رئيس الجمهورية يحضر ندوة الثورة اليمنية ويدعو لتدوين تاريخ النضال اليمني بتجرد ومسئولية
تعز: حضر فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم بالمركز الثقافي بتعز الجلسة الافتتاحية للجزء الرابع من ندوة الثورة اليمنية .
الانطلاق .. التطور .. آفاق المستقبل ، والتي تنظمها دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة وصحيفة 26 سبتمبر بالتعاون مع مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة تحت عنوان ” تعز النضال الوطني وتجسيد وأحدية الثورة اليمنية ” خلال الفترة من 25 – 27 سبتمبر 2005 م .
وقد القى فخامة الأخ رئيس الجمهورية كلمة بمناسبة احتفالات شعبنا بأعياد الثورة اليمنية المباركة العيد ال 43 لثورة ال26 سبتمبر، والعيد ال 42 لثورة ال 14 اكتوبر، والعيد ال 38للثلاثين من نوفمبر ذكرى الاستقلال الوطني المجيد قال فيها “انا سعيد بافتتاح الندوة الرابعة التي تكرس لتدوين ذكريات الثوار والمناضلين بالتزامن مع إحتفالات شعبنا بأعياد الثورة اليمنية الخالدة ، وقد تحدثنا أكثر من مرة انه ينبغي أن تدون ذكريات الثوار عن تاريخ النضال اليمني بتجرد ومسئولية وطنية، لتستفيد منها الأجيال الحاضرة والقادمة، وتتعرف على حقائق تاريخ نضال الثورة اليمنية وما كان يعانيه الشعب اليمني قبل الثورة .
وأضاف قائلا : أما اليوم فالناس على بينة مما يحدث في المجتمع سياسيا واجتماعيا وديمقراطياً وتنموياً والمهم هو وضع الأجيال أمام وقائع الماضي .. فالماضي كان ماضٍ سيئ بكل ما تعنيه الكلمة من معنى،
قائم على تجهيل الشعب وظلمه ,لا تعليم لا تربية لا دواء لا خدمات صحية لمعالجة الأمراض الفتاكة، ولذلك خيم على شعبنا في ذلك العهد الجهل والظلام.
وقال ” وبمناسبة أعياد الثورة اليمنية لابد ان نعرج على بعض المحطات وماشهدته اليمن من صراعات حدثت بعد قيام الثورة وما تعرضت له الثورة من تآمر من قبل أعدائها ،ونتذكر الهجمات التي واجهتها الثورة منذ بداية انطلاقها حتى حوصرت في صنعاء على مدى سبعين يوما .
واشاد فخامة الأخ الرئيس ببسالة و تصميم الثوار والمقاتلين لصد تلك الهجمات الرجعية وأجبروا من قاموا بها على العودة إلى ما وراء الحدود مرسخين بذلك دعائم النظام الجمهوري.. مشيرا إلى المحطات الكثيرة التي واجهت النظام الجمهوري وتمثلت المحطة الأولى بما كان يسمى بحرب المناطق الوسطى ، والمحطة الثانية الصراع بين الشطرين، والخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد وبث الحقد والكراهية والثأر على الثورة
اليمنية، موضحا إن هذه المحطات كانت مليئة بالاحداث، كما أودت بحياة العديد من المناضلين،والمقاتلين والشخصيات الإجتماعية والعلماء والمشائخ خصوصا في حرب المناطق الوسطى.
وقال فخامة الأخ رئيس الجمهورية : لقد أصدرنا في ذلك الوقت عفواً عاماً عن أولئك الذين ضلل بهم أو غرر بهم، أو تربوا تربية خاطئة، وقلنا عفى الله عما سلف ، وفي ضوء ذلك بدأ النضال لكل أبناء الوطن
ينصب حول هدف استراتيجي وهو إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ، وجاءت الوحدة اليمنية في ظل مخاض كبير وصعب، مملوء بالاحداث .
واردف قائلا : لم تأت الوحدة على طبق من ذهب أو على باقات من الورد، بل جاءت بعد محطات صعبة جدا جدا وحوار مضني استمر حتى تحققت في ال 22 من مايو 1990م، فضلا عن مارافق الوحدة وما أعقبها من احداث ومحطات صعبة ومكايدات سياسية بدأت في عام 1992م حتى انتهت هذه المزايدة باعلان الحرب والانفصال في 1994م، وفور ذلك دوت أصوات البنادق والمدافع والقصف بالصواريخ بما في ذلك قصف العاصمة صنعاء بالصواريخ.
وتابع فخامة الرئيس قائلا :” ورغم كل هذه المحطات الصعبة, أعلنا قرار العفو العام عن أولئك الذين أستلموا ثمن دماء الشهداء ، واستلموا ثمن الاضرار التي الحقوها بالاقتصاد الوطني , وجاء إعلان العفو العام ليس من مركز ضعف، ولكن من أجل ان لا تطول هذه الحرب وان لا نورث احقادا للأجيال الجديدة .
وأضاف : أعلنا العفو العام وواصلنا النضال حتى أنهينا الانفصال، وثبتنا وعمدنا الوحدة مثلما ثبتت الجمهورية بعد نجاح ثورة سبتمبر واكتوبر ودحر عناصر التآمر التي زحفت نحو العاصمة صنعاء في حصار السبعين يوما، ولهذا ثبتت الوحدة, وبدأنا محطة أخرى نحو ايجاد تنمية شاملة في كل اليمن وعلى وجه الخصوص المحافظات التي كانت محرومة في السابق من المشاريع الإنمائية والخدمية .
وقال فخامته :” مازلنا نتذكر محطات صعبة عديدة شهدها الوطن منذ قيام ثورته المباركة منها أحداث 13 يناير وما قبلها ، وخلفت ثارات و مشاكل عديدة .
وتطرق فخامته إلى ماشهده الوطن من نهضه وما يعيشه الآن من تقدم وإزدهار وحراك سياسي وإقتصادي وثقافي وتنموي وعلى مختلف الأصعدة الأخرى .. حيث قال : الآن الحمدلله وصل خير الثورة وخير الوحدة الى كل مناطق الجمهورية، ليس إلى عواصم المحافظات فحسب وإنما إلى مختلف العزل والمديريات في عموم المحافظات ,ومشاريع التنمية تنتشر وتتوزع في كل أنحاء الوطن ضمن خطط إستراتيجية تراعي الأولويات والإحتياجات وعدالة التوزيع وفقا للموارد المتوفرة والامكانيات المتاحة.
وتناول فخامة الأخ الرئيس الجهود التي تبذلها الدولة والحكومة لتلبية إحتياجات التنمية رغم الامكانيات المحدودة وكذا الجهود المبذولة لإستغلال الموارد الوطنية المتاحة والبحث عن موارد جديدة وتسخيرها لخدمة التنمية .. منوها إلى أن إمكانيات الدولة في السابق كانت تعتمد بشكل رئيسي على الإيرادات الزكوية ، لكن الآن الزكاة مخصصة لمصارفها المحددة شرعا ورغم إن إيرادتها لا تتجاوز حوالي ملياري ريال تقوم الدولة برعاية حالات الضمان الإجتماعي باكثر من 26 مليار ريال ، وهنا يتضح الفارق الكبير بين السابق واليوم .
وتطرق فخامة الأخ الرئيس إلى النجاحات التي حققها برنامج الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية وكذا الثمار الإيجابية للإصلاحات الأخيرة.. حيث قال فخامته لقد خفضنا الجمارك الى 5 بالمائة على اساس منع التهريب, وفعلا تمكنا حتي اليوم من ترسيم حوالي 21 ألف سيارة بما يقارب ستة مليارات ونصف المليار ريال ، وتلك السيارات كانت خارج النظام والقانون.
واضاف قائلا ” المورد الاساسي الان هو النفط، والذي لا يزيد انتاجنا منه عن 380 الف برميل يوميا، ونريد منه بناء الطرقات والاتصالات والجامعات والتربية والتعليم والصحة والجيش والأمن، والبعض يفكر ان عدالة التنمية هي توزيع فلوس للجيوب”.. وقال لكن هي تنمية طرقات ومشاريع استراتيجية..داعيا الجميع الى الالتزام بالانظمة والقوانين.. مشيرا الى ان التنمية لايمكن ان تتحقق اذا لم يلتزم الجميع بالنظام والقانون، وينصاع لها الجميع كبيرا كان اوصغيرا.
وتابع فخامته قائلا ” التنمية تحتاج الى أمن واستقرار، وتعاون الجميع لتثبيت الأمن والاستقرار في كل انحاء الوطن، والا كيف سنحقق التنمية سياحيا واقتصاديا وتنمويا وصناعيا وزراعيا وسمكيا، ولهذا ينبغي ان يتجه الناس نحو البناء والتنمية، والابتعاد عن المكايدات السياسية والغلو والمزايدات غير المسؤولة عبر الصحافة الامر الذي يسيء الى تجربتنا الديمقراطية وممارستنا لحرية الرأي والرأي الآخر التي كفلها الدستور والقانون, ويضر بالكاتب والصحيفة سواء كانت تابعة لحزب أولاشخاص”.
واعلن فخامة الاخ الرئيس في كلمته بمناسبة اعياد الثورة الخالدة العفو عن المحتجزين على ذمة فتنة تمرد الصريع حسين بدر الدين الحوثي ووالدة, والافراج عنهم بهذه المناسبة الوطنية الغالية, بالرغم من الدماء التي سالت جراء هذه الفتنة والتي راح ضحيتها اكثر من 700 شخص.. وقال ” عفى الله عما سلف والبلد يتسع للجميع، وحسب قول الشاعر العربي إذا انت اكرمت الكريم ملكته”.
كما اعلن في إطار تجسيده لتسامح الثورة اليمنية وانسانيتها التي لا تحمل الحقد على احد وتؤكد عدالتها تعويض أسرة آل حميد الدين عن ممتلكاتهم، تعويضا عادلا طبقا للوثائق الشرعية التي يمتلكونها على غرار القرار السابق الذي أصدرناه للسماح بإعادة ممتلكات السلاطين والمشائخ في جنوب الوطن.
وقال :” هذه لا تساوي شيئا امام الثورة وسنعوضهم عن ممتلكاتهم من الأراضي والعقارات، التعويض العادل طبقا للوثائق الشرعية التي بأيديهم ، فالدولة في غنى عنها وليست بحاجة لمثل هذه العقارات او المنازل . وأضاف ” إن هذا القرار ياتي في إطار خير الثورة ويؤكد تسامحها وتسامح القيادة وإنها لاتحمل حقدا على الآخرين، ولو كان آل حميد الدين صالحين لانفسهم ولوطنهم لما قامت عليهم الثورة.
وأردف قائلا :” الثورة لا تحمل الحقد والكراهية، الثورة متسامحة منذ إنطلاقها .. متمنيا لهذه الندوة التوفيق والنجاح وإضافة حقائق جديدة من الثوار والمناضلين المشاركين فيها عن تاريخ الثورة اليمنية المباركة.