رئيس الجمهورية يفتتح رسميا جامع وكليةالصالح بحضور وفود عربية واسلامية رفيعة المستوى

تم اليوم الجمعة الـ23 من ذي القعدة 1429 هجرية الموافق 21 من نوفمبر 2008م الافتتاح الرسمي للصرح الديني والعلمي الإسلامي البارز جامع الصالح وكلية الصالح للقرآن الكريم والعلوم الإسلامية.
حيث افتتح فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رسميا اليوم بصنعاء جامع الصالح وكلية الصالح للقرآن الكريم والعلوم الإسلامية بحضور الأخوة عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية ويحيى علي الراعي رئيس مجلس النواب والدكتور علي مجور رئيس مجلس الوزراء
وعبد العزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى والقاضي عصام السماوي رئيس مجلس القضاء الأعلى – رئيس المحكمة العليا ومستشارو رئيس الجمهورية والأخوة الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى وقيادات الأحزاب والمنظمات الجماهيرية والقيادات العسكرية والإمنية ورؤساء وأعضاء الوفود العربية والإسلامية المشاركة في حفل الافتتاح وفي مقدمتهم إحسان الدين أوغلو أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي وسيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر ووزراء الأوقاف والإرشاد والمفتيين وكوكبة من كبار العلماء والمفكرين المسلمين في العالمين العربي والإسلامي.
وفور وصول فخامة رئيس الجمهورية، إلى باحة الجامع قام بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية إيذانا بافتتاح الجامع والكلية رسمياً.
واستقبل فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم الاخوة رؤساء واعضاء الوفود العربية الاسلامية المشاركة في حفل الافتتاح الرسمي لجامع الصالح وكلية الصالح للقران الكريم والعلوم الاسلامية والتي تضم كوكبة من الشخصيات ووزراء الاوقاف والارشاد ورجال الافتاء وكبار العلماء والمفكرين الاسلاميين في العالمين العربي والاسلامي والعالم الذين هنأوا فخامة الاخ الرئيس بتدشين هذا الصرح الاسلامي الكبير والمعلم التاريخي البارز الذي تحتضنه مدينة الايمان صنعاء التاريخ والحضارة وما يقترن بوجودهما من دور تنويري كمؤسسة دينية وعلمية وثقافية وتربوية وحضارية تسهم في تربية الاجيال بما فيه خدمة الدين الاسلامي الحنيف ورسالته السامية سائلين العلي القدير ان يجعل من هذا الصرح الديني معلما للهدى والتقوى وان يطرح فيه الخير والبركة ويجزي من كان وراء بنائه واخراجه الى حيز الوجود خير الجزاء.
معبرين عن اعجابهم بما احتواه الجامع من فنون العمارة الاسلامية والابداع الهندسي الفريد الذي جمع بين الاصالة والتفرد واخرجه تحفة معمارية تسر الافئدة وتفعمها بالايمان والبهاء.
و يمثل جامع وكلية الصالح للقرآن والعلوم الإسلامية تحفة معمارية ومنبر إشعاع فكري وديني على مستوى اليمن والعالمين العربي والإسلامي ويعول عليهما النهوض بدور كبير في خدمة الدين الإسلامي الحنيف، ورسالته السامية القائمة على الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والغلو والتعصب بكافة أشكاله.
وخلال حفل الافتتاح تم عرض فيلم تسجيلي عن هذا الصرح الإسلامي البارز، استعرض كافة مكوناته والجوانب الفنية والهندسية والابداعية التي روعيت في بنائه.
وتبلغ المساحة الكلية للجامع والكلية والمرافق التابعة لهما 224 ألفا و831 مترا مربعا شاملة الطرق والحدائق وممرات المشاة ومواقف السيارات، فيما يصل ارتفاع مبنى الجامع الى 24 مترا ويتسع لأكثر من خمسه وأربعين ألف مصل بالإضافة إلى مصلى خاص بالنساء يتسع لـ2000إمرأة، فضلا عن الباحات الجانبية.
و يتكون الجامع من صالة الصلاة الرئيسة بمسطح 13،596متر مربع ولها ارتفاعين، ويوجد لها 10 أبواب رئيسة من الصوحين الشرقي والغربي،
وكذلك 5 أبواب من الجهة الجنوبية تؤدي الى الرواق الخلفي للجامع وصحن الكلية الشرعية ومنطقة المواضيء.ويغطي المنطقة الوسطى لسقف الجامع
خمس قباب، أربع قباب بقطر 15.60متر وارتفاع 20.35 م من سقف الجامع، والقبة الوسطية وهي الأكبر بقطر 40ر 27 متر وارتفاع 39.60 م من سقف الجامع، كما ان هناك أربع قباب صغيرة في الاركان الأربعة لسقف الجامع بقطر 8.90 م وارتفاع 12.89 م من سقف الجامع، بالاضافة الى ست مآذن أربع مآذن على جانبي الجامع بارتفاع 100 م ومأذنتين على جانبي الكلية الشرعية بارتفاع 80 م.
وتوجد بالجامع كلية القرآن الكريم والعلوم الإسلامية وتتكون من ثلاثة أدوار وتحتوي على 20 فصلاً دراسياً وقاعات للمحاضرات ومكتبة
خاصة للرجال واخرى للنساء وقاعة لحفظ المخطوطات ومرافق صحية، ويشمل الجامع على مرافق وخدمات متكاملة ومواقف للسيارات تتسع لحوالي الف و900 سيارة كما تحيط بالجامع مجموعة من الحدائق والمسطحات الخضراء.
وقد روعي في إنشاء هذا الصرح الإسلامي البارز أن تكون معظم مواد البناء والتكوينات الإنشائية للجامع من المواد المتوفرة محليا وروعي
في التصاميم والتنفيذ الطراز المعماري اليمني المتميز وإبداعات الحضارة اليمنية العريقة وفن المعمار الإسلامي البديع، بمافي ذلك
النقوش الفنية البديعة والفريدة التي تعكس فن الزخرفة الاسلامية وكتابة الآيات القرآنية على معظم جوانب الجامع الداخلية وجدارانه الخارجية ما
جعل من هذا الجامع آية فنية فريدة ومتميزة في الإبداع الهندسي والجمال المعماري ومعلما إسلاميا وحضاريا ومعماريا وثقافيا شامخا على
المستوى العالمي، كما تم تجهيز الجامع فنيا بأحدث تقنيات الصوت والنقل التلفزيوني.
و قضت توجيهات الرئيس في بناء الجامع بوجوب المحافظة على الطابع العمراني اليمني، لاسيما بالنسبة للمنارات والواجهات الحجرية، فكان
الجامع الكبير في صنعاء الملهم الأساسي للمهندسين في ذلك.
و روعي ان يتخذ المشروع الشكل المستطيل، وقسمت قاعة الصلاة الرئيسية الى جناحين شرقيٍ وغربي، أما الانطلاق من المنطقة الطرفية الى المنطقة
الوسطى فتتأمن بتدرجاتٍ في جسم الجامع من الأسفل إلى الأعلى وبتكوين فراغاتٍ أسفل القباب الرئيسة البالغة ثلاث وعشرين قبةً جاءت تحقيقاً
للفكرة المعمارية وتأكيدها،و روعي فيها تدرج علاقة المصلي بالجامع عن طريق الأروقة حتى الوصول إلى القبة الرئيسية الكبرى.
و يتميز الجامع بست مناراتٍ فريدة ذات تصميمٍ خاصٍ، ارتفاع أربعٍ منها يبلغ مائة وستة أمتار مع الهلال، وقد استخدمت فيها أساسات خاصة
تصل إلى عمق خمسة وثلاثين متراً، وبقطر سبعين سنتيمتراً لكل مئذنة، وهو ما يساعد في تقوية المبنى على مقاومة الزلازل كما يؤكد منفذو الجامع.
و نظراً لأهمية المشروع من الناحية الدينية والتاريخية، فقد تم اختيار المواد المستخدمة فيه بكل دقة وجرى اختبار خواصها ومدى مطابقتها للمواصفات العالمية، وذلك للحصول على مواد ذات قدرة عاليةٍ في مواجهة العوامل البيئية والجوية.
وتعتبر الخرسانة المسلحة هي المكون الأساس للهيكل الحامل للجزء الرئيس والاهم في المشروع، ولذلك فقد تم إلى ابعد الحدود مراعاة استغلال الميزة الفريدة التي تتحلى بها المواد المكونة للخرسانة في اليمن والتي جعلت منها الخرسانة الأجود عالمياً.
فيما ألقى وكيل هيئة جامع الصالح للشئون الدينية الشيخ حسن عبدالله الشيخ كلمة ترحيبية، رحب في مستلها بالوفود المشاركين اصحاب الفضيلة
العلماء الاجلاء من الدول العربية والاسلامية الشقيقة والصديقة.
وقال: يطيب لى بداية ان ارحب بكم وبضيوف اليمن الاعزاء في اليمن مهد العروبة والحضارة والتاريخ وبلد الايمان والحكمة، شاكراً لكم
تشريفكم لاهلكم واخوانكم في تبجيل هذا الصرح الديني العلمي الاسلامي في يمن الايمان والحكمة التي قال عنها الرسول الكريم صلي الله عليه وعلى
اله وصحبه وسلم ” الايمان يمني والحكمة يمانية ”
وأشار الشيخ إلى ما يمثله هذا الصرح من رمزية ايمانية عظيمة تستدعي الاحتفاء به امتثالا لقوله تعالى “في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوم تتقلب فيه القلوب والابصار ”
مشيداً بافتتاح جامع الصالح المؤسسة الايمانية التربوية الثقافية التي تضم جامع الصالح وكلية الصالح للقران الكريم والعلوم الاسلامية التي ستضطلع بدورها في خدمة الدين الاسلامي الحنيف ونشر مفاهيمه الصحيحة القائمة على الاعتدال والوسطية والتسامح ونبذ الغلو والتطرف والتعصب بكافة اشكاله والوانه.
منوهاً بأن الجامع سيكون منارة وملتقى للباحثين وطالبي العلم سواء من خلال كلية الصالح للقران الكريم والعلوم الاسلامية وماستحتويه مكتبته
من المخطوطات والكتب القيمة النفيسة التي تعني بشؤون الدين الحنيف والفكر والتراث الاسلامي في مختلف الجوانب والمراحل التاريخية من مسيرة
الاسلام المشرقة.
وأكد الشيخ أن الأمة الإسلامية اليوم بحاجة اكثر من اي وقت مضي الى مايجمع كلمتها ويوحد صفها على اساس التمسك بكتاب الله عزل وجل وسنه
رسوله الكريم، وهذا ما يجمعنا اليوم كأمة واحدة عربا وعجما ومهما تعددت المذاهب أو الاجتهادات وهي تفاصيل لاينبغى ان تثير الخلاف او
تؤدي الى الفرقة ولاانقسام.
وشدد على علماء الأمة بمختلف توجهاتهم ومذاهبهم وكل رجال الفكر والثقافة والاعلام وكل المستنيرين بالإضطلاع بدروهم وتحمل مسؤلياتهم
في تحصين ابناء الامة الاسلامية بقيم الدين الصحيحة وغرس قيم الاعتدال والوسطية والتسامح في صفوفهم ومواجهة تلك الافكار المتطرفة والهدامة
التي تروج لها العناصر الظلامية الظالة التي لا برنامج لها ولا رؤية لها او ثقافة سواء ثقافة الموت والفناء والانتقام والاحقاد وحيث تسعى
للايقاع بالشاب في حبائلها الشيطانية والتغرير بهم لارتكاب اعمال العنف والارهاب.
مؤكداً أن كل هذا الدأب والعمل الذي بذل من اجل بناء هذا الصرح الديني العلمي الذي تشاركوننا اليوم في افتتاحه انما يحتسب جملة وتفصيلا في خدمة دين الله الحنيف وتعاليم الاسلام السمحاء التي تحض على مكارم الاخلاق وحب الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم ونشر قيم الحق والخير والعدل ونبذ الغلو وبناء مجتمع اسلامي قائم على الاعتدال والمحبة والسلام.
مشيراً إلى أن هذا الجامع وكماهي نية وتوجه مؤسسه وصاحب فكرته سوف يؤدي دوره انشاء الله كأمثاله من بيوت الله ومنها جامع الازهر الشريف
وغيره من المؤسسات الدينية والثقافية والتربوية والتعليمية في عالمنا العربي والاسلامي من اجل نشر المعرفة الحقيقة في علوم القران واللغة العربية والمساهمة في بناء تنمية شاملة ثقافية وسياسية واقتصادية واجتماعية وشرعية محسنة بالعقيدة الصحيحة وفهم الاسلام الصحيح الوسطي المعتدل.
و قال الشيخ: ان من الواجب علينا جيمعا غرس قيم التآخي والمحبة والسلام فيما بيننا فابناء وتشجيع روح الحوار والتفاهم ولمافيه خير الجميع وخدمة الدين الحنيف.
وقد ألقى شيخ الأزهر فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي كلمة عن الوفود العربية والاسلامية المشاركة في حفل الافتتاح، هنأ في مستهلها فخامة
الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والشعب اليمني بإفتتاح جامع الصالح وكلية القرآن الكريم والعلوم الإسلامية وقناة الإيمان
الفضائية.
” باسم هؤلاء الصفوة من العلماء الاتقياء الانقياء الذين جاءوا من مشارق الارض ومن مغاربها لكي يشاركوا في هذا الافتتاح لهذين الصرحين
الكريمين نقدم خالص الشكر والتقدير والتهنئة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية وللشعب اليمني الكريم صاحب الحضارة
الباسقة الرشيدة الحكيمة وندعو الله سبحانة وتعالي ان يوفقنا جميعا لمايحبة ويرضاة “.
وقال ” هذان الصرحان جامع الصالح وكلية الصالح للقران الكريم شقيقان في خدمة الاسلام وفي خدمة المسلمين”.
لافتا إلى الدور الذي يعول على الجامع والكلية والقناة القيام به في نشر القيم السمحاء لديننا الإسلامي الحنيف وإبراز دلالات ومعاني وسطية الإسلام واعتدال منهجه الفكري.
وحمد الله عز وجل على هذه النعمة العظيمة التي من بها على الشعب اليمني وعلى الأمة العربية والإسلامية بأسرها.. وقال ” نقف هذا الموقف ونحن نشارك في افتتاح بيت من بيوت الله يسع عشرات الالاف للمومنين الصادقين الذين يراقبون الله سبحانة وتعالي في السر وفي العلن، وكذلك لافتتاح صرح اخر لحفظ القران الكريم ولغراسه العلوم الاسلامية، ونقول ماقاله الصالحون من قبلنا الحمدلله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا ان هدانا الله”.
وتطرق الشيخ طنطاوي إلى رسالة المسجد العظيمة ودوره في تنشئة الأجيال وترسيخ مفاهيم الوسطية والإعتدال.. منوها بأن كلية القران الكريم
والعلوم الإسلامية ستسهم في بناء الأجيال وتربيتهم على مائدة القران الكريم والسنة النبوية المطهرة.
منوها بأن هذه المنابر الدينية تمثل مركز إشعاع لإصلاح النفوس وتزكيتها، وقلاع تنويرية لإصلاح الأفراد ودفعهم للمشاركة في منفعة
المجتمع والدفع بعجلته التنموية ونشر الامان والاستقرار والإطمئنان في المجتمع.
وقال ” إن العلم الذي نقصده هو العلم الذي يجعل صاحبه انسان قويما مستقيما متعاونا على الخير بعيدا عن الشر وهذا هو الفهم السليم لكلمة العلم “.
وتطرق الشيخ طنطاوي إلى خطورة ظاهرة الإرهاب وآثارها السلبية على المجتمعات في المجالات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية وغيرها من
المجالات.
وقال ” الارهاب نكبة دينية ونكبة دنيوية والارهاب يعنى الاعتداء على الامنين، وتخريب مقومات الامة ونهب ثرواتها”.
وأشار إلى أن المنتسبين لهذه الفئات الإرهابية بعيدون عن فهم العلم والقيم القويمة التي جاءت بها الشريعة الإسلامية السمحاء. مشيرا الى ما تخلفه هذه الأفكار الهدامة من تشوية للإسلام وعكس صورة سلبية عن معانيه السامية..
وقال امام الجامع الازهر إن الإسلام بريء من هذه الأفكار، وإن العلم الذي يريده الإسلام هو الذي يؤدي الى سعادة الامة. منوها بأن الأمن والإستقرار في المجتمع من أهم وأبرز العوامل المساعدة على نموه وازدهاره وتقدمه.
بعد ذلك أدى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح صلاة الجمعة مع رؤساء واعضاء الوفود العربية والاسلامية وعشرات الآلاف من المواطنين
في جامع الصالح. والقى فضيلة الشيخ ابوبكر المشهور خطبتي الجمعة، أشار فيهما الى المعاني العظيمة التي يجسدها جامع الصالح بإعتباره منبراً تنويرياً للعلم والمعرفة وتعريف الناس بأمور دينهم وديناهم.. منوها بأهمية هذا اليوم الجامع في مسجد جامع جمع الله تعالى فيه معنى عظيم من معاني
إقامة المباني على مايناسب واعادة ترتيب المعاني كمايحبه الله ويرضاه في الامر الواجب.
معتبرا الجامع مشروعا عظيما استضاف فيه رئيس الدولة وفودا وضيوفا كثيرون جاؤوا من شتى أقطار العالم الانساني والاسلامي والعربي.
وقال ” إنها لمناسبة تدخل في مناسبة الاسلام وتربط بين هذة اللحظة التي يفتتح فيها هذا الجامع الصالح على يد هذا الانسان الصالح وفي مجتمع نسال الله ان يجعله انموذجا للمجتمع الصالح وبحضور كوكبة من العلماء والمفكرين وحملة الاقلام ورجال الصحافة الاسلامية والاعلامية والرسمية والشعبية وبقية افراد هذة المجتمعات المباركة “.
ولفت خطيب الجمعة الى أهمية الإجتماع في هذا اليوم المبارك والذي يربط مباشرة بالاشهر التي تعيشها الامة الآن من أشهر الحج، وهو مقصد عالمي وافتتاح يندرج في المعني العالمي لتلك الايام العظمى التي أسس فيها ابراهيم عليه السلام قواعد البيت الحرام.. كما ورد في كتاب الله عز وجل:” واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم “.
واأعتبر الشيخ المشهور ان حضور هذا الجمع الكبير والكوكبة من العلماء والمسؤولين ورجال الفكر والذين يعتنون بالفكر الإسلامي وبالبناء الانساني، فرصة مباركة لنلتفت من خلالها الى المرحلة بكاملها وربطها بقضايانا الاسلامية وقضايانا الاقليمية العربية والمحلية لأن الإسلام في أساسه دين المعالجة والتسامح.
منوها بأهمية المساجد التي يتم افتتاحها كل يوم في الكثير من المواطن والتى تأتي بالجديد ودورها في تثبيت الشعوب ووضع العلماء في الموقع السديد من البناء وإعادة ترتبيب الأجيال.
و قال ” هذا موطن مبارك يفتتح فيه الجامع الصالح وكذلك كلية القران والعلوم الاسلامية على مبدأ من مبادىء الإعادة والترتيب بعيدا عن الغلو والتطرف وبعيدا عن قفزات التطرف والإرهاب، وهو أمل عظيم يراود العالم كله ولا يراود فرداً في أرض اليمن وحدها”.
لافتا الى أهمية الرسالة التي يؤديها هذا الصرح الديني في تنوير الإنسان بالعلوم والمعارف وأمور دينه وحمايته من نزغات الشياطين والإنحرافات والأفكار المضللة والغلو خاصة وأن العالم الإسلامي والعربي يعيش حالة من الاشتعال ومن النزاع والصراع.
ونوه فضيلة الشيخ المشهور بأسباب وجودنا في هذا العالم والمتمثلة في ان نحسن الخلافة في الإعمار وفي البناء وفي الإعادة والتعايش السلمي بين بنى الإنسان مهما اختلفت المفاهيم ومهما تحولت الحياة من حال الى حال.
و أشار الى أن القرآن تحدث عن بعض الأمم السابقة ممن أصابهم عذاب الله وابتلوا بالطوفان والنار وبرميهم بالحجارة من السماء وغيرذلك
من اشكال العذاب لأنهم لم يتحملوا مسؤولياتهم في الخلافة كما اوجبها الله.
و قال ” ان الدين الاسلامي الحنيف يدعونا الى استثمار الحياة استثمارا سليما، حكيما، وواعيا، وحذرنا من مشروع شيطاني يفسد هذا الاستثمار ويدمر هذا الاعمار من خلال دفع بعض من بني الانسان نحو الارهاب والتطرف “.. متمنيا أن يجعل الله سبحانه وتعالى افتتاح هذا الجامع والكلية بداية عهد جديد يربطنا بجذور التاريخ ويذكرنا بدور اليمنيين في نشر الاسلام ورفع رايته.
و أضاف ” ان من مهمات الجامع والكلية بل ومن مهماتنا جميعا ان نذكر العالم ان تاريخ اليمن العريق هو تاريخ سلام ووسطية واعتدال واع منوها باهمية اعادة دراسة هذة الجذور التاريخية حتي يتعرف العالم كيف ظهر الارهاب وكيف ظهرالتطرف العالمي كله واين هي جذوره ؟!
و كيف نستطيع ان نجفف منابعه بالحكمة والعلم وبالتكاتف وبوقوف القادة والعلماء ورجال المؤسسات والشعوب على حقائق مسؤولياتهم.
و تابع قائلا ” كلكم راع وكلمكم مسؤول عن رعيته اذا فسد مجتمع فلكل منا نصيب من الفساد والإفساد وعليه اثمه الا اذا أعدنا ترتيب
انفسنا ووعينا وظيفتنا في الحياة وواجبنا نحو بناء الانسانية بعمومها والحياة الاسلامية بخصوصها “.
وبين الشيخ المشهور ان الاسلام لايعادي العنصر الكافر كإنسان لكنه يعادي الكفر كعقيدة لأن الكفر عقيدة الشيطان، وأما الكافر فإنسان
مستغفل مخدوع يجب أن يعلم وأن يُدعا وينادى.
و أكد ان الاسلام يدعو الى الايمان والى نشر الحقائق في الشعوب كما يدعو الى إعادة ترتيب الذات المسملة لتتجاوز ثقافة الكراهية في الدين وفي الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية لانها كلها اذا كانت على هذة الصفة فهي ثقافة الشيطان وهي مشروع الشيطان في العالم.
وقال ” ان مهمتنا جميعا النظر في الأمر فان الامة تعيش حالة حرج شديد، كلنا نطرح الافكار ونتحدث عن الاعمار لكن لانجد البذرة التي من
خلالها نبدأ في العلاج ونعالج القضية “.
و نوه المشهور بحكمة الدين الإسلامي في تنظيم سلوك البشر ومعالجة النفاق ومحاربة الشرك.. كما أن الاسلام اعتنى بالرجل والمرأة وأعتنى
بالحاكم والعالم ووضع كل منهم في موقعه المناسب وهو ما يتطلب منا تجسيد هذه الرؤية وتجاوز هذا الركام الذي بناه الشيطان.
و اشار الى ان افتتاح هذا المسجد وتدشين قناة تلفزيونية تحمل اسم الايمان من ارض الايمان لم يأت للفخر او للتعالي والدعاية الاعلامية؛ بل تدشينا لمشروع حقيقي نأمل ان يسهم في انقاذ ما يمكن انقاذه من هذا الطوفان العارم الهادف الى دمار الانسان في خضم هذه المعركة الابدية بين الابوية الشرعية النبوية وبين الأبوية الابليسية. مؤكدا أهمية ادراك ابناء الامة الاسلامية الى وحدتها الصحيحة التي تساعد المجتمعات على اعادة ترتيب الانسان وعلاقته بالعلم والمعرفة. قادرا على استغلال الثروات في مواجهة الأزمات