رئيس الجمهورية يعود إلى ارض الوطن بعد مشاركته في الدورة العاشرة لقمة المؤتمر الإسلامي
عدن – عاد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بعد ظهر اليوم بسلامة الله وحفظه إلى عدن بعد أن شارك على رأس وفد بلادنا في أعمال مؤتمر القمة الإسلامي العاشر الذي انعقد في ماليزيا.وكان في استقباله بمطار عدن الدولي الاخوة الدكتور يحيى الشعيبي محافظ محافظة عدن واللواء علي منصور رشيد نائب رئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي والعميد محمد صالح طريق مدير الأمن العام وعدد من المسئولين بمحافظة عدن.وكانت بلادنا قد انتخبت خلال هذه القمة نائبة لرئيس المؤتمر.. حيث رأس فخامة رئيس الجمهورية جلسة يوم أمس وادار نقاشاتها التي استمرت زهاء الساعتين وتحدث خلالها عدد من قادة الدول الإسلامية المشاركون في القمة .كما أجرى فخامة الرئيس وعلي هامش أعمال القمة لقاءات ثنائية مع عدد من قادة الدول الإسلامية ورؤساء الوفود المشاركة في القمة الإسلامية العاشرة بماليزيا وبحث معهم القضايا والموضوعات المتصلة بأعمال القمة الإسلامية العاشرة وسبل تعزيز التضامن الإسلامي وتنسيق المواقف إزاء كل ما يهم امتنا الإسلامية ويخدم قضاياها ويعزز من اقتدارها على مجابهة التحديات .كما جرى خلال تلك اللقاءات بحث العلاقات الثنائية بين بلادنا وبلد كل منهم وسبل تعزيزها وتطوير مجالات التعاون المشترك معهم. وكان الأخ رئيس الجمهورية قد التقى اليوم وعلى هامش أعمال المؤتمر بالأخ عبد القاسم صلاد رئيس الحكومة الانتقالية في الصومال.. حيث بحث معه التطورات الجارية في الصومال والجهود المبذولة من أجل تحقيق المصالحة واحلال السلام في الصومال، بالإضافة إلى القضايا والموضوعات المتصلة بأعمال مؤتمر القمة الإسلامية العاشرة .وقد أكد الأخ الرئيس مجدداً دعم اليمن لكل الجهود الهادفة إلى إعادة الهدوء واحلال السلام في الصومال.. مشيراً بأنه تقع على عاتق الصوماليين أنفسهم مسئولية تحقيق تلك الغاية وبما يكفل للشعب الصومالي الحفاظ على وحدته وسيادته والتفرغ لإعادة إعمار الصومال .من جانبه أشاد الأخ عبد القاسم صلاد بمواقف الأخ رئيس الجمهورية وجهوده من أجل تحقيق الوفاق والمصالحة بين مختلف الفصائل الصومالية واحلال السلام في الصومال .كما التقى الأخ الرئيس اليوم الأخ نجيب الرزاقي وزير الدفاع الماليزي وبحث معه العلاقات الأخوية ومجالات التعاون المشترك بين اليمن وماليزيا، بالإضافة إلى تناول أعمال مؤتمر القمة الإسلامي العاشر الذي احتضنته ماليزيا.وقد أشاد الأخ الرئيس بالجهود التي بذلتها ماليزيا حكومة وشعباً من أجل الأعداد وحسن التنظيم للقمة وعلى ما حظي به والوفد المرافق من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال .منوهاً بالدور المتميز لأخيه الدكتور مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي خلال أعمال القمة وخدمة قضايا الأمة الإسلامية. وكان فخامة الأخ على عبد الله صالح رئيس الجمهورية نائب رئيس القمة الإسلامية العاشرة قد تحدث اليوم عقب مشاركته في أعمال القمة في تبروجايا بماليزيا إلى وسائل الأعلام الماليزية والعالمية، طالب بطرد إسرائيل من الأمم المتحدة لأنها تضرب عرض الحائط بكل قرارات الشرعية الدولية .وقال فخامته.. ” نحن نطالب المؤسسة الدولية باتخاذ عقوبات على إسرائيل أو طرد إسرائيل من المؤسسة الدولية لأنها تضرب عرض الحائط بكل قرارات الشرعية الدولية “. وانتقد فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية تطبيق سياسة المعايير المزدوجة من قبل منظمة الأمم المتحدة في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية. وقال.. ” أين تنفذ هذه القرارات؟ نفذت في يوغسلافيا ونفذت في العراق، ونفذت في السودان ونفذت في ليبيا ولكن لا تنفذ في إسرائيل، نحن نتطلع من الأسرة الدولية أن تتخذ قراراً ضد الحكومة الإسرائيلية التي تتزعم الإرهاب وتتبنى الإرهاب.. وما الإرهاب القائم من المتطرفين الإسلاميين إلا إرث من المخابرات الصهيونية ” .وأعرب فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية عن أمله بأن تنسحب قوات الاحتلال الأمريكي البريطاني من العراق وان تترك للشعب العراقي مسألة إدارة شئون نفسه بنفسه، لا أن تتولى الأمم المتحدة إدارة شئون العراق.. فهذا غير وارد، لأن كان من المفترض أن تدير الأمم المتحدة الأمر قبل دخول قوات الاحتلال العراق التي دخلت بذريعة ما يسمى بأسلحة الدمار الشامل، وفي حقيقة الأمر لا يوجد أسلحة دمار شامل بل الهدف هو احتلال العراق وإسقاط نظام البعث هناك .وقال فخامة الأخ على عبد الله صالح رئيس الجمهورية أن القمة مثل بقية القمم الإسلامية التي سبق وأن عقدت في كثير من الأماكن.. مشيرا إلى انه ليس هناك شيء جديد وان القرارات روتينية لا يوجد فيها تحديد مواقف .وأضاف فخامة الرئيس على عبد الله صالح في تصريحات صحفية أدلى بها اليوم لوسائل الإعلام على هامش اجتماعات قمة المؤتمر الإسلامي العاشرة المنعقدة في ماليزيا قائلاً.. ” نتمنى أن يكون هناك شيء جديد في هذه القمة، وان تخرج بقرارات فاعلة وإيجابية وعلى وجه الخصوص ما يدين إسرائيل ويفرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية لأنها هي تقود الإرهاب، وما المتطرفين الإسلاميين إلا جزء من تربية المخابرات الإسرائيلية. وأشار فخامة الأخ الرئيس، إلى أن ما يحصل في الوطن العربي والعالم الإسلامي أو العالم بشكل عام من إرهاب ورائه الحكومة الإسرائيلية وعلى وجه الخصوص ما تقوم به من أعمال صلف وتنكيل للشعب الفلسطيني وأخرها ما حدث من عدوان على سوريا الشقيقة وأيضا لبنان. وفي رده عن سؤال عما إذا كانت القمة الإسلامية بحجمها وثقلها مؤهلة لأن تحتل مقعدا في مجلس الأمن، قال فخامته.. نعم الأمة الإسلامية عندما توحد صفوفها وتنبذ الخلافات وتتعمق الثقة وتتبادل المنافع وتقيم السوق الإسلامية المشتركة لتكون أمة واحدة، نستطيع أن نكون كيان مثل بقية الكيانات الأخرى.وأكد فخامة الأخ الرئيس أن جماهير الأمة العربية والإسلامية تطمح بأن يخرج المؤتمر بقرارات تعبر عن طموحاتها وتطلعاتها لتجاوز الواقع الذي فرضته المتغيرات خاصة ما يتعلق بقضية / الإرهاب / وانعكاساتها السلبية على الواقع العربي والإسلامي.وجدد فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية التأكيد على أهمية إتاحة الفرص للشعوب لصياغة نظامها السياسي بالطريقة التي تريدها وبما يخدم تطورها التنموي في مختلف المجالات .وأدان فخامته ما تتعرض له الجمهورية العربية السورية الشقيقة من ضغوط من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي فرضت عليها عقوبات بهدف إخضاعها وإرهابها لكي تسير في الطريق الذي تريده .وعبر فخامة الأخ الرئيس في مقابلة آجرتها معه قناة / الجزيرة / الفضائية عن تطلعه في أن تخرج هذه القمة أو أي قمة عربية أو إسلامية أخرى بقرارات تفرض مقاطعة أو تجميد العلاقات مع الكيان الإسرائيلي. وقال ” إذا لم تفرض عقوبات على إسرائيل من العالم الإسلامي والعربي فكيف تنتظر من المجتمع الدولي أو الدول الأخرى أن تفعل ذلك “.. وأضاف إن العرب متضررون من إسرائيل فاراضيهم محتلة سواء في فلسطين أو الجولان أو جنوب لبنان، والأقصى يرزح تحت الاحتلال والإرهاب الصهيوني، وإسرائيل تصول وتجول بطائرات الـ إف 16 والاباتشي على المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.. فأي إرهاب اكثر من هذا الإرهاب الصهيوني واذا كانت هناك أعمالا متطرفة من بعض الإسلاميين فإنه لاشك نتيجة التعبئة الخاطئة من أولئك الذين ربتهم المخابرات الأمريكية والإسرائيلية أثناء الحرب الباردة .وقال ” لقد كنا نتطلع من هذه القمة إلى قرارات فاعلة تجبر إسرائيل على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية مالم يتم طردها من الأمم المتحدة فإذا كانت هذه المؤسسة الدولية والأمم المتحدة قد اتخذت جملة من القرارات لم تنفذ من قبل إسرائيل، بالإضافة إلى عدم التزام إسرائيل تنفيذ كافة الاتفاقات ومنها الأرض مقابل السلام، مؤتمر مدريد، خارطة الطريق، والمبادرة العربية لسلام، وكلها ضربت بها إسرائيل عرض الحائط… إذا لابد من فرض عقوبات على إسرائيل، ونحن لا نقول إعلان الحرب عليها بالمدافع والدبابات بل المواجهة السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، ولابد أن يكون لنا موقف واضح من أجل فرض عقوبات على إسرائيل ومقاطعة الشركات التي تتعامل معها. وأضاف الأخ الرئيس قائلاً ” أليس من الأجدى أن نقاطع نحن إسرائيل كأمة عربية واسلامية أولا.. إذ كيف تنظر من الاتحاد الأوروبي أو الأفريقي أو غيره أن يقفوا معنا في الوقت الذي نحن نركض للتطبيع مع إسرائيل واذا وجدت الدول المجاورة نفسها مضطرة للتوقيع على اتفاقيات سلام سواء في كامب ديفيد أو وادي عربة فإنها الضرورة، ولكن غير مطلوب من الدول الأخرى أن تسارع للتطبيع مع إسرائيل “.وحول سؤال / للجزيرة / عما يطرح بأن الجسم العربي هو الجسم المريض في جسد الأمة الإسلامية قال الأخ الرئيس ” أن هذا صحيح وهذا نتيجة انعدام الثقة داخل الأسرة العربية، فالكل يخاف من الآخر ولو تعمقت الثقة فيما بين العرب أنفسهم واقلعوا عن التآمر على بعضهم البعض والكبرياء على بعضهم أو الاستهانة بالآخرين لما وصلت الأمة العربية إلى مثل هذا الهوان الذي تعيشه الآن وقال ” أن اليمن دعت إلى إقامة اتحاد للدول العربية من أجل تفعيل العمل العربي المشترك وإيجاد آليات اكثر تطوراً مما هو قائم حالياً، لان الآليات الراهنة قديمة مثلها مثل الخطاب السياسي الذي سمعناه سواء في قمة شرم الشيخ أو الدوحة أو ماليزيا فالخطاب هو نفس الخطاب الذي ظللنا نردده منذ الستينات.. شجب وأدانه واستنكار، وحرص العرب على السلام.. ونحن تقدمنا في قمة بيروت بمبادرة للسلام وعلى الفور قامت إسرائيل بالرد ونحن لم نخرج بعد من بيروت وقامت باقتحام الضفة وغزة وفعلت ما فعلت “.وحول الخطاب الذي وجهه الأخ الرئيس إلى القمة الإسلامية العاشرة قال الأخ الرئيس ” أن خطابي هو نفس الخطاب العربي فنحن نتأثر بنفس الخطاب، وخطابي الروتيني أنا وزعته نظراً لضيق الوقت، ولكن خطابي الجديد هو ما أقوله الآن لك وهو غير ما هو مكتوب.. فلماذا وصلت امتنا إلى هذا الوهن أو الهوان.. إنما هو نتيجة المجاملات وكل منا يجامل الآخر وهو بفعل شيء أخر “.وعن سؤال حول السبب في هذه الصراحة التي يتميز بها الأخ الرئيس في حديثه ومواقفه قال الأخ الرئيس ” لقد تعودت على مثل هذه الصراحة ولا شيء هناك ما أخاف عليه لا منصب أو مال فلا شيء نخاف عليه، ولكنني أخاف على أمتي من هذا الوهن وما تتعرض له من إساءات وعدوان من قبل أعدائها وهي خير أمة أخرجت للناس بإمكانياتها البشرية والمادية والثقافية وتراثها الحضاري” .وحول سؤال عن الأولويات المطلوبة هل هي في الجانب السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي أو الديمقراطي قال الأخ الرئيس ” أن ذلك كله يشكل منظومة متكاملة فلا يمكن أن يكون هناك ديمقراطية بدون اقتصاد أو ثقافة فجميعها منظومة واحدة ولكن علينا أولا أن نعمل من أجل أيجاد التضامن فيما بيننا وهو الذي سيؤدي إلى التكامل الاقتصادي، وعلينا أن نسأل أنفسنا ماذا نريد من هذه القمم.. نحن وكما قلت نريد أن نخرج بقرارات تدين إسرائيل وإيقاف أي تعامل معها، ومجرد أن لوح العرب باتخاذ موقف بتجميد بيع النفط لمدة ثلاثين يوماً تراجعت إسرائيل عن تهديداتها لعرفات.. صحيح هناك من يقول بأن العرب هم المستفيدون من بيع النفط ولكنه سلاح من أسلحة المواجهة.. والاهم كما قلت هو المواجهة السياسية والمواجهة الاقتصادية، وأنا قلت علينا إيقاف التطبيع أو تجميد العلاقات وحتى تنصاع إسرائيل الخارطة الطريق وللمبادرة العربية ولقرارات الشرعية الدولية” .وحول سؤال عن علاقة المتطرفين الإسلاميين بالأجهزة الاستخبار تيه الغربية والإسرائيلية قال الأخ الرئيس ” لو نعود بالذاكرة إلى ما قبل انهيار الاتحاد السوفيتي كان الدفع من قبل الولايات المتحدة وأوروبا لهؤلاء وإرسالهم إلي أفغانستان لمواجهة المد الشيوعي وانتقل هؤلاء بدعم عربي واسلامي إلى أفغانستان تحت مرأى المخابرات الأمريكية والإسرائيلية وبتشجيع منها .ودعا الأخ رئيس الجمهورية إخوانه قادة الأمة العربية والإسلامية إلى توحيد الكلمة والصف ومواجهة التحدي، وقال ” علينا أن نخاف الله في شعوبنا وان نواجه التحدي بتحدي ولا ينبغي أن نطأطأ رؤوسنا وعلينا كأبناء أمة عربية واسلامية أن نرفع رؤوسنا وأن نحترم أنفسنا لكي يحترمنا الآخرون .وفي تصريح أخر لقناة العربية الفضائية والتلفزيون القطري قال الأخ الرئيس أن ما تطمح إليه الأمة العربية والإسلامية وما يطمح إليه القادة العرب والمسلمين من القمة الإسلامية هو اتخاذ قرارات تتوافق مع الطموحات.. وقال إن الإرهاب الدولي سواء الفكري أو الإعلامي جعل العالم يفقد توازنه، والحقيقة أن القرارات لا تنسجم مع طموحات القيادات والشعوب العربية والإسلامية. وعبر الأخ الرئيس عن إدانته لقرار الكونجرس الأمريكي بمحاسبة سوريا وفرض عقوبات ضدها وقال إننا في اليمن والأمة العربية والإسلامية ندين هذا القرار وهو يقع في إطار الإرهاصات من أجل إخضاع سوريا لكي تسير في الفلك الذي تريده الولايات المتحدة الأمريكية.