رئيس الجمهورية يجدد دعوته للحوار يحذر الذين يدفعون المال لتخريب اليمن
احتضنت العاصمة صنعاء اليوم أعمال المؤتمر العام لقبائل اليمن بمشاركة ثمانية آلاف واربعمائة مشارك.
وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر وجه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية من مقر إقامته في الرياض خطابا تلفزيونيا هاما إلى أبناء شعبنا اليمني تطرق فيه إلى جملة من القضايا والمستجدات على الساحة الوطنية، مؤكدا أنه سيعود إلى العاصمة صنعاء قريبا. وخاطب فخامة الأخ الرئيس المشاركين في المؤتمر قائلا: الإخوة المؤتمرون من مشائخ وأعيان ووجهاء وسياسيين وشباب من أبناء شعبنا اليمني العظيم اسمحوا لي في البداية أن أهنئكم بمناسبة شهر رمضان المبارك وكل عام وانتم بخير.. أتوجه إليكم بالتحية والاحترام لهذا المؤتمر وأتمنى أن يخرج بقرارات وتوصيات فاعلة وهنا معي الأخ رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء أيضا يحيونكم ويحيون المؤتمر الذي ينعقد في ظل ظروف خطيرة وهامة. وقال ” لا بد أن نناقش كل المعطيات وكل ما يحدث في اليمن وكيف يخرج وطننا من هذه الأزمة التي افتعلتها بعض القوى السياسية من أجل الوصول إلى السلطة. ورحب فخامته بوصول المعارضة إلى السلطة عن طريق الانتخابات وليس عن طريق الانقلابات، قائلا ” نحن نرحب بالمعارضة ونقول أهلا وسهلا تعالوا للوصول إلى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع لا عن طريق الانقلابات ولا البيانات ولا التنديد ولا الشتائم والألفاظ غير المسئولة، فكل كلمة سيئة مردودة على قائلها فنحن مترفعون عن أن نرد على تلك الأبواق غير المسئولة ونتحمل مسئولية بناء اليمن ووحدته وسلامته أرضا وإنسانا”. وتطرق فخامة الأخ الرئيس في خطابه إلى ما تحقق لليمن خلال الـ33 عاما الماضية، وقال ” لقد عملنا خلال 33 عاما في برنامجنا السياسي ما وعدنا به شعبنا حيث تم استعادة بناء سد مأرب التاريخي واستخراج النفط واستهلاكه محليا وتصديره إلى الخارج واستكشاف الغاز واستثماره داخليا وتصديره إلى الخارج، وتوليد الطاقة الكهربائية بالغاز من مأرب وعملنا على تحقيق أهم هدف من أهداف الثورة اليمنية وهو إعادة تحقيق الوحدة التي تحققت في الثاني والعشرين من مايو.. هذا الانجاز التاريخي والعظيم لشعبنا اليمني الذي ينبغي أن نحافظ عليه، وإنشاء الجامعات والمعاهد الفنية والمهنية في كل إنحاء الوطن للتعويض عن الماضي البغيض سواء كان الامامي الكهنوتي أو النظام المتمركز الذي كان في جنوب الوطن.. وأضاف فخامته: نعم هذا مشروعنا وهو الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة وإنشاء سلطة محلية بكامل الصلاحيات التي بدأت بانتخاب أمناء عموم المجالس المحلية وانتخاب رؤساء المجالس المحلية في المحافظات كخطوة متقدمة حتى يتم إجراء بعض التعديلات على الدستور وعلى القوانين التي تعطينا انتخابا مباشرا وصلاحيات أوسع للسلطات المحلية بما يخفف من المركزية وتأتي اللامركزية.. هذه هي أهدافنا ومشروعنا الذي ناضلنا من أجله والذي حققنا الكثير منه. ونوه فخامة الأخ الرئيس إلى أن مشروع الشباب المعتصمين قد سرقه أصحاب المصالح الضيقة والانتهازيون وتجار الحروب وقطاع الطرق قائلا” ما يسمى بمشروع ثورة الشباب المعتصمين في ساحة الجامعة من الإخوة الشباب والأخوات قد سرق مشروعكم أيها الشباب والشابات بقطع الط ريق في الحصبة على المطار وعلى شارع عمران وعلى شارع القيادة وعلى شارع مازدا “.. لافتا إلى أن هذا هو المشروع الحضاري لثورة الشباب الجديدة، وقال ” لقد سرقوا ثورتكم بالاعتداء على مؤسسات الدولة، بالاعتداء على وكالة سبأ للأنباء والهيئة العامة لأراضي وعقارات الدولة ووزارة التجارة ووزارة الإدارة المحلية واللجنة الدائمة والخطوط الجوية اليمنية، وبالاعتداء على وزارة الداخلية والنجدة والمؤسسة العامة للمياه.. هذا هو المشروع الحضاري للتغيير. وأضاف مخاطبا الشباب المعتصمين: أيها الإخوة والأخوات الشباب والشابات في ساحات الجامعة لكم أكثر من ثلاثة أو أربعة أشهر ساكنين في هذا المكان لأن الكثير منكم مستقلون ولديهم بعض الأفكار والمتطلبات والطموحات ونحن نلبيها ومستعدون للوقوف أمامها بمسئولية وطنية ولكن سرقوها.. سرقها أولئك أصحاب المصالح الضيقة عديمو التفكير أصحاب الثقافة القبلية المقيتة. وأكد فخامته أن تلك الثقافة ليست ثقافة أولئك الشباب الذين ترعرعوا في ظل الثورة والجمهورية وفي ظل الوحدة اليمنية، وقال ” هذه ثقافة قديمة موروثة من العهود الماضية”. واستدرك بقوله ” نعم سرقوا ثورتكم بقطع شارع الستين وخلق الموانع والمتارس والخنادق في العاصمة صنعاء هذه هي ثورة الشباب التي تنشد التغيير ورحيل النظام الحالي ليأتي نظام جديد.. هذا هو النظام الجديد.. صفقوا للنظام الجديد.. حيوا النظام الجديد لقطع الطرقات للاعتداء على معسكرات القوات المسلحة والأمن في كل من أرحب وبني حشيش ونهم وعصيفرة في تعز.. هذا هو المشروع الحضاري الجديد لقوى التغيير التي تنادي برحيل النظام ويأتي نظام جديد.. هذا هو النظام الجديد.. نعم هذه القوى يجب أن نعرف ويعرف شبابنا وشاباتنا من هي. وأوضح فخامة الرئيس أن تلك القوى هي قلة قليله من مخلفات الماركسية والشطرية وجزء لايتجزأ من تنظيم طالبان في أفغانستان ومن الامامة ما يسمى بالحوثيين أو بحزب الحق، وقال ” هؤلاء يريدون أن يعيدونا إلى ماقبل ثورة الـ26 من سبتمبر و14 من أكتوبر لأنه قبل أكتوبر كان لدينا نظام استعماري جاثم في جنوب الوطن في عدن الباسلة وضباط ارتباط في المحافظات والمديريات لا يقدم الاستعمار شيئا يذكر لهذه المحافظات فجاءت ثورة 14أكتوبر المباركة لتزيل الاستعمار وآثاره، ولكن للأسف الشديد جاء نظام قبلي متمركس ليس قبليا متحضرا متعلما أنهى الاسم الرباعي وجاء باسم ثلاثي كجزء من التقدمية العلمية.. ونوه إلى أن من ضمن مشروع ثورة الشباب والشابات في ساحة الجامعة هو منع الغاز والبترول والديزل عن المواطنين الذي يأتي من مأرب وتفجير أبراج الكهرباء.. وقال ” هذا هو مشروع ما يسمى بثورة الشباب والشابات.. سرقوا ثورتكم أيها الشباب أيتها الشابات أولئك الانتهازيون تجار الحروب وقطاع الطرق والمتاجرون بالأراضي ومهربو النفط إلى خارج الوطن.. هؤلاء الذين ينشدون التغيير.. هذه هي ثورة الشباب “. وتابع فخامته قائلا ” الإخوة المؤتمرون اسمحوا لي في هذا الشهر المبارك أن أقول لكم خواتم مباركة وأن أحيي من خلال هذا المؤتمر ومن خلال هذه القاعة أبناء شعبنا اليمني العظيم رجالا ونساء على ما عبروا عنه أثناء الحادث الإجرامي الذي حدث في جامع دار الرئاسة والذين صلوا وهللوا وكبروا وصاموا نذرا لسلامة هذا الوطن من المتآمرين والحاقدين والأمراض، أصحاب الأمراض المزمنة، واسمحوا لي أن اكرر التهنئة للشعب اليمني رجال ونساء.. وتطرق فخامته إلى الاعتداء الإرهابي الغادر الذي تعرض له وعدد من قيادات الدولة والحكومة بمسجد دار الرئاسة في الـ3 من يونيو الماضي وقال ” نعم تعرضنا وتعرضت القيادة بكاملها لهذا الحادث الإجرامي الذي حدث في دار الرئاسة والذي يتنافى مع كل القيم والأخلاق.. ولتكن هناك خصومة سياسية وبرامج نختلف عليها ونتفق، وتسال: لماذا لايسود الحوار وليس السيارات المفخخة والاعتداء على المعسكرات وتفجير المساجد وقتل النفس المحرمة في الشارع، مؤكدا أن هذا يتنافى مع ديننا الإسلامي الحنيف. وانتقد رئيس الجمهورية بشدة التجميع اليمني للإصلاح لممارسته أعمالا تتنافى ما يرفعه من شعارات، قائلا ” هناك حزب سياسي في ما يسمى باللقاء المشترك يرفع شعار أنه حزب إسلامي فأين الإسلام منكم وماذا عملتم للإسلام فلقد شوهتموه وأضريتم به وضايقتم المواطنين بأفعالكم لأنكم عدة فئات أوفرق.. هذا هو تنظيم ما يسمى بحركة الإخوان المسلمين ولذلك أنا أشفق على الشباب المغرر بهم والذين يدفعونهم لمهاجمة المعسكرات ويكونون ضحايا لتلك العناصر الانتهازية سواء في تنظيم الإصلاح أو خارج تنظيم الإصلاح.. هناك عناصر انتهازية زندانية يدفعونهم إلى المعسكرات. وتساءل رئيس الجمهورية: لماذا المعسكرات؟ وقال هي موجودة منذ الستينات ولا تأذيكم ولا تتدخل في شئونكم، لماذا تهاجمونها ؟، هي تؤمن العاصمة والمعسكرات الموجودة في نهم لحماية الطرق من قطاع الطرق للحفاظ على الممتلكات العامة والسكينة العامة والمحافظة على المسافرين من مأرب والى الجوف إلى العاصمة صنعاء.. هذا هي ثورة الشباب والشابات التي يتحدثون عنها. وأكد فخامته أنه ليس متمسكا بالسلطة وإنما أرغمه الشعب اليمني على تحمل المسئولية قائلا ” نحن لسنا متمسكين بالسلطة ولانرفع شعار السلطة آو الموت فهذا غير وارد نحن أرغمنا على المجيء إلى السلطة في عام 2006م من قبل جماهيرنا ومن قبل شعبنا وتحدثنا مع كل القوى السياسية أن تختار مرشحيها لتلك الانتخابات وفعلا استأجر المشترك مرشحا للرئاسة لأن الذين استأجروه لم يكونوا يجرؤون أن ينافسوا ويقدموا برنامج لأنهم عارفون من هم ومكانتهم في الشارع ولا داعي للتفاصيل لأن التفاصيل لديكم والآن يبحثون عن مستأجر للرئاسة وعن مستأجر للحكومة. ودعا رئيس الجمهورية الجميع أن يكونوا حضاريين ومسئولين وأن يترفعوا فوق الصغائر وأن يكونوا كبارا بكبر شعبنا اليمني العظيم وقال ” تعالوا معا إلى صناديق الاقتراع.. كل بلد في العالم بلد ديمقراطي تحدث له أزمة والأزمات هذه تحدث في كل مكان كل ما تطالب قوى المعارضة تطالب بانتخابات مبكرة وتجرى الانتخابات المبكرة، ونحن كلما عرضنا عليهم إجراء انتخابات مبكرة قالوا لا، ن ريد أن ننشئ مجلسا وطنيا وننشئ مجلسا رئاسيا وننشئ مجلسا عسكريا ونصحح المسار.. هذا ما يجب أن نعمله قبل 2013م، ونحن لدينا الشرعية حتى 2013م وليس شرعية الحاكم الراغب في البقاء على كرسي السلطة. وأكد الأخ الرئيس ” أنه كان يرغب في ترك السلطة قبل العام 2006م وقبل حادثة جامع دار الرئاسة ولكن جماهيرنا وشعبنا اليمني العظيم رجالا ونساء هم الذين اجبروه على البقاء” وقال ” ولذلك نحن نضحي من أجل اليمن وسنضحي من أجل عزة وكرامة اليمنيين واليمنيات “. وحيا فخامة الأخ الرئيس من حضر للمشاركة في مؤتمر قبائل اليمن وفي المقابل انتقد من تخلف عنه ووصفهم بأصحاب الشرائح المزدوجة، وقال ” الإخوة المؤتمرون في العاصمة صنعاء في هذه المناسبة أكرر تهانينا لكم بانعقاد هذا المؤتمر وأحيي من حضر في هذا المؤتمر وأشكر الذين تخلوا عن هذا المؤتمر أصحاب الشرائح المزدوجة ويجب أن نكون بشريحة واحدة هي الله الوطن الثورة الجمهورية الوحدة.. هذه ثوابتنا الوطنية.. ونوه إلى أن الذين يتنقلون من هنا وهناك بحثا عن مصالح ويأتون إلى الرئاسة ويتحركون إلى الفرقة ويركنون الفرقة ويركنون الرئاسة ويتحركون إلى الحصبة باحثين عن مال هم معروفون وينطبق عليهم المثل القائل ” مش بدقني يا قبيلي كما قال صاحب صنعاء” وهؤلاء معروفون منذ قيام الثورة. وحذر رئيس الجمهورية أولئك الذين يدفعون المال لتخريب اليمن سواء كانوا أشقاء أو أصدقاء وقال ” الشعب اليمني صمد منذ فجر الثورة وكانت هناك قوى دولية تدفع للجانب الجمهوري وتدفع للجانب المعارض الامامي وهي دول عظمى وكبرى مثل مصر وروسيا والصين ودول عربية أخرى، ولكن فشل هذا المشروع وانتصر الحق وانتصرت المبادئ.. واثني فخامة الأخ الرئيس على المؤسسات والمصالح والسلطات المحلية ومؤسسة القوات المسلحة والأمن على ثباتها حفاظا على أمن واستقرار الوطن والشرعية الدستورية التي اختارها شعبنا عن محظ إرادته وعن طريق صناديق الاقتراع، وقال ” تحية لكم وتحية لصمودكم أين ما كنتم في الداخل والخارج”. وتطرق رئيس الجمهورية إلى أولئك المزدوجين الذين انساقوا وراء موجة ثورة الشباب إما هروبا من فسادهم أو بحثا عن موقع جديد، وقال ” أشكر الذين هرولوا وخرجوا من مؤسسات الدولة سواء كانوا مدنيين أو عسكريين طبعا جزء منهم قد كانوا خرجوا منذ البداية وهم من العناصر المتهمة بالفساد والجزء الآخر كان ينتظر أن يرحل فرحل مع ما يسمى بثورة الشباب لأنه يبحث عن موقع وهؤلاء مزدوجون كانوا في عدة أحزاب واتوا إلينا واستنفعوا واستفادوا ولما سمعوا عن ثورة الشباب والتغيير ورحيل النظام جروا حفاة عراة إلى ساحة الجامعة وهؤلاء نبذتهم الأحزاب والقبيلة والمجتمع سواء كان مجتمعا رسميا أم مجتمعا مدنيا.. نبذهم الناس لأنهم ليسوا أصحاب مبادئ بل تجار سياسة ومنتفعين وما يسمى (بالكلمنجيين) يعني متكلمين فلاسفة في المقايل ومنظرين لكنهم لا يفقهون شيئا في إدارة شئون البلاد والدولة ولايفقهون إلا في مصالحهم. وحيا فخامته خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقيادة المملكة والشعب السعودي العظيم الذي استضافه والمسئولين الذين أصيبوا معه في حادث جامع دار الرئاسة في ظل ظروف صعبة ذهب فيها ضحايا من السياسيين والعسكريين والمدنيين واستضافوا البقية. وكشف فخامة الأخ الرئيس أن عدد من استشهد في ذلك الاعتداء الغادر عشرة أشخاص وأكثر من خمسة معاقين وأكثر من 240 مصابا وقال ” هذا حادث دار الرئاسة هذا هو الانتقال السلمي والسلس للسلطة.. وخاطب فخامته الشعب اليمني والأشقاء والأصدقاء قائلا ” عندما نتحدث عن نقل السلطة سلميا وسلسا ليس لدينا مانع أن ننقلها إلى نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي فهو مناضل كبير ولا تفرق عندنا أن ننقل السلطة، المهم هل ستخرجون المسلحين؟ هل ستنهون الخنادق؟ هل ستنهون الموانع في العاصمة وغيرها؟ هل ستمتنعون عن قطع الطرقات؟ هل ستمتنعون عن الثأرات؟ هل ستبقون مواطنين صالحين ينفذ عليكم النظام والقانون كما ينفذ على غيركم؟. لا هم يريدون نظاما وقانون ينفذ على الاخرين اما هم فيعتقدون انهم فوق النظام والقانون.. وتساءل فخامته: هل ستنتهي الاستعراضات في العواصم بالمواكب؟ وقال كلنا أمام القانون سواء والذي يمشي بموكب رسمي هو معروف ولكن كل من امتلك مالا وأربع أو خمس سيارات عملها زيتي وعمل له موكب، موكب فلان الفلاني افتح يا مرور.. لماذا تتهجمون على رجال المرور والنجدة وهم في خدمة الشعب لماذا لا ترتقون وتكونون مع النظام ومع القانون يحترمكم شعبنا.. لأن شعبنا لا يحترم من يستهزئ به أو من يتكبر عليه أو من يتعالى عليه.. مرة أخرى خواتم مباركة وكل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والى اللقاء في العاصمة صنعاء قريبا.