رئيس الجمهورية يدعو الدول الغنية إلى مساعدة الدول الفقيرة للتغلب على تحديات التنمية ومكافحة الفقر والبطالة وإلغاء المديونيات المتراكمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز صاحب السمو الشيخ / حمد بن خليفة آل ثاني / أمير دولة قطر- رئيس القمة الثانية لمجموعة الـ77 والصين .
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي، أيها السيدات والسادة الحاضرون جميعاً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يسعدني في البداية أن أعبر عن الشكر والامتنان لأخي صاحب السمو / حمد بن خليفة آل ثاني / أمير دولة قطر ومن خلاله إلى الشعب القطر الشقيق على حسن الاستقبال وكرم الضيافة والإعداد المتميز لهذه القمة التي نأمل أن تسفر عنها قرارات وتوصيات إيجابية تخدم مصالح الدول الأعضاء في مجموعة الـ77 والصين .
سيدي رئيس الجلسة.. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. إن أبرز التحديات التي تواجهه أمتنا وعالمنا اليوم هو غياب العدالة الدولية وازدواجية المعايير في التعاطي مع القضايا على الساحة الدولية، وتفاقم مشاكل الفقر والبطالة التي يواجها الدول النامية .
إن هذه الظواهر السلبية التي تعاني منها شعوبنا، بالإضافة إلى ما نواجهه من تحديات كبيرة ومنها ظاهرة الإرهاب والتطرف.. إذا وجدت عدالة دولية ومساعدات لمعالجة قضايا التنمية في الدول النامية ستَحدُّ إلى حد كبير من هذه الظواهر السلبية خاصة ظاهرة الإرهاب والتطرف والغلو.
إننا ندعو إلى تحقيق العدالة الدولية، وضمان حق الشعوب في النضال من أجل الحرية والاستقلال، ونؤكد أن السلام في المنطقة لن يتحقق إلا بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
إننا ندعو الدول الغنية إلى دعم الدول الفقيرة للتغلب على تحديات التنمية ومكافحة الفقر والبطالة، وإلغاء المديونيات المتراكمة عليها، ونثمن بهذا الصدد تثميناً عالياً دعوة سمو الشيخ / حمد بن خليفة آل ثاني / أمير دولة قطر إلى إنشاء صندوق لدعم التنمية في تلك الدول النامية، ونتطلع إلى أن تستجيب كل الدول الغنية لهذه الدعوة وعلى وجه الخصوص دول الشمال.
إننا نتطلع إلى إعادة النظر في أسلوب عمل مجموعة الـ77والصين وتطوير آلياتها بما يلبي احتياجات شعوبها .
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. إن الإصلاحات السياسية والديمقراطية ينبغي أن تكون نابعة من إرادة وطنية وغير مفروضة من الخارج، ولدينا تجربة في الجمهورية اليمنية منذ إعادة تحقيق الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية في الـ22 من مايو 1990م، حيث عملنا على انتهاج الديمقراطية القائمة على التعددية السياسية وحرية الصحافة وحرية الرأي والرأي الأخر واحترام حقوق الإنسان ومشاركة المرأة، فكانت هناك صعوبات في البداية عندما بدأنا في التعددية السياسية والإصلاحات حيث كانت في حقيقة الأمر بداية سيئة، لكن ما هو أسوأ منها هو انعدام الديمقراطية.
وفي إطار هذه التجربة التي يمتد عمرها 15 عاماً.. أجرينا ثلاث دورات انتخابية برلمانية قائمة على التعددية السياسية والحزبية، وأيضاً أجرينا أول أنتخابات رئاسية، وأول انتخابات للمجالس المحلية والتي فاز فيها أكثر من 7 آلاف من الكوادر الكفؤة من مختلف شرائح المجتمع وأصبحوا الآن شركاء في صنع القرار السياسي وفي عملية التنمية.. كما انتهجنا اللامركزية المالية والإدارية وألغينا المركزية الحادة وأعطينا صلاحيات واسعة للسلطة المحلية.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ..
علينا أن نصلح أنفسنا قبل أن تفرض علينا الإصلاحات من الخارج، ولابد أن نروض أنفسنا ونروض شعوبنا مع ما يتواكب ومتطلبات ومعطيات العصر ومنها مشاركة المرأة، احترام حقوق الإنسان، مشاركة الشعوب في صنع القرار، فعصرنا الراهن والتطورات المتسارعة التي يشهدها يستدعي من الدول النامية مواكبة تلك التطورات والمتغيرات بما يخدم مسيرة التنمية والتطور فيها ويمكنها من اللحاق بالدول المتقدمة، ولا نريد أن تُمَلى على دول العالم الثالث أو العالم النامي قرارات من هنا أو هناك تفرض عليها الإصلاح، فعلينا أن نصلح أنفسنا قبل أن تفرض علينا الإصلاحات من الخارج.
إننا نتطلع إلى إصلاحات مؤسسة الأمم المتحدة بما يتواكب مع المعطيات الجديدة، لأن مؤسسة الأمم المتحدة أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية فلا يجوز أن نظل مشدودين إلى مخلفات الحرب العالمية الثانية، ينبغي علينا أن نواكب كل المتغيرات وينبغي أن تكون هناك شفافية مطلقة، وأن تنفذ قرارات الشرعية الدولية دون الكيل بمعايير مختلفة، لأن ما يظهر في حقيقة الأمر في الأفق في الحاضر وما لمسناه في الماضي.. هو تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بمعايير مزدوجة ومختلفة .
في نهاية كلمتي أتقدم بالشكر الجزيل إلى أخي صاحب السمو الأمير / حمد بن خليفة آل ثاني / على حسن الإعداد والتنظيم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..