رئيس الجمهورية يدعو إلى حوار تحت قبة مجلس النواب او الشورى في إطار المرتكزات الأساسية لاتفاق فبراير
حضر فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم السبت الاحتفال الكبير الذي اقيم في قاعة 22 مايو الدولية بصنعاء بمناسبة العيد العالمي للعمال الذي يصادف الأول من شهر مايو من كل عام وتكريم عمال اليمن.
وألقى فخامة الرئيس كلمة حيا في مستهلها جميع العمال والعاملات في الداخل والخارج والحاضرون بمناسبة عيد العمال العالمي.
وقال فخامته “تحية لكم أيها الأخوة والأخوات بهذه المناسبة العظيمة عيد العمال العالمي أنها من مميزات الاشتراكية وهو إرساء هذا التقليد يوم تكريم العامل أينما وجد”.
وخاطب فخامة الرئيس جموع الحاضرين قائلا ” الأخوة الأعزاء أننا نشكر عمالنا اليمنيين الذين أسهموا إسهاما فاعلا في عملية التنمية في مختلف المجالات رغم التحديات والعواصف ولكنهم حققوا كل المنجزات على مختلف الأصعدة تنمويا وزراعيا وبنية تحتية في كل المحافظات”.
وأضاف ” اننا نشعر بالفخر والاعتزاز لما حققته اليد العاملة اليمنية في مجالات التنمية وكما تحدثت رغم العواصف والتحديات ولكنها انجازات عظيمة قياسا بدخلنا القومي والمساعدات الخارجية إنها انجازات رائعة وقد رأيت قبل أيام ماحدث في عدن الباسلة عند زيارة نائب رئيس الجمهورية لعدن من انجازات كبيرة في مجالات الشباب الرياضة والبنية التحتية في وقت قياسي رائع ماكان متوقع ان يتم بهذا الانجاز”.
وتابع فخامة الرئيس ” نهنئ كل ابنا الوطن في الداخل والخارج على ماتم تحقيقه انجازات في مجال البنية التحتية سواء في شبكة الطرق او الجامعات او التربية والتعليم او الصحة او الاتصالات او الإسكان انها انجازات يحق ان يفخر بها شعبنا اليمني رغم إمكانياته البسيطة والمتواضعة لكنه انجاز رائع”، موضحا ” أنه بالرغم من كل العواصف والتحديات إلا ان اليد العاملة صمدت وحققت انجازات رائعة”.
وأردف فخامته قائلا ” الأخوة الأعزاء ياعمال اليمن البواسل احيي عشرة ملايين عامل في مختلف المجالات تحية لكم أينما كنتم وعلينا ان نعمل على محاربة الإرهاب لأن الإرهاب هو الآفة الكبرى التي أضرت بعملية التنمية في بلادنا”.
واعتبر فخامة الرئيس انتهاء أعمال الإرهاب وتعاون المواطنين مع أنفسهم ومصالحهم،ضمان لاستقرار الأوضاع وتدفق المستثمرين الى داخل الوطن وتخفيف البطالة.
وأكد في هذا الصدد انه ” لايمكن ان ننجز ونحقق اشياء ايجابية للعامل اليمني الا في ظل الامن والاستقرار فالأمن والاستقرار هما الأساس”، داعيا كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني للعمل مع الوطن بعيدا عن المكايدة السياسية التي تضر بعملية التنمية.
وفيما اكد فخامته حرص القيادة السياسية على تلبية مطالب العمال..اعلن فخامة رئيس الجمهورية انشاء بنك لعمال اليمن برأس مال تأسيسي ثلاثة مليارات ريال، ووجه الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن والجهات ذات العلاقة بانجاز الدراسة الكاملة والمستوفاة لإنشاء هذا البنك بهدف تقديم قروض وتسهيلات ومعالجة قضايا العمال والعاملات.
وقال فخامته بان الديمقراطية هي انجاز من انجازات الوحدة وعلينا ان نحافظ عليها مثلما نحافظ على مبادئ وأهداف الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر باعتبارها الوسيلة الحضارية للتعبير عن الرأي والرأي الاخر دون التجريح اوالاضرار بمصالح الوطن والمواطنين.
وأضاف فخامة الرئيس انه في مثل هذا اليوم الأول من مايو قبل عشرين عاما وأثناء مشاركته في حفل بمناسبة عيد العمال في مدينة عدن الباسلة تم الاتفاق علي النشيد الوطني وعلى العملة الوطنية وعلى تشكيل الحكومة الانتقالية.. داعيا القوى والتنظيمات السياسية إلي الحوار الجاد والمخلص تحت قبة مؤسسات الدولة اي مجلس الشورى اومجلس النواب والابتعاد عن الشخصنة والمكايدة والانجرار وراء المشاريع الصغيرة.
وتابع بقوله ” علينا ان نضع مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات فوق المصالح الشخصية والذاتية الأنانية التي لاتعود علي الوطن بالخير وانما بثقافة الكراهية والحقد والأمراض المستعصية من مخلفات الإمامة والاستعمار والتشطير”.
وأردف فخامته ” ليكبروا بكبر اليمن دون الانجرار الي المشاريع الصغيرة التي تقزم اليمن لان مشروعنا في اليمن هو المشروع الكبير مشروع إعادة تحقيق وحدة الوطن ومشروع الاتحاد العربي،فكيف نقزم اليمن ونحن أصحاب مشروع حضاري وحدوي فلتخرس ألسنة أصحاب تلك المشاريع الصغيرة فليبقوا صغارا واليمن سيبقي كبيرا فلتخرس ألسنتكم أصحاب المشاريع الصغيرة امام شعبنا اليمني العظيم الذي حقق المستحيل علي مختلف المسارات”.
واستطرد فخامة الرئيس بقوله:” فلنرتقي بالوطن مثلما ارتقي بنا فلنرتقي بهذا الوطن ونتحمل مسئولياتنا كقوى سياسية والابتعاد عن القيل والقال والمشاريع المشاريع الصغيرة التي يسعى اليها أولئك الصغار الأقزام”.
كما دعا فخامته إلى الحوار تحت قبة مجلس الشورى او النواب في إطار المرتكزات الأساسية لاتفاق فبراير الذي وقع بين الموتمر الشعبي العام والتحالف الوطني واحزاب اللقاء المشترك والمتمثلة في التعديلات الدستورية واعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات والتحضير للانتخابات النيابية وكذلك تعديل قانون السلطة المحلية بما يضمن صلاحيات أكثر وأوسع للسلطة المحلية.
واكد في هذا الصدد ان هذه هي مرتكزات الحوار واي حوار خارج عن هذه المرتكزات فهو مرفوض جملة وتفصيلا.
وحول الانتخابات النيابية قال فخامة رئيس الجمهورية “بأن الانتخابات النيابية ستجري في موعدها المحدد دون أي تأخير”، مؤكدا بقوله “لقد أخطأنا خطأ فادحا بتأجيل الانتخابات ويتحمل مسئولياتها أحزاب اللقاء المشترك.
وأضاف فخامة الرئيس ” ياللعجب علي الديمقراطية في دول العالم الثالث كان من المفترض ان أحزاب المعارضة هي التي تطالب بانتخابات مبكرة وسريعة وكان من المفترض ان الأحزاب في المعارضة تطالب الحكومة بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد مالم تدعو الي انتخابات مبكرة ولكن أحزابنا تطالب با التأجيل”.
وأعرب فخامته عن استغرابه لمطالبة المعارضة بالتأجيل، متسائلا عن مخاوفها من اجراء الانتخابات في موعدها… داعيا في الوقت نفسه الجميع الى الاحتكام الي صندوق الاقتراع لا إلى الفوضي وقطع الطرق ونشر ثقافة العنف والكراهية وقطع الاذان ونهب الممتلكات.
وتابع بقوله:” عودوا الى رشدكم حاوروا والحجة بالحجة والمنطق بالمنطق حاوروا من اجل الوطن تعالوا لنتفق اتفاق الرجال ونختلف اختلاف الأبطال”.
وأردف فخامته:”ليس من ثقافة اليمنيين قطع الطرق او قطع الاذان او قطع الأعضاء التناسلية مثلما حدث في بعض مديريات لحج ونهب القاطرات في بعض المديريات ليست من ثقافتنا ولا من شهامتنا ولامن عروبتنا نحن نرفض هذه الثقافة الصغيرة لأولئك “.
وذكر فخامة الرئيس بما كانت تروج له أصحاب المشاريع الصغيرة اثناء ازمة 1993م التي أفضت الى حرب صيف 94.
وقال في هذا الخصوص ” بدأت ثقافة المرتدين على الوحدة من ان صنعاء غير آمنة وفيها إرهاب وهناك حركة الأخوان المسلمين ترهبنا وأننا أصبحنا أسرى في صنعاء،وبدأوا يستهدفوا بعضهم البعض في العاصمة صنعاء ويرموها على سلطات الدولة وعلى حزب الإصلاح بالذات تحت ذريعة ان حزب الإصلاح يكره ماكان يسمى بالاشتراكية او بالشوعية.
وأضاف:” هذه حقيقة تاريخية هم نشروا هذه الثقافة ثقافة نعود إلى جنوب الوطن لان جنوب الوطن آمن ولا نريد ان نظل هنا تحت الإرهاب في صنعاء وبدأت هذه الثقافة وبدأت الكراهية ضد أخوانهم في الشمال في كل من عدن والمحافظات الجنوبية.
واعتبر فخامة الرئيس ما يحدث اليوم امتداد لتلك الثقافة، ثقافة الكراهية واستهداف أخوانهم من المحافظات الشمالية من تجار او عمال او سياح او مواطنين في بعض المديريات في المحافظات الجنوبية… مؤكدا ان الهدف من هذه الثقافة هو حصول رد الفعل من قبل أخوانهم في المحافظات الشمالية ضد إخوانهم في المحافظات الجنوبية، بهدف النيل من الوحدة الوطنية.
وثمن فخامته حرص المواطنين الذين تعرضوا للأذى من قبل هذه الفئة الباغية، وعدم انجرارهم وراء أهداف هذه الفئة الخارجة عن النظام والقانون في التعامل معهم برد الفعل..مؤكدا بان شعبكم في الجنوب مع الوحدة شعبكم في الجنوب هو الوحدوي الأساسي وهو الذي تثقف وتربى وترعرع على الوحدة.
ونوه فخامة الرئيس بان ” المواطنين في جنوب الوطن تثقفوا وترعرعوا على الوحدة وهناك قلة قليلة مرتدة ومنتفعة تروج للعودة بالوطن الى ماقبل 22مايو وذلك ابعد عليهم من عين الشمس”.
واكد ” لقد روجت سلالة الإمامة سلالة آل حميد الدين بعد قيام ثورة الـ26 من سبتمبر بالعودة بالملكية الى ماقبل الثورة وفشل هذا المشروع حتى وصل بهم الامر إلى محاصرة العاصمة صنعاء وفشلوا في هذا المشروع وأرجعناهم على أعقابهم هاربين يجرون وراءهم الهزيمة والعار”.
ولفت الى ” إن أصحاب المشروع الانفصالي خرجوا هاربين بجلودهم وهذه مشاريع صغيرة لن يكتب لها النجاح على الاطلاق، اطمأن ايها الشعب اليمني العظيم هذه المشاريع فاشلة بصمود شعبنا وقواتنا المسلحة والامن الباسلة وكل المواطنيين الشرفاء”.
وخاطب فخامة الرئيس العمال والعاملات قائلا ” احيي عشرة ملايين عامل وعاملة احييكم من كل قلبي على كل الجهود التي تبذلوها وعلى ماتحقق من انجازات بالمليارات في كل من حضرموت والمهرة وشبوة وابين وعدن ولحج وتعز واب وذمار وكل المحافظات ماعدا صعدة لأن اولئك المتخلفين من مخلفات الإمامة دمروا كل ما انجزناه”.
وأضاف ” لكننا نؤكد أنهم اذا التزموا بالسلام والتزموا بالنقاط الست والياتها التنفيذية فاننا على استعداد تام من قبل الحكومة لإعادة بناء ماخلفتة الحرب للمرة السادسة في كل من محافظة صعدة ومديرية سفيان ونحن على استعداد لإعادة الأعمار فعليهم ان ينصاعوا للسلام وان يرحموا أنفسهم ويرحموا المناطق التي دمرت يريدوا ان يبقوا على محافظة صعدة محافظة قروية متخلفة اولئك العنصريين المناطقيين ندعوهم الى الحوار والتفاهم وتنفيذ النقاط الست والياتها التنفيذية”.
وخلص فخامة رئيس الجمهورية الى القول “مرة اخرى احيي الإخوة العمال والعاملات واحيي الاتحاد العام لعمال اليمن وكذلك وزارة العمل واشكركم واشكر كل ابناء الوطن في الداخل والخارج والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.