رئيس الجمهورية يعلن كفالة 500 يتيم من أبناء شهداء فلسطين ويتبرع بنصف مليار ريال لمؤسسة الصالح
أعلن فخامة الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية عن كفالة 500 يتيم من أبناء شهداء فلسطين من مؤسسة الصالح، ومنح 100 درجة وظيفية للمؤسسات الخيرية في كل أنحاء الوطن، وتبرعه بمبلغ نصف مليار ريال لمؤسسة الصالح.
واعرب فخامة الرئيس في كلمة له اليوم بالمهرجان الثالث لليتيم الذي اقامته مؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية وبمشاركة عدد من دور رعاية الايتام في امانة العاصمة صنعاء، تحت شعار ” خذ بيدي ” وبمناسبة الاحتفال بيوم اليتيم العربي – اعرب فيها عن الشكر لمؤسسة الصالح على حسن الأداء والترتيب الجيد لمهرجان اليتيم.. وقال ” هذا العمل الخيري الانساني مطلوب، وادعو فاعلي الخير للمزيد من تبني مثل هذا العمل الخيري والانساني، وسيحظون بدعم الحكومة لمثل هذه المؤسسات الخيرية التي ينبغي أن تنتشر وتتوسع في كل ربوع الوطن والاتكون محصورة على العاصمة صنعاء”.
وأضاف ” ان هذا العمل الخيري والانساني عمل جيد ورائع، ولكن لاينبغي على القائمين على مثل هذه الاعمال الانسانية ان يركضوا وراء الكسب لمصالحهم الشخصية وانما لعمل الخير وكفالة اليتيم، وحل مشكلة المعوق والكفيف، ومعالجة المريض، فكل هذه أعمال انسانية بحتة، ولاينبغي ان ينحصر العمل الخيري على كفالة اليتيم فحسب، وانما هناك عدة انشطة ومجالات يجب ان تقوم بها المؤسسات الخيرية والانسانية وبدعم من مؤسسات الدولة”.
وقال ” نحن نوافق وندعم انشاء قرى شعبية لأسر الايتام، وعلينا ان نكفل اليتيم في مسكنه أو بيته، وان نوفر له المدرسة والكتاب والمال والمآكل والمشرب، ونبني هذا اليتيم الذي ينبغي ان يحظى بتربية ورعاية اسرته أو اقاربه إذا توفى الأب والأم، فهناك الاخ والاخت والعم والعمه وأولاد العمومة، فينبغي ان لانفصلهم عن اسرهم فيشعرون بالوحشة، لأنه احياناً قد يقوم بعض فاعلي الخير ببناء مراكز للأيتام تفصلهم عن اسرهم وأقاربهم ، وهذه عملية غير ايجابية، فينبغي ان نكفله وندرسه في المدرسة ونحل مشاكله ونعالجه ونعالج المعاقين، لكن ينبغي ان يعيش في محيط اسرته”.
وقال فخامة الرئيس ” اليتيم له شأن عظيم ، الايتام فجروا ثورة سبتمبر الخالدة وصنعوا التاريخ، ويجب ان لايشعر اليتيم بالحسرة او الوهن، فالايتام لهم شأن عظيم، فقد فجروا ثورة سبتمبر واكتوبر وتغير التاريخ في الوطن اليمني من نظام إمامي كهنوتي الى نظام جمهوري ديمقراطي ، هذا هو الفرق.. كان هناك حكم الفرد العنصري والطغيان والجهل والفقر والتخلف.. كان هذا هو الوضع في اليمن في عهد النظام الامامي ، عزلوا الشعب عن محيطه العربي والدولي فكان الشعب محاصر، فتفجرت الثورة، وهي ثورة وليست انقلاب كما يزعم البعض، ولكنها ثورة شعب ضد الظلم والفقر ضد الجهل والجوع.. وتفجرت ثورة سبتمبر الخالده على أيدي أولئك الشهداء والمناضلين الاحرار من مدرسة الايتام.. فمعظمهم تخرجوا من مدرسة الايتام.. فصنًاع التاريخ هم من الايتام.
ومضى فخامته قائلا ” أطمأن ابنائي الايتام واليتيمات انهم سوف يحظون بكل الرعاية والاهتمام من قبل الدولة ومن قبل المؤسسات الخيرية وفاعلي الخير، وأدعو فاعلي الخير ان يتبرعوا بسخاء وليس هناك غضاضة أو خسارة عليهم.. تبرعوا بسخاء إنها براءة للذمة وتطهير لكم ولأموالكم ، وأحثكم على التبرع”.
وأضاف “الصندوق الاجتماعي للتنمية سوف يتبنى البنية التحتية للمدن والقرى الشعبية التي سوف تنشأ للأيتام.. ولقد تبرعت قبل بضعة أيام بمبلغ نصف مليار ريال لمؤسسة الرحمة، واليوم اتبرع بنفس المبلغ لمؤسسة الصالح.. وأملي ان يجود الناس بالتبرعات، فليس هناك خسارة على الإطلاق، فالتبرع بالريال والدينار كلها تشكل في حصيلتها سلة من التبرعات لصالح اليتيم”.
وتابع فخامة الرئيس قائلا ” يجب ان نكفل اليتيم في كافة انحاء الوطن.. وأنا أعلن عن كفالة /500/ يتيم من أبناء شهداء فلسطين من مؤسسة الصالح.. كما أعلن عن منح /100/ درجة وظيفية للمؤسسات الخيرية في كل انحاء الوطن.. وإنشاء الله هذه بداية لكفالة عدد من أيتام فلسطين، وسوف نكفل في الاعوام القادمة ما نستطيع من اعداد من أيتام فلسطين.. مجددا الشكر لكل من أعد لهذا المهرجان، ولكل من سوف يتبرع بسخاء للعمل الخيري.
وكان المدير التنفيذي لمؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية علي عبدالرحمن الاكوع قد اعلن عن بدء تأسيس مشروع الصالح للاسهم التنموية والذي من خلاله يمكن توسيع دائرة الاهتمام والمشاركه لابناء المجتمع في رعاية اليتيم وكفالته وتنمية قدراتة ومواهبة كي يصبح عنصرا فاعلا ومنتجا في المجتمع.
واكد الاكوع على أهمية تكاتف الجهود الرسمية والشعبية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية ومد يد العون والتعاون مع هذه المؤسسة لتتمكن من توسيع انشطتها وفعاليتها الخيرية تجاه أبناء المجتمع وبالاخص فئة الايتام.. لافتاً الى ان هناك خطط وبرامج تستهدف الجمعية تنفيذها في اطار حرصها على توسيع انشطتها وفعالياتها الخيرية تجاه محتاجي الرعاية ومن هذه البرامج العديد من المشاريع التنموية التي تتبناها المؤسسة حالياً وتحتاج الى الدعم لتنفيذها ومنها مشروع القرى الشعبية والذي يهدف الى توفير أسباب الاستقرار والامن الغذائي للأرامل والأيتام والتشجيع على الزراعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي وايجاد خدمات متكاملة لنظام القرى الشعبية.
مقدماً والشكر والعرفان لفخامة الاخ رئيس الجمهورية الراعي الكبير والاول لكل أبناء الوطن وأيتامه وكل من ساهم ويساهم في العمل الخيري في تخفيف المعاناه عن الايتام.
كما قدمت خلال المهرجان أناشيد ترحيبية ووطنية وفقرات مسرحية هادفة ومؤثرة قدمها الايتام واليتيمات في مؤسسة الصالح ودور الرعاية الاجتماعية.
كما القى طفل وطفلة من الايتام كلمتين ترحيبيتين عبرتا عن الإمتنان والتقدير لما يحظى به الايتام واليتيمات في مؤسسة الصالح للتنمية الاجتماعية وعدد من دور الرعاية الاجتماعية المشاركة في المهرجان من الرعاية والاهتمام.. مشيرين بأن تلك اللمسات الانسانية الحانية التي يحظون بها قد أنتشلتهم من الحرمان وعوضتهم عن الشعور باليتم.
كما قدمت في المهرجان فقرة مسرحية من فرقة القدس عن زهرة المدائن عكست معاناة أبناء الشعب الفلسطيني وأطفاله في ظل الاحتلال وما يرتكبه من أعمال عدوان وقتل وتنكيل وانتهاك للحقوق الانسانية للشعب الفلسطيني الأعزل.
وفي ختام الحفل قام فخامة الرئيس بتكريم المتميزين من الايتام والمشاركين في المهرجان وتوزيع الشهادات التقديرية عليهم.
المصدر: سبأنت