رئيس الجمهورية يجري مقابلة مع صحيفة الاستامبا الايطالية
اكد فخامة الاخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية ان حقوق الانسان ليست سوى شعارات مرفوعة ولا وجود لها على الواقع امام مايعانية الشعب الفلسطيني من ظلم وعدوان. وتسأل فخامته اين حقوق الانسان، اين الانسانية الاوروبية والامريكية.. مؤكدا ان اسرائيل تستخف بكل حقوق الانسان وماتظهره واظهرته شاشات التلفزيون من مجازر جرت على اراضي السلطة الفلسطينية بشكل عام ومخيم جنين بشكل خاص يؤكد ذلك. واشار الاخ الرئيس في المقابلة التي اجرتها معه صحيفة الاستامبا الايطالية ونشرتها اليوم الى ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ليس بيده الان مايقدمة فهو رجل محاصر وحياته مهددة والقيادات الفلسطينية تقتل وكوادرها تعتقل، فهو في وضع لايحسد عليه. وفيما يتعلق بما تمر به المنطقة والعالم من صعوبة بسبب الصراع بين الفلسطينيين واسرائيل والاقتراح الذي يمكن ان يقدمه فخامة الاخ الرئيس بما عرف عنه من حكمة وتوازن لاوروبا في الوقت الراهن قال الاخ الرئيس ليس هناك من مقترح جديد سوى ان يلتزم شارون بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وهذا هو الذي سيأتي بالسلام والامن في المنطقة وسيكون لاسرائيل حدودا آمنه مع العرب والفلسطينيين ودون تنفيذ قرارات الشرعية الدولية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لن يكون لاسرائيل اي آمن. وحول امكانية ان تصل جهود كولن باول الى اي نوع من الحل اكد فخامته انه في ظل الانحياز الامريكي لن تنجح جهود الوساطة لانها وساطة منحازة ولو لم تكن منحازة او لم يكن هناك علاقات التحالف الاستراتيجية بين امريكا واسرائيل فانه كان من الممكن ان يكتب لتلك الوساطة الامريكية النجاح فالوسيط ينبغي ان يكون محايدا ونزيها وعادلا. وعن دور اوروبا في تحقيق السلام في المنطقة قال الاخ الرئيس ان اوربا مهيئة لذلك ودورها ايجابي بالطبع ما عدا بريطانيا، واسرائيل للاسف لا تقبل بالدور الاوروبي. واضاف كما ان البابا له دور ايجابي في عملية السلام ولكنه للاسف غير مقبول من الحكومة الاسرائيلية واسرائيل عموما وكما قلت فهي غير قابلة بدور البابا او الدور الاوروبي على الاطلاق. وفيما يتعلق بنجاح وفشل قمة بيروت من وجهة النظر الاوربية وربما العربية قال الاخ الرئيس نحن ننظر لها في العالم العربي بكل المقاييس بأنها كانت قمة ناجحة، لان هناك اتفاق على البيان الختامي وعلى اعلان بيروت وايضا المصالحة الايجابية التي تمت بين العراق والسعودية والكويت وهذه من الامور التي ازعجت الحكومة الاسرائيلية وهذا الذي يجعلنا نرى نحن العرب بأنها كانت قمة ناجحة. وعن نتائج زيارة الاخ الرئيس للولايات المتحدة وحجم الاتفاق والتعاون الحالي معها واعتبار الرئيس بوش اليمن صديقا للولايات المتحدة وغير مستهدفة اشار الاخ الرئيس الى ان اليمن ادان هجمات الحادي عشر من سبتمبر واعتبرها عملا غير سليم وانها متضامنة مع الضحايا الابرياء لتلك الهجمات. وقال لقد تم التفاهم مع الجانب الامريكي على التعاون بين اجهزتنا الامنية واجهزة الامن الامريكية لمكافحة الارهاب لان الارهاب يلحق ضررا بالمصالح العربية والاسلامية وبالمصالح الامريكية والاوروبية والامن والاستقرار الدوليين واي اعمال ارهابية نحن متفقون على مواجهتها وعلى التعاون لمكافحتها. وعن التوازن الذي حققته الجمهورية اليمنية والذي يثير الاعجاب في العلاقات العربية والدولية في ظل التباينات على الساحة السياسية في اليمن قال الاخ الرئيس العلاقات الدولية هي انعكاس للعلاقات الداخلية والتفاهم الداخلي والتوازن مع كل القوى السياسية اليمنية يعكس نفسه على السياسة المتوازنه التي تنتهجها اليمن مع العالم الخارجي. وحول علاقات اليمن بالعراق واحتمال ان تهاجم واشنطن العراق قال فخامته اولا انا اعتز بصداقتي مع العراق قيادة وشعبا لان الشعب العراقي شعب عربي وامريكا للاسف اصبحت اشبه ما تكون في حالة ثأر مع الشعب العراقي وما يحدث حاليا ليس سببه عدم تنفيذ العراق لقرارات الشرعية الدولية ولكن مايجري حاليا ضد العراق وبخاصة منطقتي الحظر الجوي خارج قرارات الشرعية وهو امر غير مقبول. واستبعد الاخ الرئيس ان تتحول الصومال الى افغانستان اخرى. واوضح الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ان باستطاعة السياح زيارة اليمن لان العناصر التي كانت تقوم بعمليات الاختطاف تم القاء القبض على الكثير منها وتم احالتهم الى المحاكم والفارون منهم مطاردون. وفي مجال حقوق الانسان وما قطعته اليمن في هذا المجال قال الاخ الرئيس هذا نهج سياسي نتخذه ولا يمكن التراجع عنه تحت اي ظرف فلا تراجع عن الديمقراطية واحترام حقوق الانسان في اليمن فذلك هو نهج سياسي دائم اتخذته الحكومة اليمنية وليس عملا مؤقتا او موسميا .وعن جهود مواكبة النمو السكاني الكبير في اليمن قال الاخ الرئيس نحن بصدد البحث والتعاون مع عدد من المنظمات الدولية وعدد من العلماء الافاضل في موضوع تنظيم الاسرة والبحث في الحلول الممكنة لهذه الظاهرة وكيفية نشر التوعية في اوساط الناس وبشكل هادئ حول السبل الكفيلة بتنظيم الاسرة وايجاد معالجات واقعية لمشكلة الزيادة السكانية المضطردة في اليمن. وفي ردة على سؤال حول الاداء الاقتصادي للحكومة واهم مجالات الاستثمارات وماهي الدول الشريكة لليمن في مجالات الاستثمار وتقييم فخامته لعلاقات اليمن مع ايطاليا في الوقت الراهن قال الاخ الرئيس أداء الحكومة تحسن كثيرا بعد تنفيذ برنامج الاصلاح الاقتصادي والمالي والاداري وبعد دخول اليمن نادي باريس وحل مشكلة المديونية، وبالنسبة للاستثمارات في اليمن هناك استثمارات في مجال النفط والمعادن والجرانيت والرخام وأيضا الاستثمار في مجال السياحة والفنادق والشاليهات وفي مجال الصحة وفي المجالات الاخرى ولدينا استثمارات من امريكا واليابان والصين والمجر وكندا وفرنسا وغيرها من الدول. ودعا الاخ الرئيس الدول الى المزيد من الاستثمار في تلك المجالات ومنها ايطاليا التي هي بلد صديق وقديم ونحن ندعو الاصدقاء الايطاليين للاستثمار في اليمن وهم مهيئون لذلك وبخاصة في مجالات الفنادق والسياحة والصحة. وعن الاجراءات المتخذه لتطوير وتشجيع السياحة في اليمن قال الاخ الرئيس هناك قوانين تنظم ذلك ولدينا محميات بيئية وحماية للاثار والمدرجات وهناك جملة من القوانين والانظمة التي تحافظ على هذا التراث الغني في الجمهورية اليمنية.