة له “.
وأضاف رئيس الجمهورية – رئيس المؤتمر الشعبي العام:” هناك صلاحيات واسعة للسلطة المحلية وللمسئولين في الحكومة ولا داعي لرمي الكرة إلى أعلى، بل ينبغي الالتزام والتفاعل مع قضايا المواطنين، فالناس يبحثون عن حلول”.
وتابع قائلا:” نحن نسعى إلى تخفيف المركزية وإعطاء صلاحيات اوسع للسلطة المحلية، ولكن للاسف الشديد هناك بعض القيادات تحاول ان ترفع كل القضايا وترحلها الى السلطة المركزية، وهذا عيب ولا يشرف اي مسؤول”.
وأشار فخامة رئيس الجمهورية إلى ان التحجج بترحيل القضايا وعدم حلها بحجة عدم وجود المخصصات غير مقنع.. وقال” هناك مخصصات ضمن الموازنة العامة للدولة، فلنعمل على ضوئها، ولا ننتظر عند حصول اي طارئ لطلب موازنة جديدة واعتمادات جديدة، في الوقت ان هذه الموازنات والاعتمادات لا تذهب في مصارفها الهامة”.
ودعا فخامته الى ترجمة القرارات والتوصيات التي خرج بها المؤتمر إلى أرض الواقع العملي.
وحث رئيس الجمهورية قيادي وأعضاء المؤتمر على الإلتزام التنظيمي والتعاون والتنسيق فيما بينهم في كل انحاء الوطن وكذا التشاور والتواصل فيما بين اعضاء المؤتمر في مختلف المحافظات والمديريات مع قيادات المؤتمر الممثلة في اللجنة العامة.
وقال:” ينبغي علينا الإلتزام تنظيميا، وكل ما كان هناك التزام تنظيمي كلما تعززت قوة المؤتمر وقدرته في ترجمة تطلعات جماهير الشعب وتأدية المهام المناطة به على أكمل وجه الأمر الذي يفرض إحترام الاخرين لهذا التنظيم “.
وأضاف ” إذا التزمتم تنظيميا،لن تسمحوا لقوى اخرى ان تخترق صفوف المؤتمريين والمؤتمريات “.
كما وجه فخامة الرئيس اعضاء المؤتمر بتبني قضايا الناس، والعمل على حلها، كالتزام تنظيمي وأدبي واجتماعي، باعتبارهم شخصيات فاعلة تعمل في مختلف المرافق الرئيسية بالحكومة والبرلمان ومجلسي النواب والشورى، وفي مؤسسات الدولة الأخرى ومجالس السلطة المحلية.
وأشاد فخامة الرئيس بوقوف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي الى جانب اليمن للحفاظ على امنه واستقراره ووحدته..
وقال:” احب اطلع اعضاء المؤتمر على الموقف الايجابي والرائع والمتميز لقادة مجلس التعاون الخليجي خلال قمتهم التشاورية التي عقدت يوم امس في الرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ونثمن تثمينا عاليا هذا الموقف الأخوي الشجاع وما ادلى به امين عام مجلس التعاون الخليجي من تصريحات وما تم تداوله وبحثه في قمة قادة دول مجلس التعاون وتأكيد وقوف دول المجلس الى جانب اليمن للحفاظ على الامن والاستقرار والطمأنينة والحفاظ على وحدة اليمن”.
وأضاف:” هذا موقف ايجابي رائع ومتوقع من اخواننا في دول الخليج “.
وثمن رئيس الجمهورية تثمينا عاليا دعم دول مجلس التعاون الخليجي لمسيرة التنمية في اليمن من خلال ما التزم به قادتها في مؤتمر لندن للمانحين، والتزامهم بدفع هذه المبالغ لدعم مسيرة التنمية في اليمن، وهذا الدعم والمواقف الاخوية الايجابية المساندة لليمن تحظى بالتقدير الكبير من قبلنا.
وأوضح فخامة الرئيس انه جرى في قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي بحث موضوع استيعاب العمالة اليمنية في دول المجلس والذي طرحه خادم الحرمين الشريفين، وهو ما كنت قد طلبته منه في وقت سابق..
وقال:” طلبت من اخي الملك عبد الله بن عبد العزيز استيعاب السوق الخليجية للعمالة اليمنية ووعدني خيرا، وقال سابحث الموضوع في مجلس التعاون وهو ما تم بالفعل وتم الاتفاق على استيعاب العمالة اليمنية الماهرة وهذا موقف يسجل للاخوة قادة مجلس التعاون الخليجي ويندرج في إطار حرصهم على دعم اليمن ومساندة جهوده في ميادين التنمية وفي مجال الامن والاستقرار “.. لافتا الى أن ذلك سيفتح المجال لاستيعاب العمالة في السوق الخليجية.
وجدد فخامة رئيس الجمهورية التاكيد على الحوار كاسلوب امثل لحل كافة القضايا..
وقال:” اريد ان اؤكد ما قلته امس في افتتاح اعمال الدورة الثانية للمؤتمر، واطمن الجميع اننا في القيادة السياسية سنعمل على تكريس الحوار باعتباره الاسلوب الامثل وليس القوة، والحوار مع كل اطياف العمل السياسي والقوى السياسية الخيرة التي تؤمن بامن واستقرار اليمن ووحدته، بعيدا عن المكايدة السياسية”.
وحث فخامته الصحفيين على تجنب اثارة البغضاء والكراهية بين ابناء الوطن.
وقال:” اذا كان هناك مجال ان تتكلم في الصحافة، فعليك ان تنشر المودة والمحبة والاخاء، واذا وجدت اخطاء في التنمية او في الامن او القضاء انتقد هذه الاخطاء وليس هناك مانع، هذه مساحة مسموحة، لكن على ان تبقى الوحدة والحرية والديمقراطية والثورة والجمهورية والدستور ثوابت وطنية لا ينبغي تجاوزها”.
وأضاف:” اجدد التاكيد ان الحوار هو افضل وسيلة لكل من عنده قضية، وليس اللجوء الى القوة او التقطع او بث ثقافة الكراهية بين ابناء الوطن الواحد”.
وتابع فخامته قائلا” كلنا يتذكر باعتزاز وفخر يوم الثاني والعشرين من مايو عام 1990م عندما ارتفع علم الجمهورية خفاقا في مديرية التواهي بمحافظة عدن، وهب الشعب اليمني من كل ابناء الوطن حبا لهذه الوحدة مؤيدين وداعمين ومناصرين، وما اروع اليوم الذي هب فيه ابناء الوطن في فتنة عام 1994 من كل حدب وصوب للحفاظ على وحدة الوطن، فالوحدة ملك الجميع وليست ملك لاحد، بل هي من صنع ابناء اليمن ومن نسيجهم وثمرة من ثمار نضال الشهداء الذين سقطوا على درب الثورة والجمهورية والوحدة”.
وتمنى فخامة الرئيس في ختام كلمته للجميع التوفيق والنجاح.