رئيس الجمهورية يلقي كلمة اليمن في القمة العربية
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أشكر فخامة الرئيس مبارك علي الدعوة التي وجهها لعقد هذه القمة والتي تنعقد في ظل المتغيرات الهامة علي الساحة العربية ونشكر الشعب المصري الشقيق علي استضافته لنا كما نشكر وزراء الخارجية علي إعدادهم للبيان الختامي والذي أروا فيه الآلية التي تقدمت بها اليمن من أجل الانعقاد الدوري والمنتظم للقمة العربية بصورة دورية أسوة بالتجمعات الإقليمية والدولية الأخرى كمنظمة الوحدة الإفريقية والاتحاد الأوروبي وغيرها ..لقد جئنا إلى هذه القمة وجماهير أمتنا العربية تتطلع بكل الآمال لما سوف تسفر عنه من قرارات هامة وليس مجرد بيان ختامي بل قرارات مصيرية ترفع رأس الأمة وتمكنها من مواجهه الصلف الصهيوني وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة.
صحيح أن بعض الأقطار العربية قد سارت نحو التطبيع مع إسرائيل وسعت الولايات المتحدة الأمريكية معنا من أجل التطبيع مع إسرائيل لدعم عملية السلام واستجابت العديد من أقطارنا لذلك من أجل عملية السلام ولكن من المؤسف أن زادنا ضعفاً وهواناً أمام الكيان الإسرائيلي وكأننا جئنا لهم من ضعف نستجدي السلام ..إن السلام للجميع وبقدر ما هو للعرب فهو أيضا لإسرائيل ..فإسرائيل تعيش في حالة استنفار وطوارئ مستمرة وهى تضلل الرأي العام الأوربي والأمريكي وتستفزه بأنها تعيش في محيط معادٍ لها وإنها في خطر ونحن نتساءل أي خطر قد شكلناه نحن العرب علي إسرائيل ، إسرائيل هي التي تذبح الأطفال وتنتهك الحرمات والمقدسات والسفاح أريل شارون هو الذي استفز مشاعر الأمة العربية والإسلامية عندما أراد أن يدنس الحرم القدسي الشريف ، من الذي يستفز الضمير الإنساني الحي ..أريل شارون والمتطرفين الإسرائيليين أم الطفل الفلسطيني الذي قتل في حضن والده بالرصاص الإسرائيلي..إسرائيل هي التي تستفز المشاعر الإنسانية والضمير الحي ، لقد سمعنا هنا الكثير من الكلمات وأنا أشكر كل من تحدث فلقد كانت الكلمات جميلة وفيها عقلانية ونحن لسنا متهورين للحرب ولسنا دعاة حرب بل نحن دعاة سلام ولكن السلام العادل والشامل الذي يضمن استعادة القدس واستعادة الأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان وجنوب لبنان وحتى يكون السلام لنا جميعا..إن الشعب الفلسطيني يحتاج إلى الدعم المادي والمعنوي ولا يحتاج إلى التنديد والشجب ..يحتاج إلى إقران القول بالفعل فالناس في فلسطين محاصرون ومحرومون وهم بحاجة إلى المال إلى المأكل والملبس والعلاج وأنا مع ما قاله سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز حول إنشاء صندوق نسمية صندوق دعم غضبة الأقصى أو صندوق الأقصى..وأن يحظي بدعم حكومي ومؤسساتي ودعم شعبي وأن تنشأ لجان التبرعات في كافة الأقطار العربية لصالح هذا الصندوق من أجل دعم الشعب الفلسطيني أطفال وشيوخ ونساء من أجل توفير العلاج والغذاء لهم..وأقترح أن يخصص مرتب يوم واحد في كافة أقطارنا العربية لمساندة الانتفاضة ودعم صمود الشعب الفلسطيني الذي يقاوم الدبابات ومختلف الأسلحة الفتاكة بالحجارة فإسرائيل هي المهزومة لأنها حركت الدبابات والطائرات علي شعب أعزل..فلماذا إذاً الخوف من إسرائيل ..إن إسرائيل هي بمثابة سرطان في جسد الأمة ونحن بتضامننا والترفع فوق كل الجراحات واستعادة العمل العربي المشترك نستطيع مواجهة إسرائيل وما تفرضه من تحديات علي الأمة نستطيع مواجهتها سياسياً ومادياً واقتصادياً ونحن نقول نعم للمقاومة والجهاد نعم لإرسال الأسلحة لأبناء الشعب الفلسطيني للدفاع المشروع عن أنفسهم وإرسال الأموال التي تدعم صمودهم والتي من خلالها لهم أيضاً أن يشتروا الأسلحة حتى من الإسرائيليين أنفسهم والأخوة الفلسطينيون يعملون كيف يفعلون ذلك..إننا في الجمهورية اليمنية لسنا مع التنديد والشجب والإدانة بل مع إجراءات وقرارات مصيرية وملزمة ولهذا نحن ندعو إلى وجود قوات دولية تفصل بين فلسطين وإسرائيل ..قوات دولية توفر الحماية للأطفال والنساء والشيوخ وتؤمنهم وإلا ما معني الشرعية الدولية وحقوق الإنسان ..أي حقوق إنسان تنتهك أكثر مما يجري في فلسطين ..وأي حقوق تنتهك أكثر مما تنتهك هناك إن هذه القمة تمثل بداية جديدة ..وربما مستقبل العمل العربي المشترك سيكون أفضل بقرار إليه انتظام عقد القمة العربية من أجل أن يلتقي القادة العرب ويناقشون كافة القضايا التي تهتم حاضر ومستقبل الأمة وحتى إذا لم يتوصل القادة إلي اتفاق حول أي قضية من القضايا في اجتماع من اجتماعاتهم القمة فإنه يمكن مواصلة الحوار حولها والاتفاق علي ما يتم الاتفاق عليه في اجتماع القمة القادم ..وإنها لمناسبة نكرر فيها المطالبة برفع الحصار عن الشعب العراقي وأن يكون ذلك بمبادرة من الجانب العربي ..ويتم متابعة المؤسسة الدولية من أجل رفع الحصار الجائر فهذا حق من حقوق أطفالنا وشيوخنا ونساءنا في العراق الشقيق ..مرة أخرى أكرر الشكر لفخامة الرئيس محمد حسني مبارك وللحكومة وللشعب المصري الكريم علي حسن الاستقبال والوفادة