رئيس الجمهورية يبحث مع الرئيس الباكستاني علاقات التعاون الثنائي

صنعاء عقد الزعيمان على عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية وفخامة الرئيس برويز مشرف رئيس جمهورية باكستان مساء أمس بدار الرئاسة بصنعاء القمة اليمنية الباكستانية المغلقة.

وعلمت وكالة الأنباء اليمنية ( سبأ) ان الزعيمين بحثا خلال الجلسة علاقات التعاون الأخوي ومجالات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين وآفاق تنميتها وتوسيعها في المجالات كافة وفي مقدمتها السياسية والاقتصادية والتجارية و الأمنية لمافيه خدمة المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين .
كما تناولت المباحثات بين الزعيمين تطورات الأوضاع في المنطقة والمستجدات الإقليمية والإسلامية والدولية التي تهم البلدين والأمة الإسلامية وفي طليعتها التطورات في فلسطين والعراق وأفغانستان ، إضافة الى التشاور إزاء القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة الإسلامية الاستثنائية المقرر عقدها يوم الأربعاء القادم بمكة المكرمة وتنسيق مواقف البلدين إزاءها .

عقب ذلك عقدت جلسة المباحثات الرسمية الموسعة بين الجمهورية اليمنية وجمهورية باكستان الإسلامية برئاسة الزعيمين فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وفخامة الرئيس برويز مشرف رئيس جمهورية باكستان الإسلامية.
وحضر الجلسة من جانب بلادنا الإخوة/ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية وعبدالقادر باجمال رئيس مجلس الوزراء والدكتور/ أبو بكر القربي وزير الخارجية وعلي محمد الآنسي مدير مكتب رئاسة الجمهورية والدكتور/ رشيد بارباع وزير النفط والمعادن والدكتور/ عبدالسلام الجوفي وزير التربية والتعليم و حسين ضيف الله العواضي وزير الإعلام والدكتور/ خالد راجح شيخ وزير الصناعة والتجارة وسعيد يافعي عضو مجلس الشورى ومحي الدين الضبي وكيل وزارة الخارجية وعبدالملك علامة وكيل وزارة النفط والمعادن ونعمان الملصي رئيس الجهاز الفني للمجلس الأعلى لتنمية الصادرات وعبدالإله حجر سفير بلادنا لدى باكستان .
فيما حضرها من الجانب الباكستاني الأخوة/ شيخ رشيد أحمد وزير الإعلام والبث الإذاعي والتلفازي ومير محمد خان وزير الدولة للنفط والموارد الطبيعية وطارق اكرام رئيس دائرة تشجيع الصادرات وأحسن الله خان مبعوث خاص ومحمد أمين داوود عضو مجلس الشيوخ والفريق / إشفاق برويز كياني مدير عام الاستخبارات ورياض محمد خان سكرتير وزارة الخارجية واحمد وقار سكرتير وزارة البترول والموارد الطبيعية ونواب أمير عبدالرحمن سفير باكستان بصنعاء والعميد / اختر اكوارد نائب رئيس الأركان.
وفي بداية المباحثات جرى تبادل الكلمات بين فخامة الأخ رئيس الجمهورية وفخامة الرئيس الباكستاني .. حيث تحدث فخامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح بكلمة رحب في مستهلها باسم بلادنا وشعبنا اليمني بالرئيس برويز مشرف والوفد المرافق له أجمل ترحيب.
وقال : إن هذه الزيارة سوف تعطي للبلدين اليمن وباكستان دفعة جديدة في شتى المجالات في المجال الاقتصادي والثقافي والأمني وتبادل المعلومات وتنسيق مواقف البلدين من أجل مكافحة الإرهاب خاصة وأن بلدينا كانتا إحدى الأهداف للعناصر المتطرفة الإرهابية التي مكثت فترة من الزمن وتأثرت بما جرى في أفغانستان أيام الحرب الباردة وأيام ما كان يسمى بمقارعة الشيوعية .
وأضاف .. لقد أنعكس التطرف وأدى إلى الإضرار بمصالح بلدينا والتأثير على العلاقات العربية والإسلامية مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وبقية دول العالم وأظهرت الإسلام بأنه دين التطرف وهو بريء من ذلك فهو دين العدل والحق والمساواة والاعتدال .. مؤكدا ان هؤلاء المتطرفين لا يمثلون الإسلام ولا الشعوب الإسلامية ,وإنما يمثلون أنفسهم .
وقال الأخ الرئيس : إننا نثمن تثميناً عالياً مواقف الحكومة الباكستانية إزاء التعاون الثنائي سواء في مجال تبادل المعلومات أو مكافحة الإرهاب و غيرها من المجالات .. منوها إلى أن هذا التعاون سيستمر بشكل أفضل خاصة بعد زيارة فخامة الرئيس برويز مشرف الحالية لليمن .
وأشاد فخامته بإدارة الرئيس مشرف للأزمات التي شهدتها باكستان خاصة أثناء الهجمات الإرهابية على المصالح الأمريكية ،حيث كانت إدارة حكيمة خاصة بعد سقوط نظام طالبان الذي أوجد التطرف وصدر الإرهاب إلى كل البلدان الإسلامية.
وقال الأخ الرئيس : لقد كانت أيدينا على قلوبنا قلقا على هذا البلد الإسلامي الكبير في ضوء ما كان يخطط له الصهاينة من مكائد ، لكن القيادة الباكستانية كانت حكيمة وفوتت الفرصة على كافة المخططات التي كانت تستهدف هذا البلد الإسلامي الكبير.
وأردف فخامة الأخ الرئيس قائلا : نحن قادمون الآن على انعقاد القمة الإسلامية في مكة المكرمة يوم السابع من ديسمبر الحالي ,وإنشاء الله يفعل العمل الإسلامي بشكل يتواكب مع التطورات والأحداث في عالم اليوم .
وقال :لا بد من تحرك إسلامي قوي من خلال منظمة المؤتمر الإسلامي أمام العالم الخارجي لإظهار العالم الإسلامي أنه عالم حر ينبذ الإرهاب ولا يقبل به ، وان الذين يمارسون التطرف والإرهاب لا يمثلون شعوبهم ، وإنما يمثلون أنفسهم ، لأنهم أضروا بسمعة الإسلام في أروبا والعالم الخارجي بشكل عام .
وشدد فخامة الأخ الرئيس /علي عبدالله صالح على أهمية إعادة هيكلة منظمة المؤتمر الإسلامي .
واستطرد قائلاًَ : سنعمل سوياً ومعاً ومع كل زعماء وقادة دول منظمة المؤتمر الإسلامي من أجل تغيير ميثاق المنظمة بما يواكب التطورات في العالم ,بما في ذلك تغيير أسم المنظمة إلى اسم يتفق عليه الجميع ، سواء الإتحاد الإسلامي أو التجمع الإسلامي أو أي أسم آخر يواكب المتغيرات أسوة بالتجمعات الدولية.
كد فخامة الأخ الرئيس حرص بلادنا على استمرار تعاونها مع باكستان سواء على المستوى الثنائي أومن خلال منظمة المؤتمر الإسلامي وفي المحافل الدولية وبما يخدم العمل الإسلامي المشترك . . منوها إلى أهمية أن يلتقي الإخوة المسئولون من الجانبين لبحث جوانب التعاون الأخوي بين البلدين وآفاق تعزيزه في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة .
وأشار فخامته إلى مشاعر الحزن والألم التي انتابت اليمن قيادة وحكومة وشعبا جراء كارثة الزلزال التي تعرض لها الأشقاء في باكستان نظرا للخسائر الفادحة والجسيمة التي خلفها الزلزال في الأرواح والممتلكات وما سببه من كارثة إنسانية بتشريد الآلاف من المواطنين الذين دمرت منازلهم . . منوها إلى أن حرص اليمن في المساهمة في إغاثة المتضررين في باكستان يعد واجب
ديني وإنساني .. مبينا إنه تواصلا لهذا الدعم اتخذت الحكومة قراراً يقضي، بخصم قسط من رواتب جميع موظفي وحدات الجهاز الإداري للدولة .. كما شكلت لجان لجمع التبرعات في المحافظات لصالح لضحايا الزلزال في باكستان .
وجدد فخامة الأخ الرئيس في ختام كلمته ترحيبه الحار بفخامة الرئيس برويز مشرف وبالوفد المرافق في بلده الثاني اليمن , متمنياً لهم طيب الإقامة .
فيما تحدث فخامة الرئيس /برويز مشرف رئيس جمهورية باكستان الاسلامية بكلمة عبر في مستهلها عن الشكر والتقدير لما حظى به والوفد المرافق من حفاوة ترحيب وود وحسن استقبال وكرم ضيافة منذ لحظة الوصول الى العاصمة صنعاء .
.كما عبر عن التقدير والأمتنان لموقف اليمن قيادة وحكومة وشعبا ودعمها ومساعدتها الإنسانية لباكستان خلال محنته الاخيرة جراء الزلزال ،ومبادرتها في إرسال مواد إغاثة ومواد طبية وخيام.
وقال الرئيس الباكستاني :” إن زيارتنا إلى الجمهورية اليمنية علي رأس هذا الوفد تعبير عن رغبتنا الصادقة وحرصنا كل الحرص على تعزيز العلاقات الأخوية الحميمة التي تربط شعبينا وتوسيع مجالات التعاون بين بلدينا من خلال النشاط الإقتصادي و التجاري بما ينعكس بالتالي في تقوية العلاقات السياسية أيضا .
وتطرق الرئيس مشرف إلى قضية تشويه صورة الاسلام والدول الاسلامية بفعل الأعمال الإرهابية .. مؤكدا على أهمية أن تتركز جهود العالم الاسلامي بمختلف دوله على أتخاذ كافة السبل والافعال التي من شأنها ان تزيل ذلك التشوة والصورة المغلوطة التي رسمت في الغرب عن ديننا الاسلامي والبلدان الإسلامية .. موضحا أنه من اجل تكلل هذه الجهود بالنجاح لابد ان تكون افعالنا أقوى من الأقوال،سواء على مستوى منظمة المؤتمر الاسلامي أو على مستوى البلدان الإسلامية كدول وأفراد.
وشدد الرئيس الباكستاني على أهمية القمة الإسلامية المقبلة المقرر إنعقادها بمكة المكرمة وحيوية المواضيع التي ستناقشها التي تهم مختلف دولة العالم الاسلامي.
وقال :”من خلال هذه القمة يمكننا ان نعيد هيكلية منظمة المؤتمر الإسلامي وإعطائها أيضا نظرة ديناميكية أوالية ديناميكية لتعزيز عملها لصالح الأمة وأيضا لنشر المفاهيم الحقة عن الإسلام والشعوب الإسلامية في خارج
البلدان الإسلامية .. مضيفا إنه لابد من المصادقة والموافقة علي توصيات لجنة الشخصيات البارزة التي كلفت بوضع تصورات لإعادة هيكلية منظمة المؤتمر الإسلامي وميثاق المنظمة وأسم المنظمة، وكذلك التوصيات
ذات الصلة بتعزيز القيم الإسلامية وأيضا الأخذ برأي العلماء في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي مع التركيز على العلوم والتكنولوجيا من خلال إقامة المراكز الخاصة بالعلوم والتكنولوجيا حيثما كان ذلك ممكنا.
وأشار إلى أن طموحات الأمة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال إعادة هيكلية المنظمة وتقديم الدعم المالي لها .. موضحا أن بلاده ستقدم مقترح بان تقدم مساهمات للمنظمة بمقدار واحد من مائة في المائة ( 01 ر0 %) من إجمالي الناتج القومي لكل بلد ،وإذا ما تم اعتماد هذه التوصية فإن منظمة المؤتمر الإسلامي ستحصل على مائة وخمسة وثمانين مليون دولار كون إجمالي الناتج القومي للأمة الإسلامية يصل إلى مائة وخمسة وثمانيين مليار دولار.. مبينا إنه حتى لو خصص نصف ذلك فسيكون الدعم تسعين مليون دولار وهذا يعد
مبلغا جيدا.
وأضاف : في الحقيقة مثل هذا المبلغ باستطاعتنا تقديمه للمنظمة ونحن في باكستان بمكاننا توفيره ،وبالتالي يمكن من خلال هذه المساهمات ان نقدم الدعم للشعوب الإسلامية المختلفة التي تحتاج إلي مثل هذا النوع من الدعم من دون العودة إلي منظمات غير إسلامية بدلا من أن نضطر في بعض المناسبات أن نلجأ إليها ونتفاوض معها للوصول إلي حلول وسطية تتعلق بزيادة دعمها لدولنا .
وقال : من اجل إقرار الميثاق الجديد والاسم الجديد لمنظمة المؤتمر الإسلامي فإن باكستان ستقترح عقد قمة في إسلام أباد .
وتناول الرئيس مشرف العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين .. وقال نحن بحاجة الي تعزيز العلاقات التجارية والنشاط التجاري بين بلدينا ,ونرغب في معرفة ماذا يمكن ان يصدر من اليمن إلي باكستان وكذلك ما يمكن أن يصدر من باكستان لليمن .. موضحا ان اليمن تستورد منتجات من باكستان بمعدل مليار ونصف مليار دولار كما تستورد منتجات أخرى من مختلف دول العالم بما فيها منتجات يمكن إستيرادها من الباكستان التي تصدر إلى دول العالم منتجات تصل قيمتها إلى أحدى عشر مليار دولار.. لكن في المقابل ما تستورده باكستان من اليمن كمية محدوده لاتتجاوز خمسين مليون دولار فقط .
وأضاف بالطبع هناك مجال واسع وكبير ان نعزز نشاطنا التجاري .. ولدي قائمة تشمل الاشياء التي يمكن ان يزيد فيها معدل استيراد اليمن من باكستان مثل الاقمشة والرز والانسجه والمواد الأخرى ,وفي نفس الوقت نرغب في معرفة ماذا يمكن نحن ان نستورده من اليمن حتي يتم الحفاظ التوازن التجاري والميزان التجاري.
وتطرق إلى إمكانية التعاون في مجال الدفاع في نقطتين مجال التدريبات وايضا المنتجات .. مبينا إنه يمكن للكوادر اليمنية ان تقوم بزيارة للتعرف على المنتجات الباكستانية التي تعد على مستوى عال من,وهناك ايضا مجال اخر وهو التعاون في المجال الامني .. مؤكدا إتفاقه مع ماذكره الأخ رئيس الجمهورية في هذا المجال خاصة فيما يتعلق بالتنسيق والتعاون بين عناصر الاستخبارات في البلدين والوكالات الاستخباراتية في البلدين خصوصا ان هناك عناصر سرية من المتطرفين والارهابين تعمل بالخفاء وايضا هناك تمويل لمثل هذة العناصر بشكل سري ولهذا لابد من تنسيق المواقف والتنسيق بين وكالات الاستخبارات في البلدين لمواجهة مثل هذا التحدي .
وقال هناك ايضا مجال اخر هام وهو مجال التربية والتعليم فنحن علي استعداد للتعاون في هذا المجال من خلال تقديم تسهيلات خاصة للطلاب اليمنيين وكذلك التعاون الثقافي فنحن سعداء وجاهزون للتعاون في المجال الثقافي, مجددا شكره لفخامة الأخ الرئيس على كرم الضيافة وحسن الاستقبال ..
هذا وقد جرى في الجلسة بحث سبل تعزيز العلاقات الاخوية ومجالات التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والامنية وغيرها ، بالاضافة الى تنسيق جهود البلدين في مجال مكافحة الارهاب.
كما جرى التشاور وتبادل وجهات النظر ازاء تطورات الاوضاع في المنطقة والمستجدات الاقليمية والاسلامية والدولية التي تهم البلدين والامة الاسلامية وفي مقدمتها التطورات في فلسطين والعراق وافغانستان ، بالاضافة الى التشاور ازاء القضايا المطروحة على جدول اعمال القمة الاستثنائية المقرر عقدها يوم الاربعاء القادم بمكة المكرمة وتنسيق مواقف البلدين ازاءها وبما من شأنه الخروج من تلك القمة بنتائج تعزز من مسيرة العمل الاسلامي المشترك وتطورمن آلياته بما يخدم تطلعات ابناء الأمة الاسلامية ويعزز من اقتدارها على مجابهة التحديات .

وقد أقام فخامة رئيس الجمهورية مساء اليوم مأدبة عشاء على شرف فخامة الرئيس مشرف والوفد المرافق له
وحضر المأدبة الاخوة عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية وعبد القادر باجمال رئيس مجلس الوزراء وعبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى وعدد من مستشاري رئيس الجمهورية والوزراء وأعضاء مجلسي
النواب والشورى والقيادات الحزبية ومنظمات المجتمع المدني والقيادات العسكرية والامنية.