رئيس الجمهورية يلتقي أعضاء المجالس المحلية والمكاتب التنفيذية بمحافظة تعز

صنعاء التقى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم بمدينة تعز بالإخوة رؤساء واعضاء المجالس المحلية والمكاتب التنفيذية بالمحافظة, حيث جرى الإطلاع على العديد من التقارير المتصلة بسير العمل في المكاتب التنفيذية والمشاريع الخدمية والإنمائية والقضايا والموضوعات المتصلة باحتياجات المواطنين بالمحافظة وتطلعاتهم .

وقد تحدث فخامة الأخ الرئيس خلال اللقاء حيث عبر عن سعادته بالالتقاء بالمجلس المحلي والمكتب التنفيذي لمحافظة تعز وما شاهده من إنجازات خدمية وإنمائية في المحافظة وبخاصة في مجال الطرقات وحماية مدينة تعز من السيول.

وقال” ان هناك العديد من المشاريع المتنوعة البالغ تكلفتها حوالي 92 مليار ريال بالإضافة إلى مشاريع في مجال المياه وشبكة الصرف الصحي بمبلغ 35 مليون دولار ومشروع كلية الهندسة بمبلغ ملياري ريال”.. مؤكدا بان ما تحقق من المنجزات هو محل فخر واعتزاز الجميع, ومحافظة تعز تستحق مثل هذه المشاريع مثلها مثل غيرها من محافظات الوطن الأخرى.
وقال فخامة الأخ الرئيس ” ان شاء الله يتم متابعة ما تبقى من مشاريع الخدمات خاصة في مجال الطرقات, وهي مهمة, وعلى المجلس الملحي متابعة تلك المشاريع لما تبقى من عام 2005م وفي عام 2006م “.
وتابع قائلا” ان ما تحقق في محافظة تعز وبقية محافظات الجمهورية يمثل نوعا من الخيال اذا ما قورن بالماضي, حيث كانت الدولة تعتمد فيما مضى على جباية الزكوات من المواطنين وكانت موارد الدولة قائمة على تلك الجباية”.

وأضاف ” بان صدور قانون السلطة المحلية وقيام السلطات المحلية حقق نتائج جيدة وناجحة وأمكن تحقيق نتائج ممتازة على صعيد الدفع بعملية التنمية وتلبية احتياجات المواطنين من المشاريع, وفي ظل قانون السلطة المحلية أمكن لمحافظة تعز والسلطة المحلية فيها ان تحصل على حوالي مليار وسبعمائة مليون ريال بالإضافة إلى ما تحصل عليه من الدعم المركزي من اجل إنجاز المشاريع, والآن بامكان السلطة المحلية ان تحقق إنجازات كثيرة سواء في مجال بناء مشاريع المياه والمدارس والمراكز الصحية أو بعض الخدمات التي يحتاجها المواطنون, والنتائج جيدة والتنافس مطلوب بين الجميع من اجل تحقيق الأفضل”.

واردف فخامته قائلا ” ما من شك فانه كلما تحققت نتائج باهرة في مجال السلطة المحلية كلما شجع ذلك الدولة على منح المزيد من الصلاحيات للسلطة المحلية والحد من المركزية, والمهم ان لا يتحول ذلك إلى تمركز الصلاحيات في رأس شخص واحد, بل يجب ان تشترك السلطة المحلية بكافة أعضائها في اتخاذ القرارات ووضع الخطط ومتطلبات المحافظة والوحدات الإدارية واتخاذ القرارات وإقرار المناقصات على المستوى المحلي وبحيث يكون الناس شركاء في اتخاذ القرار فيما يخص المشاريع”.

ووجه الأخ الرئيس الحكومة بصرف ما تبقى لديها من مخصصات للمحافظة وهي مبلغ خمسون مليون ريال لمشاريع في مجال التربية والتعليم والصحة وبحيث تكون تلك السلطة المحلية هي المسئولة عن متابعة إنجاز تلك المشاريع.

ونوه بالنتائج التي حققتها تجربة المجالس المحلية خلال الفترة الماضية.. وقال:” ان شاء الله الوزارات تفوض مكاتبها بالصلاحيات الكاملة بحيث تكون مسؤولية السلطة المركزية هي التخطيط والرقابة والمتابعة وان لا تحل محل السلطة المحلية في التنفيذ بل يتم تفويض السلطة المحلية بكافة الصلاحيات من اجل الاضطلاع بمهامها وواجباتها” .. مشيراً إلى ان الانتخابات المحلية على الابواب وينبغي تقييم الأداء وبما من شأنه تجنب أي سلبيات وتعزيز الايجابيات.

كما وجه فخامة الأخ الرئيس بسرعة إنجاز طريق سامع التي تربط مدينة تعز بمديريتي شرعب السلام وشرعب الرونة, ومتابعة تنفيذ طريق هيجة العبد والتي بلغت تكلفتها أكثر من سبعة ملايين دولار نظراً للتضاريس الجغرافية الصعبة في المنطقة.

وأكد على أهمية ان تضطلع أجهزة القضاء والنيابة العامة بدورها في سرعة البت في القضايا وبما يكفل حل قضايا المواطنين ومشاكلهم على أساس العدل والإنصاف وبحيث يبت في قضايا المواطنين أولاً بأول وطبقاً لقانون الإجراءات الجزائية والمرافعات.

ووجه الأخ الرئيس محاكم الأموال العامة بسرعة البت في القضايا المنظورة أمامها وإعلان أحكامها على الملاُ , وبما يكفل الحفاظ على المال العام وخلق الرادع لدى من تسول لهم أنفسهم العبث بالمال العام أو ممارسة الاختلالات المالية والادارية, ولضمان وجود الشفافية في ممارسة تلك المحاكم لأعمالها.. مشيرا إلى ما شهدته محافظة تعز من نهضة تعليمية حيث يوجد في المحافظة اليوم ثمان كليات جامعية في مختلف التخصصات وسيتم خلال الأيام القليلة القادمة افتتاح كليتي الهندسة والعلوم الإدارية .

وقال فخامته” من المهم التركيز على التعليم المهني والفني وتشجيع الطلاب على الالتحاق بالمعاهد الفنية والمهنية وكليات المجتمع نظراً لان هذا النوع من التعليم يحقق أهداف التنمية ويكفل الحد من البطالة, فمخرجات التعليم المهني والفني يستوعبها سوق العمل ولا توجد بطالة في صفوف الخريجين من المعاهد الفنية والمهنية على عكس الحال لخريجي الجامعات, وقريبا سوف نستقبل في معسكرات القوات المسلحة والأمن حوالي سبعة الاف طالب تقدموا بطلبات الالتحاق للكليات العسكرية (الحربية والبحرية والطيران والدفاع الجوي وكلية الشرطة) وهم جميعهم من خريجي الثانوية العامة وبمعدلات نجاح تفوق ال75 بالمائة, ولكن نظراً للاستيعاب المحدود في تلك الكليات سيتم استيعاب من لم يتمكنوا من الالتحاق بتلك الكليات في اطار القوات المسلحة والأمن وذلك للحد من البطالة في صفوف الشباب وللاستفادة منهم في خدمة الوطن واداء الواجب في صفوف المؤسسة الوطنية الكبرى”.

وعبر الاخ الرئيس عن ارتياحه لما شهدته محافظة تعز من توسع في مجال التعليم المهني والفني حيث توجد حالياً حوالي خمسة معاهد فنية وتقنية تخرج في كل عام اعداد كبيرة من الكوادر المؤهلة والتخصصية في مختلف المجالات التي تخدم التنمية.. مؤكدا على ضرورة الاهتمام بجوانب التربية والتنشئة السليمة للشباب وتربيتهم التربية الدينية والوطنية والفكرية السليمة التي تجنبهم التطرف .. مشيراً إلى الدور الهام الذي تلعبه الأسرة في هذا المجال وفي إطار التكامل بين جهد الدولة وجهد المجتمع في تنشئة الجيل الجديد.

وتطرق فخامة الأخ الرئيس في حديثه إلى العديد من القضايا التي تهم المواطنين ومنها الأوضاع التموينية, حيث أشار إلى الاستقرار في أسعار السلع.. منوها إلى انه بالرغم من رفع جزء من الدعم عن المشتقات النفطية الا ان الدعم لهذه المشتقات لازال موجوداً .. معبراً عن تطلعه بأن لا تتكرر أحداث الفوضى التي حدثت يومي 20 و 21 يوليو وهي أعمال مرفوضة .

وقال ” ان حق التعبير عن الرأي مكفول بالوسائل السلمية وعبر الصحافة الحرة وبعيداً عن أي أعمال عنف أو فوضى والتي تضر بالممتلكات العامة والخاصة”.. موضحاً بان الامن في بلادنا مستتب وراسخ وخاصة بعد النجاحات التي حققتها خطة الانتشار الأمني بمراحلها الثلاث وفي كافة مناطق الجمهورية وهو ما يهيىء المناخات للتسريع بوتائر التنمية وجهود البناء وعلى مختلف الأصعدة .

وأضاف ” انه على الرغم من تطور الجريمة بكبر المجتمع ونموه فان وسائل مكافحتها والحد منها تتطور هي الأخرى وتحرز نجاحات ملموسة في هذا المجال”.. مشيرا الى التطور الذي شهدته الأجهزة القضائية سواء في مجال الكادر القضائي أو الامكانات المادية حيث تم تحسين أحوال المنتسبين إلى السلك القضائي وتم منحهم كادراً خاصاً يعزز من دورهم لاداء واجباتهم لخدمة العدالة.

وتابع فخامة الاخ الرئيس قائلا ” إن ما ينبغي أن يعيه الجميع هو أن العدالة مرهونة بالقاضي وبالمحاكم, فالقضاء مستقل ولا سلطان عليه، وأن وجود مجلس قضاء أعلى إنما كجهاز إداري لا شأن له بقضايا العدالة فهو يقر الحركة القضائية وتنقلات القضاة أو عزلهم وهي أمور فنية وإدارية ولا يمتلك إي حق في أن يتدخل في أي شأن قضائي, والمهم هو خلق وعي سليم لدى الناس بأمور التقاضي واحترام أحكام القضاء”.. مشيراً بأن دور النيابة العامة هو أن تكون عونا للمحاكم في خدمة العدالة .
واكد على أهمية أن تقوم أجهزة الأمن والضبط بتنفيذ أحكام القضاء أولاً بأول ودون أي تهاون أو تقصير.

وقال الاخ الرئيس ان المواطنين سواسية ولا تمييز بينهم أبداً .. مشيراً إلى ما قامت به الدولة مؤخرا من إنشاء عدد من المدن السكنية لذوي الدخل المحدود, وخططها لإنشاء المزيد من تلك المدن في العديد من المحافظات .

ووجه فخامته خلال حديثه للأخوة أعضاء المجالس المحلية والمكاتب التنفيذية بمحافظة تعز.. وزارة الأشغال العامة والطرق بتفويض مكاتبها في المحافظات بإنزال المخططات العمرانية سواء على مستوى مراكز المحافظات أو المديريات والوحدات الإدارية.

مع صرف الموازنات التشغيلية بنظر تلك المكاتب وبما يحد من المركزية ويمكن تلك المكاتب من اداء مهامها وواجباتها في تنفيذ المشاريع والإشراف عليها وعلى المخططات العمرانية التي يتم إنزالها.. مؤكداً على ضرورة التحري في اختيار المقاولين الجيدين والمؤهلين والإشراف الفعال على تنفيذ المشاريع وبخاصة في مجال الطرقات وبما يضمن الالتزام بالمواصفات وتنفيذ تلك المشاريع بمستوى عال من الجودة.

كما وجه الاخ الرئيس الحكومة بدراسة فكرة ان تقوم التأمينات الاجتماعية باستلام الزكاة من المواطنين وبحيث تخصص عائدات تلك الزكوات لصالح الفقراء والمحتاجين ومن تشملهم الرعاية والضمان الاجتماعي.

ووجه السلطة المحلية بمتابعة تحصيل الرسوم من السيارات المخالفة للقانون والتي لا تحمل لوحات مرورية, بحيث يتم الاستفادة من عائدات تلك الرسوم في تنفيذ المشاريع في الوحدات الإدارية .. مشيراً الى انه تم خلال الفترة الماضية ضبط حوالي سبعة عشر الف وثلاثمائة وتسعة وثلاثين سيارة مخالفة وخارجة عن النظام والقانون, وبلغت محصلة الجمارك جراء ترسيم تلك السيارات حوالي اربعة مليار وتسعمائة وأربعة وأربعين مليون ريال .

وحث فخامة الاخ الرئيس على مواصلة الجهود من أجل انهاء الازدواج الوظيفي وأن تضطلع مكاتب وزارة الخدمة المدنية والتأمينات بواجبها في هذا المجال.. متمنياً للجميع التوفيق والنجاح ولما فيه خدمة الوطن.